سودانايل:
2025-11-17@23:13:35 GMT

أسرة العم أشويل..!!

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

●في إحدي زياراتي لمنطقة "الحديب" بولاية النيل الأبيض قبل أكثر من عقدين من الزمان، تعرفت على شاب ينحدر من ولاية أعالي النيل بجنوب السودان يدعي "جيمس أشويل" ، ثم تعمقت العلاقة بيننا وأصبحنا صديقين حميمين نتبادل الزيارات كلما سنحت الفرصة وتعرّف كل منا على أسرة الآخر.

●عمنا أشويل رجل طويل القامة، قليل الحديث، صاحب وجه بشوش، لم أجده عابثاً قط، رغم ما حلت به وأسرته من محن وإحن.



●حكي لي يوماً عن مسقط راسه وعشيرته وعاداتهم وتقاليدهم في الأفراح والأتراح، وكيف إنهم هاجروا إلى مدينة ملكال ومنها إلى شمال السودان بسبب الحرب التي كانت تدور في جنوب السودان ، وكم فقدوا من الأنفس ومن فلذات كبده.

●كنت أستمع إلى حكايته بعيون قد إغرورقت بالدمع من فرط التأثر، حيث قال لي يوماً:
في صبيحة أحد أيام الأسبوع من تسعينيات القرن الماضي، دارت معركة بين "القوات الحكومية وقوات الحركة الشعبية" بالقرب من قريتهم التي أضحت في مرمي نيران الطرفين، التي قتلت وجرحت نفرٌ من المواطنين من بينهم إبنته الكبري "أشول" وجُرح إبنه "بول" ، فهرب مع من تبقي من أسرته إلى مدينة ملكال مشياً على الأقدام لأيام وليالي وسط الوحل والغابات والحيوانات المفترسة، ثم واصلوا رحلتهم إلى شمال السودان، واستقر بهم المقام في منطقة "الحديب" التي تقع في الضفة الشرقية للنيل الأبيض في الطريق الرابط بين مدينتي الجبيلين وم
ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض.

●شاءت الأقدار أن أفترق مع صديقي جيمس وأسرته الرائعة، وقد باعدت بيننا سبل الحياة وتصاريف الأقدار ، إلا أن الذكريات الجميلة والإلفة وعشرة الملح والملاح ستظل باقية ما بقينا على ظهر البسيطة.

●انقطعت أخبارهم عني ، وظللت طوال هذه السنوات أسأل عنهم كل من كان على علاقة أو معرفة بهم ولكن دون جدوي، ولكني كنت على يقين تام، سوف ألتقي بهم مرة أخري في يوم من الأيام بمشيئة الله تعالي، ومازلت أنام وأصحو على هذا الحلم المفقود...!!.

●قبل أيام قلائل وصلتني معلومة من أحد المعارف مفادها أن أسرة عم "أشويل" قد غادرت منطقة "الحديب" إلى مسقط راسه بُعيد استقلال جنوب السودان 2011، ولكن بعد إندلاع الصراع في جنوب السودان عام 2013 بين "الحكومة والمتمردين" قد تعرضت منطقتهم للهجوم وقُتل نفر من الناس من بينهم إبنه "البينو" فعاد مع أسرته إلى السودان مرة أخري واستقروا في منطقة سوبا بولاية الخرطوم.

●بعد إندلاع حرب 15 أبريل 2023م التي تدور الآن بالسودان، قد فقدوا فيها إبنه الأصغر الذي قتل برصاص طائش في أحد مناطق العاصمة، فغادروا إلى جنوب السودان، ولم يتسني له معرفة المنطقة التي استقروا فيها...!!.

●لا أدري أي قلب يحمله عمنا "أشويل" حتي يتحمل كل هذه الإبتلاءات والمصائب وهو يفقد أبنائه الواحد تلو الآخر في حروب عبثية ظل يدفع ثمنها من فلذات كبده ؛ وكأن الأقدار قد كتبت له أن يدفع فاتورة كل حرب دماً ودموعاً وحسرة لثلاث عقود...!!.

● لا أزال أبحث عن عنوان أو طريق يوصلني إلى أسرة عمي " أشويل" وصديقي "جيمس" حتي "أبل شوق السنين" وأواسيهم في المصائب والمحن التي ألمت بهم.

ما أقسي هذه الحياة ، وما أقسي فواجعها...!!.

● أما آن لشعبي في ضفتي الوطن أن يستريح وعثاء الحروب المدمرة التي لم تبق ولا تذر ، التي ما أنفكت تحصد أرواح الملايين من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوي إنهم وقعوا ضحايا لأطماع طغمة صفوية تبحث عن كراسي السلطة عبر أنهار الدماء والدموع والأشلاء...!!

قلبي على وطني

المجد للشهداء
المجد للسودان

11 سبتمبر 2023م

elnairson@gmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

288 ألف أسرة في قطاع غزة تعيش مأساة قاسية

#سواليف

قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، اليوم الإثنين، إن 288 ألف #أسرة_فلسطينية تعيش #مأساة_قاسية وسط #ظروف_مناخية_صعبة.

ودعا لإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق المبرم، في ظل تفاقم #الأزمة_الإنسانية التي يعيشها مئات #آلاف_النازحين في القطاع، خاصة مع الظروف الجوية القاسية.

وأكد الثوابتة الحاجة الملحة إلى توفير الشوادر والأغطية البلاستيكية ووسائل #التدفئة بشكل عاجل، خاصة بعد تعرض عشرات آلاف #الخيام للغرق مع أول منخفض جوي ضرب القطاع، في مشهد وصفه بأنه “تجسيد حقيقي لمعاناة النازحين”.

مقالات ذات صلة “الطاقة”: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا 2025/11/17

كما وجّه نداءً مباشرًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب والجهات الراعية للاتفاق، مطالبًا بتحرك حقيقي “يلزم الاحتلال بما وقع عليه ويضمن حماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية”.

وحمل الثوابتة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن معاناة مئات آلاف المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي والجهات الضامنة للاتفاق إلى التدخل الفوري.

ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية متفاقمة وسط عجز كبير في المواد الإغاثية والبنى التحتية، في الوقت الذي تتواصل فيه نداءات المؤسسات المحلية والدولية لإنقاذ مئات آلاف المدنيين من كارثة إنسانية وشيكة.

مقالات مشابهة

  • محافظ جدة وأمراء يواسون أسرة بن لادن في فقيدتهم سحر
  • وفاة الفنان التشكيلي العُماني رشيد البلوشي
  • إثيوبيا تؤكد وفاة 3 أشخاص بسبب فيروس ماربورغ الشبيه بإيبولا في تفشي جديد
  • 288 ألف أسرة في قطاع غزة تعيش مأساة قاسية
  • السودان.. أزمة النزوح تتعمق بالعفّاض مع وصول 1050 أسرة
  • عقب هجوم مسيّرة على حقل هجليج .. توقف إنتاج وتصدير النفط بالسودان وجنوب السودان
  • لماذا منشآت النفط ؟.. عقلية الربح والخراب التي تدير الحرب بالوكالة
  • مأساة داخل شقة في القاهرة ..مصرع أسرة سودانية حرقًا
  • الخارجية تدين الفظائع والانتهاكات المروّعة التي شهدتها مدينة الفاشر في إقليم دارفور
  • السودان.. تعرّف على الانتهاكات التي ارتُكبت في مدينة الفاشر