ظهور محرك بحث جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي.. مستقبل جوجل في خطر
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
السومرية نيوز – منوعات
ظهر منافس جديد لمحرك البحث الشهير "جوجل"، من إنتاج شركة Perplexity الناشئة، والذي يسعى لكسر هيمنة المحرك العالمي الذي يسيطر على الساحة لسنوات طويلة.
وتعتمد الشركة على الذكاء الاصطناعي كسلاح رئيسي لتحقيق تفوقها، وقد نالت دعماً من شخصيات بارزة مثل جيف بيزوس وأصحاب رؤوس أموال.
وهو ما يثير التساؤلات والمخاوف حول مستقبل محركات البحث التقليدية في مقدمتها "جوجل"، فهل تتمكن محركات البحث بالذكاء الاصطناعي من تغيير قواعد اللعبة وتحقيق ثورة في البحث على شبكة الإنترنت؟
وهل ينجح برنامج الذكاء الاصطناعي بالفعل في التفوق على محرك "جوجل" وجعله طي النسيان في السنوات وربما الأشهر المقبلة؟
هذا ما سوف نحاول الإجابة عنه في هذا التقرير:
محرّك البحث الجديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي
وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يسعى محرك Perplexity الجديد إلى الاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقديم إجابات مباشرة بدلاً من توجيه المستخدم إلى روابط مواقع الويب.
وتجذب Perplexity العاملين في مجال التكنولوجيا الذين يسعون لاستخدام خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو البرنامج الذي يقف وراء تقنيات الدردشة مثل CHAT GPT.
وبحسب الصحيفة شهد موقع Perplexity الإلكتروني وتطبيقات الهاتف المحمول ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الزيارات، حيث وصلت إلى 53 مليون زيارة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مقارنة بـ2.2 مليون زيارة عند إطلاق الخدمة في ديسمبر/كانون الأول 2022.
واستندت الشركة الناشئة إلى منصة "إكس" لجذب مستخدمين جدد، ورغم نجاحها الحالي فإن المنافسة مع "جوجل" تبقى تحدياً صعباً، حيث واجهت مايكروسوفت نفسها صعوبات طويلة في إثبات وجودها عبر الإنترنت مع وجود محرك "جوجل".
يستخدم محرك الشركة الناشئة التي تقع في سان فرانسيسكو حالياً حوالي 10 ملايين شخص شهرياً، ورغم هذا النجاح فإنها تدير عملياتها بواسطة فريق يتألف من أقل من 40 موظفاً.
هل تنجح محركات الذكاء الاصطناعي في التفوق على جوجل؟
ظهور محرك "PERPLEXITY" وتقنيات البحث باستعمال الذكاء الاصطناعي قد يمثل تحدياً جديداً لمحرك البحث الشهير "جوجل".
ومع أنه من الصعب تصوّر الإنترنت بدون "جوجل"، إلا أن ظهور "perplexity" قد يعني تغييراً في المشهد التكنولوجي، يشبه ذلك الذي أدى إلى انقراض شركات أخرى مثل "نوكيا"، و"بلاكبيري"، و"كوداك".
يعتبر "جوجل" جزءاً أساسياً من حياة الناس، ولكن يبدو أن "perplexity" يقدم نموذجاً جديداً للحصول على المعلومات، يعتمد على التفاعل الفعّال مع الذكاء الاصطناعي.
ومع أن "جوجل" ما زال يحتل نسبة كبيرة من سوق محركات البحث، إلا أن ظهور منافسين جدد يشير إلى أن المنافسة قد تشهد تحولاً.
للإشارة، فإن "جوجل" لا يزال يحتل حصة سوقية تقدر بنسبة 92%، ومنافسه "بنغ" التابع لمايكروسوفت يعتبر الأقرب له في هذا السياق بحسب IMPRSSION.
جوجل تخطط لثورة في البحث
ومع تزايد التحديات التي تواجه أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بدأت "جوجل" في اتخاذ خطوات فعّالة بسرعة لتفادي أي خسارة محتملة.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مؤسسي جوجل، لاري بيج وسيرغي برين، تم استدعاؤهما للمساعدة في إضافة ميزات مشابهة لـ"شات جي بي تي" إلى محرك البحث الذي أطلقوه قبل أكثر من 25 عاماً.
ويسعى رئيس جوجل، ساندر بيتشاي، لتسريع خطط الشركة لتضمين الذكاء الاصطناعي في مجال المحادثات في منتجاتها وخدماتها.
من جهة أخرى، تستثمر مايكروسوفت مليارات الدولارات في "أوبن إيه آي" (OpenAI)، الشركة التي قامت بإطلاق "شات جي بي تي"، ما يعزز فرصها في تكامل هذه التقنية في خدماتها، بما في ذلك "مايكروسوفت أوفيس".
مخاطر محركات البحث التي تستخدم الذكاء الاصطناعي
مع هذه التحديثات التي تسعى الشركات إلى تقديمها للمستخدمين، تُظهر تقنيات مثل "PERPLEXITY" و"شات جي بي تي"، تحديات ومخاطر يجب أخذها في اعتبارنا:
الإجابات غير صحيحة أو مطولة بشكل مفرط
قد تقدم محركات البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إجابات غير صحيحة أو مطولة بشكل غير منطقي، وهو أمر يمكن أن يؤثر على جودة الخدمة.
عدم القدرة على التفريق بين الصواب والخطأ
يتعذَّر على محركات البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، ما يعزز التحدي الذي قد يواجه المستخدمين في الاعتماد على الإجابات المقدمة.
التحيز
محركات البحث بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تتبنّى وتعزز التحيزات، وهو ما يمكن أن يؤثر على عدالة النتائج ويفقد التنوع.
اختراق الخصوصية
يمكن لمحركات البحث عبر الذكاء الاصطناعي جمع كميات ضخمة من البيانات الشخصية، ما يُثير مخاوف بشأن انتهاك الخصوصية واستخدام هذه البيانات بطرق قد تكون غير مرغوب فيها.
معلومات مضللة
قد تعرِض لك محركات البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي معلوماتٍ خاطئة، أو أخباراً زائفة إذا تم تصنيع النموذج باستخدام مصادر غير موثوقة.
فقدان الوظائف
قد تؤدي محركات البحث التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف في بعض القطاعات، مثل أمناء المكتبات أو مساعدي الأبحاث أو الصحفيين.
الرقابة والقمع
يمكن أن يفرض استخدام محركات البحث بالذكاء الاصطناعي رقابةً على نوع معين من المعلومات، ما قد يؤدي إلى قمع أفكار أو آراء معينة.
لذلك يتعيَّن على الشركات والمستهلكين معاً توخي الحذر وتقييم الفوائد والمخاطر عند استخدام محركات البحث التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الابتكار وحقوق المستخدم والخصوصية.
كما يجب أن يكون هناك توازن بين التطور التكنولوجي والقيم الاجتماعية والأخلاقية، ينبغي للمجتمعات والشركات أن تتأكد من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تخدم الصالح العام، ولا تتسبب في آثار سلبية كبيرة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: تعتمد على الذکاء الاصطناعی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
يمانيون|منوعات
في العقد الأخير، شهد العالم تطورا مذهلا في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، خصوصا في مجالات توليد المحتوى البصري والسمعي.
لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة فحسب، بل أصبح منتجا للمحتوى نفسه، سواء كان صورا، مقاطع فيديو، أصواتا، أو حتى نصوصا تبدو وكأنها من صنع البشر.
هذا التطور السريع أثار تساؤلات جوهرية حول قدرة الإنسان على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، خصوصا حين تصبح الخدع البصرية والسمعية شبه مثالية.
ورغم تطور حاسة البصر لدى الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن العين البشرية قد تُخدع بسهولة أمام محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما يكون معدا بعناية.
وفي تجارب أجريت عام 2023، فشل أكثر من 60% من المشاركين في التمييز بين صور حقيقية وصور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كما أن مقاطع الفيديو العميقة أصبحت تستخدم في الأخبار المزيفة، والابتزاز، وحتى التضليل السياسي، ما يظهر خطورة هذا التداخل بين الحقيقي والمصطنع.
والسبب يعود إلى أن الدماغ البشري يعتمد على أنماط مألوفة في التعرف على الوجوه والمشاهد، والذكاء الاصطناعي اليوم قادر على محاكاة هذه الأنماط بدقة تفوق التوقعات.
واشار موقع “روسيا اليوم” انه في الآونة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات التي تظهر أطفالا صغارا وهم يلعبون أو يتفاعلون مع حيوانات برية خطيرة مثل التماسيح والأسود والنمور والدببة، أو قيام أحد الصقور باختطاف رضيع، في مشاهد تبدو مذهلة للوهلة الأولى، لكنها سرعان ما أثارت موجة واسعة من الجدل.
فالكثير من المستخدمين لم يكتشفوا منذ البداية أن هذه المقاطع ليست حقيقية، بل تم توليدها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
الفيديوهات، التي بدت واقعية إلى حد يصعب معه التمييز بين الحقيقة والخيال، دفعت البعض إلى الإعجاب بقدرات الذكاء الاصطناعي الفنية، في حين عبر آخرون عن قلقهم من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة.
فقد رأى عدد من المتابعين أن مثل هذه المقاطع قد تضلل الجمهور، خصوصا الأطفال والمراهقين الذين قد يظنون أن التعامل مع الحيوانات البرية أمر آمن أو ممكن في الحياة الواقعية.
كما أثارت هذه الظاهرة نقاشا أوسع حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المرئي، خاصة بعد أن أصبحت الأدوات الحديثة قادرة على إنتاج صور ومقاطع فيديو تكاد تطابق الواقع.
ودعا بعض الخبراء إلى ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الشفافية، مثل الإشارة الصريحة إلى أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، لتجنب الخداع البصري أو نشر معلومات مضللة.
وبينما يرى البعض أن هذه المقاطع تمثل شكلا جديدا من الإبداع الرقمي، يرى آخرون أنها تفتح الباب أمام استخدامات غير أخلاقية قد تهدد الثقة في ما نراه على الإنترنت.
وهكذا، يبقى الجدل قائما بين الانبهار بالتقنية الحديثة والخوف من آثارها الاجتماعية والنفسية.