قال الباحث الإسرائيلي إيال زيسر إنه قبل عامٍ واحدٍ بالضبط، انتهى "الصراع" على الحدود الشمالية مع حزب الله بما بدا وكأنه "هزيمةٌ ساحقة"، معتبرا ان  "حزب الله هُزم وخسر قادته وكبار قادته، وعلى رأسهم حسن نصر الله، بالإضافة إلى جزءٍ كبيرٍ من قدراته العسكرية، وبدا أنه لن يتعافى أبدًا".

وأضاف زيسر في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "في لبنان، انتُخب رئيسٌ وشُكِّلت حكومةٌ أعلنت التزامها بنزع سلاح الحزب، ولم يكن أمام الإدارة الأمريكية، المتفائلة والمنفصلة عن الواقع كعادتها، خيارٌ سوى التأكيد على أن تحقيق اتفاق سلامٍ إسرائيلي لبناني مسألة وقت".



وأكد "لكن في الحروب بين إسرائيل والعرب، لا توجد انتصارات مطلقة أو قرارات حاسمة، نهزم جيوش العدو، لنكتشف بعد أيام قليلة من إعلان وقف إطلاق النار أنها لا تزال حية ترزق. كان هذا هو الحال بعد الانتصارات العظيمة في حرب الاستقلال (أحداث النكبة) وعملية قادش (بداية للعدوان الثلاثي على مصر)، وكذلك في حرب الأيام الستة (نكسة 1967)، عندما جدد المصريون والسوريون إطلاق النار بعد أيام قليلة من هزيمتهم".


واعتبر أنه "في الحرب الحالية، يُعيد التاريخ نفسه. هذا هو الحال مع إيران، التي تُعيد بناء قدراتها تدريجيًا وتستعد للجولة القادمة، ومع حماس، التي لا تزال تُسيطر على القطاع بلا منازع. لكن يبدو أن لبنان يُمثل حالة فريدة من نوعها لفشل ذريع. ففي النهاية، لم يُمارس أي ضغط على إسرائيل لوقف قصف حزب الله، وقد بادرنا نحن، بمبادرة شخصية، إلى إبرام اتفاق معيب ومُشكوك فيه، كان يعلم الجميع أنه لا يُتيح لحزب الله أي فرصة للوفاء بشروطه".

وقال زيسر "كنا نعلم، ومع ذلك اتفقنا، آملين أن حزب الله - التنظيم الشيعي المتطرف الذي يُشكّل صراعه مع إسرائيل جوهر وجوده - سيُقرّر التصرّف بمسؤولية ويُلقي سلاحه. وبالطبع، كنا نأمل أن تُلقي الدولة اللبنانية - التي وصفها المبعوث الأمريكي توم باراك الأسبوع الماضي، عن حق، بأنها دولة فاشلة ومُختلّة وظيفيًا - بجيشها في وجه حزب الله، الأقوى والأكثر تصميمًا من الجيش اللبناني بعشرات المرات".

وأشار إلى أنه "هكذا، بعد عام من النصر الكبير في لبنان، يتبين أن شيئًا لم يحدث، وأن إنجازات الحرب تتآكل. ورغم أن حزب الله يتجنب الظهور العلني، ويمتنع عن العمل ضد إسرائيل، أو حتى الرد على هجماتها، فإنه يفعل ذلك ليس لأنه أصبح "متحمسًا للصهيونية"، بل لاعتبار بارد ورصين، تمامًا مثل حماس، أن هذا هو الوقت المناسب للتراجع حتى يهدأ الغضب، وانتظار فرصة سانحة".

وذكر أنه "في هذه الأثناء، يستعيد التنظيم قوته، ويحافظ على الدعم بين أفراد المجتمع الشيعي في لبنان، بل ويجد طرق تهريب الأسلحة من إيران لتحل محل تلك التي فقدها مع سقوط نظام بشار الأسد.. وحزب الله قليل الكلام، لكنه يُؤكد أنه لا ينوي تسليم سلاحه، وأن "المقاومة" خياره الاستراتيجي. السؤال ليس ما إذا كان سيستأنف عملياته ضدنا، بل متى".

وأضاف أنه "أمام هذا الواقع تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي، ويبدو أن بيننا من يفتقد الأيام السعيدة لـ "المقاومة الفلسطينية"، التي نفذنا خلالها عدداً لا يحصى من العمليات الصغيرة الناجحة التي لم تسفر عن أي تغيير حقيقي في الواقع".

واعتبر أنه "بينما تتباهى إسرائيل بحرية التصرف التي تتمتع بها في لبنان، وبالضربات التي توجهها لإرهابيي حزب الله الصغار، يبدو أن هذه الأفعال تستهدف الرأي العام والإعلام أكثر مما تهدف إلى إيذاء حزب الله بشكل مؤلم وشديد. هل يظن أحد حقًا أن حزب الله، الذي يملك عشرات الآلاف من المسلحين تحت تصرفه، سيستسلم لأننا قتلنا 300 من عناصره خلال العام الماضي؟".


