تلعب مصر دورًا هامة ومحوريًا في تقديم الرعاية الطبية والصحية سواء للقارة الأفريقية من خلال توطين صناعات الدواء وتصدر اللقاحات، وتأتي المرة في تعزيز الدور العربي والإقليمي مع دولة اليمن الشقيقة التي تعاني من تدني الرعاية الصحية والطبية.

يرى الخبراء أهمية التنسيق لتقديم رعاية صحية على أعلى مستوى للأشقاء اليمنين من ناحية ومحاربة استغلالهم من ناحية أخري، وتقديم الخدمة الطبية بدعم اقتصادي للأشقاء العرب، على غرار دورها  مع الأفارقة، وطالب الخبراء بمزيد من الدعم الصحي والطبي للأشقاء في غزة.

وبدوره استقبل الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، سفير جمهورية اليمن لدى مصر "السفير خالد بحاح"، لمناقشة فرص توسيع أفق التعاون بين البلدين في القطاع الصحي. كما أوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع تناول بحث تيسير إجراءات السياحة العلاجية الوافدة من اليمن إلى مصر.

وتابع «عبدالغفار» أن الوزير أوضح في هذا الصدد الجهود التي تقوم بها مصر لتيسير إجراءات الوافدين بغرض السياحة العلاجية من مختلف الدول، موجهًا بعقد اجتماعات تنسيقية بين الجانب اليمني والمصري المسئول عن تلك الإجراءات للوقوف على التحديات التي تواجه الجانب اليمني والعمل على تذليلها وفقًا للوائح والقرارات المعمول بها هذا الشأن.

وبدوره يقول محمود فؤاد، المدير التنفيذي للحق في الدواء، إن للسياحة العلاجية أهمية كبيرة  لمساهمتها في تقديم الخدمات الصحية للأشقاء العرب من دولة اليمن التي أفقدتها ظروفها السياسية والاقتصادية جودة الرعاية الطبية، وهنا يأتي الدور التي بدورها تحتضن ما يقرب من 9 ملايين ضيف، حيث تقدم لهم الخدمات والرعاية الطبية على أكمل وجه.

ويضيف "فؤاد": هناك فرص تعاون يجب العمل عليها بين البلدين من خلال التوسع في تصدير الأدوية واتخاذ كافة التدابير لمواجهة الأدوية المغشوشة والمهربة التي تهدد حياة المرضى وتساهم في انتشار الأدوية  مجهولة المصدر وتنسيق تقديم الخدمات الطبية على النحو الذي يمنع الاحتكار من المستشفيات الخاصة.

وأضاف «عبدالغفار» أن الجانبين ناقشا فرص تطوير ملف التبادل التجاري للمستحضرات الدوائية بين البلدين، والتوسع في التصدير الرسمي من خلال التعاون مع الشركات الوطنية في مصر، للحد من ظواهر تهريب الأدوية، كما ناقشا ملف علاج المرضى اليمنيين في مصر والمنح العلاجية المقدمة لهم وفقا للبروتوكول الموقع في عام 2005 حيث أكد الجانبان ضرورة تحديث البروتوكول من خلال اللجنة المصرية اليمنية المشتركة.

ويضيف الدكتور محمد عز العرب، مصر الشقيقة الكبرى للدول العربية خاصة الدول التي تعاني من تراجع الرعاية الصحية مثل اليمن التي تعاني من الظروف السياسية والاقتصادية التي انعكست بدورها على  مستشفياتها في الشمال والجنوب من تدني الرعاية الصحية ما يستدعي وقوف الدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية.

ويضيف "عز العرب": الأشقاء اليمنيين في أمس الحاجة للرعاية الصحية خاصة أنهم يعانون من ويلات الحروب التي ينتج عنها انتشار أمراض ووبائيات معينة أو إصابات معينة وعدم العناية بالأمراض المزمنة وهناك أمراض تحتاج إلى تقنيات معينة أو تدخلات جراحية بشكل تقني عالي تفتقدها معظم مستشفيات اليمن للجودة في الرعاية الصحية ما يؤدي إلي سفرهم للخارج.

