كالغاري- في مشهد مؤثر، شهدت بلدية مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، صباح أمس السبت، رفع علم فلسطين لأول في مرة على ساريتها الرسمية، وسط حشد متنوع من الثقافات والأعراق جاء ليعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وتوافق ذلك مع اعتراف الحكومة الكندية بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبدء الحفل في التاسعة والنصف صباحا بساحة بلدية كالغاري وسط المدينة، بتنظيم وتنسيق من "جمعية الجالية الفلسطينية" (PCA)، حيث تجمع العشرات من النشطاء الأجانب المتضامنين والجاليات العربية والمسلمة، وممثلون عن "جمعية المسلمين في كندا" (MAC) ورئيس وأعضاء "المجلس الفلسطيني بكالغاري" (CPC)، والمجلس الإسلامي (MCC).

ورفع الحاضرون الأعلام الفلسطينية، وتوشح عدد كبير منهم بالكوفية، وسط هتافات داعمة لحرية الشعب الفلسطيني واستقلاله، وأغانٍ وطنية فلسطينية، وكلمات تضامنية من قادة المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان.

وفي لحظة رفع العلم الفلسطيني، امتزجت دموع الحاضرين بالابتسامات والفرح، خاصة أن هذه الساحة قد شهدت على مدى عامين كاملين وقفات احتجاجية وتظاهرات مستمرة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة وبتعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

المشاركون في الاحتفال رفعوا الأعلام الفلسطينية وتوشح عدد كبير منهم بالكوفية (الجزيرة)"حدث تاريخي"

من جهته، وصف عضو مجلس إدارة جمعية الجالية الفلسطينية، حسام الغباري، رفع العلم الفلسطيني بأنه حدث تاريخي واعتراف بشعب ناضل وصمد طويلا، وتكريم لأرواح الشهداء وللصامدين في قطاع غزة، "وحصاد ثمار لمن تظاهر واحتج وقاطع ورفض الصمت، ورفع صوته عاليا ضد الظلم والقتل، والتقى السياسيين ووقّع على العرائض..".

وقال الغباري، للجزيرة نت، إن هذا الحدث يعكس تغييرا كبيرا في الرأي العام الكندي، ومدى تضامنه الحقيقي مع الشعب الفلسطيني. وبرأيه، لعبت الجالية الفلسطينية دورا كبيرا في إحداث هذا التغيير.

إعلان

وأضافت "عندما شاهد مارك كارني (رئيس الحكومة الكندية) المظاهرات والعرائض ونتائج الانتخابات البرلمانية التي انتخب فيها معظم المسلمين الحزب الليبرالي، أقدم على الاعتراف بنا وإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو".

وعن خطوات المبادرة، أوضح الغباري أن الجمعية الفلسطينية تقدمت بطلب العام الماضي لرفع العلم الفلسطيني، لكنه قوبل بالرفض لعدم اعتراف الحكومة الكندية بالدولة الفلسطينية، لكن بعد إعلانها ذلك مؤخرا، تقدمنا بطلب جديد وتمت الموافقة عليه.

وقال إن اعتراف الحكومة الفدرالية بفلسطين "جاء أولا نتيجة صمود أهلنا في قطاع غزة"، وثانيا "نتيجة ضغوط داخلية مُورِسَتْ عليها، وتأييد المجتمع الدولي لفلسطين".

دوغلاس تشودلي: هناك تغيير ملحوظ في الدبلوماسية الكندية لصالح فلسطين (الجزيرة)

بدوره، عبر البروفيسور الكندي دوغلاس تشودلي، أحد المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، عن سعادته العميقة بهذا الحدث المذهل، قائلا "مشاعري مختلطة بين الحزن على الأوضاع الصعبة في غزة، وبين الفرح باعتباره يوما تاريخيا وانتصارا لعدالة القضية الفلسطينية، لكن الطريق ما زالت طويلة أمامنا".

وأضاف تشودلي في حديثه للجزيرة نت، أن مدينة كالغاري تعتبر مدينة مؤيدة لإسرائيل، وأن رفع العلم الفلسطيني فيها قبل عامين كان يعتبر مستحيلا. ويقول "هناك تغيير ملحوظ في الدبلوماسية الكندية لصالح فلسطين، والحكومة لم تبادر إلا بعدما أقدم الشعب على فرض التغيير على الحكومة الفيدرالية والمحلية.. أنا سعيد جدا".

الهليس طالب الحكومة الكندية باتخاذ مواقف أكثر جرأة تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني (الجزيرة)زيادة الوعي

من جانبه، أبدى محمد الهليس، وهو كندي من أصول فلسطينية من غزة، وأحد منسقي التظاهرات الأسبوعية، سعادته برفع العلم، مشيرا إلى أنه يظهر ازدياد الوعي بمعاناة الشعب الفلسطيني، ويعبر عن تضامن حقيقي من المجتمع الكندي مع حقوق الفلسطينيين العادلة.

وقال إن حضور الناس ودعمهم يؤكد أن صوت الفلسطينيين بات يُسمع أكثر، وأن التأييد الشعبي لقضيتهم آخذ في الاتساع بشكل واضح.

ودعا الهليس، في حديثه للجزيرة نت، الحكومة الكندية إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحا وجرأة تجاه حماية الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وأن يشمل ذلك دعم الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال، والمطالبة بوقف فوري للعدوان المتواصل على غزة والضفة الغربية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما طالب حكومته بمراجعة سياساتها الخارجية لتكون أكثر اتساقا مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي تتبناها كندا، والعمل على محاسبة الجهات التي ترتكب الانتهاكات، بدلا من الاكتفاء بالمواقف الرمزية أو البيانات السياسية التقليدية، وفق تعبيره.

