تقربهم من بيئتهم وتعلمهم دينهم.. خطبة جمعة بالأوردية في قطر
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يتذكر الشاب الهندي ميرا سعيد المسجد الصغير في مدينة جامو، بكل تفاصيله وذكرياته التي ارتبطت بكل أروقته، بدءا من قاعة الصلاة التي كان يداوم على زيارتها 5 مرات يوميا، إلى المنبر والمئذنة والقبة وصحن المسجد الذي كان يكتظ بالمصلين في كل صلاة جمعة.
ميرا المقيم في الدوحة، انتظر 25 عاما من عمره حتى يعيش نفس الأجواء خلال أداء صلاة الجمعة في أحد مساجد المنطقة الصناعية، والذي تؤدى فيه خطبة صلاة الجمعة بلغته الأم الأوردو، التي تستخدم الأحرف الهجائية العربية.
المواطن الهندي يثمن التوجه القطري بإطلاق خطبة الجمعة باللغة الأوردية في عدد من المساجد بالمنطقة الصناعية، كون هذه المنطقة تضم غالبية من المقيمين سواء من الهنود أو الباكستانيين الذين يتحدثون هذه اللغة، الأمر الذي يجعلهم يفهمون خطبة الجمعة ويشعرون بروحانيات هذه الصلاة التي تعد عيدا للمسلمين كل أسبوع.
انطلاق برنامج تقديم خطب الجمعة في سبع مساجد باللغة الأوردوية بحضور المئات من الناطقين بهذه اللغة.
With attendance of hundreds in 7 mosques, Urdu Friday Khutba begin in 7 mosques.
— Bin Zaid | بن زيد (@BinZaidQatar) September 14, 2023
خطبة الجمعةويقول ميرا (سائق بإحدى الشركات) للجزيرة نت إن أداءه لصلاة الجمعة في السابق كان أمرا روتينيا، حيث لا يفهم ولا يستفيد من الخطبة، وهو ما كان يجعله في أغلب الفترات يتأخر في الذهاب إلى المسجد حتى يصل وقت الصلاة.
ويضيف أنه في الآونة الأخيرة، كان إمام المسجد يعلن عن إلقاء خطبة الجمعة بالأوردية عقب نهاية الصلاة، فنجلس في حلقة حوله ونستمع له، ولكني جربت هذا الأمر مرة وتركته مرات لأسباب مختلفة.
ويعتبر أن قرار تحديد مساجد لإلقاء خطبة صلاة الجمعة فيها باللغة الأوردية هو الأنسب في ظل تواجد أعداد كبيرة من المقيمين الهنود والباكستانيين، حيث إن هذا الأمر سيقربهم من بيئتهم، وسيساعد على تعليمهم وتوعيتهم بأمور دينهم الإسلامي.
وتعد الأوردية هي اللغة الرسمية في دولة باكستان، وواحدة من 22 لغة في دولة الهند، حيث تعد لغة رسمية في 5 ولايات هندية هي: أندرا براديش، وبيهار جامو وكشمير، وأوتار براديش، ونيودلهي.
أداء العباداتبدوره، يرى الباكستاني عبد الله محمد أن إلقاء خطبة صلاة الجمعة بالأوردية -لغته الأم- كان أمرا محمودا للغاية بالنسبة له ولجميع الذين يتحدثون الأوردية، حيث إنه لم يتوقع قبل أن يأتي إلى دولة قطر وأن يجد مساجد على هذه الكيفية.
ويقول عبد الله للجزيرة نت إنه حضر إلى الدوحة قبل أسابيع قليلة، وأن الأجواء هنا جميلة وصحية للمقيمين، فمثلما عليهم واجبات، هناك أيضا حقوق تتوفر لهم، وهو ما يظهر جليا في أداء العبادات.
ويضيف أنه لم يشعر بغربة خلال فترة تواجده بالدوحة في ظل وجود أعداد كبيرة من الباكستانيين، لكنه حتى الآن لم يوفق في الحصول على فرصة عمل، إلا أنه مازال أمامه 20 يوما قبل المغادرة، وسيحاول فيها الحصول على عمل والاستمرار في الدوحة وتجربة العيش في هذا البلد الآمن للمسلمين ولكل الديانات.
وبغية توعية المسلمين غير العرب وتثقيفهم بأمور دينهم، وتعليمهم الآداب الإسلامية وما ينفعهم، أعلن مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبالتعاون مع إدارة المساجد، مؤخرا إطلاق خطبة الجمعة باللغة الأوردية في 7 مساجد في المنطقة الصناعية.
من جهته يعتبر محمد إمداد الله (من بنغلاديش)، وهو إمام أحد مساجد الصناعية، إن قرار إطلاق خطبة الجمعة باللغة الأوردية بادرة طيبة للأورديين خاصة، وللباكستانيين والهنود والبنغال عامة.
