طفلة غزية تبحث عبثا عن ذكرياتها تحت أنقاض منزلها
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تتجول الطفلة ريماس عفانة بخطوات بطيئة بين أنقاض منزلها الذي دمرته إسرائيل في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بحثا عن ذكرياتها بين أكوام الركام، وترفع الحجارة بحذر أملا في إيجاد الدمية الصغيرة التي أهداها لها والدها العام الماضي بمناسبة عيد ميلادها الـ12.
تتطلع ريماس إلى هدية جديدة من والدها في عامها الـ13، ولكن الحرب الإسرائيلية على القطاع وقصف منزلها جعلا حلم الفتاة الصغيرة بعيدا.
وعلى أطلال منزلها، استرجعت الطفلة ذكريات جميلة عاشتها داخل منزلها برفقة عائلتها، وتبحث عما تبقى ليكون ذكرى له بعد تدميره.
وأثناء تجوّل الطفلة بين الركام وجدت -حيث كانت يوما غرفتها- ثوبا ودمية، فابتسمت وقررت الاحتفاظ بهما.
في هذا المنزل -الذي سحقته إسرائيل بشكل كامل- لم تتبقَ سوى دمى وملابس ممزقة يتكدس عليها التراب، فيما الباقي اختفى تماما.
لم تكن ريماس تبحث فقط عن الذكريات، بل كان هدفها أيضا توثيق ما فعلته إسرائيل بمنزلها خلال الحرب باستخدام هاتفها المحمول.
أمسكت الطفلة بالهاتف ووثقت الدمار الذي خلفته إسرائيل في هذا المنزل والمنازل المجاورة، لتحتفظ بهذه السجلات للأجيال القادمة.
فرحة لم تتموبعد توثيقها الدمار قالت ريماس بصوت حزين لوكالة الأناضول إنها لم تشعر بالسعادة لدخولها سن الـ13 كما يفعل الأطفال الآخرون حول العالم، بسبب الحرب وقصف إسرائيل منزل عائلتها.
وأشارت إلى أنها كانت تنتظر عيد ميلادها لتحتفل به في المنزل بين أفراد عائلتها، لكن إسرائيل دمرته ولم تتبق فيه سوى الذكريات.
ولم تتخيل ريماس أبدا أن تجد منزلها مدمرا، وأن تصبح نازحة ومشردة ينقصها الدواء والماء والطعام.
وتأمل الطفلة من الدول العربية والإسلامية وقف الحرب ونزيف الدماء في قطاع غزة لما خلّفاه من مأسٍ.
وعلى مقربة من ريماس وقف عمها بين الركام يراقب البيوت التي دمرتها إسرائيل في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة متذكرا من كانوا يسكنون هناك.
وقال إنه في بداية الحرب خرجت العائلة من المنزل مع عدد كبير من الجيران إلى مدرسة تؤوي نازحين في منطقة مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع.
وأضاف عم ريماس أنه بعد مكوثهم في المدرسة لفترة طويلة وعندما تحسنت الأوضاع قليلا عادوا إلى المنزل ليجدوا مربعا سكنيا كاملا قد دمرته الطائرات الحربية، مما أدى إلى استشهاد عدد من جيرانهم.
وأشار إلى أن الدمار يحيط بهم في كل مكان، معربا عن حيرتهم لأنهم لا يعرفون أين عليهم الاحتماء في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يشهدها القطاع مع استمرار العدوان الإسرائيلي.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ذكر أن الاحتلال دمر كليا 70 ألف وحدة سكنية، كما دمر جزئيا 290 ألف وحدة سكنية، مما يجعلها غير قابلة للسكن، فضلا عن أن عدد النازحين بلغ مليوني شخص منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤيد خطة ترامب للمساعدات في غزة وتحذر من "حرب للأبد"
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، دعم بلاده "الكامل" للخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، التي لن تكون إسرائيل جزءا منها.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول: "تدعم إسرائيل بشكل كامل خطة إدارة ترامب التي قدمها الجمعة السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي".
وكان السفير الأميركي في إسرائيل أعلن الجمعة إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة، وحيث تسبب حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين في نقص حاد في كافة المواد، من الغذاء والمياه النظيفة إلى الوقود والأدوية.
وأشاد ساعر بالخطة، وقال إن المساعدات ستصل إلى المدنيين مباشرة وستمنع حماس من "وضع يدها عليها".
وبحسب وزير الخارجية، فـ"خلال هذه الحرب، سمحت إسرائيل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وسهلت وصولها، لكن حماس سرقت هذه المساعدات من الشعب".
وأضاف: "إذا استمرت المساعدات بالوصول إلى حماس وليس إلى سكان غزة، فستستمر الحرب إلى الأبد".
وكانت حركة حماس نفت هذه التهم مرارا وتكرارا، واتهمت إسرائيل تستخدم "سلاح التجويع" في الحرب.
وأكد ساعر على تصريحات هاكابي أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في توزيع المساعدات، بل سيوفر "الأمن العسكري اللازم" ليتم إيصالها إلى المدنيين.
وقوبلت المبادرة الأميركية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
لكن هاكابي قال: "ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة. ندعو كل من كان مهتما بالأمر للانضمام إلى هذه العملية".
وعبر عن أمله في أن تنفذ الخطة في وقت "قريب جدا" من دون أن يقدم جدولا زمنيا لعملية الإغاثة، أو معلومات إضافية عن المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها.
وقال هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، إن هناك "عدة شركاء وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد"، من دون أن يسميهم.
ومنذ الثاني من مارس الماضي لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط جمود في المحادثات مع حماس واستئناف هجومها في 18 مارس منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.
وشهدت الهدنة زيادة في المساعدات التي دخلت القطاع، وأُطلق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
ورغم المخاوف من مجاعة وشيكة، تنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية تلوح في الأفق، وتتهم حماس بنهب المساعدات.
وكان القيادي في حركة حماس باسم نعيم اعتبر أن الخطة الأميركية ليست بعيدة عن "التصور الإسرائيلي" للمساعدات، مشددا على أن "حق الشعب الفلسطيني في الحصول على طعامه وشرابه ودوائه حق مكفول في القانون الإنساني الدولي حتى في حالة الحرب، وليس محل تفاوض، والكيان الإسرائيلي عليه القيام بواجباته كدولة احتلال".