سلط تقرير لصحيفة "إل باييس" الإسبانية يسلط الضوء على الوثائق الجديدة المسربة في قضية جيفري إبستين، وتداعياتها المحتملة على عدد من الشخصيات البارزة، وفي مقدمتها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الأعضاء الديمقراطيين في لجنة المراقبة بمجلس النواب الأمريكي نشروا ثلاثة رسائل من بريد إبستين الإلكتروني لم يُكشف عنها سابقا، وردّ الأعضاء الجمهوريون في اللجنة ذاتها بتسريب 20 ألف وثيقة جديدة، لتعود القضية مجددا إلى الواجهة.



وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى الرسائل كانت موجهة لجيسلين ماكسويل، شريكة إبستين التي تقضي عقوبة بالسجن عشرين عاماً، والرسالتان الأخريان موجهتان للصحفي مايكل وولف.

وفي الرسالة الموجهة إلى ماكسويل عام 2011، أشار إبستين إلى إحدى الضحايا، دون ذكر اسمها، قائلاً إنها "قضت ساعات مع ترامب في مقر إقامتي". وأضاف: "أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح بعد هو ترامب"، في إشارة إلى أن ترامب لم يتحدث أبدا عن ذلك اللقاء.

وأكد البيت الأبيض لاحقًا أن الضحية المقصودة كانت فيرجينيا جوفري، التي انتحرت في وقت سابق من العام الجاري، بعد شهر من نجاتها من حادث دهس في أستراليا. وكانت جوفري قد صرحت سابقًا أنها لم ترَ ترامب يشارك في جرائم إبستين.

وفي رسالة بريد إلكتروني موجهة إلى وولف في كانون الثاني/ يناير 2019، ألمح إبستين - الذي توفي في آب/ أغسطس من ذلك العام في زنزانة شديدة الحراسة أثناء انتظار المحاكمة - إلى أن رئيس الولايات المتحدة آنذاك كان على علم بأفعاله.

أما الرسالة الأخرى الموجهة إلى وولف فإنها تعود إلى عام 2015، خلال الحملة الانتخابية الأولى التي أوصلت قطب العقارات ونجم تلفزيون الواقع إلى البيت الأبيض. في هذه الرسالة، يقترح إبستين على الصحفي استخدام المعلومات التي يمتلكها عن ترامب لابتزازه.

وذكرت الصحيفة أن حلفاء ترامب شنوا هجوماً مضاداً، واتهموا الديمقراطيين بتلفيق الوثائق وانتقائها بما يخدم اتهاماتهم. 

وجاء الرد الحاسم من رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، الجمهوري جيمس كومير، بنشر جميع الوثائق دون تمييز عبر منصة رقمية يصعب تتبعها، تاركاً لوسائل الإعلام مهمة تنقية هذا الكم الهائل من المعلومات وغربلتها، سعياً وراء بلورة حقائق ملموسة من بين ركام تلك الوثائق.



مستشارة أوباما
وأضافت الصحيفة بأن اسم ترامب يتكرر بشكل في الوثائق المسربة، لكن لا يوجد أي تبادل مباشر للرسائل بينه وبين إبستين. 

وفي إحدى الوثائق، يصف إبستين الرئيس ترامب بأنه "على حافة الجنون"، وفي أخرى يشبّه تصرفاته بـ"ماعز مجنونة"، بعد أن صدر أمر بحظر دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة في بداية رئاسته الأولى.

وحسب الصحيفة، قد تكون الرسالة الأكثر إثارة هي تلك التي أرسلها إبستين عام 2018 إلى كاثرين روملر، المستشارة في البيت الأبيض خلال رئاسة باراك أوباما، حيث كتب: "أعرف مدى فساد دونالد"، في إشارة إلى قضية مايكل كوهين المقرب سابقا من ترامب، والذي أقر بالذنب في جرائم اتحادية تتعلق بتمويل حملة هيلاري كلينتون الرئاسية. 

في إطار اتفاق تعاون مع الادعاء، اتهم كوهين ترامب بقضية فساد عام 2016 تتعلق بدفع أموال لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز للتستر على علاقة غرامية خارج إطار الزواج، وهو ما نفاه ترامب.

كما تقدّم الوثائق معلومات جديدة عن علاقات إبستين مع شخصيات مثل المفكر الشعبوي ستيف بانون، الذي قدم له إبستين المشورة لزيادة شعبيته في أوروبا، أو بيتر ثيل، مؤسس بايبال المقرب من نائب الرئيس الحالي جيه دي فانس، والذي تلقى دعوة لزيارة جزيرة الملياردير المتهم بالاتجار الجنسي. وقد أكد ثيل لصحيفة بوليتيكو أنه لم يقبل هذه الدعوة مطلقًا.

مؤامرات مع وولف
أوردت الصحيفة أن وولف وجَّه رسالة إلى إبستين قبل فوز ترامب المفاجئ في انتخابات 2016، تتضمن ما يبدو أنه اقتراح يهدف إلى تشويه سمعته في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية.

وقال وولف: "هذا الأسبوع لديك فرصة للحديث عن ترامب بطريقة قد تكسبك الكثير من التعاطف وتساهم في سقوطه. هل يهمك ذلك؟". 

ولم تكن هذه هي الوثيقة الوحيدة التي يتحدث فيها الرجلان عن إمكانية إسقاط المرشح الرئاسي آنذاك من خلال معلومات مُحرجة، لكن مثل هذه الرسائل غير موجودة في الوثائق الجديدة.

وحسب الصحيفة، فإن هذه التسريبات تعكس صورة سلبية عن الصحفي والكاتب مايكل وولف، وتُظهره كمستشار لإبستين في مجال الترويج لصورته.

وقد نشر وولف، الذي ألّف عدة كتب عن ترامب، مقطع فيديو على إنستغرام يوم الأربعاء الماضي، قال فيه: "أحاول الحديث عن هذه القصة منذ فترة طويلة. كانت بين إبستين والرئيس الأمريكي علاقة وثيقة لأكثر من عشر سنوات. ربما نكون على وشك الحصول على دليل قاطع".

كما تتضمن الرسائل الإلكترونية أدلة أخرى على أن إبستين كان يتابع عن كثب التطورات المتعلقة بصديقه القديم. ففي إحدى الرسائل، ينقل له أحد شركائه معلومات حول وضع ترامب المالي، وتُظهر رسالة أخرى اهتمامه بعملية تثبيت أليكس أكوستا في منصب وزير العمل.

خبير اقتصادي في قلب العاصفة
وقالت الصحيفة إن الوثائق المسربة الجديدة تكشف العلاقات الوثيقة بين إبستين ولورانس سامرز، الخبير الاقتصادي الشهير الذي عمل في إدارتي بيل كلينتون وباراك أوباما والذي أصبح فيما بعد رئيسًا لجامعة هارفارد.

وفي الرسائل، يدور الحديث بشكل واسع حول علاقة سامرز بسيدة من لندن، حيث قدّم له إبستين نصائح بشأنها. كما يتطرق الرجلان بالحديث عن ترامب، ففي رسالة إلكترونية عام 2017، يشير الخبير الاقتصادي إلى أنه زار المملكة العربية السعودية وعاد بانطباع أن السلطات المحلية تعتبر "دونالد مهرجًا يزداد خطورة في مجال السياسة الخارجية". وفي رسائل أخرى، يخطط الرجلان لتبرع من إبستين لمشروع مرتبط بجامعة هارفارد تشرف عليه زوجة سامرز، إليسا نيو.

لكن من خلال عشرات الرسائل المتبادلة بينهما، لا يمكن الخروج بأي استنتاج أن سامرز كان على علم بجرائم إبستين.



رسالة للأمير أندرو
تضيف الصحيفة أن علاقة الأمير أندرو بماكسويل وإبستين، إضافة إلى الاتهامات التي وجهتها له فيرجينيا جوفري، أدت إلى سقوط تدريجي في مكانته، وانتهت بقرار الملك تشارلز في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتجريده من لقب دوق يورك.

وتُظهر الوثائق رسالة بريد إلكتروني تعود إلى عام 2011، يرد فيها الأمير أندرو على رسالة من ماكسويل نقلها له إبستين. 

