شبكة اخبار العراق:
2025-05-11@07:28:56 GMT

أليس الحسين “الإيراني” مسألة طائفية

تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT

أليس الحسين “الإيراني” مسألة طائفية

آخر تحديث: 5 شتنبر 2023 - 9:40 صبقلم:فاروق يوسف كل هذه المبالغة في الطقوس الحسينية التي تُجرى سنويا في العراق تُخرج الذكرى الحزينة من مناخها التاريخي لتعبر عن كراهية للذات العراقية وتُفرغ المناسبة من محتواها الديني لتضفي عليها طابعا طائفيا يُحرج المؤرخين ويُسكت أصواتهم التي تعرف أن هناك انتحالا في حكاية إشكالية في التاريخ العربي الإسلامي من خلال مرويات صفوية.

أربعون يوما من الطوفان الكارثي يمتد من البصرة حتى كربلاء، كما لو أن هناك احتفالا جنائزيا يُقام مرة كل قرن. لم يكن العراقيون في سالف أيامهم أقل حبا للحسين، كونه الضيف الذي نكث أجدادهم عهدهم معه وتلك مروية غير مؤكدة. شعور هادئ بالندم يفيض يوم العاشر من محرم تتخلله حفلات طعام زاهدة ومسيرات ليلية كانت أشبه بطقس فلكلوري لا حقد فيه ولا عجمة تلغز خطاباته. كان العاشر من محرم يوم عطلة رسمية وكان مناسبة لكي ينفق فيه الأثرياء أموالا فائضة تقربا من محبي الحسين واستدرارا لعواطفهم في جو من الألفة الاجتماعية تزيد من تماسك المجتمع ولا تستثني أحدا من تأثيراتها العاطفية. لم يحدث أن استبد بالعراقيين الهوس لكي يكونوا حسينيين بدلا من أن يتمسكوا بعراقيتهم. لا لشيء إلا لأن الإمام القتيل كان عراقيا وصاحب قضية مات مظلوما. لم يفقد العراقيون يومها عقولهم ليرفعوا شعارا بمعان مبيتة مثل “يا لثارات الحسين” ولم يصل بهم الجهل إلى درجة تقديم يزيد بن معاوية الذي توفي عام 663 ميلادي إلى المحاكمة. كانت بطولة الحسين قد ترسخت في أعماقهم بمعناها الحقيقي، التمرد على الظلم ومناهضته تكريسا لمبدأ العدالة. وهو ما عبر عنه عبدالرزاق عبدالواحد الذي لم يكن مسلما في قصائده التي كتبها عن شهيد ملحمة الطف. لم تكن المرويات الصفوية قد تسللت إلى الوجدان العراقي. غير أن كارثة الاحتلال وقد فتحت الباب لغزو إيراني عاصف قلبت الأمور رأسا على عقب. ولو لم يكن الأميركان قد هيأوا قاعدة لفساد غير مسبوق من خلال تسليمهم السلطة لأحزاب شيعية متخلفة لما استطاع الإيرانيون أن يصلوا إلى مبتغاهم في تحويل ذكرى مقتل الحسين إلى استعراضات لعروض أزياء غريبة ومسرحيات يمتزج من خلالها الغناء بالرقص واللطم ومسيرات هي عبارة عن حفلات باذخة لتوزيع الكباب وسواه من الأطعمة التي حُرم منها الفقراء العراقيون وهم مادة تلك المسيرات العبثية. إضافة إلى ذلك فقد تم تحويل الذكرى الحزينة إلى مناسبة يذل العراقيون فيها أنفسهم. فهناك مَن يمضي إلى العتبة الحسينية زاحفا. وهناك مَن تلقي على رأسها التراب وهناك مَن يغطس في وحل من الطين وهناك مَن يغسل أقدام الزوار الإيرانيين. أما الأنبياء بدءا من آدم وإبراهيم وانتهاء بعيسى مرورا بشعيب وموسى ويونس ويعقوب ويوسف فإنهم يحضرون ممتطين خيولهم وقد ارتدوا ثيابا تنكرية ليسلموا على الحسين. سخرية ما كان عراقي ليقدم عليها يوم كان هناك مجتمع عراقي متعلم يحترم دينه بطريقة تكشف عن احترامه لعقله. مَن يتابع شيئا من العروض “الحسينية” الجديدة لا بد أن يكتشف أن البِدع المستلهمة من التراث الفارسي قد هزمت التقاليد العراقية المتوازنة لكي يصل إلى حقيقة أن كل ما يجري إنما هو تمهيد لولادة دين جديد لشعب تخلى عن أصول دينه. وما يدعو إلى القول إن العراقيين الذين يساهمون في نشر الدين الجديد هم مجرد دمى يحركها الإيرانيون أن الاحتفال بالذكرى في إيران يتم في حفلات صامتة، يتناول فيها الحضور أكواب الشاي ويأكلون الفستق. وهو ما يعني أن الإيرانيين ضحكوا على العراقيين وسخروهم لخدمة غايات غير شريفة، تصب كلها في هدف واحد يعبر عنها الشعار المكتوب أعلى أحد أبواب العتبة الحسينية “لعن الله أمة قتلتك”. لقد تبنت الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق منذ اليوم الأول للاحتلال مبادئ التشيع الصفوي وحولتها إلى برامج لتثقيف أتباعها من أجل نشر النزعة الطائفية بين صفوف العامة التي سيصعب عليها التخلي عن تلك الأحزاب بالرغم من فسادها وسيكون الاحتلال الإيراني مقبولا لأنه يشكل درعا لحماية المذهب. ارتضى الكثيرون أن يفقدوا كرامتهم الإنسانية الوطنية مقابل أن يُصان المذهب الذي هو في حقيقته لا يعبر عن أصول مذهبهم الشيعي، بل هو نسخة طبق الأصل عن المذهب الذي اخترعه الصفويون في إيران تماشيا مع العقيدة الزرادشتية.ما يشهده العراقيون من عجائب عبر أربعين يوما من كل سنة من سنوات انهيارهم الحضاري وتخلفهم وتمزق مجتمعهم وغياب إرادتهم المستقلة إنما يعبر عن هزيمتهم الحقيقية. وهم في ذلك يتخلون عن الحسين العربي ليحل محله حسين إيراني سيكون عنوانا لطائفية ستمزقهم بطريقة يكون معها الشيعة فرقا، يقاتل بعضها البعض الآخر. وهو ما ينسجم مع الرؤية السياسية الإيرانية لمستقبل العراق.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

