جريدة الوطن:
2025-12-09@13:31:36 GMT

صفحة جديدة فـي تاريخ النهضة العمانية المباركة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

صفحة جديدة فـي تاريخ النهضة العمانية المباركة

يحتاج التاريخ وقتًا حتَّى تتمَّ كتابته، مقولة سمعتها قديمًا من أحَد أساطين التاريخ وأساتذته الَّذين تتلمذت على يدَيْهم، وعزَّز مقولته بضرورة دراسة ما حدَث من تقدُّم إيجابي أو سلبي، وما ترتَّب عَلَيْه من أحداث كبيرة أو صغيرة، شكَّلت فارقًا وتغييرًا كبيرًا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي العالَمي والمحلِّي، لِيتمَّ وضعها في إطارها الجديد بشكلٍ تستحقُّ معه أن يطلقَ عَلَيْها حدَث تاريخي مفصلي، يسرده البَشَر في تاريخهم الشَّفهي، وتوثِّقه الأوطان في سجلِّها التاريخي، لِيكُونَ حدًّا فاصلًا بَيْنَ مراحل متعدِّدة ومتباينة الملامح، يحبل بالأحداث المتراكمة ذات التأثير الفارق، متولِّدة من تحدِّيات وأزمات كبيرة، كان لتدخُّل البَشَر فيها، سواء من القيادات أو الشعوب دَوْر مُلْهِم في تلقِّي الصَّدمات والمِحَن، والانطلاق نَحْوَ الرُّقي والصعود.


ولعلَّ نهضة عُمان المباركة الَّتي شُيِّدت على يَدِ المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ على امتداد سنواتها الَّتي قاربت الخمسين والَّتي انطلقت في الـ23 من يوليو 1970 وحتَّى وفاته في الـ10 من يناير 2020م، هي نموذج لهذا التفسير العلمي في كتابة التاريخ، ونحن شهود عيان على تلك المرحلة، سواء ما سمعناه من الآباء والسَّابقين عن شكلِ سلطنة عُمان في بداية عصر النَّهضة المباركة، أو ما لمستُه شخصيًّا في مراحله البسيطة، فإقامتي الأولى للدراسة في بداية التسعينيَّات من القرن الماضي عاصرتُ ذروة تلك النَّهضة، وزادت قناعاتي بها عِندما جئتُ للعمل في بداية الألفيَّة الجديدة، ورأيتُ بأُمِّ عَيْني مدى التطوُّر الكبير الَّذي أحدث في عقدٍ من الزمان. واذا حاولنا تطبيق هذه المقولة المرتبطة بأحكام كتابة التاريخ سنجدُها أيضًا تنطبق بشكلٍ جليٍّ على ما بذله حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في سنواته الأولى في الحُكم من جهود حقَّقت المستحيل رغم قِصر المدَّة، فقَدِ استلمَ جلالته البلاد في ظرفٍ شديد الدقَّة، مكبَّلة بديون تكوَّنت بفعل الانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط، وما تبعها من ظروف استثنائيَّة فرضتها جائحة كورونا «كوفيد19»، وأثَرها السلبي اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وما تبعها من ضرر بالغ على سلاسل الإمداد والتوريد عالَميَّا نتيجة الأحداث الجيوسياسيَّة الَّتي مرَّ بها العالَم أجمع، وتراجعت على إثرها كافَّة التصنيفات الائتمانيَّة العالَميَّة، وترنَّحت دوَل كبرى نتيجة تبعات تلك الأزمات المتلاحقة، ناهيك عن الآثار السلبيَّة لتغيُّر المناخ العالَمي. تلك الصورة القاتمة تجعل من سنوات حُكم جلالة السُّلطان المُعظَّم القليلة حدثًا استثنائيًّا تاريخيًّا، وصفحات مضيئة في السِّجلِّ التاريخي العُماني المليء بالإنجازات، فكانت الرؤية الثَّاقبة الثَّابتة في وجْهِ تلك الظروف الصعبة، والعمل على تخطِّيها وفق التوجيهات السَّديدة لجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ والَّتي وازنت بَيْنَ الاحتياجات الاجتماعيَّة والظروف الاقتصاديَّة الطارئة، بترشيدٍ في الإنفاق، علاجًا ناجعًا أوَّلًا لكبح جماح الدَّيْن العامِّ، الَّذي لا تنسجم جهود البناء العُماني مع وجوده على مرِّ التاريخ الطويل، نظرًا لتأثيره العميق على استقلال القرار الوطني، ثمَّ ما رأينا من إعجاز غير مسبوق في توليد فائض يُسهم في سدِّ الديون وتقليصها للحدِّ الأدنى، ودوران الاقتصاد الوطني بشكلٍ تشهد به الأرقام المتوالية عامًا بعد عام، لِنرَى عهد النَّهضة المباركة يتجدَّد بفعل تلاحم الشَّعب العُماني الوفي مع قائده الفذِّ، لِيسطِّروا سطرًا نهضويًّا جديدًا.. فكُلُّ عامٍ وسلطنة عُمان شَعبًا وقيادةً بألف خير، في عيدهم الوطني المَجيد.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م

إقرأ أيضاً:

جلالة السُّلطان المعظم يُصدر مرسومًا سلطانيًّا ساميًا

العُمانية/ أصدر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظهُ اللهُ ورعاهُ / اليوم مرسومًا سلطانيًّا ساميًا، فيما يأتي نصه:

مرسوم سلطاني رقم ( 102 / 2025 )

بالتصديق على اتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وكل من البنك الدولي للإنشاء والتعمير، والمؤسسة الدولية للتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار ممثلة في مجموعة البنك الدولي حول إنشاء مكتب لها في سلطنة عُمان

نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان

بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة،

وعلى الاتفاقية بين حكومة سلطنة عُمان وكل من البنك الدولي للإنشاء والتعمير، والمؤسسة الدولية للتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية، والوكالة الدولية لضمان الاستثمار ممثلة في مجموعة البنك الدولي حول إنشاء مكتب لها في سلطنة عُمان، الموقعة في مدينة واشنطن دي سي بتاريخ 14 من أكتوبر 2025م،

وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة،

رسمنا بما هو آت

المادة الأولى: التصديق على الاتفاقية المشار إليها، وفقا للصيغة المرفقة.

المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية، ويعمل به من تاريخ صدوره.

صدر في: 16 من جمادى الآخرة سنة 1447 هـ

الموافق: 7 من ديسمبر سنة 2025 م

مقالات مشابهة

  • أسوان تحتفي بخاتمي القرآن الكريم ومحفظيهم تقديراً لجهودهم المباركة
  • جندال ستيل بصحار تحتفل بانضمام 21 من المواهب العمانية كموظفين
  • روبيو يشيد بالخطوات التي اتخذتها حكومة الشرع في سوريا
  • جلالة السُّلطان يهنئ أحمد الشرع بـ"يوم التحرير"
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم يهنّئ الرئيس السّوري
  • الشرع: حقبة النظام البائد كانت صفحة سوداء في تاريخ سوريا
  • الخارجية العمانية: زيارة الرئيس عون للسلطنة للتشاور والتنسيق بين القيادتين بما يُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك
  • فوز "العمانية لنقل الكهرباء" بجائزتين في "قيادة الطاقة النظيفة"
  • مصر في رسالة جديدة لإثيوبيا: سد النهضة غير شرعي والمفاوضات انتهت
  • جلالة السُّلطان المعظم يُصدر مرسومًا سلطانيًّا ساميًا