بالدموع احتفل متضامنون برفع العلم الفلسطيني في ساحة بلدية كالغاري (الجزيرة)جدل داخلي

ورغم اعتراف الحكومة الفدرالية بالدولة الفلسطينية، فإن خطوة رفع العلم أثارت جدلا سياسيا داخل المدينة، فقد أعلن عمدة المدينة المنتخب حديثا جيرومي فاركاس، عن نيته تقديم اقتراح عاجل الأسبوع المقبل لتعديل بعض السياسات المتبعة سابقا، ويحظر فيها رفع أعلام الدول الأجنبية نهائيا، مبررا ذلك بأن هذه التقاليد تثير توترات غير مقصودة في ظل ارتفاع حالات "معاداة السامية" والإسلاموفوبيا في كندا.

إعلان

كذلك عبر الاتحاد اليهودي في كالغاري عن "الإحباط والقلق" من هذه الخطوة، ووصفها بأنها عمل سياسي وتقسيمي ويزيد من المخاطر والقلق لدى المجتمع اليهودي، ويرسل رسالة "غير عادلة بشأن أولويات الهوية والسلامة".

وتحفظ الاتحاد أيضا على تاريخ رفع العلم الفلسطيني الذي صادف 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهو ذكرى إعلان "وثيقة الاستقلال الفلسطيني" بلسان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988، معتبرا ذلك حدثا مسيسا ويحمل معاني هامة، وفق قول الاتحاد.

من ناحية أخرى، وجّه ناشطون في الجالية الفلسطينية والعربية دعوة لأوسع حضور في فعالية أخرى لرفع العلم الفلسطيني أمام بلدية مدينة تورنتو، كبرى المدن الكندية، غدا الاثنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات رفع العلم الفلسطینی الجالیة الفلسطینیة مع الشعب الفلسطینی الحکومة الکندیة اعتراف الحکومة

إقرأ أيضاً:

المجلس الوطني الفلسطيني: قوات الاحتلال لا تزال موجودة على 54% من مساحة قطاع غزة

أكد الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين وعضو المجلس الوطني الفلسطيني ، أن قوات الاحتلال لا تزال موجودة على 54% من مساحة قطاع غزة وتسيطر إداريا على باقي مساحة القطاع.


وقال الدكتور الأسطل - في مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار - "إن الاحتلال لا ينفذ إلا 10% من اتفاق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بالرغم من أن هناك حرص واستعداد مصري لإدخال كافة المساعدات الى القطاع بحسب ما تم الاتفاق عليه ، حيث أنه كان من المتفق أن يتم إدخال 600 شاحنة يوميا الى القطاع ولكن الاحتلال لا يسمح بدخول أكثر من 200 شاحنة وليست من أساسيات احتياجات الشعب الفلسطيني".


وأضاف أن الاحتلال يسمح بادخال صنف واحد من المواد الغذائية ويحرم المواطنين من الاحتياجات الأخرى اللازمة والضرورة وهو ما يعد انتهاكا صارخا للاتفاق الذي ينص على تزويد قطاع غزة بكافة المساعدات الإنسانية الضرورية.


وأوضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تعرقل البدء في المرحلة الثانية من خطة ترامب بالرغم من كل الضغوط التي تمارس عليها التي لا ترقى إلى المستوى الحقيقي الذي يجبر هذه الحكومة الى المضي في تنفيذ ما تبقى من اتفاقيات شرم الشيخ ، منوها بأن الحكومة وفقا لسياستها المعروفة ستحاول القاء اللوم على الشعب الفلسطيني من أجل التهرب من تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية على الأرض. 


وشدد على أن هناك مساعي إسرائيلية حثيثة لطمس الحقيقة وتزييف الواقع وممارسة العنف الممنهج بكافة الأوجه والأشكال التي لا يسلم منها الصحفيون حتى لا يتم كشف حقيقة الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين الأبرياء ، حيث كان الاحتلال منذ بداية عدوانه يعتمد على حرب الرواية الإعلامية ويحاول إظهار دولته بدور الضحية والتقليل من حجم الجرائم التي يرتكبها بحق الإنسانية من خلال قتل الأطفال والشيوخ وتدمير البنية التحتية والمنازل.


وبين أنه من أجل إخفاء الاحتلال لجريمته التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، قام بمنع 3335 صحفيا أجنبيا وعربيا من دخول القطاع منهم 821 صحفي أمريكي وكذلك استهدفت قوات الاحتلال الصحفيين الفلسطينيين الذين حاولوا نقل هذه الجرائم إلى العالم مما أدى إلى استشهاد 254 صحفيا وناشطا وإصابة أكثر من 500 صحفي وتهجير 900 صحفي من منازلهم كما قام بتدمير أكثر من 155 مؤسسة إعلامية ومنع كل أدوات العمل الصحفي والإعلامي من الدخول الى القطاع .
 

طباعة شارك الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين عضو المجلس الوطني الفلسطيني قوات الاحتلال قطاع غزة احتياجات الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • باسم خندقجي يلتقي المتضامنين معه في القاهرة لأول مرة بعد تحريره (شاهد)
  • بن غفير: فكرة وجود الشعب الفلسطيني اختراع لا يستند إلى أي أساس
  • العلم السوري يعود يرفرف رسمياً في سماء لندن
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
  • انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في اسطنبول
  • الرئيس عباس يصدر مرسوما بتعديل تشكيل الحكومة الفلسطينية
  • كوبا: “إسرائيل” تواصل إبادة الشعب الفلسطيني وإفلاتها من العقاب
  • المجلس الوطني الفلسطيني: قوات الاحتلال لا تزال موجودة على 54% من مساحة قطاع غزة
  • الشيباني يفتتح السفارة السورية بلندن ويرفع العلم.. تجمع حاشد (شاهد)