الرئيس السوري في واشنطن لأول مرة منذ 79 عامًا
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء السبت، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة رسمية تُعد الأولى لرئيس سوري منذ ما يقارب ثمانية عقود، في خطوة وُصفت بأنها تحول تاريخي في العلاقات بين دمشق وواشنطن، بعد سنوات من القطيعة والعقوبات.
وقالت قناة الإخبارية السورية إن الشرع وصل قادمًا من البرازيل عقب مشاركته في قمة المناخ (COP30)، مضيفةً أنه سيجري، الاثنين، مباحثات رسمية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، تتصدرها ملفات رفع العقوبات الأميركية وإلغاء قانون قيصر، إلى جانب التعاون الأمني ومكافحة تنظيم داعش، وملف الاتفاق الأمني المرتقب مع إسرائيل.
وخلال لقائه منظمات سورية في واشنطن، دعا الشرع أبناء الجالية السورية إلى استثمار ما وصفها بـ"الفرصة النادرة" لإعادة إعمار البلاد، مؤكدًا أن "سوريا بحاجة إلى جهود أبنائها في الداخل والخارج لبنائها من جديد"، مشيرًا إلى أن العقوبات المفروضة على بلاده "في مراحلها الأخيرة"، وأن رفعها يمثل "خطوة نحو استعادة سوريا مكانتها الإقليمية والدولية".
وجاءت الزيارة بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية أنس خطاب، في مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وحظي بتأييد 14 دولة. واعتبر الشرع القرار "خطوة في الاتجاه الصحيح"، مشيدًا بالإجماع الدولي الذي تحقق "لأول مرة منذ سنوات طويلة بشأن ملف يتعلق بسوريا".
من جانبها، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لافيت قرار استضافة الشرع في واشنطن بأنه "خطوة تاريخية"، مؤكدة أن إدارة ترمب أحرزت "تقدمًا ملموسًا" في مسار رفع العقوبات، وأن اللقاء المرتقب بين الزعيمين سيتناول مستقبل العلاقات الثنائية وقضايا الأمن الإقليمي.
وتتزامن الزيارة مع مؤشرات متزايدة على تحوّل في السياسة الأميركية تجاه دمشق، إذ أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الإدارة تدعم إلغاء "قانون قيصر" ضمن مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الجاري مناقشته في الكونغرس، في إطار رؤية جديدة تهدف إلى "منح سوريا فرصة حقيقية للسلام والتنمية".
كما يُنتظر أن يبحث الرئيس السوري خلال زيارته التي تستمر حتى 11 نوفمبر الجاري، ملفات التعاون في مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى إمكانية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وفق ما نقلت مصادر أميركية لموقع "أكسيوس".
وتشكل هذه الزيارة، التي تأتي بعد نحو ثمانية وسبعين عامًا على آخر زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن، منعطفًا سياسيًا بارزًا في مسار العلاقات بين البلدين، وسط توقعات بأن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الدبلوماسي وإعادة صياغة الدور السوري في الشرق الأوسط.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الرئیس السوری
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب
صوّت مجلس الأمن الدولي الخميس لصالح مشروع قرار يقضي برفع العقوبات الأممية عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، وذلك بتأييد 14 دولة وامتناع الصين عن التصويت.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، فإن مشروع القرار الذي صاغته واقترحته الولايات المتحدة الأمريكية نص على رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، حيث تم تعميمه على أعضاء المجلس في وقت سابق ووُضع تحت ما يُعرف بـ “إجراء الصمت”، الذي يتيح للدول الأعضاء تقديم ملاحظاتها قبل طرحه للتصويت.
وحصل القرار على تأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت، فيما لم يستخدم أي من الأعضاء الدائمين حق النقض “الفيتو”، ما أتاح تمرير القرار الذي كان يحتاج إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل.
ويأتي هذا القرار قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة يوم 10 نوفمبر الجاري، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز مسارات السلام في الشرق الأوسط.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن “الرئيس ترامب يعتزم لقاء نظيره السوري في إطار جهود الإدارة الأمريكية لدعم السلام وإعادة الاستقرار إلى المنطقة”، مؤكدة أن واشنطن “ترى تقدماً إيجابياً في ظل القيادة السورية الجديدة”.
يُذكر أن الرئيس أحمد الشرع تولّى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وأجرى منذ ذلك الحين عدة زيارات خارجية هدفت إلى إعادة بناء العلاقات مع القوى العالمية، فيما تعد زيارته المرتقبة إلى واشنطن الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ عام 1967.
الخارجية الصينية: الظروف لم تتهيأ بعد لرفع “هيئة تحرير الشام” من قائمة العقوبات الأممية
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، إن الظروف لم تتهيأ بعد لرفع “هيئة تحرير الشام” وأعضائها الرئيسيين من قائمة العقوبات الأممية الصادرة عن لجنة مجلس الأمن الدولي المنشأة بموجب القرار 1267.
وجاء تصريح المتحدث خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، رداً على سؤال حول اقتراح بعض الدول رفع العقوبات المفروضة على الجماعة السورية، حيث أوضح أن هناك “اعتقاداً واسع النطاق بأن الظروف الراهنة لا تسمح باتخاذ هذه الخطوة”، مضيفاً أن الصين تبدي تحفظات جدية حيال ذلك.
وأكد كون أن بلاده تحث السلطات السورية الجديدة على اتخاذ تدابير ملموسة تستجيب لمخاوف المجتمع الدولي في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مشدداً على أن على سوريا أن “تتصدى بكل قوة لجميع أشكال القوى الإرهابية والمتطرفة”.
وكانت إدارة العمليات العسكرية السورية قد أعلنت، عقب اجتماع لقادة الفصائل العسكرية الثورية مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، عن اتفاق على حل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية.
وأوضح وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال، اللواء مرهف أبو قصرة، أن الوزارة تعمل على تحويل جميع الوحدات العسكرية والفصائل المنتشرة على امتداد الأراضي السورية إلى إطار تنظيمي موحد، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الأمني والعسكري في البلاد.
يُذكر أن “هيئة تحرير الشام” هي جماعة سلفية جهادية تشكلت في 28 يناير 2017 عبر اندماج عدد من الفصائل المسلحة، منها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، ولواء الحق، وحركة نور الدين الزنكي.
وعلى الرغم من إعلان الهيئة في عام 2016 عن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، إلا أنها لا تزال مدرجة على قوائم التنظيمات الإرهابية الدولية بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
المندوب الأمريكي بمجلس الأمن يدعو إلى تخفيف العقوبات على سوريا
دعا المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن، مايك والتز، الدول الأعضاء إلى دعم جهود تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، في إطار تحسين الظروف المعيشية للشعب السوري وتعزيز فرص التنمية.
وأشار والتز خلال جلسة مجلس الأمن إلى أن الولايات المتحدة ترحب بالجهود السورية لتعزيز علاقاتها مع جيرانها، معتبرًا أن هذه الخطوات تأتي استجابة للقرار السابق للرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات.
وشدد المندوب الأمريكي على ضرورة أن يدعم المجلس الجهود الرامية إلى تخفيف العقوبات الأممية على سوريا، موضحًا أن الهدف من ذلك هو ضمان رفاهية الشعب السوري ومنح البلاد فرصة لتحقيق التنمية المنشودة.
وأضاف والتز أن واشنطن تتابع باهتمام التحركات الإقليمية السورية، معربًا عن أمله في أن تمهد هذه الخطوات الطريق نحو حل شامل للأزمة السورية.