عواصم."وكالات": تصدّت فرقاطة ألمانية أرسلت للمساعدة في تأمين الملاحة في البحر الأحمر بنجاح لهجوم نفّذته جماعة أنصار الله اليمنية، وفق ما أعلن الجيش الألماني ليل اليوم.وأفاد الجيش على منصة "إكس" بأن فرقاطة "هيس" التابعة لسلاح البحرية اعترضت مسيّرة وأضاف "بعد وقت قصير، اقتربت مسيّرة ثانية (من السفينة).

أطلق الطاقم مرة أخرى إجراءات دفاعية وأصاب الهدف بنجاح".وتابع "لم تسجّل أي إصابات في أوساط الأشخاص أو أضرار للممتلكات على الفرقاطة".

وأُرسلت "هيس" إلى المنطقة في إطار مهمة للاتحاد الأوروبي أطلقت في 19 فبراير للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات جماعة أنصار الله.

ويهاجم " أنصار الله" الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن طريق الملاحة الحيوي منذ نوفمبر في إطار حملة للتضامن مع الفلسطينيين في ظل حرب غزة.فيما تقود الولايات المتحدة تحالفا بحريا في المنطقة ونفّذت ضربات على اليمن، إلى جانب بريطانيا.

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على مهمة البحر الأحمر في غضون أسابيع في ظل تصاعد المخاوف من إمكانية إلحاق هجمات جماعة أنصار الله الأضرار في اقتصاداتها والتسبب بارتفاع معدلات التضخم بشكل أكبر.

وصلت "هيس" إلى المنطقة نهاية الأسبوع بعدما وافق البرلمان الألماني على مشاركتها في المهمة الجمعة، بحسب الجيش.وأفادت فرنسا وإيطاليا وبلجيكا بأنها تخطط للمساهمة عبر تقديم سفن.

من جهة أخرى شكك أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري اليوم في استراتيجية الرئيس جو بايدن في التعامل مع هجمات جماعة أنصار الله على السفن التجارية، وأكدوا أنه يجب عليه الحصول على تفويض من الكونجرس للعمل العسكري المستمر ضد الجماعة المتمركزة في اليمن.

وتنفذ الولايات المتحدة ضربات شبه يومية على جماعة أنصار الله الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن. ولم تفلح الضربات حتى الآن في وقف هجمات جماعة أنصار الله التي أشاعت الاضطراب في التجارة العالمية وزادت كلفة الشحن.

وقال السناتور الديمقراطي تيم كين خلال جلسة استماع بالكونجرس مع مسؤولي البنتاجون ووزارة الخارجية إن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها.

وقال كين "عند السعي لإرساء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات المئتين 400 ضربة، أو 800، أو 1200 ضربة".

وأضاف "أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن ضرباتها التي بدأت في يناير دمرت أو عطلت حتى الآن 150 صاروخا ومنصة إطلاق بالإضافة إلى رادارات ومخازن أسلحة وطائرات مسيرة.

وقال جماعة أنصار الله أمس إنهم لن يعيدوا النظر في هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.

وقال السناتور كريس ميرفي الذي يرأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة استماع للنظر في العمل العسكري "يقتضي الدستور أن يفوض الكونجرس بأعمال الحرب... أقسمنا يمينا على اتباع الدستور. إذا كنا نعتقد أن هذا عمل عسكري عادل وأنا أعتقد ذلك، فيجب علينا إذن إجازته".

وقال ميرفي، عضو الحزب الديمقراطي، إنه سيجري محادثات مع زملائه لتقديم مثل هذا التفويض.

وقال السناتور الجمهوري تود يونج إن لديه شكوكا بشأن استراتيجية الإدارة الأمريكية.

وقال يونج "من الضروري أن ترد الإدارة على هذه التصرفات مع إظهار أنها استراتيجية لردع العدوان وكذلك عقيدة قانونية مناسبة". "حتى الآن، لم أر مثل هذه الاستراتيجية مطروحة."

ويمنح الدستور الأميركي الكونجرس، وليس الرئيس، الحق في التفويض بالحرب، لكن بنودا في القانون الأمريكي تمنح البيت الأبيض سلطة شن عمل عسكري محدود في الخارج.وأطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية إلى البحر الأحمر "لاستعادة حرية الملاحة وحمايتها".

وللولايات المتحدة تحالف مواز وهو عملية حارس الازدهار التي تهدف إلى حماية حركة المرور التجارية من هجمات جماعة أنصار الله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين؟

أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة "أنصارالله" الحوثيين، برعاية عمانية، أسئلة عدة بشأن استمراريته بالنظر إلى تجديد الجماعة هجماتها تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي وتوعد الأخيرة برد موسع.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الثلاثاء الماضي، عن اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة أنصار الله في اليمن بعد تعهدهم بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر.