ويقول إمداد الله للجزيرة نت إن اللغات الأوردية والبنغالية والهندية قريبة من بعضها البعض في المعنى، وإن 90% من المئه من الهنود والبنغال يفهمون اللغة الأوردية، ولذلك تم اتخاذ قرار إطلاق خطبة صلاة الجمعة باللغة الأوردية.
ويضيف أن إدارة المساجد كلفت خلال الفترة الماضية، بعض المساجد بإعادة إلقاء خطبة الجمعة باللغة الأوردية بعد الانتهاء من الصلاة، ولكن هذا الأمر لم يكن كافيا، خاصة في ظل الاستجابة الضعيفة، والتي لا تتجاوز 10 أشخاص يجلسون عقب انتهاء الصلاة من أجل الاستماع للخطبة من جديد باللغة الأوردية.
ويوضح إمداد الله المقيم في قطر منذ عام 1990، أن إطلاق خطبة الجمعة باللغة الأوردية أحدث ردود فعل إيجابية كبيرة بين الناطقين بالأوردية في قطر، وهو ما ظهر جليا من خلال إقبالهم وحرصهم على التواجد في المسجد مبكرا للاستماع إلى الخطبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خطبة صلاة الجمعة إلقاء خطبة الجمعة فی عبد الله فی قطر
إقرأ أيضاً:
هل سماع الأذان شرط لحضور لصلاة الجماعة؟..الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل سماع الأذان شرط لحضور الجماعة؟ فنحن جماعة من المصريين المقيمين بدولة اليونان وفق الله سبحانه وتعالى بعض الإخوة في إقامة مسجد تقام به الشعائر. وطبعًا لا يحق لنا أن يخرج أي صوت من المسجد سواء أذان أو صوت مرتفع.
ومنذ حوالي خمسة أشهر وأعداد المصلين تتناقص من المسجد وأبلغني بعض الإخوة أن أحد الشباب أصدر فيهم فتوى بخصوص سماع الأذان واستشهد بحديث النبي عليه الصلاة والسلام للرجل الأعمى «أتسمع النداء – فلبي» وعلى هذا أصدر فتواه فيهم بعدم الذهاب للمسجد ما داموا لا يسمعون الأذان.
فأرجو من فضيلتكم موافاتنا بالرد على سؤالي وهو: هل سماع الأذان شرط للذهاب للمسجد لأداء الصلوات حتى مع وجود مواقيت ونتائج مدون بها هذه المواقيت؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: فضل صلاة الجماعة
أولًا: لقد حثنا الإسلام علي صلاة الجماعة لما لها من فضل عظيم في الدنيا والآخرة؛ فهي تؤلف القلوب وتجمع بين المسلمين وتحثهم على الإخاء والتعارف والتعاون، وفوق كل ذلك فهي تفضُل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه البخاري ومسلم.
هل سماع الأذان شرط لحضور الجماعة؟
أما بالنسبة للأذان فقد شرع للإعلام بوقت الصلاة وهو شعيرة من شعائر الإسلام يجب العمل بها حتى ولو داخل المسجد ولا يجوز تركها بحال من الأحوال فإذا ما عُلم وقت الصلاة بطريقة أخرى غير الأذان فهذا يكفي لأداء صلاة الجماعة في المسجد وليس بلازم أن يسمع المسلم الأذان حتى يسعى إلى صلاة الجماعة.
أما بالنسبة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الأعمى فنصه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» رواه مسلم.
فدل هذا الحديث على السعي إلى صلاة الجماعة حتى ولو من الأعمى ما دام علم بوقت الصلاة إذ الأذان في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الوسيلة للإعلام عن الصلاة، أما في هذا العصر فيمكن معرفة وقت الصلاة بوسائل أخرى كالساعات الوقتية والنتائج المدون بها أوقات الصلاة، فما دام رُفع الأذان داخل المسجد فقد تحققت شعيرة الأذان، وليس في الحديث ما يدل -لا صراحةً ولا ضمنًا- على ما استشهد به مَن أفتى بعدم الذهاب إلى المسجد لصلاة الجماعة ما داموا لا يسمعون الأذان.
ونهيب بالإخوة المسلمين في اليونان ألا يتعرضوا للفتوى إلا إذا كانوا متخصصين في علوم الشريعة حتى لا يوقعوا المسلمين في الحرج والخطأ.
وفي واقعة السؤال وبناءً على ما سبق: فإنه ليس بشرط لمن أراد صلاة الجماعة في المسجد أن يسمع الأذان، ويكفيه أن يعلم بدخول وقت الصلاة بأي وسيلة أخرى كال
ساعات وغيرها.