عقدت لجنة النهوض بمكانة المرأة في الكنيست الإسرائيلي، جلسة استمعت فيها إلى روايات بشأن تعرض نساء وأطفال لعنف جنسي داخل فنادق تم إجلاؤهم إليها بعد هجمات السابع من أكتوبر، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوضح تقرير الصحيفة المنشور، الثلاثاء، أن فتاة صغيرة تعيش في فندق للنازحين الإسرائيليين جراء الحرب، تعرضت لاعتداء جنسي بواسطة رجل يعيش في نفس الفندق، وفق ما صرحت به خبيرة الرعاية الاجتماعية ميري فرانك، أمام اللجنة.

وقالت فرانك التي تشغل منصب مديرة الرعاية الاجتماعية الخاصة بفنادق النزوح في القدس: "كان هناك رجل عمره 23 عاما على علاقة بفتاة عمرها 13 سنة، ولم تكن والدتها على علم بالأمر في ظل فوضى عملية النزوح".

وأوضح التقرير أن هذه الواقعة كانت واحدة من بين العديد من الروايات التي استمعت إليها اللجنة حول الاعتداءات الجنسية، والتي تحدث عنها ممثلو برامج الإجلاء الحكومية ومسؤولون آخرون، تطرقوا إلى ما يواجه النازحين في الفنادق.

من جانبها، قالت الناشطة باتحاد مراكز المساعدة لضحايا الاعتداءات الجنسية في إسرائيل، مايا أوبرباوم، أمام لجنة الكنيست التي تترأسها النائبة، بنينا تامانو شطا: "أحد السكان الذين تم إجلاؤهم تعرّى وتبول أمام الأطفال عند مدخل الفندق".

وتابعت: "اعتدى شخص مسن من النازحين على فتاة صغيرة داخل مصعد، وتم نقله إلى فندق آخر. اتصلت إحدى الناجيات وتحدثت عن تعرضها للاغتصاب على يد رجل قبل أن يتم نقله إلى فندق آخر أيضًا".

وتابعت: "قالت فتاة إنها تعرضت للضرب بواسطة فتى عمره 15 عاما.. وتحدثت أخرى عن شخص تعرى أمامها داخل المصعد".

كما أشارت إلى تقارير عن اعتداءات جنسية في الأنظمة التعليمية التي يتم تخصيصها للنازحين، مضيفة أن حارس أمن يواجه اتهامات بالاعتداء على فتاة صغيرة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.

ونزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات القريبة من الحدود مع غزة، منذ هجمات السابع من أكتوبر، كما تم إجلاء مجتمعات أخرى شمالي البلاد، بعدما بدأ حزب الله اللبناني في شن هجمات شبه يومية هناك.

وبحسب التقرير، فإن نحو 200 ألف شخص تم إجلاؤهم مباشرة عقب الهجمات، في حين أنه تم إجلاء نحو 56 ألفًا آخرين خلال الأشهر اللاحقة، ويعيشون في 380 فندقا في جميع أنحاء إسرائيل.

واندلعت الحرب يوم 7 أكتوبر، بعد هجمات شنتها حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة) على إسرائيل، أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

كذلك، اختطف في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وترد إسرائيل على هجمات حماس بحملة قصف عنيفة استهدفت قطاع غزة، ترافقت بحملة عسكرية برية منذ 27 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 28 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، وفقا لأرقام سلطات القطاع الصحية.

وأوضح تقرير الصحيفة الإسرائيلية، أن ممثل للشرطة أمام لجنة الكنيست، تحدث عن فتح 116 قضية تتعلق بأشخاص يعيشون في فنادق النزوح، ومن بينهم 40 حالة عنف منزلي.

وخلال كلمتها أمام اللجنة، أصدرت تامانو شطا، تعليمات لممثلي الحكومة والشرطة بجمع بيانات دقيقة من الفنادق، لمعالجة العنف المتزايد.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مشاهد غير مألوفة في قلب طهران.. هل يقف الحجاب في إيران على عتبة تحوّل كبير؟

تشير الوقائع التي رصدها مراسل وكالة "أسوشيتد برس" جون جامبريل خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، إلى تحوّل اجتماعي واضح بات يطبع الحياة اليومية في العاصمة الإيرانية، إذ لم تعد رؤية النساء غير المحجبات استثناءً، بل أصبحت جزءًا من المشهد العام الذي يواجهه الزائر منذ اللحظة الأولى لدخوله المدينة.

عند وصوله إلى طهران، لاحظ جامبريل تدريجيًا نساء يمشين في الشوارع بلا حجاب. لسنوات، اعتادت كثيرات دفع غطاء الرأس إلى الخلف خطوة خطوة، كأنهن يختبرن حدود الممكن: كم يمكن أن يظهر من الشعر؟ غير أن نزع الحجاب بالكامل كانت خطوة غير مألوفة.

ورغم معرفة المراسل، عبر عمله اليومي مع زملائه في طهران، والصور والفيديوهات التي يرسلونها من تغطيات لا علاقة لها بالموضوع، بأن نساء كثيرات بدأن فعلًا بالتخلي عن الحجاب، إلا أن حجم الظاهرة لم يتّضح له إلا حين شاهدها بنفسه.

