"طوفان الأقصى" يصل كييف.. هل تتحقق نبوءة بوتين بشأن "الأسبوع الأوكراني"؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في خضم الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أثيرت الشكوك بشأن تأثير هذه المواجهات على الدعم الغربي والأمريكي للجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا، في ظل اعتماد كييف بشكل رئيسي على المساعدات المالية والعسكرية القادمة من أوروبا وأمريكا.
وظهر التأثير الواضح على التهديد بتوقف المساعدات أو تضاؤلها، خلال أزمة عزل كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبوع الماضي، وتعطل إصدار التشريعات الخاصة بإرسال المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا، في الوقت الذي تنبأ فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن أوكرانيا ستعيش أسبوع واحد فقط حال توقفت الإمدادات الغربية.
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يومه الخامس وتسبب في استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 5 آلاف آخرين، في الوقت الذي اعترف فيه الاحتلال بمقتل 1200 شخص وإصابة 2700 آخرين، حصيلة العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم السبت الماضي السابع من أكتوبر 2023 تحت شعار "طوفان الأقصى".
ويأتي العدوان الإسرائيلي على غزة في خضم صراعات متعددة حول العالم، وأبرزها الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ما يقرب من 20 شهرا، حيث اندلعت في فبراير من العام الماضي.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، عن خشيته من أن تؤدي الحرب في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائلي والمقاومة الفلسطينية، إلى "صرف أنظار" المجتمع الدولي عن الغزو الروسي لبلاده، متّهمًا موسكو بتوفير دعم للحركة الفلسطينية.
وأكد زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فرانس 2" الفرنسية: "نحن واثقون من أن روسيا توفر دعمًا، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها حماس، مشيرا الى أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها "معلومات" في هذا الشأن".
وقال الرئيس الأوكراني إن الأزمة الراهنة.. تظهر أن روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كلّ أنحاء العالم، مبديا قلقه من أن يتم حرف أنظار الاهتمام الدولي عن أوكرانيا.
وفي السياق نفسه، قال الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، في مقال له بجريدة "نيويورك تايمز"، إن ما يدور في قطاع غزة منذ السبت الماضي، سيؤثر على القدرات العسكرية لكييف بسبب تشتت الدعم الأمريكي بينها وبين تل أبيب.
وأوضح "فريدمان" أنه إذا كانت إسرائيل على وشك غزو قطاع غزة والشروع في حرب طويلة، فسيكون لزاما أن تقلق أوكرانيا بشأن المنافسة مع تل أبيب على تلقي أسلحة من واشنطن، مثل صواريخ باتريوت وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تحتاج إليها البلدان بشدة.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي في منتجع سوتشي على البحر الأسود قائلا: "فقط تخيل أن المساعدات تتوقف غدا، فإن أوكرانيا ستعيش لمدة أسبوع واحد فقط عندما تنفد ذخيرتها".
وبعد اندلاع المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشفت وسائل الإعلام في واشنطن أن الجيش الأمريكي يخطط لنقل سفن بحرية وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل لإظهار الدعم، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس جو بايدن، السبت الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى العدوان على غزة زيلينسكي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تسليم المساعدات إلى غزة سيبدأ قريبًا عبر آلية جديدة
أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن الولايات المتحدة أطلقت آلية جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم قريبًا. اعلان
وأوضح أن النظام الجديد يضم جمعيات خيرية ومنظمات غير ربحية وعددًا من الحكومات، وسيحل محل المبادرة السابقة التي كانت تقودها الأمم المتحدة.
وفي تصريحات للصحافيين، شدد هاكابي على أن هذه الآلية لن تسمح لإسرائيل وحماس بالمشاركة في توزيع المساعدات داخل غزة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل ستتولى توفير الأمن هناك".
أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة بشكل كامل منذ استئناف الحرب في آذار/ مارس، مشترطة وجود نظام رقابة يضمن لها السيطرة على عملية التوزيع.
ووسط المزاعم الإسرائيلية التي تفيد بأن المساعدات تُنهب ويتم تحويلها إلى مقاتلي حماس، وهي ادعاءات نفتها الأمم المتحدة وعمال الإغاثة، أبقت تل أبيب على حصارها المشدد الذي يمنع إدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى غزة، متذرعة بـ"مخاوف أمنية" لم تقدّم عليها أدلة.
وتواجه غزة اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 90% من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وقد خرجت معظم المخابز عن الخدمة، وتوقفت شبكات المياه، وانقطعت إمدادات الوقود، فيما تشهد الأسواق ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، ويفتقر غالبية السكان إلى الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية.
Relatedمصادر لرويترز: واشنطن وتل أبيب تبحثان إدارة أمريكية مؤقتة لقطاع غزة بعد الحربرغم التصعيد في غزة.. وزراء 6 دول أوروبية يؤكدون دعمهم الثابت لحل الدولتين شرطة نيويورك تعتقل العشرات في حرم جامعة كولومبيا إثر اعتصام مؤيد لغزةأُجبرت عشرات المطابخ المجتمعية في غزة، يوم الخميس، على إغلاق أبوابها بعد نفاد الإمدادات الغذائية نتيجة استمرار الحصار، ما يُنذر بانخفاض عدد الوجبات المجانية اليومية بمعدل يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة، وفق تقديرات منظمات الإغاثة.
وفي موازاة ذلك، ترتفع مؤشرات حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى مستويات وصفتها المنظمات الإنسانية بـ"الكارثية"، في ظل نظام صحي شبه منهار.
استخدام الجوع كسلاحتواجه إسرائيل اتهامات باستخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين وممارسته بشكل منهجي، وهو ما اعتبرته منظمة العفو الدولية شكلًا من أشكال العقاب الجماعي و"جريمة حرب".
وتتسق هذه الاتهامات مع تصريحات صدرت عن مسؤولين إسرائيليين. فقد دعا وزير التراث، عميحاي إلياهو، إلى "قصف مخازن الغذاء في غزة" بحجة أنها تابعة لحماس، وأضاف: "يجب أن يجوع سكان القطاع، والهجرة هي خيارهم الوحيد للنجاة".
من جهته، صرّح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن "تفاقم معاناة المدنيين في غزة يزيد الضغط على حماس"، مؤكدًا أن "مواقفه لا تتعارض مع الأخلاق اليهودية لأنه لا يجب إطعام من يحاربون إسرائيل"، على حد قوله.
وفي ظلّ المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة منذ أكثر من 19 شهرًا، تتجه الأنظار إلى مدى فعالية الآلية الجديدة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة في كسر الحصار المفروض على القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة