عربي21:
2025-05-11@14:12:37 GMT

عن الفيتو الثاني وصورة أميركا

تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT

للمرة الثانية في أقل من شهرين، تستخدم الولايات المتحدة الأميركية حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن، ضد الإرادة الدولية الساعية إلى وقف إطلاق النار في غزة.

الاستخدام الأول جرى في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحجة أنه لم يذكر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما المرة الثانية فبذريعة أنه لم يشر إلى هجمات السابع من أكتوبر عينه.



وأدَت واشنطن في المرة الأخيرة المحاولة الأممية لوقف نزيف الدم الجاري في غزة، وأطفأت أي بصيص نور يستنقذ مليوني فلسطيني من الموت المحقق.

تاريخياً: استخدمت واشنطن حق النقض في مجلس الأمن نحو 80 مرة، 50 منها للذود عن إسرائيل بنوع خاص؛ لا سيما في مواجهة مشروعات القرارات التي ترغمها على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

العجيب والغريب هو التناقض الواضح والفاضح بين حديث واشنطن عن ضرورة تخفيف إسرائيل أعمال القتل من جهة، ورفضها مشروع قرار يخدم ما ترمي إليه من جهة ثانية، ما يعني استمرار سيرة ومسيرة الازدواجية الأميركية، تلك الساكنة في روح الإدارات المختلفة، ديمقراطيين وجمهوريين، لا سيما إذا تعلق الأمر بإسرائيل.

حول العالم، تبدو الحرب في غزة وكأنها جردت أميركا العظمى من أسسها الأخلاقية العاليةقبل اتخاذ القرار كانت اللجنة الوزارية العربية الخاصة قد حلت في واشنطن، لمقابلة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لمناقشة وقف أعمال القتال ضد الشعب الأعزل. لم يسمح بلينكن باللقاء إلا بعد يومين من وصول الوفد، وحتى تستخدم إدارة بايدن «الفيتو» في مجلس الأمن، ما يعني أن كل الحديث الأميركي عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، ليس سوى مضيعة للوقت، كما أن المخططات الجارية على قدم وساق لإحلال السلطة الفلسطينية محل «حماس»، أمر لا يهدف إلى تهيئة الأرض لإقامة الدولة الفلسطينية، إنما هي خوف من حدوث فراغ، خبروه من قبل في أفغانستان فأنتج «القاعدة»، وفي العراق فجاء بـ«داعش»، وهنا يبدو الخوف من أن تمد طهران أذرعها وتتمدد داخل غزة.

ثم خذ إليك: عن أي دولة فلسطينية يتحدث بلينكن، والمخطط واضح وضوح الشمس؛ حيث يتم دفع مواطني غزة لجهة الجنوب، ضمن مخطط «التهجير الكبير»، أو «النكبة الثانية»؟!

هل بات الرهان على النزاهة الأميركية أمراً يصيب بالخيبات حالياً ومستقبلاً بشكل مؤكد؟

الحقيقة التي لا مراء فيها، هي أن أميركا المتخبطة في الداخل باتت غير قادرة على حل مشكلاتها، أو وضع أجندة تتلاءم مع مستقبلها، وعليه فإنه يبدو من العبث الرهان على قدرتها في التأثير والتحكم في الصعود السلمي للآخرين؛ لا سيما أن فكرة السلام لم تكن في مداميك بنيانها الهيكلي، منذ أن استولت على أراضي الهنود الحمر بالقوة وسفك الدماء.

يخطر لنا التساؤل: إلى أي حد ومدى أثَّر «الفيتو» الثاني على صورة أميركا عربياً وعالمياً؟


ربما عبرت «الواشنطن بوست»، القريبة من البيت الأبيض عن هذا التأثير بقولها: «وجهة النظر السائدة في الشرق الأوسط تتلخص في أنه بينما تتولى إسرائيل القتال، فإن هذه حرب أميركية، ومن دون الغطاء الدبلوماسي والذخائر العالية التقنية التي تزود بها الولايات المتحدة تل أبيب، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على تنفيذ العملية الضخمة التي شنتها في غزة للقضاء على (حماس)، والتي قال عنها مسؤول في الأمم المتحدة أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنها تسببت في (مذبحة كاملة ومطلقة)».

يراقب الملايين من العرب في الشرق الأوسط، ومئات الملايين من أحرار العالم، أصحاب النفوس الصالحة، القوة الوحيدة التي يرون أنها قوية وقادرة على التأثير الإيجابي حول العالم، وهي تتنكر لكل ما ترفعه في العلن من شعارات طُهرانية ويوتوبية عن العدالة وحقوق الإنسان؛ إذ تبدو وكأنها لا يعنيها وقف إراقة الدماء في غزة.

حول العالم، تبدو الحرب في غزة وكأنها جردت أميركا العظمى من أسسها الأخلاقية العالية؛ حيث أصبحت مواعظ بايدن لروسيا حول حماية الحياة المدنية في أوكرانيا تتزامن مع تصريحاته الأهدأ كثيراً، بينما تقصف إسرائيل المدارس والمستشفيات.

على صعيد السياسة الخارجية، كانت واشنطن دوماً في الوضع الجيد عندما كانت توازن بين مصالحها وقيمها، وعندما كانت تدمج القيم الأميركية بالقيم العالمية، ما كان يمكنها من العمل بهما معاً بشكل وثيق، وبما لا يتعارض أيضاً مع مصالح الدول الأخرى. فحين تراجعت القيم الإنسانية في الداخل الأميركي، أصبح من غير المستغرب أن تسود الغطرسة في تعامل واشنطن وعلاقاتها مع الآخرين.

وترى «هيومن رايتس ووتش» أن واشنطن بعد «الفيتو» الثاني تكاد تخاطر بالتواطؤ في جرائم حرب، بينما منظمة «أوكسفام» تعتقد أن أميركا وضعت مسماراً جديداً في نعش مصداقيتها في مسائل حقوق الإنسان. وتذهب «أطباء بلا حدود» إلى أن الأميركيين يساهمون اليوم في المذبحة ضد الفلسطينيين. وهل إقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن مجلس الأمن أصابه «الشلل بسبب الانقسامات الجيو-استراتيجية»، بداية نهاية الأمم المتحدة؟

المصدر: الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة امريكا غزة الاحتلال الإسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الدولار يتجه لمكاسب أسبوعية قبل محادثات وشيكة بين أميركا والصين

يتجه الدولار صوب مكاسب أسبوعية مقابل معظم العملات الرئيسية اليوم الجمعة بعد أن أثار اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا آمالا في إحراز تقدم في المحادثات الوشيكة بين الولايات المتحدة والصين.

وتراجعت الرهانات على خفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه ليس في عجلة من أمره.

وتتجه الأسواق المالية إلى عطلة نهاية أسبوع تهيمن عليها المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين والمقرر أن تبدأ غدا السبت في سويسرا.

ولامس اليورو أدنى مستوى في شهر عند 1.1197 دولار الليلة الماضية، وانخفض 0.6% خلال الأسبوع، وارتفع في أحدث تعاملات اليوم 0.15% إلى 1.2245 دولار. وتراجع الين، الذي يعد مؤشرا جيدا على ثقة المستثمرين، بنحو 0.4% هذا الأسبوع وبلغ أدنى مستوى في شهر عند 146.18 مقابل الدولار قبل أن يرتفع إلى 145.33 ويترك الدولار على نزول 0.4% خلال اليوم. أما الجنيه الإسترليني الذي ارتفع بعد أنباء عن اتفاق تجاري وشيك بين الولايات المتحدة وبريطانيا فبدد مكاسبه عندما تبين أن الاتفاق محدود للغاية. وبلغ الجنيه الإسترليني أدنى مستوى له في 3 أسابيع عند 1.3220 للدولار في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة. ويتم تداوله حاليا عند1.3272 للدولار بارتفاع 0.2%. إعلان

وتسمح اتفاقية "البنود العامة" بتوسيع نطاق وصول المنتجات الزراعية بشكل متواضع لكلا البلدين وخفض الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة على صادرات السيارات البريطانية، لكنها تبقي على الرسوم الأساسية البالغة 10%.

وقال فولكمار باور الخبير الإستراتيجي في كومرتس بنك "أجد صعوبة بشكل عام في فهم سبب ارتفاع الدولار في تداولات أمس، فالاتفاق (أو بالأحرى عدم الاتفاق) ليس كبيرا جدا ولا يبعث بالضرورة على الأمل في توقع نتائج أهم بكثير في المفاوضات مع دول أخرى".

وقال ستيف إنغلاندر مسؤول أبحاث العملات في ستاندرد تشارترد، في مذكرة للعملاء، إن رد فعل السوق بشراء الدولار ربما يعكس تفاؤلا أكبر بإمكانية إبرام مثل هذه الاتفاقات المتعلقة بالرسوم وليس بالضرورة احتفاء بالاتفاق مع بريطانيا.

وصعدت بتكوين مرة أخرى فوق 100 ألف دولار، مما يعكس شهية متجددة للمخاطرة.

وقال ترامب إنه يتوقع إجراء مفاوضات مهمة بين الولايات المتحدة والصين مرجحا خفض الرسوم الجمركية على بكين البالغة 14%.

وذكرت صحيفة نيويورك بوست نقلا عن مصادر لم تحددها أن الإدارة الأميركية تدرس خطة لخفض التعريفات الجمركية على السلع الصينية بأكثر من النصف، إلا أن البيت الأبيض نفى ذلك.

مقالات مشابهة

  • أميركا والصين تواصلان محادثاتهما التجارية الأحد
  • بتأييد 12 عضوا… مجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في جنوب السودان
  • الدولار يتجه لمكاسب أسبوعية قبل محادثات وشيكة بين أميركا والصين
  • بتأييد 12 عضواً .. مجلس الأمن الدولي يمدد ولاية بعثة حفظ السلام في دولة جنوب السودان
  • محادثات بين أميركا وغينيا الاستوائية لاستقبال مهاجرين
  • سفير أميركا لدى إسرائيل: تل أبيب لن تكون طرفا في توزيع المساعدات بغزة
  • واشنطن: لسنا بحاجة إلى إذن إسرائيل لترتيب أي اتفاق مع الحوثيين
  • النظام العالمي أسسته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية.. هل يهدمه ترامب؟
  • مجلس الأمن يمدد مهمة حفظ السلام في جنوب السودان
  • (الحوثي) تعتبر الاتفاق مع واشنطن (انتصارا لليمن) وتتوعد إسرائيل