رغم الألم والدمار.. الفلسطينيون في غزة يجسدون روح التكافل بينهم
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
رغم تفاقم المعاناة الكبيرة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن هذا الواقع الأليم عزز من حالة التعاون والترابط الفلسطيني المجتمعي الداخلي.
وعملت آلة الاحتلال الحربية على مضاعفة معاناة المواطنين، عبر ارتكاب مئات المجازر البشعة بحق عائلات كاملة تمت إبادتها، ومسح مناطق وأحياء عدة في مختلف أنحاء القطاع.
وخلال تجول "عربي21" في بعض شوارع القطاع وخاصة في بعض المناطق التي تستضيف مواطنين نازحين من أماكن سكناهم قرب السياج الأمني شرقي القطاع بعد استهداف وتدمير منازلهم، رصدت العديد من المواقف والظواهر التي تعكس روح التحدي لدى المواطنين على مواجهة العدوان وتجاوز تلك المعاناة.
فإلى جانب مراكز الإيواء التي تقوم عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في جنوب قطاع غزة بعد وقف عملياتها في شمال القطاع، فتح العديد من المواطنين منازلهم لاستضافة عائلات النازحين.
كما تم فتحت عدد من المساجد في جنوب القطاع أبوابها لاستضافة العشرات من عائلات المواطنين النازحين، وحاول القائمين عليها توفير الضروريات لهم ولأطفالهم وأيضا للنساء في ظل استمرار العدوان.
وذكر خالد وهو نازح مع عائلته من غزة إلى جنوب القطاع ويتواجد في أحد مدارس وكالة الغوث، أن الكثير من المواطنين يأتون إلى مركز الإيواء من أجل تقديم المساعدات منها المادية.
وأوضح لـ"عربي21"، أن من بين صور التعاون الجميلة دخل المركز، قيام أحد المواطنين بإعداد الطعام ودعوة من حوله لتناوله جماعة.
وفي مبادرة إنسانية جميلة، ومثل كثير من المواطنين، تواصل المواطن أسامة وهو من سكان مدينة غزة، مع العديد من المواطنين والأصدقاء من أجل استضافتهم وعائلاتهم في منزله، مع عمله الدؤوب لتوفير كل ما يلزم لهم، مؤكدا لـ"عربي21"، أنه لا يفكر بالخروج من بيته وقال: "لا نكبة جديدة".
كما استضاف أبو عبدالله في شقه الصغيرة قرابة الـ60 فردا من عائلات النازحين المقيمين في الشجاعية شق مدينة غزة، وفتح لهم أيضا مكتبه الخاص في ذات العمارة لتوفير مساحة مناسبة لهم.
وبادر أحد المخابز الذي يعمل على توفير الخبز للمواطنين في ظل العدوان، إلى مد النازحين في أحد المساجد بخط كهرباء من المولد الخاص به، من أجل شحن جوالتهم وبطاريتهم التي يستخدمونها في الإضاءة.
ومع تواصل انقطاع الكهرباء وحاجة المواطنين في مختلف المناطق لها من أجل دفع المياه إلى الخزانات في الطوابق العليا، وتعطل معظم المولدات المتوفرة لدى المواطنين لعدم تشغيلها منذ زمن بعيد، قام أحد المواطنين ممن يمتلكون خبرة جيدة في صيانة تلك المولدات، بعمل تصليح لكافة المولدات لدى الجيران، وعمل على تشغليها بشكل مناسب كي يتمكن أصاحبها من توفير المياه لبيوتهم وأيضا للنازحين.
كما قام أحد المواطنين، وهو صاحب مصنع ولديه مولد كهرباء كبير، بتزويد المواطنين بالكهرباء أيضا لدفع المياه وشحن أجهزة جوالتهم وبطاريتهم الي يستخدمونها في بيوتهم، فيما بادر عدد من المواطنين بتوفير كميات بسيطة الوقود لهذه المولدات.
ومن بين صور التعاون المشرقة، قيام البعض بتزويد بعض النازحين بالمال؛ إما على سبيل المساعدة أو قرض حسن، لأجل تأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية، لعدم توفر المال لديهم بسبب هربهم من القصف الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 3785 شهيدا؛ بينهم 1524 طفلا وألف سيدة، والجرحى لأكثر من 12493 إصابة بجروح مختلفة، منهم نحو4 آلاف طفل و3300 سيدة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وخلال الـ 14 يوما من عمر العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، تسبب في تدمير أكثر من 127 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والمزروعات والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة التعاون الاحتلال النازحين غزة الاحتلال التعاون النازحين طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المواطنین من أجل
إقرأ أيضاً:
الفلسطينيون يتضورون جوعا.. نائبة بالبرلمان الأوروبي: مؤسسة غزة الإنسانية فخ للموت
أكدت نائبة بالبرلمان الأوروبي ورئيسة لجنة العلاقات مع فلسطين لين بويلان، أن الصور التي تأتي من الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا وأصبحوا هياكل عظمية أمر مروع، والخطوة الأولى هي طبعًا الاعتراف بدولة فلسطين، مستدركة: "ولكن أعتقد أن كل هذا مجرد كلام عندما يكون هنالك إبادة جماعية تحدث، وبالطبع نحن بحاجة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية ولكننا بحاجة إلى أن نرى الفلسطينيين يعيشون في هذه الدولة".
وقالت في مداخلة هاتفية على قناة “ القاهرة الإخبارية”، :" الاتحاد الأوروبي وهو شريك تجاري مهم لإسرائيل فيجب أن يصر الاتحاد الأوروبي على أن مؤسسة غزة الإنسانية لن تلعب أي دور في توزيع المساعدات في غزة، إنها فخ للموت ونحن نعلم ذلك وآلاف الفلسطينيين قد قتلوا في محاولتهم للحصول على الطعام والمساعدة من أجل أسرهم، أكثرهم كانوا من الفتيان والشباب لأنهم هم من يذهبون للحصول على المساعدة، مشددةً، على أنّه ملزم بأن يوقف فورًا التعامل مع هذه المؤسسة، .
وأوضحت: "الكلام لا يكفي ولكننا بحاجة إلى أن نرى إجراءات وأفعال، وأعتقد أن التعليقات اليوم من الحكومة السويدية التي تدعو إلى تعليق التجارة، وفي بلجيكا رأينا حزب سياسي يهدد بإسقاط الحكومة إذا لم تتخذ أي إجراءات، لذلك أنا أدعو الناس بممارسة المزيد من الضغط لأنهم يضغطون على السياسيين وبهذه الطريقة سنرى إجراءات وأفعال وكلما شعر السياسيون بالضغط فسيتخذون إجراءات بشكل أسرع".