نساء يتسوّقن في بازار تجريش - شمال طهران، في 20 نوفمبر 2025. Vahid Salemi/ AP

في ساحة تجريش عند سفح جبال البرز، رأى مجموعة فتيات يخلعن الحجاب فور خروجهن من المدرسة، يركضن بين السيارات العالقة في الزحمة ويضحكن. وفي بازار تجريش تجوّلت نساء من مختلف الأعمار بلا غطاء رأس، مارّات بمحاذاة قبة ضريح الإمام زاده صالح، بينما يقف شرطيان في المكان، من دون أن يبديا أي رد فعل.

وفي فندق "إسبيناس بالاس" الفاخر، عبرت عدة نساء بشعر مكشوف أمام لافتات تشدد على "الالتزام بالحجاب الإسلامي". وقد حضرت زوجة أحد الدبلوماسيين الأجانب عشاء رسمي بلا حجاب، فيما وضعت امرأة إيرانية الحجاب للحظات أثناء حديثها مع أحد موظفي الفندق، قبل أن تدعه يسقط مجددًا على كتفيها.

رجل وامرأة يستقلّان دراجة نارية في شمال طهران، في 20 نوفمبر 2025. Vahid Salemi/ AP

كما رصد جامبريل أن المشهد لا يقتصر على شمال طهران، الأكثر تحررًا وثراءً. ففي حي جنوبي أكثر محافظة، شاهد امرأة سافرة تمشي بسرعة بين نساء يرتدين العباءة السوداء.

وفي حديث مع امرأة إيرانية مقيمة في كندا طلبت عدم ذكر اسمها، قالت إنها ارتدت الحجاب طوال حياتها: في المدرسة، في الجامعة، وفي كل مكان عام. وأضافت أنها حاولت الالتزام بالقوانين، لكنه منحها دائمًا شعورًا بانعدام الثقة لأنها كانت ترتديه دون قناعة، موضحةً: "أحيانًا أشعر أن ذلك الخوف لا يزال يسكنني. أحيانًا وأنا أقود السيارة، أرفع يدي تلقائيًا لأتأكد من وجود الحجاب على رأسي. هذا الخوف ما زال يعيش معي".

تحوّل تدريجي في قواعد الحجاب

تزايدت مظاهر عدم الالتزام بالحجاب منذ الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022 أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" بتهمة مخالفة قواعد اللباس.

وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل المئات واعتقال آلاف المشاركين في مختلف المحافظات. وحتى سنوات قليلة مضت، كان من غير الممكن تخيّل حدوث ذلك في الجمهورية الإسلامية، حيث دافع رجال الدين المحافظون والساسة المتشددون لعقود عن تطبيق صارم لقانون الحجاب.

Related فيديو - نساء إيران على درّاجات نارية: بين تحدي القوانين والقبول الاجتماعيعدد متزايد من النساء يقدن دراجات نارية في طهران متحدّيات القيود القانونية في إيران"طُلب منه جمع معلومات عن بن غفير".. إسرائيل تتهم عامل فندق في البحر الأحمر بالتجسس لصالح إيران

وعلى مدى 46 عامًا، فرضت السلطات إلزام النساء بتغطية شعر الرأس، وكانت الشرطة في فترات معينة تراقب الشوارع بدقة لضمان الالتزام. ومنذ ثورة 1979، فُرضت قواعد تشدد على ارتداء ملابس "فضفاضة ومحتشمة" وتغطية الشعر، لكن الالتزام تراجع تدريجيًا في المدن الكبرى، خصوصًا في طهران.

هذا الشهر، دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة ما وصفه بـ"الظواهر الاجتماعية الشاذة"، في إشارة مباشرة إلى ما يعتبره تساهلًا متزايدًا في تطبيق إلزامية الحجاب.

وفي المقابل، تبدي الحكومة موقفًا أكثر مرونة. فقد أكدت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، الشهر الماضي أن "فرض الحجاب بشكل فردي أمر غير ممكن"، في تكرار لتصريحات سابقة للرئيس مسعود بزشكيان، الذي تعرّض لانتقادات من التيار المحافظ بعدما رفضت حكومته العام الماضي مشروع قانون لتشديد العقوبات على النساء غير المحجبات.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الحرب الإلكترونية تتصاعد: تقرير يوثّق ارتفاع الهجمات على الأنظمة الفضائية خلال حرب غزة
  • إسرائيل توجه تحذيرا للحكومة اللبنانية عن هجمات عسكرية موسعة قادمة
  • سولشاير يكشف عن المباراة التي غيرت مسار حياته وقادته إلى مانشستر يونايتد
  • للفائزين بالتأشيرات.. أماكن سداد رسوم حج الجمعيات الأهلية 2026
  • إطلاق أعيرة نارية.. كشف ملابسات مشاجرة داخل موقع تحت الإنشاء في أكتوبر
  • أروى جودة تحتفل بزفافها في أحد فنادق القاهرة بحضور نجوم الفن | صور
  • فيروز زياني لـعربي21: نعتبر الفوز بجائزة إيمي للقناة التي وقفت مع غزة وليس فقط للبرنامج
  • هل ستدخل إسرائيل إلى لبنان؟ تقريرٌ من تل أبيب يُعلن
  • مشاهد غير مألوفة في قلب طهران.. هل يقف الحجاب في إيران على عتبة تحوّل كبير؟
  • رجل بلا مأوى يعيش حياة فاخرة عبر الاحتيال على نساء