ديما ياسين يعز علي أن أكتب ولا يقرأ كتاباتي من آمن بي وشجعني، يعز على أن أخط بالقلم من دون وجود من علمني القراءة والكتابة. يعز علي أن اكتب عن حزني وأخفي دموعي بين الاحرف ولا أجد من قال لي يوما “لن تنزل دموعك طالما أنا على قيد الحياة”. يعز على أن أسمع مديح الناس ولا أسمع كلمة إعجاب من أبي سوى من الأرض التي كنا نمشي عليها في الصباح الباكر، وأشجار التين واللوز عندما كنا نصبحهم كلما مررنا بقربهم، ومن صدى ترتيل أغاني فيروز عند حافة الوادي.
تلك الروح لا زالت ترافقني في كل كتاباتي، فالجسد إن خلى فإنه لن يخلو من روح أحبابه، والقلب إن توقف فروح القلم تحييه. غريب هذا القلم كيف يشعر بي؟ كيف يكتب كلماتي الصادقة دون أن أخبره بما أشعر. كيف يعرف عن أبي فنفخ روحه بكلماتي، وجسد تفاصيل حياتنا معا، وكيف يعرف عن عبق رائحة أمي، عن تضحياتها التي كانت متراسا يحمينا من الحرب، وعن حنان أخوتي. ويلي لذلك القلم الذي رافقني وكشف أسراري وشجعني على أن أكمل وصية أبي. ذلك القلم كان أصدق من الناس، لم يتأفأف يوما ولم يمل مني يوما، رافقني بكل حالاتي وعبرعن ما عجزت أن اعبر عنه أمام الناس ، أمام من ظلمني ومن جرحني وحتى من أضحكني، فلناس موهبة في إستغلال ضعف الإنسان وابتزازه عاطفيا، أما قلمي فقد علمني الجرأة والتعبير وكشف شخصيتي في كلماتي الواضحة دون اللجوء إلى اساليب الإختباء ما بين السطور. كان سندي عند فقدان ابي وسندي في غربتي عن أهلي. حتى أنا إكتشفت أشياء لم أكن أعرفها عن نفسي، عن مدى حبي لوطني وارضي وتفاصيل كثيرة ظننتها فقط أحلام، إلى أن حولها إلى حقيقة. وأسماها أحلام العمر. دخل سراديب حياتي وأطلق من صميمي ثقل وسعادة الأيام. بكل بساطة ذلك القلم الذي عرفني عن نفسي وعرف الناس عني. تلك كانت بداية صداقتي مع ذلك القلم وابتدأ معه حلم العمر.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
النمر: درجة حرارة غرفة النوم المثالية تختلف حسب العمر
أميرة خالد
أكد استشاري وأستاذ أمراض القلب الدكتور خالد النمر أن درجة حرارة الغرفة المناسبة تختلف من شخص لآخر.
وقال النمر عبر صفحته الرسمية على منصة إكس: “درجة حرارة الغرفة المناسبة أثناء النوم لكبار السن تتراوح بين 20 إلى 25 درجة مئوية، أما الشباب، بسبب مستوى الأيض لديهم، فيفضلون من 15 إلى 20”.
وأضاف الاستشاري أنه نظرًا لهذا الاختلاف، يجب احترام درجة الحرارة المناسبة لكل شخص يشارك في غرفة النوم (أزواج؛ معسكرات، سكن جامعي… إلخ).