موقع النيلين:
2025-05-13@06:26:23 GMT

غزة قد تطيح ببايدن وترامب يعود

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT


قبل أيام تم الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية لولاية “أيوا” التي أجراها الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه القادم للمنافسة على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير كل التوقعات إلى أنه المرشح الجمهوري المحتمل، وبذلك ربما نرى ترامب الذي خسر الانتخابات السابقة أمام الرئيس الحالي جو بايدن يهزمه بعد فترة واحدة كما فعل معه أيضا قبل ثلاث سنوات وأطاح به من سدة الحكم.

مفارقات سياسية غريبة لكنها تتماشى مع ترامب الذي رأيناه دائما رجلا يثير الجدل.. ولكن هل سيفعلها حقا أم ستكون هناك مفاجآت أخرى؟

الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ربما كانت تختلف كثيرا ما قبل غزة، وحرب الإبادة الإسرائيلية عليها بمشاركة كاملة من إدارة بايدن، الذي ظن في البداية أن هذا الدعم اللا محدود لنتنياهو في حربه على القطاع قد يعزز موقفه في الانتخابات المقبلة، ليفوز بفترة رئاسية ثانية، ولكن كما يقال، انقلب السحر على الساحر، حيث إنه لم يتوقع بايدن أن الرأي العام الأمريكي سوف يتغير، وقد تم خداعه في البداية بإظهار إسرائيل كضحية تشن هذه الحرب كنوع من حق الدفاع عن النفس ضد حركة حماس، فيرى الجميع بعد ذلك حقيقة كانت محجوبة عن الشعوب الغربية بالكامل، وهي أن تلك الدولة اللقيطة ليست إلا كيان محتل مجرم، لا يمارس سوى القتل بحق المدنيين منذ أكثر من سبعة عقود في فلسطين التي يحتلها بمساعدة غربية، وأن أحداث السابع من أكتوبر كانت ردًّا على جرائم يومية وانتهاكات لا أخلاقية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر، وما كانت تلك العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية إلا حق مشروع ولا تستوجب كل هذه الجرائم بحق المدنيين بقطاع غزة، وقتل وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء بواسطة القصف الذي لم ينقطع برا وبحرا وجوا لأكثر من مئة يوم حتى الآن، وتدمير كامل لكل شيء على سطح الأرض من حجر وشجر بشكل بربري وقح، بالإضافة إلى فرض الحصار الكامل والتعنت في إدخال المساعدات الإنسانية لقرابة مليوني إنسان يعيشون جحيما حقيقيا، وربما لولا بسالة المقاومين في مواجهة جيش الاحتلال بعدما بدأ عمليته البرية في القطاع، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني رغم كل الإجرام الذي يواجهه، لربما كان قد تم تنفيذ مخطط التهجير الذي تسعى إليه إسرائيل منذ سنوات وتباركه الولايات المتحدة الأمريكية.

وبناء على ما سبق وتغيير بوصلة الرأي العام الأمريكي وخروج المظاهرات بشكل شبه يومي من أجل المطالبة بوقف العدوان على غزة، وآراء سياسيين معارضة لما يحدث حتى من داخل الحزب الديمقراطي، والتدني غير المسبوق لشعبية الرئيس بايدن بحسب استطلاعات الرأي ربما يتمكن ترامب من هزيمته.

والآن وبعد إدراك بايدن للمستنقع الذي أدخله فيه نتنياهو نرى تغيرا ملحوظا في رؤية الإدارة الأمريكية للحرب على غزة، وقد تحدثت تقارير صحفية إسرائيلية عن إخبار وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لنتنياهو أنه لا حل عسكريا بشأن مصير حركة حماس، التي كان القضاء عليها بشكل نهائي هو أول أهداف هذه الحرب، لكن المقاومة بتصديها الأسطوري لهذا العدوان الإجرامي خلقت واقعا مختلفا تماما فاق كل توقعات العدو.. وذلك يشير إلى أن أمريكا لم تعد ترى ضرورة لاستمرار هذه الحرب التي أصبحت عبئا ثقيلا عليها.

ذلك بالإضافة إلى إعلان إعلام أمريكي عن تواصل إدارة بايدن مع مسئولين إسرائيليين للتحضير لما بعد نتنياهو الذي يواجه أيضا انتقادات كبيرة ومعارضة واسعة وصلت للمطالبة صراحة بإقالته من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وذلك لحالة التخبط الكبيرة داخل الكيان الصهيوني والخسائر الفادحة التي تلاقها جيشه في صفوف القوات والمعدات، بجانب النزيف الاقتصادي بسبب الحرب حتى وصل الأمر لرفض جنود الاحتياط الذهاب إلى غزة..