وبعد يوم من إعلان الاتفاق،  قالت وسائل إعلام عبرية إن القوات الإسرائيلية اعترضت صاروخا أطلق من اليمن تجاه الأراضي المحتلة، لكن جرى اعتراضه خارج المجال الجوي.

والجمعة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت عصر اليوم ( الجمعة) في "تل أبيب" ومناطق محيطة فيها، بعد رصد إطلاق صاروخ بعيد المدى أطلق من مناطق سيطرة جماعة الحوثي اليمنية، دون تفاصيل عن مكان سقوطه.

من جهتها، تبنت جماعة الحوثي اليمنية القصف على دولة الاحتلال، وقالت على لسان المتحدث العسكري باسمها، يحيي سريع، إن "القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطار اللُّد المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، حقق أهدافه بدقة".


"تقليل المخاطر وأهداف أمنية"
وفي السياق، قال الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، عادل دشيلة إن الاتفاق المعلن كان محددا بين الولايات المتحدة والحوثيين ونص على أن لا يتم استهداف المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وفي خليج عدن، وأيضا أن تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن ضرب جماعة الحوثي.

 وأضاف دشيلة في حديث خاص لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة سعت من وراء هذا الاتفاق أولا إلى "تقليل المخاطر على مصالحها في البحر الأحمر وفي خليج عدن وعدم استهدافها كخطوة أولى"، وثانيا "لأهداف أمنية"، كون الرئيس الأمريكي سيكون في المنطقة خلال الأيام القادمة.

وأشار إلى أنه "من الصعب أن يتم ربط الاتفاق بين جماعة الحوثي الولايات المتحدة أيضا بما يحصل في فلسطين لأن القضية في فلسطين أكبر من حجم جماعة الحوثي وغيرها من الجماعات وبالتالي هذا الاتفاق كخطوه أولى أمني، وهذا كان واضحا منذ البداية بالنسبة للإدارة الأمريكية أن يكون هناك اتفاق أمني مع الجماعة الحوثية.

وأكد الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا للدراسات الشرق أوسطية أن صمود هذا الاتفاق مرهون بما ستفرزه مخرجات الحوار الإيراني- الأمريكي سواء سلبا أو إيجابا، فضلا عن زيارة ترامب إلى المنطقة وماذا يحمله في حقيبته خلال هذه الزيارة.

 وقال أيضا إن ما جرى استهدافه من قبل القوات الأمريكية لم يكن سوى مناطق مدنية ما بين مصانع للخرسانة ومحطات كهرباء وموانئ "حتى وإن طالت بعض الضربات مخازن للأسلحة"، لكنه استدرك قائلا : "في النهاية كانت المواجهة بين جماعة ما دون الدولة والولايات المتحدة".

 وأورد الباحث والسياسي اليمني سيناريوهات عدة بشأن مصير هذا الاتفاق عقب زيارة الرئيس ترامب للمنطقة أولها  يكمن في " تسوية سياسية ربما تكون الجماعة الحوثية طرفا فيها، لكن ليس بالوضع الذي كانت عليه قبل الهجمات الأمريكية".

أما السيناريو الثاني فيتمثل في " فشل اتفاق وقف التصعيد بين الأمريكيين والحوثيين"، رغم أنه قد يكون غير واردا على المدى القريب، بناء على المعطيات الحالية.

ولفت دشيلة إلى سيناريو ثالث يكمن في" قيام جماعة الحوثي بالتصعيد عسكريا بغية الحصول على شرعية دولية".

وفي هذه الحالة، بحسب الباحث اليمني سينحصر التصعيد على المستوى الداخلي حال لم تقم بهجمات ضد مصالح دولية"، موضحا أن أمر هذا التصعيد سيترك بعيدا عن أي تدخلات أمريكية، كون واشنطن كانت واضحة أنها لن تتدخل في الحرب الأهلية بين الأطراف اليمنية وبالتالي ستعود اليمن نحو مربعات العنف الداخلي بين الحوثيين وقوات الجيش التابعة للحكومة المعترف بها دوليا ولكن دون أي حسم.

الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، طرح سيناريو أخر وهو "بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، حتى إيجاد حل شبه جذري للمشاكل الإقليمية وهذا يحتاج إلى يعني وقت طويل.


"استكمال لمحادثات إيرانية أمريكية "
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء،عادل الشجاع إن هذا الاتفاق يشكل استكمالا للمحادثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي،  كما ذكرت شبكة CNN الأمريكية.