وتتعلق الرسالة بصحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، التي طلبت من الأمير أن يرد على مزاعم اعتداءات جنسية كان صحفيوها يستعدون لنشر تقرير بشأنها. ورد الأمير أندرو قائلاً: "مرحبًا! عمّ تتحدثون؟ لا أعلم شيئًا! أخبروني، من فضلكم. هذا لا يعنيني إطلاقًا. لم أعد أحتمل".

في 6 آذار/ مارس 2011، نشرت "ميل أون صنداي" تقريرا مرفقًا بصورة للأمير أندرو مع جوفري، الضحية التي انتحرت هذا العام. 

وفي مذكراتها التي صدرت بعد وفاتها، أكدت جوفري أنها أُجبرت ثلاث مرات على إقامة علاقة جنسية مع الأمير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الوثائق ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة وثائق ترامب ابستين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمیر أن عن ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

حملات إسرائيلية تستهدف كنائس أمريكا وتوجّه ChatGPT.. ما علاقة ترامب؟

أظهر تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تفاصيل وثائق رسمية تُظهر أن حكومة الاحتلال وقّعت خلال الشهور الأخيرة عقوداً بملايين الدولارات مع شركات أمريكية مقربة من الرئيس دونالد ترامب، بهدف تحسين صورة تل أبيب في الولايات المتحدة بعد تراجع التأييد الشعبي لها، خصوصاً بين المسيحيين المحافظين والإنجيليين، عقب العدوان الوحشي على قطاع غزة.

وتتضمن العقود، وفقاً للوثائق المسجلة في وزارة العدل الأمريكية، حملات دعاية واسعة تستهدف ملايين المصلين في الكنائس الأمريكية، واستخدام شبكات من "البوتات" ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى محاولات للتأثير على نتائج محركات البحث وإجابات أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، بما يجعلها أكثر ميلاً لوجهة النظر الإسرائيلية.

عقود مع مقربين من ترامب
أكبر هذه العقود وُقّع في آب/ أغسطس الماضي مع شركة Clock Tower X المملوكة لـ براد بارسكال، مدير الحملات الرقمية لترامب في انتخابات 2016 و2020.

العقد قيمته ستة ملايين دولار لأربعة أشهر فقط، ويهدف إلى “تطوير وتنفيذ حملة أمريكية واسعة لمكافحة معاداة السامية”، لكنه في الواقع يركز على تحسين صورة إسرائيل داخل الأوساط المحافظة.

وينص العقد على إنتاج أكثر من 100 مادة إعلامية أساسية شهرياً، تشمل فيديوهات وبودكاست وصوراً ورسائل مكتوبة، إضافة إلى آلاف النسخ المشتقة للوصول إلى نحو 50 مليون مشاهدة شهرياً، تتركز 80% منها على منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.

ويجري توزيع المواد عبر شبكة Salem Media، وهي تكتل إعلامي مسيحي محافظ يملك أكثر من 200 محطة إذاعية وموقع إلكتروني، يقوده حالياً بارسكال نفسه.


تراجع غير مسبوق في التأييد الشعبي
تركّز "إسرائيل" في هذه الحملات على الجمهور المسيحي، خصوصاً الإنجيليين، بعدما أظهرت استطلاعات Pew بين عامي 2022 و2025 تراجعاً حاداً في الدعم الشعبي لإسرائيل حتى بين المحافظين.

فقد ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون سلباً إلى الاحتلال من 42 بالمئة عام 2022 إلى 53 بالمئة عام 2025، وتشير البيانات إلى أن نصف الجمهوريين الشباب باتوا يحملون مواقف سلبية منها، في تراجعٍ غير مسبوق.

ويعزو محللون هذا التراجع إلى تداعيات الحرب في غزة، وإلى نظريات مؤامرة انتشرت في الأوساط اليمينية بعد مقتل المعلق المحافظ تشارلي كيرك، زاعمةً أن إسرائيل اغتالته بسبب انتقاده للحرب.

استهداف المصلين بالإعلانات
إحدى أبرز الحملات المقترحة أعدتها شركة Show Faith by Works التابعة للمستشار الجمهوري تشاد شنِتغر، وتتجاوز ميزانيتها ثلاثة ملايين دولار.

تركز الحملة على استهداف الكنائس والمنظمات المسيحية في الولايات الغربية من خلال ما وُصف بأنه “أكبر حملة تحديد مواقع جغرافية في التاريخ الأمريكي”، عبر رسم خرائط رقمية لكل كنيسة وكلية مسيحية رئيسية في ولايات ككاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وكولورادو، بهدف تعقّب الحاضرين خلال ساعات العبادة وتوجيه إعلانات لهم لاحقاً.

وتقدّر الوثائق حجم الجمهور المستهدف بنحو ثمانية ملايين مصلٍّ وأربعة ملايين طالب مسيحي.
وتتضمن الحملة رسائل دينية تبرر دعم إسرائيل عبر مقولات “كتابية”، وتتهم الفلسطينيين بأنهم اختاروا حماس ويدعمون “الإرهاب” ويشاركون إيران في “نية إبادة إسرائيل”.



التأثير على ChatGPT
الوثائق تشير إلى أن العقود الجديدة تمثل أول حالة موثقة لدولة تحاول التأثير على الخطاب الصادر من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وClaude.

ويتضمن عقد شركة Clock Tower X بنداً بعنوان “عمليات البحث واللغة” يهدف إلى “توليد نتائج موجهة في محركات البحث وأنظمة المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي”.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل انتقالاً من مرحلة تحسين ظهور المواقع المؤيدة لإسرائيل في نتائج جوجل (SEO)، إلى مرحلة التأثير في طريقة صياغة الإجابات التي تنتجها النماذج اللغوية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

مؤثرون و"مشروع إستير"
كما كشفت الوثائق عن حملة أخرى بقيمة مليون دولار نفذتها شركة Bridges Partners لصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية، ضمن مشروع يُعرف باسم "مشروع إستير".

ويهدف المشروع إلى تجنيد 14 إلى 18 مؤثراً أمريكياً لإنتاج محتوى إيجابي عن إسرائيل، بمعدل 25 إلى 30 منشوراً شهرياً لكل واحد منهم على إنستغرام وتيك توك ويوتيوب.

وتشير الملفات إلى أن المشروع قد يكون مرتبطاً بخطة مشابهة أطلقها “مؤسسة التراث” (The Heritage Foundation) المحافظة تحت الاسم نفسه، والتي دعت لتجريم النشاطات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وتُظهر الوثائق أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي باتت تعتبر الذكاء الاصطناعي “أداة مركزية” في عملياتها الدعائية الخارجية، خاصة عبر منظمة “أصوات من أجل إسرائيل” (Voices for Israel) المدعومة من وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية.

وتشير وثائق داخلية إلى إنشاء "غرفة حرب تكنولوجية" تضم أنظمة مراقبة وتحليل بيانات ضخمة وأدوات تفعيل وتوزيع رسائل، ضمن ما تسميه تل أبيب “عمليات الإدراك الجماهيري” لمواجهة ما تصفه بـ“حملات نزع الشرعية عن إسرائيل”.

للاطلاع إلى التحقيق كاملا (هنا)

مقالات مشابهة

  • وثائق إبستين تفضح شبكة علاقات مع شخصيات نافذة في واشنطن وهوليوود
  • وثائق تكشف إهداء ابن سلمان خيمة لجيفري إبستين.. وعلاقة مثيرة مع الروس
  • بوليتيكو: وثائق تكشف عن العقبات التي تواجه أمريكا لتحقيق خطة ترامب بغزة
  • الجارديان: رسائل جديدة تكشف تورط ترامب في فضيحة إبستين
  • أعرف مدى دناءة دونالد ترامب.. جيفري إبستين في رسالة عن قضية شراء صمت الممثلة الإباحية
  • وثائق سرية تكشف "مخاوف مكبوتة" من إمكانية انهيار اتفاق غزة
  • بوليتيكو: وثائق داخلية تكشف مخاوف إدارة ترامب من انهيار اتفاق غزة
  • وثائق تكشف عقبات قد تحول دون إتمام "خطة ترامب" في غزة
  • حملات إسرائيلية تستهدف كنائس أمريكا وتوجّه ChatGPT.. ما علاقة ترامب؟