يواصل "عز العرب": مصر بما لديها من خبراء في كافة التخصصات تعتبر المقصد الأول للأشقاء اليمنيين وتدخل وزارة الصحة في غاية الأهمية ذات أهمية اجتماعية تمنع وقوعهم تحت استغلال بعض الفئات من المستشفيات الخاصة.

وأشار «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع بحث مستجدات التعاون في ملف تدريب الكوادر البشرية من اليمنيين بمصر، والجهود المبذولة من جانب اللجنة العليا للتخصصات الطبية «الزمالة المصرية» في إتاحة الفرص التدريبية للوافدين وكذلك داخل الأراضي اليمنية من خلال اعتماد عدد من المستشفيات للتدريب ضمن برنامج الزمالة باليمن وذلك بالتعاون مع اللجنة العليا للتخصصات الطبية باليمن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مباحثات مصرية يمنية القطاع الصحي تعاون السياحة العلاجية تهريب الأدوية الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان من خلال

إقرأ أيضاً:

كوثر محمود: الممرضات والقابلات يشكلن العمود الفقري لأنظمة الرعاية الصحية

شاركت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، في المؤتمر العربي الخامس لكوادر التمريض والقبالة بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث قدّمت محاضرة تحت عنوان "رعاية من يقدّمون الرعاية: الصحة النفسية وجودة الحياة المهنية في التمريض والقبالة"، حيث سلطت الضوء على سلامة وصحة مقدمي الخدمة أنفسهم، باعتبارهم الأساس الذي يقوم عليه أي نظام صحي فعال.

وتناولت خلال كلمتها عدداً من القضايا المتعلقة بالصحة النفسية للعاملين بالتمريض والقبالة، مؤكدة أن الاستثمار في رفاههم وجودة حياتهم المهنية هو استثمار مباشر في جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

وتطرقت الدكتورة كوثر محمود لأبرز التحديات النفسية والانفعالية التي تواجه أعضاء الفريق التمريضي في بيئات العمل شديدة الضغط، مشيرة إلى أن طبيعة العمل التمريضي وما يتضمنه من تعرض يومي للضغط والمعاناة يفرض ضغوطاً مضاعفة على الممرضين والممرضات، مؤكدة أن هذه التحديات تتطلب تطبيق استراتيجيات مبنية على الأدلة لتعزيز الصحة النفسية، كما ركّزت على أهمية الدور القيادي في تطبيق برامج جودة الحياة المهنية.

وقالت إن الممرضات والقابلات يشكّلن العمود الفقري والقلب النابض لأنظمة الرعاية الصحية، فهنّ يقدمن الرعاية للآخرين على مدار الساعة، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهل احتياجاتهن النفسية والعاطفية.

وشدّدت على أن الصحة النفسية تمثل عاملًا مؤثرًا على جودة الرعاية وسلامة المرضى واستبقاء الكوادر داخل المنظومة، لافته إلى أن تدهور الصحة النفسية للعاملين ينعكس مباشرة على أداء النظام الصحي ككل، وأن دعم جودة الحياة المهنية لهم ليس خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استدامة القطاع الصحي وفعاليته.

وأوضحت أن مفهوم الصحة النفسية للعاملين يؤثر بدوره على قدرة الممرض على اتخاذ القرارات السليمة، والتعاطف مع المرضى، والتعامل مع ضغوط المهنة، حيث أن الممرضة السليمة نفسيًا هي مقدمة رعاية أكثر أمانًا وفعالية، واستشهدت بتقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن ما بين 40% و60% من الممرضين حول العالم يعانون من ضغوط العمل المتزايدة، فيما شهدت جائحة كورونا ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات القلق والاكتئاب بين مقدمي الرعاية الصحية، الأمر الذي دفع العديد من الدول إلى اعتبار رفاهية الممرضين أولوية وطنية.