وتابع الشجاع حديثه لـ"عربي21" بأن ما جرى في البحر الأحمر بين الحوثيين وأمريكا كان تخادما واضحا فالإدارة الأمريكية كانت تحتاجه للضغط على أوروبا ومصر لدفع أموال لأمريكا مقابل ما تزعم أنها تحمي الملاحة في البحر الأحمر، وقد ظهر ذلك سواء بمطالبة مصر بالتخلي عن دخل قناة السويس لأمريكا أو من خلال تسريبات سيغنال التي قيل إن صحفيا أضيف بطريق الخطأ لمجموعة من القادة العسكريين والأمنيين والمخابرات ليخرج ينشر مطالبة أوروبا بالدفع مقابل مصالحها في البحر الأحمر".

وأضاف "نحن نعلم أن أمريكا ليست ضمن البلدان التي تتأثر تجارتها باضطراب البحر الأحمر".

ويرى الأكاديمي اليمني أن "الطرفين حينما حققا مصالحهما قاما بعملية دوران كاملة إلى الخلف".
وأردف : "هذا الدوران جاء قبل زيارة ترامب إلى المنطقة والذي يريد أن يجني من هذه الزيارة ٤ تريليون دولار هي حجم العجز في الخزانة الأمريكية بسبب طبع الدولار بدون غطاء".

"رغبة حوثية وإصرار أمريكي"
من جهته، قال الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي إن ثمة مؤشرات عدة، على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة سلطنة عُمان لم يكن فقط نتيجة رغبة من قبل الحوثيين، بل نتيجة إصرار ودفع أمريكي أيضاً.

وأضاف السلامي في حديثه لـ"عربي21" أن إدارة ترامب، خرجت بدروس عدة من عمليات الأسابيع الماضية ضد الحوثيين، أبرزها أن ما يحدث في البحر الأحمر هي حرب بلا جدوى عسكرية لواشنطن، خصوصاً بعد أن تراجعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن على الملاحة الدولية.

 كما أن واشنطن أدركت وفقا للمتحدث ذاته، أن ترك فخر قواتها البحرية هدفاً سهلاً للضربات البدائية من قبل الحوثيين، قد يستنزفها، ويكسر هيبتها، بل ويستنزف إمكانات يمكن أن تضعها على أهبة الاستعداد في جبهات أخرى، مثل بحر الصين على سبيل المثال.

وأشار الكاتب اليمني إلى أن واشنطن بحاجة في هذه المرحلة لدول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن فتحت حربا مع أوروبا والصين ودول أخرى، في الوقت الذي يطمح ترامب لإنجاح زيارته وخلق حالة وئام مستدامة في المنطقة، وهذا ما تؤكده التسريبات الأخيرة حول حالة الغضب والجفاء الذي تبنتها الإدارة مؤخراً تجاه إسرائيل.

كما أوضح أن من مصلحة جماعة الحوثي توقف الضربات الأمريكية عليها، بينما الاتفاق يستثني عملياتها ضد "إسرائيل".


وقال الصحفي السلامي إن هناك أيضاً من يطرح فرضية أن واشنطن تركت ضرب الحوثيين لإسرائيل، والتي نفذت ضربات أكثر تأثيراً من ضربات الولايات المتحدة، كما حصل في مطار صنعاء وميناء الحديدة ومصانع الإسمنت وغيرها.

والخميس، نفى زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة جاء بناء على "استسلام"، كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مضيفاً أن الجانب الأميركي "لم يتمكن إطلاقاً من إيقاف العمليات، ولا تدمير القدرات، ولا كسر إرادة الشعب اليمني"، على حد تعبيره.

وأكد أن موقف جماعته "لم يتراجع في إسناد الشعب الفلسطيني، سواء بالقصف الصاروخي والطائرات المسيّرة إلى عمق فلسطين المحتلة، أو بحظر الملاحة على السفن الإسرائيلية".

مقالات مشابهة

  • هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين؟
  • مجلة أمريكية: هجمات اليمن في البحر الأحمر كانت فعالة للغاية  
  • 52 يوما من التصعيد.. ماذا خسر الحوثيون وواشنطن؟
  • كم بلغت الخسائر الأمريكية من العدوان على اليمن؟
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو إلى استهداف الخبراء الإيرانيين والحرس الثوري
  • الجيش الباكستاني يتصدى لهجوم صاروخي هندي على 3 قواعد جوية
  • الجامعة العربية تعلن موقفها من الاتفاق الأمريكي الحوثي بخصوص الملاحة الدولية ووقف التصعيد
  • رغم الهدنة مع أمريكا… لماذا لا تزال تهديدات الحوثيين تربك الملاحة في البحر الأحمر؟
  • البنتاغون يتحدث عن تأمين البحر الأحمر وإسرائيل تتحضر للانتقام الحوثي
  • المنظمة البحرية الدولية: ميناء رأس عيسى يهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر