ألمانيا في 2024: عام من الغنى الثقافي والاحتفالات التي لا تُنسى
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
برلين - الوكالات
يوجه المكتب الوطني الألماني السياحي دعوة حارة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، لتشجيعهم على الانغماس في النسيج الثقافي الغني للبلاد. ففي عام 2024، سيكون بانتظار الزوّار الذين يستكشفون ألمانيا، فسيفساء غنية من التجارب، كل منها فريد من نوعه في أجزاء مختلفة من البلاد. وعليه، فإن رزنامة الأحداث التي ستشهدها ألمانيا هذا العام، تمتلئ بمجموعة متنوعة من النشاطات والفعاليات، مما يضمن للزوّار تجارب فريدة تُحفر طويلاً في الذاكرة، وتشكّل تعبيراً عن الثراء الثقافي للبلاد، في الوقت الذي تعِد فيه السوّاح برحلة غنية وملهمة.
ولمنح الزوّار من دول مجلس التعاون الخليجي دليلاً مفصّلاً وفكرة مسبقة عن هذه الفعاليات، يقدّم المكتب الوطني الألماني السياحي قائمة بأبرز الأحداث التي ينتظرها الجميع، والتي تعكس التزام ألمانيا بالاحتفال بتراثها الغني وحيويتها المعاصرة.
فمن الهدوء الآسر الذي توفره معالم الفن التاريخي، إلى الإثارة والصخب المصاحبين لمباريات كرة القدم، ومن الطرق الساحرة التي شهدت ولادة أجمل القصص الخيالية إلى الفعاليات التي تعكس أهمية المناسبات الاحتفالية، ستقدم ألمانيا لزوّارها في العام 2024 مجموعة واسعة من التجارب الاستثنائية.
وفي هذا الإطار، ستكون مدينة هامبورغ في دائرة الضوء لأنها تستضيف أكبر مهرجان للموانئ في العالم، وستتضمن الذكرى السنوية لميناء هامبورغ، في الفترة من 9 إلى 12 مايو، مجموعة واسعة من الأحداث، بما في ذلك العروض البحرية على نهر إلبي، واستعراض غراند أرايفل بارايد، وعروض باليه توغبوت، إلى جانب عرض الألعاب النارية المذهل. وستمتد أجواء المهرجان على طول الأرصفة، مع أكثر من 420 عارضاً ومؤدياً، مما يضمن تجربة حيوية ومتنوعة لجميع الزوّار.
من ناحية ثانية، ستنتظر مشجعّي كرة القدم أوقات مليئة بالحماسة والصخب، عندما تستضيف ألمانيا بطولة أوروبا 2024 في الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو في عشر مدن مختلفة، حيث ستعرض برلين، ميونيخ، دورتموند، شتوتغارت، جيلسنكيرشن، هامبورغ، كولونيا، دوسلدورف، فرانكفورت، ولايبزيغ كنوزها الثقافية والطبيعية، وتستقبل زوّارها بالكثير من الترحاب. ولن تقتصر أجواء الإثارة على الملاعب فحسب، بل ستعمّ الأجواء الاحتفالية أيضاً، المناطق المخصصة للنقل الحي للمباريات والتي تُقام في كل مدينة، مع ما يرافق ذلك من الأطعمة التقليدية التي تمتاز بها شوارع ألمانيا.
وبالنسبة لعشاق الفن، يُعد 2024 عاماً تاريخياً، لأنه يصادف الذكرى الـ 250 لكاسبار ديفيد فريدريش، رائد الرسم الرومانسي. وسيتم الاحتفال بإرثه على مدار العام من خلال سلسلة من المعارض في مدن مثل برلين، دريسدن، جريفسفالد وهامبورغ. وفي هامبورغ، مسقط رأسه، سيتم الكشف عن لوحة جدارية خاصة تكريماً له. أما بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أكثر إلهاماً، يمكنهم زيارة المناظر الطبيعية الفعلية التي ألهمت لوحات فريدريش، مثل جزيرة روجن أو جبال باستي، مما يتيح لهم الشعور برابط أقوى مع أعماله.
وسيكون العام 2024 أيضاً بمثابة متعة لأولئك الذين تسحرهم القصص الأسطورية، فطريق القصص الخيالية في ألمانيا يدعو الزوّار لاستكشاف المدن الغامضة والأرياف التي ألهمت حكايات الأخوين غريم، حيث تُعتبر منطقة باد فيلونغين، التي يُقال إنها الموطن الحقيقي لقصة بياض الثلج والأقزام السبعة، أحد المعالم البارزة. وسيصبح هذا الاستكشاف أكثر تشويقاً مع توقع صدور فيلم "بياض الثلج" على شاشات السينما في العام 2025.
من ناحية ثانية، سيكون لشهر نوفمبر في برلين أهمية خاصة بالنسبة لهواة التاريخ، حيث تحتفل المدينة بمرور 35 عاماً على سقوط جدار برلين. وستوفر هذه الذكرى السنوية فرصة استثنائية لاستكشاف معالم المدينة التي شهدت تغييرات كبيرة، فضلاً عن التعمّق في تاريخها من خلال زيارة العديد من أصرحتها الرئيسية مثل متحف التجسس الألماني الذي يتيح للزوّار إلقاء نظرة ثاقبة على ماضي برلين.
من جهته، يَعِد مهرجان قلعة هايدلبرغ، الذي يُقام في قلعة هايدلبرغ العريقة، بمزيج من العروض المسرحية والأوبرالية والحفلات الموسيقية في الفترة من 9 يونيو إلى 28 يوليو. وستكون أطلال القلعة الخلابة بمثابة خلفية رائعة لسلسلة من العروض التي لا تُنسى، والتي تمزج بين الطابع الفريد للقلعة، والعروض الفنية الرفيعة المستوى.
وبالإضافة إلى مهرجان القلعة، ستستضيف مدينة هايدلبرغ أيضاً مهرجان "إضاءات القلعة والألعاب النارية" يومي 1 يونيو و7 سبتمبر، والذي سيغمر القلعة بوهج أحمر متلألئ يذكرنا بالأحداث التاريخية، يليها عرض مذهل للألعاب النارية فوق نهر نيكار. كما ستشكّل ضفاف نهر نيكار وتيرّاس نيبوموك وممشى الفلاسفة مواقع رئيسية لمشاهدة هذه الاحتفالات التي تخطف الأنفاس.
أما مهرجان بحيرة ماشسي في هانوفر، الذي يُقام في الفترة من 31 يوليو إلى 18 أغسطس، فسيشكّل فعالية رائعة على ضفاف البحيرة تعرض المأكولات والفنون والثقافة العالمية. ويترافق المهرجان مع أجواء شاطئية في قلب ولاية ساكسونيا السفلى، حيث تساهم الموسيقى الحية وبرامج الترفيه المتنوعة في تحويل المنتزه إلى ساحة نابضة بالحياة ومفتوحة على الهواء الطلق.
ومن جديد، سوف تصبح مدينة برلين محط الأنظار في شهر أكتوبر الذي يشهد تنظيم النسخة العشرين من مهرجان الأضواء. فلمدة عشر ليالٍ، ستساهم التأثيرات الضوئية التي تدور حول مواضيع الاستدامة والحرية والتنوع، في تحويل المدينة إلى أكبر معارض العالم التي تُقام في الهواء الطلق. ويُعد هذا الحدث بمثابة شهادة على مكانة برلين كمدينة مبدعة ومتطلعة إلى المستقبل.
ومن الأحداث الأخرى البارزة، نذكر فعالية "الراين في اللهب" في بينجن وروديسهايم التي تُقام في 6 يوليو، ويرافق هذه الألعاب النارية الرائعة فوق نهر الراين أسطول صغير من القوارب النهرية، فضلاً عن الموسيقى الحية ووسائل التسلية والترفيه على امتداد ضفاف النهر، مما يخلق تجربة ساحرة للزوّار.
ونبقى في الأجواء المائية، حيث سيُقام سباق "أسبوع كيل" في الفترة من 22 إلى 30 يونيو، ليؤكد مرة أخرى مكانته كأكبر حدث للقوارب في العالم وكأبرز مهرجان صيفي في شمال أوروبا. ويقدم الحدث مزيجاً من مسابقات الإبحار والموسيقى الحية ومجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية، مما يجعله تجربة لا تُفوت لعشاق الملاحة البحرية.
أما في مدينة فرانكفورت، فسيكون مهرجان ماين في الفترة من 2 إلى 5 أغسطس بمثابة احتفال بالتقاليد وبالكثير من المرح. يُقام هذا المهرجان التاريخي على ضفاف نهر الماين، وتتخلله فعاليات مختلفة مثل مبارزة القوارب، وتحدي الحدائق الصيفية، وعرض الألعاب النارية الرائع، وهو بالتالي يجسّد جوهر المشهد الثقافي النابض بالحياة في فرانكفورت.
أما موسم الأعياد في ألمانيا فيُعدّ تجربة ساحرة، حيث تنطلق الفعاليات ابتداءً من أواخر نوفمبر، وهو الوقت الذي تحلو فيه التجمعات العائلية، ويتم إحياء التقاليد الغنية من جديد، ويعيد فيه المرء حساباته بنوع من التأمل. كما إنه ذلك الوقت من العام الذي يعيش فيه الجميع حالة من الترقب والاستعداد للاحتفالات التي تجسّد جوهر السلام والتقاليد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي يبين ما كشفه التطرف الإسلامي وما الذي يريده
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على ما أظهره "التطرف الإسلامي" على حد تعبيره، والأهداف التي يسعى لها.
جاء ذلك في جزء من مقابلة أجراها روبيو على قناة فوكس نيوز الأمريكية، وأعادت وزارة الخارجية الأمريكية نشرها في تدوينة على صفحتها الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا)، مساء الأربعاء.
وقال روبيو في التصريح الذي نقلته الخارجية الأمريكية بتعليق على مقطع الفيديو: "لقد أظهر الإسلام المتطرف أن رغبته لا تقتصر على احتلال جزء من العالم والاكتفاء بخلافته الصغيرة، بل يسعى إلى التوسع. إنه ثوري بطبيعته. يسعى إلى التوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي والسكان... وهذا تهديد واضح ووشيك للعالم وللغرب عمومًا، وخاصةً للولايات المتحدة التي يعتبرونها المصدر الرئيسي للشر في العالم".
يذكر أنه وضمن تغطية سابقة عرضت على CNN العام 2016، تحت عنوان "لماذا يكرهوننا"، تهدف لمحاولة تحليل أسس التنظيمات الإسلامية المتشددة ومرتكزاتها الأيديولوجية، قال فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPSعلى شبكة CNN إن التطرف الإسلامي يمكن اقتفاء بدايته إلى العام 1949 في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح زكريا: "التطرف الإسلامي اليوم بدأ مع أغنية أمريكية مشهورة هي (Baby its cold outside) في مكان يسمى كولورادو العام 1949، حيث كانت هذه الأغنية تعزف في أحد حفلات الرقص.. طالب مصري يرتاد أحد الجامعات المحلية حصل أنه دخل إلى تلك الحفلة، هو سيد قطب ويعتبر مسلما محافظا بصورة كبيرة، وما رآه في تلك الحفلة أفزعه، ليكتب لاحقا ما قال إنه الاختلاط بين الجنسين بصورة حيوانية، وكيف أن القاعة مملوءة بالأرجل وتلتقي الشفاه بالشفاه والصدور بالصدور."
وتابع فريد حينها قائلا: "بحسب قطب فإن أكثر جزء سوءا كانت التفاصيل الخارجية لأثداء النساء داخل قمصان ضيقة."