أوكرانيا.. مقتل اثنين وإصابة العشرات في قصف روسي على كييف وخاركيف
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
قال مسؤولون أوكرانيون إن قصفا روسيا عنيفا وهجمات بالطائرات المسيرة على مدينتي كييف وخاركيف، الثلاثاء، أسفروا عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة العشرات ووقوع أضرار واسعة.
واستهدفت الهجمات مبان سكنية وبنية تحتية مدنية، بعد ساعات من تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن الهجمات التي قالت موسكو إن أوكرانيا شنتها على مدينة بيلغورود الروسية وأسفرت عن مقتل 25 مدنيا "لن تمر دون عقاب".
وكثفت روسيا من وتيرة الضربات الجوية خلال فترة رأس السنة ونفذت، الجمعة، أكبر هجوم جوي على أوكرانيا أودى بحياة نحو 40 شخصا.
وأمطرت روسيا العاصمة الأوكرانية بالصواريخ خلال وقت الذروة الصباحي، الثلاثاء، وأصدرت السلطات العسكرية تحذيرات جوية استمرت لثلاث ساعات على الأقل.
وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن امرأة مسنة توفيت في سيارة الإسعاف بعد إصابتها. وكان قد قال في وقت سابق إن الهجمات تسببت في إصابة 16 شخصا على الأقل في العاصمة.
وأضاف أن خطوط الغاز تضررت في منطقة بيشيرسكي في كييف وانقطعت خدمات الكهرباء والمياه في عدة مناطق بالعاصمة. وأوضح أن خدمات الإنقاذ كانت تطفئ الحرائق في عدة أماكن.
وأعاد انقطاع الكهرباء والمياه ذكريات الشتاء الماضي عندما قصفت روسيا شبكة الطاقة بالصواريخ، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر وإغراق الملايين في الظلام.
وأفاد صحفيون في وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات عدة صباح، الثلاثاء، في كييف، ترافقت مع إطلاق صفارات الإنذار للتحذير من هجمات مقبلة.
وقال أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، إن الجزء الأوسط من المدينة تعرض للهجوم في حوالي الساعة 07:30 (05:30 بتوقيت غرينتش). وأضاف عبر تطبيق تيليغرام أن شخصا قتل في الهجوم وأصيب 41 آخرون.
وبعد القصف الجوي الأولي، قال يوري إحنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن الوضع لا يزال متوترا وأن الدفاعات الجوية تستعد لمزيد من عمليات إطلاق الصواريخ الروسية.
واستهدفت خاركيف بـ"أربع ضربات على الأقل" أدت إلى تضرر مبانٍ مؤلفة من طبقات عدة، إضافة إلى بنى تحتية مدنية وسط المدينة، وفق سينيغوبوف.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية أعلنت في وقت مبكر صباحا، رصد عدد من الصواريخ المتجهة نحو العاصمة بعد تحذيرها من خطر وقوع ضربات روسية. وأشارت إلى أن التهديد يطال كذلك مناطق في جنوب البلاد وشرقها.
وأتت هذه الهجمات غداة تأكيد بوتين أن روسيا "ستكثف" ضرباتها على أهداف عسكرية في أوكرانيا، ردا على الهجوم الأوكراني غير المسبوق على مدينة بيلغورود الروسية.
وجاء الهجوم الأوكراني، السبت، الذي أودى بحياة 25 شخصا بينهم خمسة أطفال في أعقاب قصف روسي واسع النطاق على أوكرانيا في الأيام الأخيرة للعام 2023.
"ابقوا في ملاجئكم"وأشار رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، إلى أن عشرة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح في مجمع سكني في مقاطعة سولوميانسكي "حيث اندلع حريق جراء الهجوم الصاروخي".
وأكدت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية أن شظايا من حطام صواريخ روسية تم اعتراضها، سقطت في عدد من مناطق كييف وطال بعضها مباني سكنية.
وفي منطقة بتشرسك، أصاب الحطام مبنيين مرتفعين، بينما اندلع حريق في متجر ومستودع، وفق ما أفادت الإدارة العسكرية ومسؤول محلي.