وهنا يتضح أن بايدن بعد انقلاب الأمور رأسا على عقب وتشويه صورته الشخصية في الداخل الأمريكي والعالم، يحاول إنقاذ مستقبله السياسي بالخروج من هذا المأزق الذي دخله في البداية ظنا منه أنه سوف يعزز موقفه خلال الانتخابات المقبلة، ليجد العكس تماما بل أن غزة هي التي قد تطيح به، خاصة عندما نجد أن ترامب يتفوق عليه في استطلاعات الرأي بنسبة كبيرة وذلك ليس حبا فيه وإنما معاقبة لبايدن، وهو ما يسمى في العلوم السياسية بالتصويت العقابي.

السعيد حمدي – القاهرة 24

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“بوتين يُفاوض من إسطنبول… وترامب يطارد الأشباح “

” #بوتين يُفاوض من #إسطنبول… و #ترامب يطارد #الأشباح “
بقلم: د. #هشام_عوكل أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية


في الوقت الذي يحتفل فيه بوتين بعيد النصر الروسي الثمانين، جالسًا إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مشهد رمزي أراد له أن يكون إعلانًا صريحًا عن التحالف الشرقي، خرج الرئيس الروسي من مشهد الاستعراض مباشرة إلى مشهد القرار: دعوة لحوار مباشر مع أوكرانيا، من إسطنبول، لا من جنيف، ولا من بروكسل، ولا حتى من واشنطن.
اختيار إسطنبول لم يكن عابرًا. تركيا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، لكنها عضو في الناتو. وهي ليست شريكةً كاملة للغرب، لكنها أيضًا لا تُحسب بالكامل على الشرق. رسالة بوتين كانت واضحة: الحوار من هنا، من منطقة رمادية تخدم المصالح الروسية، وتُقصي صراحةً العواصم الغربية عن أي دور مركزي في إدارة التفاوض.

هل طُردت أوروبا… وغُيبت أمريكا؟
بهذه الدعوة، بدا أن الرئيس الروسي يُقصي، أو على الأقل يُهمش، الدور الأوروبي التقليدي. ففرنسا وألمانيا لم تعودا لاعبين أساسيين في الملف الأوكراني، وواشنطن، رغم وجود رئيس أمريكي ترمب ، تبدو منشغلة بترتيب أولوياتها الداخلية أكثر من انخراطها في إنتاج حل فعلي للحرب
في هذا السياق، جاءت استجابة الرئيس الأوكراني زيلينسكي السريعة والمعلنة باستعداده لمقابلة بوتين، وكأنها تقرأ في اتجاهين: أولاً، أن زيلينسكي لم يعد يثق تمامًا بقدرة الغرب على فرض حل حقيقي. وثانيًا، أنه يمنح الرئيس الروسي منصة جديدة لإدخال الغرب مجددًا إلى المشهد، لكن هذه المرة كشاهد لا كمقرِّر. فهل هذا منطقي؟ هل الغرب – الذي فشل في حماية أوكرانيا ومنع الحرب – ما زال يملك شرعية الجلوس على طاولة الحل؟ أم أن اللعبة تغيّرت، وموسكو وحدها تُدير شروط الخروج؟
ترامب… يعود رئيسًا ولكن بأي مشروع؟
اليوم، دونالد ترامب لم يعد رئيسًا سابقًا أو مجرد مرشح قوي… بل هو الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، وقد مضى على انتخابه أكثر من مئة يوم. ومع ذلك، لا تزال ملامح سياسته الخارجية غامضة، تتكرر فيها وعود قديمة دون أي مقاربة واقعية.
لطالما تفاخر ترامب بقدرته على إنهاء الحروب خلال ساعات، وتحديدًا حرب أوكرانيا التي قال إنه قادر على إيقافها في أقل من 24 ساعة. لكن سجلّه السياسي لا يُعزز هذا الادعاء:
رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 145% ثم تراجع. هدد أوروبا بعقوبات، ثم تراجع. حاول شراء غرينلاند، فكان الرد دنماركيًا ساخرًا. طالب بملاحة مجانية للسفن الأمريكية في قناة بنما وقناة السويس، فقوبل بالرفض. توسط بين الهند وباكستان، ولم ينجز شيئًا.
استعراضات بلا نتائج، وشعارات بلا أثر.
زيارته للشرق الأوسط… مشروع سياسي أم حقيبة تبرعات؟
واليوم، مع زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، يتجدد التساؤل: هل يحمل ترامب مشروعًا جادًا للمنطقة؟ أم مجرد حقيبة دبلوماسية تبحث عن الدعم المالي والرمزي من أنظمة مأزومة؟
وفي خضم هذه الزيارات، تطفو غزة كساحة اختبار لا تقبل المناورة. القطاع الذي نُكِّل به بالحديد والنار، لا ينتظر مؤتمرات مانحين، بل ينتظر إجابات حقيقية.
غزة بعد الحرب… مشاريع أمريكية أم خرائط فارغة؟
تتداول الأوساط الغربية والعربية عدة سيناريوهات لما بعد الحرب في غزة: تغييب حماس، تمكين السلطة الفلسطينية، أو تشكيل حكومة تكنوقراط بإشراف إقليمي. لكن كل هذه التصورات تتجاهل حقيقة أن التجربة الأمريكية في إدارة المناطق المأزومة أثبتت فشلها.
العراق، الذي أدارته واشنطن بعد الغزو، تحول إلى دولة خارج التاريخ. وغزة ليست حقل تجارب جديد. من ينجو من القصف لا يخضع لخرائط خارجية.
واشنطن اولا ٫٫٫٫والبقية في خانة الاحتمالات
وفي خضم هذا المشهد، تبدو المعادلة مختلفة تمامًا عمّا يُشاع: فالحوثيون يمتنعون عن استهداف السفن التجارية العابرة في البحر الأحمر، في وقت تُظهر فيه الولايات المتحدة تركيزها الكامل على حماية مصالحها وسفنها فقط، دون الدخول في أي التزام مباشر يتعلق باستهداف إسرائيل. وكأنّ واشنطن تقول ضمنًا: “اضربوا من شئتم، ما دمتم لا تقتربون منّا”.
فهل نحن أمام تكتيك أمريكي يهدف إلى تحييد نفسها عن الصراع المباشر مع محور المقاومة، مقابل إتاحة مساحات مبهمة في الرد على إسرائيل؟
وهل إعلان ترامب عن استعداده للاعتراف بدولة فلسطينية يُقرأ كرسالة ضغط على تل أبيب… أم كغطاء تفاوضي جديد يُعيد ترتيب أوراق واشنطن في المنطقة دون أن يدفعها ذلك إلى مواجهة مفتوحة؟
خاتمة: من يكتب التاريخ؟
وهكذا، بين رئيس يحتفل بالنصر ويُعيد رسم الخرائط من موسكو وإسطنبول، وآخر يطوف الشرق الأوسط باحثًا عن نفوذ مفقود، تبقى الحقيقة في الميدان: الخرائط لا تُرسم بالأمنيات، والتاريخ لا يُكتب بالشعارات.
ومن يُقصي اللاعبين الحقيقيين عن الطاولة، سيجد نفسه لاحقًا خارج اللعبة كلها.
لكن السؤال الذي نتركه مفتوحًا في كل زاوية حادة يبقى: إذا كانت الحرب لا تُحسم بالسلاح فقط، فهل تُحسم بالخداع الدبلوماسي؟ أم أن الشعوب المنهكة هي وحدها التي تدفع ثمن الحروب المؤجلة؟

مقالات ذات صلة “مش” سياسة! 2025/05/12

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يستبدل قاذفات بي-2 التي أرسلها خلال حملة قصف الحوثيين
  • الجوع يتمدد في غزة وترامب يزور المنطقة: الإجرام الأمريكي والخذلان العربي
  • موقع ديلي بيست الأمريكي يكشف القرار المزلزل الذي وعد ترامب بإعلانه
  • من هو الأسير الإسرائيلي ـ الأمريكي عيدان الكسندر الذي أفرجت عنه حماس اليوم؟
  • “بوتين يُفاوض من إسطنبول… وترامب يطارد الأشباح “
  • كيف سيؤثر اتفاق حماس وترامب على نتنياهو؟
  • مغردون: كيف سيؤثر اتفاق حماس وترامب على نتنياهو؟
  • هل يعود ترامب إلى الشرق الأوسط بمفاجآت؟
  • كوشنر يعود للواجهة قبيل جولة ترامب في الشرق الأوسط
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم