رغم تفاقم المعاناة الكبيرة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن هذا الواقع الأليم عزز من حالة التعاون والترابط الفلسطيني المجتمعي الداخلي.

وعملت آلة الاحتلال الحربية على مضاعفة معاناة المواطنين، عبر ارتكاب مئات المجازر البشعة بحق عائلات كاملة تمت إبادتها، ومسح مناطق وأحياء عدة في مختلف أنحاء القطاع.



وخلال تجول "عربي21" في بعض شوارع القطاع وخاصة في بعض المناطق التي تستضيف مواطنين نازحين من أماكن سكناهم قرب السياج الأمني شرقي القطاع بعد استهداف وتدمير منازلهم، رصدت العديد من المواقف والظواهر التي تعكس روح التحدي لدى المواطنين على مواجهة العدوان وتجاوز تلك المعاناة.

فإلى جانب مراكز الإيواء التي تقوم عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في جنوب قطاع غزة بعد وقف عملياتها في شمال القطاع، فتح العديد من المواطنين منازلهم لاستضافة عائلات النازحين.

كما تم فتحت عدد من المساجد في جنوب القطاع أبوابها لاستضافة العشرات من عائلات المواطنين النازحين، وحاول القائمين عليها توفير الضروريات لهم ولأطفالهم وأيضا للنساء في ظل استمرار العدوان.

وذكر خالد وهو نازح مع عائلته من غزة إلى جنوب القطاع ويتواجد في أحد مدارس وكالة الغوث، أن الكثير من المواطنين يأتون إلى مركز الإيواء من أجل تقديم المساعدات منها المادية.

وأوضح لـ"عربي21"، أن من بين صور التعاون الجميلة دخل المركز، قيام أحد المواطنين بإعداد الطعام ودعوة من حوله لتناوله جماعة.


وفي مبادرة إنسانية جميلة، ومثل كثير من المواطنين، تواصل المواطن أسامة وهو من سكان مدينة غزة، مع العديد من المواطنين والأصدقاء من أجل استضافتهم وعائلاتهم في منزله، مع عمله الدؤوب لتوفير كل ما يلزم لهم، مؤكدا لـ"عربي21"، أنه لا يفكر بالخروج من بيته وقال: "لا نكبة جديدة".

كما استضاف أبو عبدالله في شقه الصغيرة قرابة الـ60 فردا من عائلات النازحين المقيمين في الشجاعية شق مدينة غزة، وفتح لهم أيضا مكتبه الخاص في ذات العمارة لتوفير مساحة مناسبة لهم.

وبادر أحد المخابز الذي يعمل على توفير الخبز للمواطنين في ظل العدوان، إلى مد النازحين في أحد المساجد بخط كهرباء من المولد الخاص به، من أجل شحن جوالتهم وبطاريتهم التي يستخدمونها في الإضاءة.

ومع تواصل انقطاع الكهرباء وحاجة المواطنين في مختلف المناطق لها من أجل دفع المياه إلى الخزانات في الطوابق العليا، وتعطل معظم المولدات المتوفرة لدى المواطنين لعدم تشغيلها منذ زمن بعيد، قام أحد المواطنين ممن يمتلكون خبرة جيدة في صيانة تلك المولدات، بعمل تصليح لكافة المولدات لدى الجيران، وعمل على تشغليها بشكل مناسب كي يتمكن أصاحبها من توفير المياه لبيوتهم وأيضا للنازحين.

كما قام أحد المواطنين، وهو صاحب مصنع ولديه مولد كهرباء كبير، بتزويد المواطنين بالكهرباء أيضا لدفع المياه وشحن أجهزة جوالتهم وبطاريتهم الي يستخدمونها في بيوتهم، فيما بادر عدد من المواطنين بتوفير كميات بسيطة الوقود لهذه المولدات.

ومن بين صور التعاون المشرقة، قيام البعض بتزويد بعض النازحين بالمال؛ إما على سبيل المساعدة أو قرض حسن، لأجل تأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية، لعدم توفر المال لديهم بسبب هربهم من القصف الإسرائيلي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 3785 شهيدا؛ بينهم 1524 طفلا وألف سيدة، والجرحى لأكثر من 12493 إصابة بجروح مختلفة، منهم نحو4 آلاف طفل و3300 سيدة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.

وخلال الـ 14 يوما من عمر العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، تسبب في تدمير أكثر من 127 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والمزروعات والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة التعاون الاحتلال النازحين غزة الاحتلال التعاون النازحين طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المواطنین من أجل

إقرأ أيضاً:

علماء يبتكرون علاجًا للتخلص من آلام السرطان| تفاصيل

أفاد علماء المعهد الوطني للصحة (NIH) بأن أول تجربة سريرية بشرية لعلاج جديد يعتمد على جزيء الراتنج المشتق من النباتات (RTX) تظهر أنه عامل آمن وفعال للسيطرة على الألم في المرضى الذين يعانون من آلام السرطان المستعصية.

واختبر الباحثون حقنة واحدة من كميات صغيرة من RTX في السائل النخاعي الدماغي القطني (عن طريق البزل القطني) لمرضى السرطان في المرحلة المتقدمة ووجدوا أنه قلل من شدة الألم المبلغ عنها بنسبة 38٪ مقارنة باستخدامهم للمواد الأفيونية المخففة للألم بنسبة 57٪.