وفي منطقة بوديل بشمال كييف، أشار كليتشكو إلى تعرض "محيط بنية تحتية مدنية" للقصف، مشيرا إلى أن بعض البنى التحتية المدنية ومبانٍ سكنية في أربع مناطق في العاصمة عانت انقطاعا في التيار الكهربائي ومشكلة في ضغط المياه، بينما تعرض أنبوب لنقل الغاز إلى بعض الأضرار.
وشددت الإدارة العسكرية على أنه "بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك، ستتم بالتأكيد إعادة التيار الكهربائي إلى الجميع".
وكانت القوات الجوية الأوكرانية توجهت في وقت سابق إلى سكان العاصمة بالقول على تلغرام "كييف، ابقوا في ملاجئكم. العديد من الصواريخ متجهة نحوكم".
وأشارت إلى أن الجيش الروسي يقوم بإطلاق صواريخ بعضها من طراز كينجال، في اتجاه العاصمة.
وكانت القوات الروسية أطلقت هجوما واسع النطاق بالصواريخ والمسيرات في 29 ديسمبر، طال العديد من المدن الأوكرانية بما فيها كييف، وأدى إلى مقتل 39 شخصا على الأقل.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن روسيا استخدمت في هذا الهجوم "عددا غير مسبوق من الصواريخ" منذ بدء الغزو في 24 فبراير 2022.
وقصفت روسيا مدنا أوكرانية ليلة رأس السنة، في هجوم أكدت أوكرانيا أن موسكو استخدمت خلاله "عددا قياسيا" من المسيرات بلغ 90 طائرة، مشيرة إلى أنها أسقطت 87 منها.
وفي المقابل، أعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، عن إسقاط أربعة صواريخ أطلقتها قوات أوكرانية فوق منطقة بيلغورود الحدودية، بعد ساعات على القصف الصاروخي الروسي الذي استهدف أوكرانيا.
وتستهدف أوكرانيا بيلغورود منذ أشهر وتعرضت المدينة إلى هجوم غير مسبوق الأسبوع الماضي.
وأفاد الجيش الروسي في بيان أن "أنظمة الدفاع الجوي دمرت أربعة صواريخ فوق منطقة بيلغورود"، مضيفا أن الهجوم وقع قرابة الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (09:00 ت غ).
وأوضح أن الجيش الأوكراني أطلق صواريخ بالستية من طراز "فيلخا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على الأقل إلى أن
إقرأ أيضاً:
تخريب الكنائس في بورتسودان.. السودان يعرض على روسيا قاعدة بحرية!
أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، أنه أحبط هجومًا شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مؤكّدًا أن قواته تمكنت من التعامل الميداني مع الاعتداء وإفشاله بالكامل.
وأوضح الجيش في بيان أن قوات الدعم السريع استمرت في الهجوم على المدينة رغم إعلانها هدنة وصفها الجيش بأنها “مناورة سياسية وإعلامية مضللة تهدف إلى تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي والتغطية على تحركاتهم الميدانية وتدفق الدعم الخارجي”.
وأكد الجيش أن إعلان الهدنة كان مجرد غطاء لتحركات عسكرية تزيد من الأزمة الإنسانية في البلاد، مشددًا على أنه لن يسمح باستغلال الوضع الإنساني لأي أنشطة عسكرية تهدد المدنيين أو تعقّد المشهد الإنساني.
وأشار البيان إلى أن الهجوم الأخير جاء استمرارا لمحاولات قوات الدعم السريع خرق الهدنة التي أعلنتها بنفسها، مؤكّدًا أن القوات المسلحة تعاملت مع الاعتداء بحزم دفاعًا عن المدينة وسكانها، وجدد الجيش التزامه بحماية المدنيين ومواصلة عملياته لإفشال أي تحركات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق النزاع.
الدعم السريع تتهم الجيش السوداني بخرق الهدنة للمرة الثامنة وتعلن صدّ هجوم في بابنوسة
اتهمت قوات الدعم السريع في السودان، مساء الاثنين، الجيش بخرق الهدنة الإنسانية للمرة الثامنة، بعد تنفيذه هجوماً مباغتاً فجر اليوم على مواقع “قوات تأسيس” في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وقالت “الدعم السريع” في بيان إن الهجوم يشكّل “خرقاً واضحاً” للهدنة التي دعت إليها دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات)، مؤكدة التزامها الكامل بوقف إطلاق النار منذ لحظته الأولى.
