صدى البلد:
2025-05-13@05:31:09 GMT

خالد حمدان يكتب: التعليم كما يجب أن يكون 2

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

في المقال السابق ، تحدثنا عن كيفية الوصول إلى تعليم متطور يتماشى مع طموحات القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤيته لتأسيس الجمهورية الجديدة ، وفي هذه السطور نحاول وضع عدة نقاط يلزم الأخذ بها عند تطوير التعليم أبرزها: اختيار المعلم المناسب لهذه الوظيفة.

هذه النقطة تستوجب الرجوع قليلا إلى ما قبل تخرج المعلم ، حيث يجب أن تخضع كليات التربية أو الآداب لعدة مهمات أولها إختبار قدرات الخريجين عند التقديم لوظيفة المعلم، فليس أي شخص يستطيع أن يكون معلم أو يستطيع توصيل المواد الدراسية للطلاب بطريقة مبسطة ، و أيضا التأكد من سلامة مخارج الحروف وسلامة الفكر والآراء ، فالمعلم بيده أساس المجتمع فإذا نجح في مهمته سنضمن تنشئة جيل سوي قادر على الإرتقاء والابتكار والبحث وخوض التجربة ، فكل هذه السمات والمميزات يربيها المعلم في الطلاب ويطورها لهم .

تقليل نسبة الأمية التكنولوجية لدى المعلمين والإداريين: فليس من المقبول في ظل هذا التطور الهائل واقتحام التكنولوجيا والثورة المعلوماتية كافة البيوت ، والتي ينهل منها الكبار والصغار وتلاميذ مرحلة نا قبل الكي جي عن طريق الهواتف الذكية والأي باد واللاب توب وغيرها، ولا يزال المعلم والإداري والمنظومة التعليمية إلا القليل منها يعيش ويتعامل مع الوسائل القديمة التي عافى عليها الزمن وأصبحت غير صالحة للإستهلاك الآدمي.

إن الأمية في عصرنا لم يقصد منها عدم القراءة والكتابة ، لكن الأمية معناها المعاصر هو كل من يجهل بما يدور حوله من موضوعات رئيسية يعتبر أُمي ومن لا يستطيع إستخدام الأجهزة الحديثة المنتشرة هو أُمي ومن لا يفهم ما يدور حوله من أحداث جارية فهو أُمي ومن لا يعرف قيمة الوقت و يضيعه في اللهو فهو أُمي ، و العمل على تخفيض مثل هذا الجهل يساعد في تنشئة مجتمع متقدم، سبيله الأساسي هو النهوض بالتعليم ، في المقال المقبل نستكمل حديثنا عن النقاط التي يستلزم أخذها في الاعتبار عند تطوير التعليم .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الدكتور إيمان هريدي: الذكاء الاصطناعي وسيلة لتمكين المعلم وتعزيز دوره

في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي الذي يشهده قطاع التعليم عالميًا، أصبح من الضروري إعادة النظر في أدوات إعداد وتأهيل المعلمين لمواكبة متطلبات العصر الجديد. التكنولوجيا باتت لاعبًا رئيسيًا في تطوير أساليب التعليم، ويأتي الذكاء الاصطناعي في مقدمة هذه الأدوات التي تعيد تشكيل البيئة التعليمية وتفتح آفاقًا جديدة أمام المعلم والمتعلم على حد سواء. في هذا السياق، أجرينا حوارًا مع الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، للوقوف على جهود الكلية في هذا المجال، ورؤيتها لمستقبل المعلم المصري في ظل الطفرات التكنولوجية.

تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، نظمت الكلية مؤخرًا ندوة علمية موسعة بعنوان: "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه في ضوء الذكاء الاصطناعي"، تأكيدًا على التزام الجامعة بتحديث برامجها التعليمية والتدريبية بما يتماشى مع التحولات الرقمية المتسارعة، ويعزز من كفاءة خريجي كليات التربية.

