صحيفة أمريكية: عباس التسعيني مهمّش في الضفة ويبحث عن موطئ قدم بغزة
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
رام الله - ترجمة صفا
قالت صحيفة أمريكية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سن التسعين، ويعاني من الشلل السياسي، لا زال يسعى من أجل دور في غزة.
وأوضحت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" في تقريرها الأحد أنه مع بلوغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التسعين من عمره، يريد 80% من الفلسطينيين استقالته بعد 20 عاماً في السلطة.
فبعد أن أضعفته "إسرائيل" ومنعته من حكم غزة بعد الحرب، أصبح عباس يرأس الآن قيادة فلسطينية خالية من القيادة في ظل تلاشي آمال إقامة الدولة.
وكان عباس وعد بإجراء انتخابات وإصلاحات، لكن 60% من الفلسطينيين يشككون في حدوثها.
وقالت الصحيفة: ما زال ممسكاً بالسلطة الاستبدادية في جيوب صغيرة من الضفة الغربية، لكنه مهمش ومضعف من قبل إسرائيل، ولا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، ويكافح من أجل أن يكون له رأي في قطاع غزة بعد الحرب.
يذكر أن عباس، ثاني أكبر رئيس في العالم سنًا في السلطة - بعد بول بيا الكاميروني البالغ من العمر 92 عامًا - ويشغل منصبه منذ 20 عامًا، وقد فشل طوال هذه الفترة تقريبًا في إجراء انتخابات.
وتذكر الصحيفة الأمريكية أن منتقدوه يقولون إن ضعفه ترك الفلسطينيين بلا قيادة، في وقت يواجهون فيه أزمة وجودية، وتبدو آمال إقامة دولة فلسطينية، وهي محور أجندة عباس، أضعف من أي وقت مضى.
وبحسب الصحيفة؛ رضخت الولايات المتحدة لرفض "إسرائيل" السماح للسلطة الفلسطينية بقيادة عباس بحكم غزة بعد الحرب. وفي ظل غياب قائد فعال في المنطقة التي دمرتها الحرب، يخشى المنتقدون أن يُجبر الفلسطينيون هناك على العيش في ظل هيئة دولية يهيمن عليها حلفاء "إسرائيل"، دون صوت يُذكر ودون أي سبيل حقيقي لإقامة دولة.
وقال خليل الشقاقي، رئيس المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية إن عباس "وضع رأسه في الرمال ولم يتخذ أي مبادرة".
وأضاف في تصريحه للصحيفة: "لقد استُنزفت شرعيته منذ زمن طويل. لقد أصبح عبئًا على حزبه، وعلى الفلسطينيين ككل".
وبحسب الصحيفة؛ ففي المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تشتهر بالفساد فنادرًا ما يغادر عباس مقره في مدينة رام الله، إلا للسفر إلى الخارج.
ويحصر اتخاذ القرارات في دائرته الضيقة، بمن فيهم حسين الشيخ، وهو صديق مقرب عيّنه خلفًا له في أبريل من هذا العام.
وأظهر استطلاع رأي أجراه المركز الفلسطيني في أكتوبر/تشرين الأول أن 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يريدون استقالة عباس. بينما لا يريد سوى ثلثهم أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بشكل كامل أو مشترك.
وتقول الصحيفة: بالنسبة للعديد من الفلسطينيين فإن التنسيق الأمني يجعل السلطة الفلسطينية بمثابة مقاول من الباطن للاحتلال، حيث تقوم بقمع المعارضين بينما تبتلع إسرائيل مساحة متزايدة من الضفة الغربية.
وقال عبد الجواد عمر، الأستاذ المساعد للفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية: "لقد اختارت السلطة أن تضع نفسها جنبًا إلى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على جعلها أكثر هشاشة وضعفًا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: محمود عباس السلطة الفلسطینیة من الفلسطینیین الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الفلسطيني يبلغ الـ90 من عمره.. من هو الرجل الذي حكم 20 عامًا ومن سيخلفه؟
يبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم عامه التسعين، بعدما أمضى عشرين عامًا في قيادة السلطة الفلسطينية، بينما يظل السؤال مفتوحًا حول الشخصية التي ستخلفه في مرحلة شديدة التعقيد بالنسبة للفلسطينيين.
