الجزيرة:
2025-05-09@21:44:04 GMT

المسلمون في الهند والصين وخطيئة بايدن

تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT

المسلمون في الهند والصين وخطيئة بايدن

تبلغ نسبة المسلمين في الصين ما يقرب من 2% (30 مليون نسمة) من إجمالي السكان البالغ 1.4 مليار نسمة، وتبلغ نسبة مسلمي الهند ما يقرب من 18% (200 مليون نسمة) من إجمالي سكانها الذي تخطي 1.4 مليار نسمة.

ويعاني المسلمون في كلتا الدولتين من سياسات عنصرية وتمييزية سلبية واضطهاد في صورة مختلفة تقوم بها الحكومات المركزية في بكين ونيودلهي.

واتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موقفين متناقضين من الهند والصين تجاه معاملتهما لمسلميهما، فيما تعتبره الإدارة خدمة لمصالح واشنطن الإستراتيجية. إلا أن هذه المواقف تعري وتكشف انتقائية واشنطن في تبني مبادئ الحريات وحقوق الإنسان في سياساتها الخارجية.

فقبل أيام، تلقى رئيس الوزراء الهندي معاملة استثنائية خلال زيارته لواشنطن، وعلى شرف ناريندرا مودي، أقام بايدن حفل عشاء دولة لضيفه المهم، وهو شرف لم ينله إلا قادة فرنسا وكوريا الجنوبية خلال حكم بايدن. وألقى مودي خطابا أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، وهي دعوة لا ينالها إلا أقرب الحلفاء للولايات المتحدة بعيدا عن الانقسامات الحزبية بين الديمقراطيين والجمهوريين.

وفي الوقت الذي احتفي فيه بايدن بمودي، رأى كثير من المعلقين أن زيارة رئيس الوزراء الهندي تمثل اختبارا لإدارة بايدن، التي وضعت نفسها حامية ديمقراطية ضد امتداد نفوذ النظم التسلطية حول العالم، بينما تغض الطرف عن التقارير التي تتهم نيودلهي بانتهاكات لحقوق الإنسان، في حين تهتم بالتركيز على الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة الصينية.

قبيل الزيارة كتب 75 عضوا ديمقراطيا في الكونغرس خطابا إلى بايدن يحثونه على إثارة قضايا حقوق الإنسان والحريات الدينية مع ضيفه الهندي، كما نصحه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بضرورة التطرق في مباحثاته مع مودي إلى موضوع حماية الأقلية المسلمة في الهند ذات الأغلبية الهندوسية. وقال أوباما: "إذا أجريت محادثة مع رئيس الوزراء مودي، الذي أعرفه جيدا، فإن جزءا من حجتي سيكون أنه إذا لم تقم بحماية حقوق الأقليات العرقية في الهند، فهناك احتمال قوي أن تبدأ الهند في مرحلة ما في التفكك، وذلك سيكون مخالفا لمصالح الهند".

ومنذ صدور هذه التصريحات يشن الإعلام الهندي حملة ضارية على الرئيس الأميركي الأسبق، ولم يسلم كذلك من هجمات كثير من الوزراء الهنود الذين كرروا أن الاسم الصحيح له هو "حسين أوباما".

75 عضوا ديمقراطيا في الكونغرس إضافة إلى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما طالبوا بايدن بإثارة قضايا حقوق الإنسان والحريات الدينية مع ضيفه الهندي، لكنه لم يفعل ذلك

وفي الوقت الذي تجاهل فيه بايدن معاناة مسلمي الهند، فرضت إدارته عقوبات على مسؤولين حكوميين صينيين على خلفية انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في إقليم شينغيانغ غربي البلاد.

ووثقت تقارير مختلفة انتهاكات واسعة يتعرض لها ملايين المواطنين الصينيين الذين يدينون بالإسلام. وتعد طائفة الإيغور أهم الطوائف الإسلامية الصينية، وطبقا لبي بي سي، فقد سجنت السلطات الصينية أكثر من مليون شخص من هذه الأقلية العرقية في معسكرات تهدف إلى محو الهويتين العرقية والدينية.

وتحاول السلطات الصينية منذ عقود وقف انتشار الإسلام من أجل الحفاظ على تأثيرها في شينغيانغ، زاعمة أن المنطقة تتعرض لتهديد خطير من هجمات مسلمين متشددين يسعون لإثارة التوتر بين الأقلية المسلمة وإثنية "هان" التي تشكل الأغلبية من سكان هذا الإقليم وبقية أقاليم الصين. وترى الحكومة الصينية أن سياساتها أعادت الأمن إلى شينغيانغ، وأن هناك حفاظا على حقوق الإنسان الأساسية للأشخاص من جميع الجماعات العرقية في الإقليم. وأنه لم يقع هجوم إرهابي واحد منذ 5 سنوات، وأن الناس لديهم إحساس أقوى بالسعادة والإنجاز والأمن.