وقال "لقد خفّض حزب الله من شأنه، ولم نعد نسمع تهديداتٍ وتباهيًا بقدراته، التي كانت تُؤرق صناع القرار الإسرائيلي. أصبح الحزب أقلّ كلامًا، ويتحدث بضعف، لكنه لا يزال يُعلن بوضوحٍ وحزمٍ أنه لا ينوي التخلي عن سلاحه، وأن "المقاومة" خياره الاستراتيجي.. وحزب الله يحسب خطواته بالسنوات، لذا من وجهة نظره، قد يدوم الهدوء الخادع على الحدود الشمالية طويلًا. لكن السؤال ليس ما إذا كان التنظيم سيجدد عملياته ضدنا، بل متى".

وختم بالقول إنه "من المناسب والمستحب أن تتحرك إسرائيل بعزم أكبر لإحباط التهديد القادم من الشمال، وإن لم تفعل، فعلى الأقل أن تراقب حزب الله عن كثب، حتى لا نفاجأ مرة أخرى. ففي نهاية المطاف، بدأ العد التنازلي لتجدد الصراع على الحدود اللبنانية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي حزب الله لبنان لبنان إسرائيل حزب الله الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي خطير ضد «حزب الله» والجيش اللبناني في دائرة التهديد

يشهد جنوب لبنان تصعيدًا ميدانيًا إسرائيليًا وصفته مصادر محلية ودولية بـ”الخطير”، بعد أن شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية، الخميس، بزعم منع حزب الله من إعادة التسلح، في مؤشر على انتقال التهديدات الإسرائيلية من ضربات متقطعة إلى مرحلة أكثر حدة.

وقد واجهت الهجمات انتقادات دولية، ممثلة في القوة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي اعتبرتها “انتهاكًا واضحًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″، محذرة من أن أي عمل عسكري واسع النطاق يهدد سلامة المدنيين ويقوض المساعي السياسية والدبلوماسية في المنطقة.
ودعت اليونيفيل إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات وحثت الجهات اللبنانية على تجنب أي رد يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.

الاتهامات الإسرائيلية للحكومة اللبنانية

تتهم تل أبيب الحكومة اللبنانية بالتقصير في مواجهة حزب الله، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي يلزم الطرفين بوقف إطلاق النار ونزع سلاح الحزب، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، رغم احتفاظها بعدة مواقع.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر استخباراتية أن الجيش اللبناني لا يعيق عمليات إعادة تسلح حزب الله، وأن نقل أسلحة وتدريبات جديدة تمت أحيانًا بتعاون مباشر مع الجيش اللبناني. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى تحديد مهلة للحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب قبل تنفيذ عملية هجومية واسعة، دون كشف الموعد النهائي لهذه المهلة.

أهداف الهجمات الإسرائيلية

تركزت الغارات الأخيرة على جنوب لبنان وبيروت، واستهدفت خصوصًا وحدة قوة الرضوان التابعة لحزب الله، بهدف قطع الطريق على ترميم قدرات الحزب العسكرية. وأكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي على استمرار العمليات الهجومية للحفاظ على أمن البلدات الحدودية ومنع تموضع الحزب قرب الحدود.

السياق الدولي والعقوبات الأمريكية

تزامن التصعيد الميداني مع إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على شبكة مالية لحزب الله، متهمة عناصر فيها بنقل عشرات الملايين من الدولارات من إيران لدعم أنشطة الحزب شبه العسكرية.
وذكرت تحليلات نشرت في فورين بوليسي أن استهداف شبكات التمويل الخارجية لحزب الله يعد خطوة حاسمة لتقويض قدراته في لبنان.

الموقف اللبناني وحزب الله

من جهته، أكد حزب الله التزامه بوقف إطلاق النار، لكنه احتفظ بـ”حقه المشروع” في مقاومة ما وصفه بـ”الاحتلال الإسرائيلي”.
وأوضحت الحكومة اللبنانية أنها نزعت حوالي 85% من مخابئ أسلحة الحزب في جنوب لبنان، وتسعى لاستكمال نزع السلاح بحلول نهاية العام، بينما تواجه ضغوطًا إسرائيلية لتسريع العملية، في وقت قد يؤدي فيه أي تحرك سريع إلى تأجيج التوتر الداخلي.

مقالات مشابهة

  • العد التنازلي لحرب لبنان بدأ.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث
  • هجمات لحزب الله.. تقريرٌ إسرائيليّ يكشف ما تستعدُّ له تل أبيب
  • 3 قتلى في قصف إسرائيلي على لبنان والاتحاد الأوروبي يدين التصعيد
  • ثلاث ملاحظات من جعجع على الرسالة التي وجّهها حزب الله إلى الرؤساء الثلاثة
  • نائب من حزب الله يحذر من “أفخاخ أمريكية وإسرائيلية” في لبنان
  • تصنيع طائرات هجومية في بيروت.. هذا آخر تقرير إسرائيليّ
  • تصعيد إسرائيلي "خطير".. الجيش اللبناني في دائرة التهديدات
  • تصعيد إسرائيلي خطير ضد «حزب الله» والجيش اللبناني في دائرة التهديد
  • إعلام إسرائيلي يزعم أن الهجمات على لبنان تستهدف تفكيك سلاح حزب الله