محافظ السويداء لـعربي21: دخول الأجهزة الأمنية للمحافظة مسألة وقت

قال محافظ السويداء السورية، الدكتور مصطفى البكور، إن دخول الأجهزة الأمنية إلى داخل السويداء "مسألة وقت"، و"ستُفعّل الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة أنفسهم"، لافتا إلى أن الأحداث الأخيرة في صحنايا وجرمانا حالت دون ذلك.

وأوضح البكور، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "دور الأجهزة الأمنية ما زال في مراحله الأولى، ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لتلبية احتياجات المحافظة".

ومؤخرا، شهدت منطقتي جرمانا وصحنايا اللتين يقطنهما دروز في جنوب دمشق توترات أمنية، وامتدت تداعياتها إلى السويداء المدينة الوحيدة ذات الغالبية الدرزية.


وأشار البكور إلى أن "هناك تواصلا محدودا بين إسرائيل وعدد قليل جدا من العائلات الدرزية، لكننا نرفض هذا التواصل تماما إذا كان يُهدّد أمن وسيادة الدولة السورية، وذلك وفقا للقوانين الدولية لحماية الأمن القومي".

وشدّد على أن "هناك أيادٍ داخلية وخارجية تسعى لزعزعة أمن محافظة السويداء وإثارة الفتنة"، منوها إلى أن "الوضع الحالي في المحافظة لا يزال بين مدّ وجزر، حيث ما زالت التوترات قائمة، إلا أنّه يسوده بعض الهدوء النسبي".