س: في البداية، نود تسليط الضوء على الندوة التي عقدتها الكلية مؤخرًا تحت عنوان "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه باستخدام الذكاء الاصطناعي".. ما أبرز أهدافها ونتائجها المنتظرة؟


 أهلًا وسهلًا بحضرتك. هذه الندوة تأتي في إطار احتفالية سنوية اعتدنا تنظيمها لتقويم برنامج التربية العملية، وقد دمجناها هذا العام مع ملتقى التوظيف. حملت الندوة عنوان "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه باستخدام الذكاء الاصطناعي"، وهدفت إلى تأهيل الطالب المعلم لمتطلبات سوق العمل الحديثة، عبر إكسابه مهارات متقدمة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الفصول الدراسية. نريد أن نُخرج معلمين قادرين على الدمج بين الكفاءة التربوية والقدرة التقنية، ليكونوا مؤهلين للانخراط الفوري في المؤسسات التعليمية بعد التخرج.

س: كلية الدراسات العليا للتربية لطالما عُرفت بريادتها في التطوير الأكاديمي.. كيف تسعون إلى دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج الدراسية، لا سيما في الجزء العملي؟


صحيح، الكلية تتميز بريادتها في مواكبة المستجدات التربوية، وخطتنا هذا العام ركزت على "التمكين المهني". نقصد بذلك تطوير قدرات المعلم بما يعزز من أدائه داخل البيئة الصفية. ضاعفنا عدد ساعات التدريب العملي للطلاب، ووجهنا اهتمامًا خاصًا على التفاعل المباشر داخل المدارس، بحيث يتمكن الطالب من تطبيق ما تعلمه نظريًا باستخدام أدوات حديثة، على رأسها الذكاء الاصطناعي.

س: ما هي آليات تنفيذ الجانب العملي لتأهيل الطلاب، وما أبرز الأدوات المستخدمة؟

 هذا العام، تعاونا مع 50 مدرسة موزعة على مختلف المناطق. وقد طورنا تطبيقًا رقميًا يتيح للطالب اختيار المدرسة الأقرب إلى مكان إقامته بناءً على مجموعة من المعايير الأكاديمية والجغرافية. داخل هذه المدارس، يخوض الطلاب تجربة تطبيقية مكثفة للتربية العملية. وقد ساهم الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في إثراء هذه التجربة؛ حيث بدأ الطلاب بتطوير محتوى تفاعلي باستخدام تقنيات مثل الواقع المعزز والبرمجيات التعليمية الذكية.

س: هل من أمثلة عملية على كيفية استثمار الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج؟
 

 بالطبع، في المعرض المصاحب للندوة عرض طلابنا مشاريع مذهلة. على سبيل المثال، تم تحويل التجارب المعملية في مادة العلوم إلى عروض تفاعلية عبر الواقع الافتراضي. كذلك، طُوّرت أدوات لشرح مفاهيم مثل تركيب الجهاز الهضمي، أو تحليل نسب التلوث البيئي، باستخدام واجهات مرئية ثلاثية الأبعاد. هذه الطريقة لا تتيح فقط عرض المعلومات بل تخلق بيئة تعليمية ممتعة تعزز من الفهم العميق للمادة العلمية.

س: ماذا عن توظيف الذكاء الاصطناعي في المواد النظرية كالتاريخ والجغرافيا واللغات؟

 هذا كان من أبرز محاور التطوير. شجعنا طلابنا على تصميم وحدات دراسية تفاعلية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تم عرض النظام الشمسي في مادة الجغرافيا بطريقة افتراضية، وتم شرح مسار نهر النيل مع بيان التحديات البيئية المعاصرة. في مواد اللغات، استعان الطلاب بتطبيقات ذكاء اصطناعي لتحسين مهارات النطق والتحليل اللغوي، ما ساعدهم على تطوير مناهج أكثر جذبًا للمتعلمين.