واستعرضت نقيب التمريض خلال الجلسة النقاشية  أهمية التأمين الصحي الشامل ودعم التمريض والقبالة، حيث تناولت أبرز الاستراتيجيات القيادية التي اعتمدتها خلال قيادتها لقطاع التمريض ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، وعلى رأسها تمكين الكوادر التمريضية عبر الاستثمار في برامج تدريب وطنية متقدمة، وإعداد كوادر قيادية قادرة على المشاركة الفعّالة في صنع القرار داخل المؤسسات الصحية.

وأشارت إلى أنه توحيد معايير الممارسة التمريضية من خلال تطوير سياسات واضحة لمعايير الجودة، وتحديث توصيفات الوظائف والمسارات المهنية بهدف رفع كفاءة الخدمة داخل المنشآت الصحية، كما حرصت على تعزيز التواصل المؤسسي بين التأمين الصحي الشامل ووزارة الصحة ونقابة التمريض، بما مكّن من دعم الإصلاحات الصحية بصورة متكاملة  كما تم تعزيز دور التمريض في الرعاية الصحية الأولية باعتبارها ركيزة أساسية للنظام الصحي، الأمر الذي ساهم في تحسين النتائج الصحية وتحقيق كفاءة أفضل للموارد.

وأكدت الدكتورة كوثر محمود أن نموذج التأمين الصحي الشامل في مصر يقدم مجموعة من الدروس المهمة للدول العربية والأفريقية، منها تطبيق نهج التدرّج في التغطية لضمان الجودة والاستدامة المالية، وتعزيز آليات الحوكمة والشفافية في إدارة التمويل والخدمات، ودمج فرق الرعاية الصحية الأولية—بما يشمل التمريض والقبالة—كأساس للخدمات الصحية، كما أكدت أهمية التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا، مثل سكان المناطق الريفية والنساء والأسر محدودة الدخل، لضمان تحقيق العدالة الصحية للجميع.

وفى ختام كلمتها بالمؤتمر العربي الخامس لكوادر التمريض والقبالة، كرمت مؤسسة حمد الطبية، الدكتورة كوثر محمود نقيب عام التمريض، تقديرًا لجهودها البارزة في تطوير مهنة التمريض، ودورها المحوري في رفع كفاءة الأطقم التمريضية وتعزيز مكانتهم داخل المنظومة الصحية، كما توجهت نقيب التمريض بالشكر إلى السيدة مريم نوح المطوع، الرئيس التنفيذي للتمريض بالمؤسسة، على التنظيم المتميز للمؤتمر وثراء جلساته العلمية.

طباعة شارك كوثر محمود نقيب التمريض الهيئة العامة للرعاية الصحية التمريض القبالة الممرضات الصحية النفسية المنظومة الصحية

مقالات مشابهة

  • الهيئة العربية للتصنيع توسّع آفاق التعاون المشترك مع الأشقاء العرب والصينيين
  • مشاهدة البث المباشر لمباراة تونس ضد سوريا بجودة عالية بدون تقطيع
  • القوافل الطبية المجانية بالدقهلية تقدم 9120 خدمة للمواطنين
  • الرعاية الصحية: توسع مرتقب في الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية مع تنامي الطلب
  • وزير الصحة: الإنفاق على الرعاية الصحية يتخطى 617 مليار جنيه في 2026
  • نائب رئيس الوزراء: الإنفاق على الرعاية الصحية يتخطي 617 مليار جنيه في 2026
  • الآن بث مباشر مباراة ريال مدريد وجيرونا في الدوري الإسباني بجودة عالية
  • وزير الصحة: سنركز على التحول الرقمي بنظم الرعاية الصحية والأمن الغذائي والمائي
  • كوثر محمود: الممرضات والقابلات يشكلن العمود الفقري لأنظمة الرعاية الصحية
  • كوثر محمود من الدوحة: الممرضات والقابلات يشكّلن العمود الفقري لأنظمة الرعاية الصحية