وتسعى إسرائيل إلى إقامة "تحالفات" لجذب السكان الدروز في سوريا إلى جانبها في سياستها الهجومية والاحتلالية بالمنطقة، والتي توسعت منذ بدء عدوانها الدموي على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وإلى نص المقابلة الخاصة:

كيف تصفون الوضع الحالي في محافظة السويداء؟


الوضع الحالي في المحافظة لا يزال بين مدّ وجزر، حيث ما زالت التوترات قائمة، إلا أنّه يسوده بعض الهدوء النسبي.

كيف تقيّمون الأسباب الأساسية للتوترات والاضطرابات الأخيرة في السويداء؟ ومَن يقف خلفها؟

الأسباب بدأت بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قِبل أشخاص غير معروفين، وهناك أطراف يمكن وصفها بالطابور الخامس، تسعى لزرع الفتنة والتفرقة بين الدولة وأبناء المحافظة.

هل هناك أيادٍ بعينها تسعى لإثارة الفتنة داخل سوريا حاليا؟

نعم، هناك أيادٍ داخلية وخارجية تسعى لزعزعة أمن المحافظة وإثارة الفتنة.


برأيكم، هل تأخر مسار العدالة الانتقالية سبب وجود الاضطرابات في السويداء وغيرها من الأراضي السورية؟

لا أعتقد أن تأخّر مسار العدالة الانتقالية هو السبب، بل هناك أطراف لها مصلحة مباشرة في زعزعة الأمن والاستقرار.

كيف يمكن إسكات الأصوات المُحرّضة في السويداء برأيكم؟

من خلال تحقيق الشفافية في مختلف الملفات، وبناء الثقة، ومنح دور فعّال للمشايخ والزعامات المحلية لحل الإشكالات.

بشكل مُحدد، مَن يقف خلف الهجوم على الطائفة الدرزية؟ وهل هناك استهداف ممنهج لهم أم لا؟

ما حدث بدأ بشكل عفوي كردّة فعل دفاعية عن مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد أي عداء أو استهداف ممنهج للطائفة الدرزية أو لأي من باقي الطوائف السورية.

كيف تقيّمون دور الأجهزة الأمنية في مواجهة الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرا؟

دور الأجهزة الأمنية ما زال في مراحله الأولى، ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لتلبية احتياجات المحافظة.


وكيف تصف العلاقة بين السلطات المحلية وأبناء الطائفة الدرزية في السويداء؟

العلاقة جيدة ومتوازنة، وهناك تنسيق قائم، وإن كانت بعض الأصوات الشاذة تخرج عن هذا السياق.

هل هناك فجوة ثقة بين الحكومة السورية وأهالي محافظة السويداء؟ وكيف يمكن معالجتها؟

نعم، هناك فجوة في الثقة، والحكومة تعمل على معالجتها من خلال تعزيز التلاحم الوطني والمشاركة الشعبية الفاعلة.

ما مدى تعاون الدروز معكم كمحافظ للسويداء؟

هناك تعاون جيد وتفاعل ملموس واستعداد للتجاوب.

لماذا لا يتم السماح للأجهزة الأمنية بالدخول إلى داخل السويداء؟

كان هناك تخوّف نتيجة الأحداث الأخيرة في صحنايا وجرمانا، لكن الأمر مسألة وقت، وستُفعّل الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة أنفسهم.

مَن يحمي السويداء اليوم؟

حاليا، هناك وجود للشرطة وبعض الفصائل المحلية التي تتصدّر المشهد الأمني.

كم عدد المسلحين الدروز تقريبا؟

لا أملك حاليا إحصاءً دقيقا بعددهم. وإجمالا، لا بد من حصر وتنظيم السلاح بيد الدولة، وهذا واجب على الدولة ومؤسساتها المعنية؛ لأن وجود السلاح المنفلت لا يعطي الأمان ولا الاستقرار لأي محافظة سورية، وهناك خيارات كثيرة بهذا الخصوص فإما أن يُسلّم السلاح إلى الدولة أو تنضوى الفصائل المُسلحة ضمن وزارة الدفاع.

هل هناك أي مبادرات جديدة لتهدئة الأوضاع في محافظة السويداء؟

نعم، نحن نعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع المشايخ وأصحاب الشأن بهدف تحقيق التهدئة. وكان من بين بنود هذا الاتفاق تفعيل الضوابط العدلية، وقوى الأمن المُتمثلة في وزارة الداخلية والشرطة، وأن يعود الاستقرار للمحافظة ويسود فيها القانون، وأن تظل السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، خاصة في ظل كثرة الشائعات الموجودة هنا وهناك.

ما هي الشروط الأساسية لنجاح أي مبادرة تهدف لاستقرار السويداء؟

تتلخص الشروط الأساسية في جدية العمل والسعي الجاد لتطبيق بنود أي مبادرة تُطرَح.

كيف تقيمون دور الزعامات الدينية والاجتماعية في تهدئة الأوضاع؟

معظم الزعامات متعاونة وتؤدي دورا إيجابيا في تهدئة الأوضاع.

كيف تنظرون لمحاولات الاستقطاب الإسرائيلي لدروز سوريا؟

جميع الدول تبحث عن مصالحها، ومحاولات الاستقطاب الإسرائيلية ليست مؤشرا إيجابيا.

ماذا تريد إسرائيل من الدروز؟

لا تعليق.

هل هناك تواصل بين إسرائيل وبعض أبناء الطائفة الدرزية أم لا؟

يوجد تواصل محدود يقتصر على عدد قليل جدا من العائلات.


وما موقفكم من هذا التواصل بين الجانبين؟

نرفض هذا التواصل تماما إذا كان يُهدّد أمن وسيادة الدولة السورية، وذلك وفقا للقوانين الدولية لحماية الأمن القومي، وكل الدول لا تسمح لأحد أن يتعرض لسيادتها وأمنها القومي، وأي تواصل يمس بسيادة الدولة يعتبر شيء خارج عن القانون، ويمكن وصفه بالخيانة الدولية، وهذا معروف في الأنظمة الدولية.     

ما أبعاد الانقسامات بين مشايخ العقل في طائفة الموحدين الدروز، وخاصة في الموقف من العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي؟

هناك رفض واضح لأي علاقة مع إسرائيل، وإذا استمر التحريض فلن تستقر الأوضاع.

هل بعض الدروز في السويداء يسعون للانفصال أو الإدارة الذاتية؟

الغالبية الساحقة ترفض ذلك تماما. وعلينا جميعا أن نحافظ على وحدة سوريا، وأن تبقى البلاد موحدة بعيدا عن أي تقسيم؛ فوحدة سوريا هي أساس كل شيء.

كيف يمكن حماية السويداء من التدخلات الخارجية أو الصراعات الإقليمية؟

حماية السويداء تكون عبر بسط سيطرة الدولة على جميع المفاصل وفرض سيادة القانون.

ما هي رؤيتكم لمستقبل السويداء في ظل الوضع الراهن؟

إذا استمر الوضع الراهن على حاله، فلن نشهد استقرارا حقيقيا في المحافظة.


مقالات مشابهة

  • بعد أن تصدرت “الترند” وأنهالت عليها الإشادات.. تعرف على الأسباب التي دفعت الفنانة فهيمة عبد الله لتقديم التهنئة والمباركة لزوجها بعد خطوبته ورغبته في الزواج مرة أخرى
  • محافظ السويداء لـعربي21: دخول الأجهزة الأمنية للمحافظة مسألة وقت
  • طهران: تصريحات “ويتكوف” تؤكد سياسية واشنطن المدمنة على إيذاء الشعب الإيراني
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • إعلان نتائج الأوزان الرسمية لبطولة “PFL MENA” التي تقام اليوم في جدة
  • شاهد | العراقيون يشيدون بالضربات اليمنية على العدو الإسرائيلي
  • مصطفى بكري: محاولة تحويل قضية الطفل ياسين إلى فتنة طائفية أمر مرفوض (فيديو)
  • “سنفتح عليكم أبواب جهنم”.. قائد الحرس الثوري الإيراني يحذر أميركا والعدو الصهيوني من ارتكاب أي حماقة
  • سؤال نيابي حول “ختم المساواة بين الجنسين الذي أعلنت عنه لجنة المرأة الوزارية”