كل ما تحتاجه الحامل لحماية طفلها من الأمراضطرق التخلص من رائحة الأضاحي في المنزل

وسجلت التجربة المشاركين في البحث المصابين بسرطان المرحلة النهائية الذين كانوا من بين 15٪ من مرضى السرطان غير القادرين على العثور على تخفيف الألم من تدخلات آلام الرعاية القياسية، بما في ذلك كمية هائلة من المواد الأفيونية دون راحة.

وقدمت حقنة واحدة من RTX للمرضى راحة دائمة/ وانخفضت حاجة المرضى إلى المواد الأفيونية المسكنة للألم بشكل حاد، وتحسنت نوعية حياتهم، ولم يعودوا بحاجة إلى قضاء فترات طويلة في التخدير بالأفيونيات وبعد العلاج تمكنوا من إعادة الانخراط مع أسرهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم.

ويعتقد علماء المعاهد الوطنية للصحة أن RTX لديها القدرة على علاج العديد من حالات الألم الأخرى، بما في ذلك أنواع أخرى من آلام السرطان، والألم المزمن الناجم عن إصابات الأعصاب المسماة الأورام العصبية، وآلام ما بعد الجراحة، وحالة ألم الوجه تسمى الألم العصبي الثلاثي التوائم، والمشاكل الالتهابية الفموية المزمنة بعد العلاج الإشعاعي للرأس والرقبة.

وقال كبير مؤلفي الدراسة مايكل إيدارولا، دكتوراه، كبير علماء الأبحاث في قسم الطب المحيط بالجراحة في المركز السريري للمعاهد الوطنية للصحة، إن هذا النهج التدخلي هو طريق بسيط لطب الألم الشخصي.

RTX ليس إدمانا لكنه بدلا من ذلك، فإنه يمنع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ عن طريق تعطيل مجموعة فرعية محددة من الألياف العصبية التي تنقل إشارات الحرارة والألم من الأنسجة التالفة.

RTX هو منشط للمستقبلات العابرة المحتملة vanilloid 1، أو قناة أيون TRPV1 ومكافئ فائق القوة من كبخاخات، الجزيء النشط في الفلفل الحار، تسمح قدرة RTX على فتح مسام القناة في TRPV1 بالحمل الزائد للكالسيوم بالفيضان في الألياف العصبية ومنع قدرتها على نقل إشارات الألم.

وقال إيادارولا: "في الأساس، يقطع RTX الأسلاك الخاصة بالألم التي تربط الجسم بالحبل الشوكي، ولكنه يترك العديد من الأحاسيس الأخرى سليمة". هذه الخلايا العصبية TRPV1 هي في الحقيقة أهم مجموعة من الخلايا العصبية التي تريد استهدافها لتخفيف الألم بشكل فعال.

وقادت مساهمات إيادارولا عقودا من أبحاث العلوم الأساسية في البيولوجيا العصبية للألم والسيطرة على الألم، أبلغتهم هذه المجموعة من الأبحاث أنه لمنع الألم بشكل فعال، يجب أن تمنعه من الدخول إلى الحبل الشوكي ومن هناك ترك الحبل الشوكي للانتقال إلى الدماغ، حيث ندرك الألم.

وعلى عكس الأساليب الحالية الأخرى التي تستخدم الحرارة أو البرد أو المواد الكيميائية أو الجراحة لمقاطعة الأعصاب بشكل غير انتقائي لوقف الألم، تستهدف RTX المسارات الحسية المحددة لألم تلف الأنسجة والحرارة، لا تزال المسارات الحسية الأخرى، مثل اللمس ووخز الدبوس والضغط وإحساس موضع العضلات (المعروف باسم الإدراك الحسي) والوظيفة الحركية، سليمة. إنه ليس خدرا عاما كما يحدث مع التخدير الموضعي.

وقال مانز: "ما يجعل هذا فريدا من جميع الأشياء الأخرى الموجودة أن هذا انتقائي للغاية"، الشيء الوحيد الذي يبدو أنه يخرجه هو الإحساس بالحرارة والألم.


ما هو الـ RTX

RTX مشتق من نبات Euphorbia resinifera، وهو نبات يشبه الصبار موطنه شمال أفريقيا، ومن المعروف أن مستخلص الفربيون منذ 2000 عام يحتوي على مادة "مهيجة"، وحدد علماء المعاهد الوطنية للصحة كيفية استخدامها للمرضى من خلال الأبحاث الأساسية على الخلايا الحية التي لوحظت من خلال المجهر.

وتسببت إضافة RTX إلى الخلايا التي تحتوي على TRPV1 في حمل زائد واضح للكالسيوم، الذي ترجمه إيادارولا ومانيس في نهاية المطاف إلى تجربة سريرية بشرية في مرحلة مبكرة.

المصدر: news-medical.

طباعة شارك السرطان آلام السرطان المواد الأفيونية

مقالات مشابهة

  • خانيونس - 4 شهداء بقصف خيام النازحين في المواصي
  • الأردن يرحب بالبيان المشترك الصادر عن مصر وقطر
  • علماء يبتكرون علاجًا للتخلص من آلام السرطان| تفاصيل
  • كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواء
  • سبب مرض كتف الأبوة النادر الذي يعاني منه ولي عهد الأردن
  • هل نجح العدوان على لبنان وفشل في القطاع؟.. دراسة إسرائيلية
  • الخديعة الامريكية في المفاوضات النووية ماهي خسارة ايران التي لايمكن تعويضها
  • الاحتلال يتعمد استهداف خيام النازحين والمستشفيات وإبادة عائلات بأكملها
  • تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي
  • الرياض.. إطلاق خدمة "ثلث الأضحية"على التطبيق لتسهيل التبرع ودعم التكافل