صلاة قيام الليل .. عدد ركعاتها وكيفيتها ووقتها وفضلها ودعاؤها
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
قيام الليل من العبادات التي لها فضل كبير عند الله تعالى، ويكون عن طريقة صلاة قيام الليل، وكذلك الدعاء وترديد الأذكار وقراءة القرآن الكريم، وعن كيفية قيام الليل وأفضل وقت له، حيث يبدأ وقت صلاة قيام الليل من حين الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولكن الوقت الأفضل لهذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل، أما عدد ركعات صلاة قيام الليل، فإن المسلم يصلي ما يشاء من الركعات مثنى مثنى، ولو صلى المسلم إحدى عشرة ركعةً مع الوتر فهو أفضل، ومن فضل صلاة الليل أنه من صفات عباد الرحمن والمؤمنين، وعلامة من علامات المتّقين.
وقت صلاة الليل وكم ركعة صلاة قيام الليل
يبدأ وقت صلاة قيام الليل من حين الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولكن الوقت الأفضل لهذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- ينزل إلى السماء في الثلث الأخير كما رُوي في الحديث: «إذا مضى شطرُ اللَّيل، أو ثُلُثاهُ، ينزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إلى السَّماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائِلٍ يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجابُ له؟ هل من مُستغفرٍ يُغفرُ له؟ حتَّى ينفجر الصُّبح».وفي أي وقت صلّى فيه المسلم فإنّه ينال الأجر والثواب بإذن الله تعالى.
أمّا عدد ركعات صلاة الليل؛ فإنّ المسلم يصلّي ما يشاء من الركعات مثنى مثنى، ولو صلّى المسلم إحدى عشر ركعةً مع الوتر فهو أفضل، لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعل ذلك كما قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها.
كيفية صلاة قيام الليلالأفضل في كيفية صلاة قيام الليل أن تكون مثنى مثنى، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُّبح، صلَّى ركعةً واحدةً تُوترُ له ما قد صلَّى» وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلّم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمسة فيسلم بعد كل ركعتين ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فأن يصلي عددًا قليلًا من الركعات بخشوعٍ وطمأنينةٍ؛ خيرٌ له مما هو أكثر بلا خشوع.
يعرف قيام الليل بأنّه قضاء الليل في الصلاة أو في غيرها من العبادات، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ قيام الليل يتحقق بأداء صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح في جماعة، وقد رغّب الله -تعالى- بهذه العبادة العظيمة، وجعل لها الكثير من الفضائل.
أولًا: من فضل قيام الليل أنه من صفات عباد الرحمن والمؤمنين، وعلامة من علامات المتّقين، فمن اتصف به كان من المتقين النبلاء؛ لأنّه لا يقدر على قيام الليل إلا من وفّقه الله -تعالى- له، قال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».
ثانيًا: من فضل صلاة الليل أن الله -عزّ وجلّ- وعد من يقوم الليل بالمنزلة العالية والمقام المحمود، وهذا دليل على ما يترتب على قيام الليل من الأجر العظيم.
ثالثًا: من فضل صلاة الليل ، إجابة الدعاء، ففي الليل ساعة لا يسأل فيها المسلم شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه.
رابعًا: من فضل صلاة الليل ، أن قيام الليل بابٌ من أبواب الخير، ودليلٌ على شكر الله على نعمه، وفيه مغفرة للذنوب، ودخول الجنة.
خامسًا: من فضل صلاة الليل، أفضل صلاة بعد صلاة الفريضة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أفضل الصّيام، بعد رمضان، شهر الله المُحرَّمُ، وأفضل الصَّلاة، بعد الفرِيضة، صلاةُ اللَّيل».
دعاء قيام الليل
ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ».
«وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».
الحِكمة من مشروعية قيام الليل
شرع الله تعالى قيام الليل لحكمة أرادها، وتعود على عباده بالخير في الدنيا والآخرة، وبيان بعض هذه الحِكم فيما يأتي:
الإقبال على العبادة بخشوع وخضوع لله -تعالى- دون الانشغال بمُلهيات الحياة الدُّنيا، وشهواتها، وهمومها، حيث يتميّز الليل بالسّكينة والهدوء، وهذا يُساعد المسلم على التقرّب من الله -تعالى- براحةٍ وطمأنينةٍ.
قيام الليل من العبادات التي يكون الإخلاص فيها لله -تعالى- بأسمى درجاته وصوره؛ بسبب عُزلة العبد عن العالم الخارجيّ، فيكون وقع قيام الليل وأثره الطيّب على العبد كبير، وتتجلّى الخشية والرًّهبة من الله أكثر من أيّ وقتٍ آخرٍ، قال -تعالى-: «إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلً».
تثبيت الإيمان في قلوب العباد، ونَيْل رحمة الله -عزّ وجلّ- ونصره وتأييده في أمور الدُّنيا والآخرة.
قيام الليل من أفضل الأوقات لمُراجعة ما تمّ حِفْظه من القرآن الكريم، فغالباً ما يكون الذّهن في ذلك الوقت صافياً وقادراً على مراجعة وتثبيت الحفظ.
الفرق بين قيام الليل والتهجد والتراويح
قيام الليل يكون قيام الليل بقضاء الليل أو جزء منه في العبادة، أي لا يُشترط أن يستغرق القيام الليل كله، وليس خاصاً بالصلاة فقط، فيُمكن أن يكون قيام الليل بالصلاة وقراءة القرآن وذكر الله -تعالى- وأي عبادة أخرى.
