لجريدة عمان:
2025-05-19@23:57:54 GMT

الغرب.. ولعنة الدماء المسفوكة في غزة

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

الغرب.. ولعنة الدماء المسفوكة في غزة

تذهب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بوعي تام، خلال تقديم دعمهما العسكري والسياسي لحرب الإبادة التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى إشعال فتيل الحرب في منطقة الشرق الأوسط وهذه، فيما يبدو، استراتيجية جديدة لإدارة الصراع في المنطقة، فبعد مضي قرابة أربعة أشهر على بدء الحرب على غزة التي تشارك فيها أمريكا وبريطانيا لأول مرة بهذا الحجم أشعلت أمريكا وبريطانيا جبهة اليمن، وجبهة العراق، وجبهة سوريا، وجبهة حزب الله.

. دون أن يكون واضحا هدف الغرب من كل ذلك! فإن حراك كل هذه الجبهات إنما كان رد فعل على الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة، ووقف تلك الإبادة من شأنه أن يخمد تلك الجبهات. لكن أمريكا التي تخسر نفسها من أجل إسرائيل لا تستطيع أن تستوعب الدروس التي مرت عليها في منطقة الشرق الأوسط خلال العقود الثلاثة الماضية؛ فدروس العراق يمكن أن تكون وحدها كافية لها.. سواء على مستوى الجرائم التي ارتكبت هناك وشوهت سمعة أمريكا في مجال حقوق الإنسان وأعادت إلى السطح تجاربها في فيتنام أو على مستوى قدرة الشعوب على مقاومة الاحتلال وانكشاف كذبة نشر «الديمقراطية» التي كانت دلالتها الجديدة هي الخراب والدمار وزرع الفتن والمذهبيات.

تحاول بريطانيا هذه الأيام طلب النجدة من أصدقائها في المنطقة من أجل إعادة الهدوء إلى البحر الأحمر الذي أشعلته الإبادة الإسرائيلية في غزة.. ورغم أن أحدا لا يريد للحرب أن تتوسع شمال أو جنوبا، شرقا أو حتى غربا إلا أن كل ذلك بيد الغرب نفسه القادر على وقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة، وهي جرائم لم يشهد العالم لفظاعتها مثيلا، رغم ذلك فإن أمريكا وبريطانيا ما زالتا تنظران إلى ما تقوم به إسرائيل على أنه مجرد دفاع طبيعي عن النفس. ووفق هذا المقياس فإن على الغرب أن يعتبر أي ردة فعل عراقية أو سورية أو يمنية على أنها مجرد رد طبيعي للدفاع عن النفس!

إن الولايات المتحدة التي تقدم نفسها قائدة للنظام العالمي تفقد كل يوم شرعيتها ومكانتها الدولية، كما أنها تفقد قوة تأثيرها الثقافي الذي هو أحد أهم مصادر قوتها، الأمر الذي يعجّل في تآكلها الحضاري وثقة العالم بها مع الوقت.

وفي هذا الوقت لا بد أن نشير إلى نصيحة سلطنة عمان لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بريطانيا في أن الرد العسكري على العراق وسوريا واليمن لا يمكن أن يعالج المشكلة الأساسية أو يوقف الحرب التي تتمدد يوما إثر آخر.. وأن حل كل ذلك يكمن في وقف الحرب الهمجية التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.. ووقف أي حرب كانت على وجه الأرض مطلب إنساني قبل أن تكون مطلبا سياسيا، فكيف إن كانت هذه الحرب حرب إبادة عنصرية كما هو الحال في الحرب على غزة.

إن صوت المنطق يشير بوضوح إلى أن المقدمات التي تحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط ستقود إلى نتائج وخيمة جدا ليس على إسرائيل وحدها وليس على مصالح أمريكا في المنطقة وحدها، ولكن قد تتجاوز كل ذلك إلى ما هو أفظع لأمريكا وللغرب بشكل عام.

إن الأمر خطير جدا وعلى عقلاء الغرب أن يعلوا من صوت تحذيراتهم؛ فموقف الرأي العام العربي والإسلامي المحتقن من أمريكا والغرب يتجاوز احتقانه عشرات المرات مما كان عليه قبل أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وهذا أمر يحتاج من الغرب الذي نتشارك معه في بناء الحضارة الإنسانية أن ينتبه ويحذر؛ فكل هذه الندوب التي أحدثها الغرب يمكن أن تتحول إلى حروب ومواجهات طاحنة، وحجم الدماء التي سفكت في غزة ومنظر الأطفال، والجثث المتحللة في الطرقات أو تحت الركام أو تلك المقطعة إلى أشلاء تحتاج إلى من يتقي لعنتها التي لا تبقي ولا تذر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة کل ذلک

إقرأ أيضاً:

الشيباني: أدعو الدبيبة إلى التوقف عن سفك المزيد من الدماء وبث الفرقة  

خاطب عبدالرحيم الشيباني، أحد أعيان طرابلس، رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، داعيا إياه إلى التوقف عن سفك مزيد من سفك الدماء وبث الفرقة بين أبناء طرابلس وأبناء مدن ليبيا ومكوناتها.

كتب قائلًا على حسابه بموقع فيسبوك اليوم “يا سيد عبدالحميد، عرفتك منذ أكثر من 10 سنوات، رجلا محبا للحياة وللسلام؛ كارها رافضا للدماء والحروب. كنت معك حين كنت تجري اتصالات لوقف هجوم الكانيات على طرابلس بأي ثمن، وتشاركنا عام 2019 في لقاءات جنيف لوقف العدوان على طرابلس بحضور ممثلين عن الأطراف المتحاربة وأذكر كلمتك في وقتها التي كانت إنسانية أكثر منها سياسية ودعوت فيها إلى كف الدماء وحفظ أرواح الليبيين من الطرفين في حين كان خطاب الآخرين على نفس الطاولة يدفع للتأجيج ومزيد من الدماء والدمار”.

وتابع قائلًا “لم أكن اتفق مع الكثير من سياساتك في العمل ولا مع الكثيرين من حولك وأنت تعلم ذلك وكان السبب في إستقالتي من رئاسة مجلس ادارة القابضة الصناعية بعد أقل من سنة التي قبلتها بطلب منك بعد استدعائي إلى مكتبك بطريق السكة. اليوم أخاطبك ناصحا أن تنهي وجودك بهذا المنصب بطريقة تختارها أنت وتختار توقيتها وهي قمة الحكمة والحنكة في مغادرة المناصب حين تكون المغادرة باختيارك وبإسلوبك وليس كما يريد الآخرون”.

وأضاف “لا تكن سببا في مزيد من سفك الدماء ولا الفرقة بين أبناء طرابلس ولا بين أبناء مدن ليبيا ومكوناتها. قرابة خمس سنوات قضيتها بهذا المنصب بنجاحاتها وإخفاقاتها يبدو أن كل الشواهد اليوم تقول إن هذه المسيرة انتهت، ولهذا أكرر ناصحا صادقا أن تخرج على العلن بخطاب مسالم تعلن فيه قبولك التنحي بشكل منظم وسلس يستلم فيه البديل المكلف بالتنسيق مع بعثة الامم المتحدة وبما يضمن سلامة الخطوة، قد يستغرق الأمر اسبوعين أو شهرا هذا ليس بمهم، المهم أن تعلن فورا استعدادك للمغادرة، وليكن ماحدث هذا الأسبوع درسا للجميع وأولهم حملة السلاح وأعضاء الاجسام السياسية الذين عليهم إصلاح أوضاعهم بما يخدم مصلحة البلد واستقراره”.

مقالات مشابهة

  • عضو بالحزب الجمهوري: جدل كبير في أمريكا حول تطبيق قانون الضرائب الجديد
  • الشيباني: أدعو الدبيبة إلى التوقف عن سفك المزيد من الدماء وبث الفرقة  
  • مجلة أمريكية تفند من المنتصر في حرب اليمن.. الحوثيون أم أمريكا؟ (ترجمة خاصة)
  • “ديفيد هيرست”: “إسرائيل” ستخسر الحرب في غزة كما خسرت أمريكا في فيتنام
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟
  • هكذا تواجه روسيا الغرب المنقسم
  • جدعون في خدمة الحرب: كيف تستخدم إسرائيل رمزا توراتيا لتبرير الإبادة؟
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب