لجريدة عمان:
2025-05-11@08:38:59 GMT

«أيها الرجل»..

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

يجب عليك كرجل يذهب إلى المركز الصحي للعلاج انتظار ممرض «رجل».. أما كم من الوقت سيستغرق انتظارك فذلك من شؤون الغيب، ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. سيكون من باب الحصافة والتعقل ألا تطلب الخدمة من ممرضة لأنك تتفهم «تحفُظ» البعض على التعامل مع المريض «الرجل».. وتخشى بطبيعة الحال أن تنزلق في مُلاسنة كلامية لا تليق بك إذا استشعرت تجهمها وعبوسها خاصة أن المكان مؤسسة حكومية لها قوانينها وضوابطها.

إذا كنت طالب خدمة دائما ستُفضلُ ألا تكون لحوحًا ولا متملقًا أو مُستجديًا حتى لا يُعد تصرفك «غلاسة» أو بالمحلية «تفوليه» ولن يشفع لك أي سبب حتى إن اعتادوا على رؤيتك بينهم كل يوم لقياس الضغط أو أخذ حقنة السُكري إن تصرفت كذلك. مطلوب منك أيها الرجل عندما تجلس لعمل الخطوات الأولية قبل الدخول إلى الطبيب المُعالج التزام الصمت، وإذا أمكن عدم إلقاء السلام على من أجبرتها الظروف للعمل ممرضة؛ لأنها قد لا ترد السلام وقد تُتهم بالثرثرة وإتيان أفعال صَفِقة من المفترض أن تترفع عن الإتيان بها. يحصل كل هذا بعد معاناة شديدة مررت بها وأنت تحجز رقم انتظارك من السجلات، وتحمُل برودة الأرضية المُغطاة بـ«البورسلين» وأنين المرضى المُكدسين على طول الممر فجميع المقاعد ممتلئة منذ الصباح الباكر من الذين قدِموا فجرًا قبل أن يفتح المركز الصحي أبوابه وقبل حضور الموظفين. ولأنك بحاجة ماسة للعلاج ستتحمل كل الذي سبق المقابلة صابرًا محتسبًا أجرك عند الله خاصة إذا كنت من أصحاب المواعيد، ولا تملك قدرة العلاج في عيادة خاصة لكن صبرك لا شك سينفد، وتصاب بالإحباط الشديد إذا ما أخبرتك الممرضة أن الطبيب غادر المركز بسبب ظروف «خاصة» وأنه لا يوجد طبيب آخر يمكنه علاجك. عند هذا الحد يجب ثم يجب ثم يجب أن تكون حليمًا مُقدِرًا فمن ذا الذي لا تُفاجئه الظروف وتُفسد خططه المفاجآت.. ويُستحب كذلك ألا ترفع صوتًا أو تعلن نية كتابة شكوى حتى لا تبدو كالذي ينفخ في قُربة مثقوبة، وحتى لا يتبدد صوتك في الفراغ فتثير الشفقة على نفسك بسبب الشكوى والتذمر فالشكوى كما تعلم لغير الله مذلة. ستبلع الموقف و«تُكبر عقلك» وتكون حَسن النية فزيارة مُبتلى بمرض مُزمن يعاني الأمَرين مثلك لن تكون الأخيرة إلا إذا تخّطف روحك الموت، ومقدمو الخدمة لن يُضحوا بطلب استقالاتهم بسبب أن حضرتك لم تحصل على علاج. هم وأنت تدركون جميعًا أن موتكم ليس نهاية العالم فالناس يموتون كل يوم سواء بسبب يتعلق بسوء تعامل في مؤسسة صحية حكومية أو نتيجة إهمال طبيب تنتظر لقاءه شهورا عديدة كما حصل عندك أو لأسباب أُخرى «وبعدين تعال.. انته من داري عنك أصلًا»؟

آخر نقطة.. عبر مراحل حياتنا المختلفة يعبر الكثير من الناس من أمام بابنا، منهم من يمر مرور الكرام لا نكاد نحفظ له ملمحا، ومنهم من يتوقف فنأنسُ بصحبته، وتأسرنا محبته حتى يخلدُ في الذاكرة فيستعصي على النسيان.. أنت أروع هؤلاء.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

في تنازل كبير.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين يجب أن تكون 80%

(CNN)-- حدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، شروط التفاوض لأولى مناقشات إدارته مع الصين، والتي من المقرر إجراؤها في جنيف نهاية هذا الأسبوع.

وفي منشورات على موقع "تروث سوشيال"، بدا أن ترامب يعرض مطالبه- وتنازلاته – بشأن الاجتماع بين وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي، جيميسون غرير، ونظرائهما الصينيين. وقال ترامب إنه يجب على الصين استيراد المزيد من السلع الأمريكية، وفي المقابل، يعتقد أن على الولايات المتحدة خفض رسومها الجمركية البالغة 145% على معظم السلع الصينية إلى 80%.

وأوضح ترامب في منشوره: "يجب على الصين أن تفتح أسواقها أمام الولايات المتحدة - سيكون ذلك في صالحهم جدا! الأسواق المغلقة لم تعد مجدية بعد الآن!".

وقال ترامب في منشور منفصل: "فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على الصين يبدو أنه قرار صائب! القرار يعود لسكوت بيسنت".

ويُمثل هذا التنازل تحولا جذريا عن الوضع الحالي، الذي أدى إلى انخفاض شحنات البضائع من الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 60%، بحسب ريان بيترسن، الرئيس التنفيذي لشركة Flexport، وهي شركة وسيطة في مجال الخدمات اللوجستية والشحن.

وحتى لو أنه انخفضت الرسوم الجمركية إلى 80%، فمن غير الواضح أن ذلك سيكون كافيا لإقناع الشركات الأمريكية باستيراد البضائع الصينية. وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن 50% هي النسبة الحاسمة لعودة العلاقات التجارية بين البلدين إلى وضعها الطبيعي.

وفي الوقت نفسه، فقد وقع الضرر بالفعل. وبدأت الزيادات في الأسعار، وقال محللو غولدمان ساكس، الخميس إن أحد المؤشرات الرئيسية للتضخم سيتضاعف فعليا إلى 4% بحلول نهاية العام بسبب الحرب التجارية. وحتى لو انخفضت الرسوم الجمركية إلى 0% في نهاية هذا الأسبوع، فستظل الولايات المتحدة تعاني من ارتفاع الأسعار ونقص المعروض، حيث لم يصل إلى الموانئ الأمريكية سوى القليل جدا.

وأعلنت الصين، الجمعة، انخفاض صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 21% الشهر الماضي، قبل أن تظهر آثار الرسوم الجمركية.

وذكر ترامب أنه يعتبر ذلك أمرا جيدا. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الجمعة، إن انخفاض السلع القادمة من الصين يعني أن الولايات المتحدة لم تعد تخسر أموالا، وهي عبارة متكررة، وإن كانت غير دقيقة من الرئيس، تساوي بشكل خاطئ بين الخلل في الميزان التجاري والخسائر.

مقالات مشابهة

  • عن الرجل المهزوم
  • قواعد من الحياة
  • هل يجوز تأخير الإنجاب بسبب غلاء المعيشة؟ الإفتاء تجيب
  • الشبكة المغربية تدق ناقوس الخطر: لا لاحتجاز المرضى والمتوفين بسبب العجز عن دفع الفواتير
  • حين تكون الجوانب الاجرائية سبباً في فشل العدالة الدولية
  • في تنازل كبير.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين يجب أن تكون 80%
  • رجل يتخلص بنجاح من قرن عانى منه لمدة ثلاث سنوات
  • أمريكا تفرض عقوبات على ثالث مصفاة صينية خاصة بسبب النفط الإيراني
  • هل تجوز الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته؟.. الإفتاء تجيب
  • بوالرايقة: وحدوا صفوفكم أيها الليبيون واستفيقوا قبل أن يُقرأ نعي الدولة غدًا