س: كيف أثرت هذه النقلة النوعية في تطوير قدرات الطلاب على فرصهم في سوق العمل؟
 

 شهدنا هذا العام حضورًا واسعًا من ممثلي الموارد البشرية لعشر مدارس كبرى ضمن ملتقى التوظيف. وقد تم بالفعل توقيع عقود عمل مع 10 طلاب قبل تخرجهم، بفضل تميزهم في تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية داخل الفصول الدراسية. وهذا يعكس نجاح المنظومة الجديدة التي تبنيناها في الكلية، ويؤكد أن التمكين المهني الحقيقي أصبح واقعًا ملموسًا.

س: البعض يعبر عن مخاوفه من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل المعلم.. كيف تردين على هذه المخاوف؟

 أعتقد أن هذه المخاوف مشروعة، لكنها غير دقيقة. الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن المعلم، بل أداة تمكنه من أداء مهامه بكفاءة أعلى. أصبحنا بحاجة إلى معلم يجيد إنتاج المحتوى الرقمي، وقراءة أنماط سلوك الطلاب، وتوظيف الوسائط المتعددة بذكاء. المعلم المبدع سيجد في الذكاء الاصطناعي فرصة لتوسيع أدواره، وليس تهديدًا لمكانته.

س: ما أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة لتعزيز هذا الاتجاه نحو التحول الرقمي في إعداد المعلم؟
 

 أهم التوصيات تمثلت في ضرورة تعزيز الجانب العملي بشكل مستمر، وتوسيع دائرة الشراكات مع المدارس. كما قمنا بميكنة كامل برنامج التربية العملية، وأطلقنا أداة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة على استفسارات الطلاب والمعلمين. ونعمل حاليًا مع الأكاديمية المهنية للمعلم على تقديم دورات تدريبية متخصصة تستهدف مديري المدارس والمعلمين أنفسهم، لضمان استدامة التطوير داخل المؤسسات التعليمية.

س: كلمة أخيرة تودين توجيهها للمعلمين والطلاب والمهتمين بتطوير التعليم؟
 

 رسالتي للجميع أن المستقبل لا ينتظر أحدًا. من يطور مهاراته ويستثمر في التعلم المستمر سيكون له السبق في هذا العصر. الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بل فرصة ذهبية للارتقاء بالتعليم إلى مستوى جديد. ونحن في كلية الدراسات العليا للتربية نضع نصب أعيننا بناء كوادر تعليمية واعية وقادرة على قيادة المستقبل بثقة ومسؤولية.

في ختام هذا الحوار، يتضح أن كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة لا تكتفي بمجرد التفاعل مع مستجدات العصر، بل تبادر إلى توجيه دفة التطوير في مجال إعداد المعلم. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي ضمن خططها الأكاديمية والتطبيقية، تؤكد الكلية أنها ماضية في بناء نموذج تعليمي حديث يرتكز على الكفاءة والابتكار، ويضع المعلم في صدارة التحول الرقمي في التعليم.

مقالات مشابهة

  • ترتيبات لإعادة تشغيل مدينة المعلم الطبية
  • صلاح فؤاد لـ "الفجر": الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التعليم ويعزز تمكين المعلمين
  • السيطرة على حريق محصول قمح بعزبة المعلم بالمنوفية
  • في حال تولي ريفيرو مهمة تدريب الأهلي.. هل يستطيع النجاح ؟
  • مقال بهآرتس: بعد 250 عاما ها هي أميركا تنال استقلالها عن إسرائيل
  • الدكتور إيمان هريدي: الذكاء الاصطناعي وسيلة لتمكين المعلم وتعزيز دوره
  • ماذا يدور في الرياض؟ هل يجتمع بن سلمان وترامب برؤساء لبنان وسوريا وفلسطين
  • خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية
  • معهد واشنطن: ليبيا عند أدنى مستوياتها منذ 2020 مع اختفاء مليارات وسط الجمود السياسي
  • انهيار المخطط اليوناني بعد 50 عاماً… والعالم بأسره اعترف بأن تركيا قوة عظمى