مع بلوغه التسعين يوم السبت، يواصل محمود عباس، الملقّب بـ"أبو مازن"، إمساكه بزمام السلطة وسط تراجع شعبيته. ويُعدّ عباس ثاني أكبر رئيس دولة في العالم من حيث العمر بعد رئيس الكاميرون بول بيا البالغ 92 عامًا، وقد بقي في موقعه خلال العشرين عامًا الماضية من دون إجراء انتخابات.
يقول منتقدوه إن هذا الواقع ترك الفلسطينيين أمام فراغ قيادي في لحظة يواجهون فيها أزمة وجودية، بينما تتراجع آفاق الدولة الفلسطينية التي شكلت جوهر مشروعه السياسي.
وداخل مناطق الضفة الغربية الخاضعة لإدارة السلطة، يشير الفلسطينيون باستمرار إلى انتشار الفساد. ونادرًا ما يغادر عباس مقره في رام الله، باستثناء رحلاته إلى الخارج، في وقت يحصر القرار داخل دائرة ضيقة تضم أبرز المقربين منه، وبينهم حسين الشيخ الذي يُعدّ وريثًا محتملاً له.
من هو محمود عباس؟ولد "أبو مازن" في مدينة صفد شمالي فلسطين في 15 نوفمبر 1935، وهو من لاجئي 1948 الذين رُحّلوا إلى سوريا. يُعدّ عضوًا مؤسسًا في حركة فتح، الفصيل الرئيسي داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي انطلقت بقيادة ياسر عرفات في مطلع العام 1965.
أكمل دراسته في سوريا حيث حصل على البكالوريوس في القانون من جامعة دمشق عام 1958، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة روسية في موسكو.
وقد تولّى عباس رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية بعد وفاة عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004. وتمّ تنصيبه رئيسًا للسلطة الفلسطينية في 9 كانون الثاني/ يناير 2005، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت ذلك العام.
وعلى نطاق واسع، يُنظر إلى عباس باعتباره مهندس اتفاقات أوسلو، إذ بدأ المحادثات السرية مع الإسرائيليين عبر وسطاء هولنديين عام 1989، وأدار التنسيق خلال مؤتمر مدريد، قبل أن يشرف على المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق أوسلو عام 1993.
وإنّ طرحه المتكرر لضرورة التوصل إلى سلام مع إسرائيل أثارت جدلًا كبيرًا بين الفلسطينيين على مرّ السنوات الماضية.
من سيخلف عباس؟رغم أن عباس سبق وأعلن استعداده للتقاعد، ما أوحى بأنه يستعد لنهاية مسيرته السياسية، إلا أنه في الوقت نفسه يظهر رغبة واضحة في ضمان استمرار معسكره داخل السلطة. وفي هذا السياق، اتخذ خطوة بارزة هذا العام باختياره القيادي البارز في حركة فتح حسين الشيخ نائبًا له في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
وجاء هذا القرار وسط تصاعد الدعوات العربية والدولية لإصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية، استعدادًا لدور أكبر في إدارة قطاع غزة بعد الحرب. ويرى مسؤولون ومحللون فلسطينيون أن تعيين حسين الشيخ يفتح أمامه الطريق ليكون الخليفة المحتمل لعباس على رأس منظمة التحرير، وربما المرشح الأقوى لرئاسة السلطة الفلسطينية في حال جرت انتخابات.
Related محمود عباس يلتقي نظيره المصري ليطلعه على مستجدات القضية الفلسطينية محمود عباس: الفلسطينيون يواجهون "حربا ظالمة" على الوجود والهوية الوطنيةتهنئة محمود عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي برأس السنة العبرية تثير الجدل والتساؤلاتيبلغ حسين الشيخ 64 عامًا، وهو أحد كوادر حركة فتح. أمضى أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية بين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، قبل أن يبرز لاحقًا في العمل الإداري والسياسي من خلال رئاسته للهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير، وهي الهيئة المسؤولة عن إدارة العلاقة اليومية مع الجانب الإسرائيلي.
ويتقن الشيخ اللغة العبرية التي تعلمها خلال فترة اعتقاله. ويتيح القرار الأخير له تولي منصب الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية لبضعة أشهر في حال شغور المنصب بوفاة "أبو مازن" أو عجزه عن ممارسة مهامه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة