أثير- موسى الفرعي

اعتاد أبناء عمان مع كل ظهور لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -أبقاه الله- على عيون الخير التي تفجرها أوامره السامية، وها هو الحادي عشر من أكتوبر يشهد ترؤس جلالته اجتماع مجلس الوزراء وهو اليوم الذي نحتفل معه بميلاده الميمون، فكل عام ومقامه السامي بألف خير ضارعين إلى المولى العزيز القدير أن يحفظه ويرعاه ويمده بتوفيقه وعونه، وهي بشرى خير وتفاؤل حيث انطلقت بتأكيد جلالته على التضامن العماني مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي ذلك تأييد جلالته للحق العربي وإيمان من لدنه بوحدة الهدف والمصير وبأن روابط الأمة العربية والإسلامية أكبر من أن تحتاج إلى مواثيق واتفاقيات لأنها جزء من تكويننا الإنساني والديني والاجتماعي، والتاريخ المشترك، وتلك سياسة سلطانية راسخة.

كما كانت أبرز النقاط على طاولة جلالته ترقية الموظفين العمانيين لدى وحدات الجهاز الإداري للدولة من أقدمية أعوام 2013 – 2016م وقد اعتدنا على اعتزاز جلالة السلطان المعظم بالمواطن العماني ورهانه الدائم على العنصر الإنساني والوحدة الوطنية، وذلك الذي يتجلى في خطاباته السامية وقراراته المليئة بالحكمة وبُعد الرؤية، إضافة إلى توجيهه السامي بالبدء بإجراء مشروع المدينة الرياضية المتكاملة، والإسراع في تنفيذ ما توصل إليه مجلس الوزراء لمعالجة التحديات التي تواجه مشروع طريق الباطنة الساحلي والانتهاء من كافة التعويضات النقدية المتعلقة به، والتأكيد على أهمية قيام المواطنين بالمشاركة الجادة في الانتخابات والحرص على اختيار الكفاءات التي يعول عليها.

والمتتبع لهذه القرارات والتوجيهات السامية يدرك أهم مقومات النجاح ومرتكزاته المتمثلة في الإنسان أولا وحرص جلالته على انعكاساتها الإيجابية في مجال التنمية وبناء الإنسان، والتفاته السامي لأبسط التفاصيل وأعظمها، فقد جعل الإسراع في التعويضات النقدية مقرونا بالإسراع بتنفيذ المشروع، وصوت الإنسان ليس ضغطة زر أو ورقة تلقى في صندوق بل هو أحد مظاهر الولاء والانتماء العميق، فذلك الصوت يتجاوز صاحبه ليصل إلى اختيار خبرات وكفاءات يمكن أن يستفيد منها الوطن في مجالات عديدة، ويكون الصوت المفرد عنصرا فاعلا ومهما في مسيرة النهضة المتجددة، كما كان التفات جلالته السامي إلى التوجيه بتطوير البنية الأساسية لسباقات الهجن من خلال تأهيل وإنشاء عدد من الميادين الرئيسة بالمحافظات، وهي رياضة عربية أصيلة مرتبطة بحضارة المنطقة على مر تاريخها، والاهتمام بها هو اهتمام وحرص بتراث عريق يربط الماضي بالحاضر وتقدّره الأجيال، وكل ما يدخل في تشكيل الهوية العمانية أو العربية الأصيلة فجلالته أولى بالاهتمام به فمن لا هوية له لا معنى لوجوده والمتنازل عن ماضيه لا يمكنه أن يعيش حاضره أو يملك القدرة على الحياة الطويلة في المستقبل.

وإيمانا من جلالته بأن مهمة الإعلام هي تغذية المجتمع بالحقائق ورفع مستويات الوعي والثقافة فقد وجه بالارتقاء بقطاع الإعلام العماني ووضع الخطط الفاعلة لتحقيق الأهداف الوطنية، تماشيا مع ما يشهده قطاع الإعلام من تطورات متسارعة، وبين مهام الإعلام ومواكبته للتطورات التقنية تفاعل خلّاق لبناء الأفكار والمعارف ودعم المعايير الاجتماعية وغرس قيم المواطنة، ولا يمكن للإعلام أن يحقق ذلك في ظل الجمود أو عدم القدرة على مواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع في ظل حرية تدفق المعلومات وتبادل الثقافات، فكما يمكن للإعلام الجائر أن يكون سمسار حروب بإمكانه أيضا أن يحقن التعصب والطائفية ويرسخ مفاهيم التعايش والتسامح ويدخل في تنمية الوعي الفردي والجمعي.

هي سياسة جامعة متفردة وقرارات حاسمة مرتبطة ببعضها البعض حيث لا انفصال بين بناء الإنسان والوطن، والإيمان بمرتكزات الاستقرار والنمو التي تضمن البناء والارتقاء الدائم بعمان وإنسانها، ذلك هو جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أبقاه الله الذي يمثل نموذجا سياسيا وإنسانيا متفردا يقضي بقناعة راسخة ومبادئ غير قابلة للمساومة أو التغيير ورؤية واضحة وقلب نقي.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

إيران: لم نتلق أي مقترح اتفاق من أمريكا.. ويمكن إبلاغنا عبر الوسيط العماني

عرضت فضائية القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا، قال فيه وزير الخارجية الإيراني: أنهم لم يتلقوا أي مقترح اتفاق أو نص مكتوب من الولايات المتحدة ولكن من الممكن أن يتم إبلاغنا بشيء ما عبر الوسيط العماني في المستقبل.

ترامب: إيران محظوظة بتميم.. واقتربنا من إبرام اتفاق نوويترامب: أعتقد أننا قريبون من التوصل إلى اتفاق مع إيران

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده لا تمانع حضور الشركات الأمريكية اقتصاديًا في إيران، بما في ذلك في قطاعي النفط والغاز.

وأشار في تصريحات له على هامش زيارته لمعرض الكتاب الدولي في طهران، إلى أن العقبة الأساسية أمام ذلك ليست من الجانب الإيراني، بل تعود إلى القيود التي تفرضها الولايات المتحدة نفسها.

طباعة شارك إيران الولايات المتحدة الوسيط العماني

مقالات مشابهة

  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • حين يكتب الحزن بقلم الإنسان
  • "مؤتمر الأعمال العماني الأفريقي" يقدم رؤى معمقة حول فرص الاستثمار والأعمال الناشئة
  • نائب: كلمة الرئيس ترجمة واضحة لمواقف ثابتة.. وتوحيد الموقف العربي مهم لصياغة رؤيته المستقبلية
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • نيابة عن جلالته .. السيد شهاب يشارك غدًا في أعمال القمتين العربية والتنموية ببغداد
  • الاعيسر: العلاقات بين السودان وجمهورية الصين الشعبية علاقات راسخة وتاريخية
  • وزير الإعلام يبحث مع مديري المؤسسات الإعلامية التحديات التي تواجه العمل الإعلامي
  • الاتحاد الفرعي لكرة القدم في كركوك ينتخب رئيساً جديداً له
  • إيران: لم نتلق أي مقترح اتفاق من أمريكا.. ويمكن إبلاغنا عبر الوسيط العماني