غزة: وسيناريو مذبحة القلعة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
هل تذكرون مذبحة القلعة، التي وقعت في مصر يوم الجمعة الموافق 1 مارس من عام 1811 ؟، والتي كان جزّارها وقتذاك محمد علي باشا. . المجزرة التي قتل فيها المماليك كلهم في يوم واحد بحفل دموي جهزه بمناسبة تولي ابنه (طوسون) قيادة الجيش، فلبَّى دعوته 470 مملوكاً من كبار الضباط والأمراء، حضروا جميعهم إلى القلعة بكامل قيافتهم العسكرية.
كانت تلك المجزرة عام 1811. ثم وقعت بعدها مجازر كثيرة بالسيناريو نفسه، ولكن على نطاق محدود وضيق. .
اما اليوم ونحن في نهاية عام 2023 فالمجزرة المعروضة أمامكم، تجري وقائعها الآن في قطاع غزة، على مساحة مغلقة تقدر بنحو 365 كم². أي بمقدار نصف مساحة جزيرة البحرين. لكنها تعيد إلى الاذهان المجزرة المملوكية بالصوت والصورة وبالحجم الدولي الواسع الانتشار، فقد ظلت (غزة) ترزح تحت الحصار الظالم منذ 2008، ثم فرضت عليها إسرائيل طوقاً حديدياً وحزاماً وجداراً، فضيقت عليها الخناق من البر والبحر، وحرمتها من أبسط مستلزمات الحياة من ماء ودواء وغذاء. وشرعت بتسليط حممها الصاروخية فوق رؤوس أهلها، فأوقعت بهم خسائر فادحة بالارواح والممتلكات، ثم هرعت حاملة الطائرات (جيرالد فورد) لتعلن عن مشاركتها الميدانية في المحرقة البشرية الكبرى، فاقتربت من السواحل لتعزز الهجوم البحري والجوي بدعوى ان سكان غزة من الوحوش البشرية، الذين طالبت المرشحة السيخية (نيكي هيلي) باضرام النيران فيهم وهم أحياء، وطالبت بإحراق بيوتهم عليهم حتى لا يخرج منهم أحد. .
العالم كله يرى ويسمع ويتابع تفاصيل هذه المحرقة، من دون ان يفزع لهم أحد، ومن دون أن يتألم عليهم أحد. في حين سكت دعاة الجهاد الاسلامي عن بكرة أبيهم، وسكت معهم أنصار القرضاوي وبسّام جرار والحويني والطرطور والعرعور والفوزان والعريفي. ثم جاءهم المدد من بعيد على لسان الزعيم الكوري (كيم جونغ أون)، الذي أتهم إسرائيل بتصعيد الصراع ضد غزة، مذكراً ان عواقب ممارساتها الإجرامية ستكون وخيمة، واطلق تصريحات أخرى نشرتها صحيفة رودونج سينمون (Rodong Sinmun) التابعة للحزب الحاكم في كوريا الشمالية. التي تقع في اقصى الجنوب الشرقي الآسيوي. .
وقبل بضعة ساعات ألقى النائب الإيرلندي (ريتشارد بويد باريت) خطاباً إنسانياً حزيناً دافع فيه عن ضحايا المحرقة الغزاوية، وهاجم الكيان الصهيوني، وكان يرتدي الكوفية داخل البرلمان. وقال: ان ما يجري في فلسطين هو نتيجة للحصار المستمر، والتطهير العرقي، والاستيلاء على الأرض. وطالب الحكومة الايرلندية باتخاذ إجراءات واضحة ضد إسرائيل. .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
القبض على مرتكبي مجزرة الحولة بسوريا بعد 13 عاما على وقوعها (شاهد)
أفادت وسائل إعلام سورية، بإلقاء قوى الأمن العام القبض على عدد من المتورطين بارتكاب مجزرة الحولة المروعة في ريف حمص قبل نحو 13 عاما.
وأشارت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، الخميس، بأن الأمن العام "قبض على 5 عناصر من فلول النظام البائد الذين شاركوا في مجزرة الحولة بحمص".
وأضاف القناة الرسمية إن الأمن العام قام كذلك باقتياد المعتقلين إلى مكان وقوع المجزرة الورعة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، من أجل "إعادة تمثيل الجريمة".
وتداول ناشطون سوريون لقطات مصورة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر لحظات اقتياد المعتقلين إلى موقع المجزرة وسط جمهرة من المدنيين وقوى الأمن العام.
قوات الامن العام تقوم بإلقاء القبض على بعض مرتكبي مجزرة الحولة وتم تمثيل الجريمة من قبل مرتكبيها في مدينة تلدو
بريف حمص pic.twitter.com/n6sTEwGmFb — أنس المعراوي anasmaarawi (@anasanas84) May 22, 2025
ومنذ سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، تواصل قوى الأمن عملياتها الأمنية ضد فلول النظام والمتورطين بجرائم بحق السوريين خلال السنوات الأربع عشرة الماضية.
وقبل أيام، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، مرسوما رئاسيا يقضي بتشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية" برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كشف وتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السابق بحق المواطنين، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ماذا حصل في الحولة؟
كانت بلدة الحولة الواقعة في ريف حمص منطقة ذات ثقل للمعارضة وشهدت مظاهرات مناوئة لنظام المخلوع بشار الأسد إبان انطلاق الثورة السورية، ما دفع النظام إلى ارتكاب أحد أكثر المجازر وحشية بحق ساكنيها.
بدأت المجزرة في 25 أيار /مايو عام 2012 بقصف عنيف من قوات النظام المخلوع على البلدة باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وبعد القصف، اقتحمت ميليشيات موالية للنظام المنازل وارتكبت عمليات إعدام جماعي بحق العائلات.
وأسفرت المجزرة عن مقتل 108 أشخاص على الأقل، بينهم 49 طفلا و34 امرأة، حسب الأمم المتحدة. واستخدمت قوات النظام في هذه المجزرة السكاكين والأسلحة النارية لإعدام المدنيين، وتعرض العديد من الضحايا للتعذيب قبل قتلهم.
وتعد مجزرة الحولة واحدة من أبرز الجرائم المروعة التي ارتكبها النظام المخلوع بحق السوريين بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، التي حافظت على سلميتها في الأشهر الأولى قبل أن يدفعها النظام إلى العسكرة تحت وطأة العنف المفرط.