وأضافت أن قوات الجيش استخدمت تشكيلات وصفتها بـ”المتطرفة”، مشيرة إلى أن الهجوم يعكس “عدم احترام الجيش لأي التزام إنساني أو قانوني”، وأنه يستهدف تعطيل جهود السلام ومنع وصول المساعدات للمدنيين.
وأوضحت “الدعم السريع” أن “قوات تأسيس” صدت الهجوم بالكامل قبل تنفيذ عملية عسكرية مضادة أدت إلى تحرير الفرقة 22 ومدينة بابنوسة بالكامل، وتحييد “تهديدات” قالت إنها كانت تستهدف المدنيين.
وذكرت أن العملية أسفرت عن تكبيد الجيش “خسائر كبيرة” وتدمير آليات ثقيلة والاستيلاء على معدات عسكرية “متطورة” من دول إقليمية.
وأكد البيان أن استعادة بابنوسة تمثل “محطة مفصلية” في مواجهة مجموعات “متطرفة” داخل الجيش، مجددة التزامها بالهدنة الإنسانية واستعدادها للانخراط في مسار سلام “عادل ودائم” يستبعد الحركة الإسلامية والإخوان.
في السياق، شهدت مدينة بورتسودان السودانية، أعمال تخريب طالت كنيستين في وسط المدينة، حيث قام مجهولون بكتابة شعارات دينية إسلامية على الجدران الخارجية لكل من الكنيسة الإنجيلية المشيخية والكنيسة الأرثوذكسية المجاورة باستخدام رشاشات حمراء.
وبحسب ما نشر موقع “ذا كريستيان بوست”، تقع الكنيستان في منطقة السوق وسط المدينة، مقابل مركز شرطة وبالقرب من المكاتب الحكومية، إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراءات لوقف هذه الأعمال أو التحقيق فيها.
ورغم وضوح الحادث وموقعه في منطقة عامة مزدحمة، قرر قادة الكنيسة الإنجيلية عدم تقديم شكوى رسمية لتجنب تأجيج التوترات المجتمعية، وقام المصلون بتغطية الكتابات وتحويلها إلى أعمال فنية تجريدية.
وعبرت إحدى عضوات الكنيسة عن قلقها، قائلة: “الله وحده يعلم ما سيحدث بعد ذلك إذا تم التسامح مع هذه الجريمة المليئة بالكراهية”.
وتأتي هذه الحوادث في وقت حساس بالنسبة للسودان، حيث أبدت الحكومة السودانية في بورتسودان رغبتها في توقيع اتفاقية مع روسيا لإقامة قاعدة بحرية على البحر الأحمر لمدة 25 عاماً.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، قد يُسمح بموجب الاتفاقية لموسكو بنشر ما يصل إلى 300 جندي ورسو أربع سفن حربية، بما في ذلك السفن النووية، بالإضافة إلى الحصول على امتيازات التعدين في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا.
ويتيح الموقع الاستراتيجي لبورتسودان لموسكو مراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس، الممر البحري الحيوي بين أوروبا وآسيا، ويمنحها القدرة على توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تثير توتراً دولياً، خصوصاً مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يراقبون بقلق تنامي النفوذ العسكري الروسي في إفريقيا والممرات البحرية الحيوية.
وتعد بورتسودان ثاني أكبر مدينة ساحلية في السودان، وميناءً استراتيجياً على البحر الأحمر، ما يجعلها موقعاً حساساً دولياً.
وتأتي أعمال التخريب في الكنائس ضمن سلسلة تحديات أمنية واجتماعية تواجه السودان منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان، حيث تتصاعد التوترات بين مختلف المجموعات الدينية والسياسية.
من جهة أخرى، يسعى السودان لتعزيز تحالفاته الدولية عبر اتفاقيات استراتيجية مع روسيا، في محاولة لتأمين دعم عسكري واقتصادي، لكنه يواجه ضغوطاً دولية من الولايات المتحدة وأوروبا، التي تخشى توسع النفوذ الروسي في البحر الأحمر وإفريقيا بشكل عام.