السودان. الصراع يتمدد وأعداد الضحايا تتزايد ومبادرات السلام تفشل
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
6/7/2023مقاطع حول هذه القصةالمحطة النووية في زاباروجيا مسرحا لإلقاء الاتهامات بين موسكو وكييفplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 47 seconds 02:47ما أهداف إسرائيل من عملية جنين؟
play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 23 seconds 03:23دمار واسع بالمنشآت المدنية والبنى التحتية في مخيم جنين
play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 55 seconds 02:55بريطانيا.
تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitter-whiteyoutube-whiteinstagram-whiterss-whiteالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فرصة السلام في السودان بعد قصف نيالا وبورتسودان
د. عبد المنعم مختار
يشكّل قصف الطيران الحربي للجيش السوداني للتجهيزات العسكرية واللوجستية التابعة لمليشيا الدعم السريع في نيالا، وقصف المليشيا لمستودعات الوقود في مطار وميناء بورتسودان خلال الأيام القليلة الماضية، فرصة نادرة للتعقّل والتفكّر لدى الطرفين، تمهّد للانتقال نحو تفاوض غير مباشر كمرحلة أولى.
إنّ تدمير البنية الدفاعية التي أنشأها الدعم السريع في نيالا منذ مطلع العام، بهدف تحصين مواقعه من غارات الجيش الجوية، يعني عمليًّا تأجيل إعلان حكومته "التأسيسية" إلى أجل غير معلوم، أو ترحيلها إلى كاودا، ما سيفرض بالضرورة العودة إلى طاولة التفاوض حول موقع الحركة الشعبية – جناح الحلو – في المعادلة العسكرية، وعلى رأسها وزارة الدفاع. غير أن احتمالية قبول الدعم السريع بكاودا، أو تنازل الحلو عن مطلبه في وزارة الدفاع، تبدو بعيدة.
وبالمثل، فإنّ تدمير مستودعات الوقود في مطار وميناء بورتسودان يهدد بانهيار الاقتصاد المتداعي أصلًا، ويقطع شرايين الإمداد للجيش والدولة على حد سواء. إذ بدون وقود، لا مجال للتقدّم العسكري، وبدون نفط، لن يكون بالإمكان توفير الحد الأدنى من الخدمات الأساسية بل والغذاء للمدنيين.
القصف الشامل الذي نفّذه الجيش ضد المواقع العسكرية في نيالا بعث برسالة واضحة للدعم السريع: بإمكاننا ضرب وإعادة ضرب منصّات الصواريخ، والرادارات، ومضادّات الطيران، وجميع المنشآت التي شيّدها الخصم على مدى شهور، بتمويل خارجي ضخم.
وفي المقابل، فإن ضربات الدعم السريع المتتالية للبنية التحتية الحيوية في بورتسودان أظهرت أن استهداف مراكز القرار السيادي والعسكري ممكن، حتى لو كانت بعيدة جغرافيًّا، وأن أمن البحر الأحمر بأكمله قد يصبح مهددًا إن تفاقمت الفوضى في العاصمة البديلة.
هذان التطوّران الخطيران يوضّحان دون مواربة أنّ الحرب قد بلغت مرحلتها الأخطر، وأنّ الانخراط في التفاوض لم يعد خيارًا يمكن تأجيله، بل صار ضرورة ملحّة. ففكرة الحكم الموازي التي يسعى إليها الدعم السريع، بما تحمله من تهديد لوحدة السودان، لم تعد ممكنة. كما أنّ رفض التفاوض من قِبل الجيش، بعد هذا التدهور، لم يعد مقبولًا.
قصف نيالا وبورتسودان يؤكّد، أولًا، أنّ الحسم العسكري مستحيل عمليًّا لأي من الطرفين، وثانيًا، أنّ التوازن العسكري وتجمد خطوط المواجهة صار واقعًا ماثلًا، وأخيرًا، أنّ تكلفة الحرب تجاوزت قدرة الطرفين على التحمّل دون استدعاء تدويل أكبر وتمويل خارجي أوسع، يحملان بدورهما مخاطر جمّة على ما تبقى من الأمن القومي السوداني، إن أردنا الدقة.