إزاء هذه القضية، أعلنت إدارة بايدن العام الماضي أن معاملة الصين لمسلمي الإيغور تمثل "إبادة جماعية"، وهو ما أضفي الطابع الرسمي على تقييمها الرهيب لحملة الاحتجاز الجماعي وتعقيم الأقليات في إقليم شينغيانغ.

قد لا يرقى حجم الانتهاكات في الهند إلى ما يجري في الصين، إلا أن ذلك يجب ألا يبرر صمت بايدن عن إثارة هذه القضية مع حليفه المقرب. ووثق التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية عن حالة حقوق الإنسان في العالم، في القسم الخاص بالهند، حالات عديدة من القتل غير المشروع والتعسفي، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي ترتكبها الحكومة، والتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية، أو غير الإنسانية ضد مسلمي الهند.

كما وثق التقرير لحالات استيلاء على الممتلكات وطرد أشخاص من أماكن إقامتهم، أو تجريف منازلهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة أو التعويض الكافي. كما أشارت تقارير لمنظمة هيومن رايتس ووتش إلى تفاصيل انتهاكات في عدة ولايات يقوم بها قادة من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم ضد نشطاء مسلمين.

وتتناقض حميمية العلاقة بين بايدن ومودي مع ما جمع مودي من عداء بإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ففي 18 مارس/آذار 2005، رفضت وزارة الخارجية الأميركية منح ناريندرا مودي، رئيس وزراء ولاية غوجارات الهندية آنذاك، تأشيرة دبلوماسية لزيارة الولايات المتحدة.

واعتبرت الحكومة الأميركية رئيس الوزراء الهندي شخصا منبوذا لما يقرب من 10 سنوات، حرمته خلالها من الحصول على تأشيرة دخول بسبب الانتهاكات الجسيمة للحرية الدينية التي تستهدف المسلمين بصورة خاصة، وقد منع فعليا من دخول أراضي الولايات المتحدة طوال تلك المدة.

في النهاية، تتسق رؤية وموقف بايدن من احتضانه للهند ورئيس وزرائها بسبب موقفهما المشترك مما يرونه "تهديدات صينية كبيرة" لمصالحهما حول العالم، إلا أن صمته عن انتهاكات الحكومة الهندية وتبنيها خطابا شعبويا متطرفا لصالح الأغلبية الهندوسية، يدعم الشعور بالإفلاس القيمي والأخلاقي عندما يلقن الدكتاتوريات الحاكمة حول العالم دروسا في الديمقراطية وحقوق الانسان.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

«الداخلية العرب» تنظم ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية حول التجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان

نظمت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ممثلة في المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان بالتنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية بجمهورية مصر العربية ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية، حضورية / افتراضية حول التجارب المتميزة لوزارات الداخلية العربية في مجال حقوق الإنسان " نماذج مبتكرة.. رؤى مستقبلية " على مدار يومي 6-7 مايو 2025 بالقاهرة.

حيث شارك في الورشة عدد من ممثلي وزارات الداخلية في ١٣ دوله عربية وهم المملكة الأردنية الهاشمية - دولة الإمارات العربية المتحدة - الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية - جمهورية جيبوتي - المملكة العربية السعودية - جمهورية العراق - سلطنة عُمان - دولة فلسطين - دولة قطر - جمهورية القمر المتحدة -- جمهورية مصر العربية- المملكة المغربية - الجمهورية اليمنية بالإضافة إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وذلك حضورياً وعبر تقنية "الفيديو كونفرانس".

وقد تناولت ورشة العمل العديد من المحاور الهامة شملت استعراض التجارب المتميزة لوزارات الداخلية العربية في تعزيز حقوق الإنسان داخل الأجهزة الأمنية وبمراكز الإصلاح والتأهيل، وتطوير آليات التعامل الأمني مع شكاوى وإلتماسات المواطنين، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الدور الإنساني والمجتمعي لوزارات الداخلية العربية تجاه الفئات الأولى بالرعاية " المرأة، الطفل، ذوى الإعاقة، كبار السن " وكذا نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.

وخلال فعاليات الورشة ألقى اللواء هشام طاهر مدير المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان كلمة رحب خلالها بالمشاركين، ونقل لهم تحيات معالى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب وتمنياته بنجاح فعاليات ورشة العمل، كما توجه بالشكر إلى وزارة الداخلية المصرية على استضافة تلك الورشة والتي تؤكد مدى حرص الوزارة على تعزيز سبل التعاون المشترك لدعم تبادل الخبرات بين الكوادر الأمنية العربية في مجال حقوق الإنسان

مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون بين وزارات الداخلية العربية وتبادل الخبرات والتجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان وانعكاس ذلك إيجابياً على جودة العمل الأمني، وصياغة رؤية مستقبلية مشتركة تعزز التوازن بين حماية الأمن وضمان حقوق الإنسان، كما أكد على أهمية الورشة في دعم العمل العمل المؤسسي المشترك والتطوير المستمر للاستراتيجيات المتبعة في مجال حقوق الإنسان في العمل الأمني، واختتم كلمته بالإشارة إلى ما حققته الدول العربية من تطورات ملموسة في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ضمن السياسات الأمنية.

وقد شهدت ورشة العمل تفاعل وتناقل الخبرات بين المشاركين وذلك من خلال إستعراض جانب من التجارب الناجحة لوزارات الداخلية العربية فى مجال دمج حقوق الإنسان ضمن العمل الأمنى، كما تم مناقشة أهمية التدريب وبناء قدرات الكوادر الأمنية فى مجال حقوق الإنسان.. إلى جانب تطوير آليات التعامل الأمني مع شكاوى وإلتماسات المواطنين.. بالإضافة إلى الدور الإنساني والمجتمعي لوزارات الداخلية العربية تجاه الفئات الأولى بالرعاية " المرأة، الطفل، ذوى الإعاقة، كبار السن " وكذا نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.

كما تضمنت فعاليات الورشة تنظيم زياره لاحد مراكز الإصلاح والتأهيل حيث اطلع المشاركين في الورشة علي جانب من التجربة المصري في تقديم كافه أوجه الدعم والرعاية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وفقاً لمبادئ وقواعد حقوق الإنسان.

وفى نهاية ورشة العمل تم الاتفاق على عدد من التوصيات الهادف الي تعزيز روح التعاون والعمل العربي المشترك في مجال حقوق الانسان ومن بينها التأكيد على أهمية استمرار وزارات الداخلية العربية في استكمال نهج تطوير وتحديث الاستراتيجيات ذات الصلة.. وتطوير التعاون مع الجهات الوطنية والمجالس القومية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني.. والعمل علي اعتماد المزيد من الإجراءات التي من شأنها تسهيل وتيسير حصول المواطنين على مختلف الخدمات الشرطية.. مع توظيف البيئة الرقمية العالمية فى نطاق العمل الأمني. إلى جانب الاستمراري فى بناء قدرات العاملين بالمؤسسات الأمنية لرفع مستوى كفاءتهم في التعامل مع المواطنين.. والتأكيد على استمرار عقد ورش العمل بصفة دورية لتبادل الخبرات والتجارب والوقوف على آخر المستجدات.

اقرأ أيضاًالداخلية تكشف تفاصيل فيديو خطف طفل من والدته في توك توك

«الداخلية» تكشف حقيقة اختطاف طفل على يد قائد توك توك حال سيره مع والدته

مقالات مشابهة

  • «الوطنية لحقوق الإنسان» تستعرض اختصاصاتها المستقلة
  • الأمم المتحدة تعتمد بالإجماع تقرير الكويت لحقوق الإنسان
  • منظمة الهجرة تدرب موظفي داخلية الدبيبة على منع انتهاكات حقوق الإنسان
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يخلّد الذكرى 35 لتأسيس أول مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان 
  • الجامعة العربية: تؤكد أهمية دور الإعلام في منظومة حقوق الإنسان
  • «الداخلية العرب» تنظم ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية حول التجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان
  • سلطنة عُمان تناقش تقريرها الوطني الرابع لحقوق الإنسان
  • تعزيز التعاون بين شرطة الفجيرة وهيئة حقوق الإنسان
  • الرئيس الشرع: شهدنا مؤخراً أحداثاً مأساوية وتحركنا سريعاً لمواجهة الهجمات وشكلنا لجنة للتحقيق في الأحداث التي افتعلها مسلحون تابعون للنظام البائد في الساحل ورحب مجلس حقوق الإنسان بتشكيلها
  • هولندا تلوّح بالفيتو ضد شراكة أوروبا مع إسرائيل