التهجد أطلق أكثر الفقهاء التهجّد على صلاة الليل مطلقاً، وقيّده بعض أهل العلم بالصلاة بعد النوم؛ فقالوا إنّ التهجّد لا يكون إلا بأداء صلاة القيام بعد رقدة، ومن هنا يتبيّن أنّ قيام الليل أعمّ من التهجّد؛ لأنه يشمل الصلاة وغيرها من العبادات، بينما التهجد يُطلق على الصلاة فقط.
التراويح يُطلق التراويح على صلاة القيام التي تؤدّى بعد صلاة العشاء في شهر رمضان المبارك، أما التراويح: فهي تطلق عند العلماء على قيام الليل في رمضان أول الليل، مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة، ويجوز أن تسمى تهجدا، وأن تسمى قياما لليل، ولا مشاحة في ذلك".
فضل صلاة قيام الليل
فضل صلاة التهجد ، يعرف قيام الليل بأنّه قضاء الليل في صلاة التهجد أو في غيرها من العبادات، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ قيام الليل يتحقق بأداء صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح في جماعة، وقد رغّب الله -تعالى- بهذه العبادة العظيمة صلاة التهجد ، وجعل لها الكثير من الفضائل، وعدّ العُلماءُ فضل صلاة التهجد ليلة القدر منها:
1- عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بـ صلاة قيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهادًا عظيمًا.
2- صلاة التهجد من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
3- صلاة قيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
4- المحافظونَ على صلاة التهجد وقيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته.
5-مدح الله أهل قيام اللّيل في جملة عباده الأبرار، فقال - عزَّ وَجَل -: «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».
6- صلاة قيام اللّيل أفضَلُ الصّلاة بعد الفريضة.
7- ومن فضل صلاة التهجد ليلة القدر أن صلاة قيامُ اللّيل مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
8- شرفُ المُؤمن صلاة قيام اللّيل.
9- صلاة قيامُ اللّيل يُغْبَطُ عليه صاحبه لعظيم ثوابه، فهو خير من الدّنيا وما فيها.
10- سبب للقرب من الله تعالى.
11- من فضل صلاة التهجد ليلة القدر أنها سبب لمحبته عز وجل لعبده القائم القانت.
12- تجعل الله يضحك إليك ويستبشر بك.
13- يباهي بك الله ملائكته.
14- باب من أوسع أبواب الله تعالى.
15- أثنى الله سبحانه على المُتَهَجِّدين، فقال في وصفهم: « تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا» الآية 16 من سورة السجدة.
16- مصلوها موعودون بِغُرَفٍ حسنة في أعالي الجنان.
17- أهل قيام الليل هم أهْلُ ذكر، وليسوا أهل غفلة؛ وقد قال الله تعالى: «وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا» الآية 35 من سورة الأحزاب.
18- وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لكلِّ مَن قام من الليل، فأيقظ أهل بيته للصلاة.
19- سبب لترك الذنوب والمعاصي، والإقبال على الله تعالى.
20- يغفر الله لمُصليها ما تقدم من ذنبه.
21- حث الله تعالى عليها في كثير من الآيات فقال تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ» الآية 79 من سورة الإسراء، وفي آية أخرى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا»الآية 26 من سورة الإنسان.
22- القائمون الليل على مأمن من أهوال يوم القيامة.
23- لهم شرف عظيم في الآخرة.
كيفية صلاة الوتر 3 ركعات
أن المصلي إما أن يوتر بركعة، أو بثلاث، أو بأكثر، فإن أوتر المصلي بركعة ركع وسجد وتشهد فيها وسلم، وإنه إذا أوتر الإنسان بثلاث ركعات فله 3 طرق مشروعة: الأولى: أن يسرد الثلاث بتشهد واحد، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسلّم في ركعتي الوتر»، وفي لفظ «كان يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن» رواه النسائي (3/234) والبيهقي (3/31) قال النووي في المجموع (4/7) رواه النسائي بإسناد حسن، والبيهقي بإسناد صحيح.
الحالة الثانية: أن يسلّم من ركعتين ثم يوتر بواحدة، لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر أن «النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك». رواه ابن حبان (2435) وقال ابن حجر في الفتح (2/482) إسناده قوي.
الحالة الثالثة: يجوز أن يصلي صلاة الوتر بتشهد بعد الثانية من غير تسليم، وتشهد بعد الثالثة، وذلك كالمغرب.
كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة
رأى الأحناف: الوتر واجب وهو ثلاث ركعات كالمغرب لا يسلم بينهن، ويقرأ في جميعها فاتحة وسورة ويقنت في الثالثة قبل الركوع مكبرًا رافعًا يديه، والمالكية يرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة لكن لا تكون إلا بعد شفع يسبقها- أي ركعتين - ثم يسلم وبعدهما ركعة واحدة ووصلها بالشفع مكروه.
الشافعية يرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فلو اقتصر على ركعة كان خلاف الأولى وله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بثالثة أو يأتي بالثلاثة بتشهد واحد، أما الحنابلة فيرون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وأدنى الكمال ثلاث ركعات فله أن يصلي ركعتين ثم يسلم ويأتي بثالثة أو يأتي بالثلاث بتشهدين وبسلام واحد كما تصح صلاة الوتر بركعة واحدة.
حكم صلاة الوتر
اختلف الفقهاء في حكم صلاة الوتر والراجح أنها سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويثاب المسلم على أدائها ولا يعاقب على تركها ويجوز أداء صلاة الوتر بعد صلاة العشاء والأفضل تأخيرها إلى آخر الليل إذا كان الإنسان متيقنًا أنه لن ينام.
ودلت السنة على أن من طمع أن يقوم من آخر الليل فالأفضل تأخيره، لأن صلاة آخر الليل أفضل، وهي مشهودة، ومن خاف أن لا يقوم آخر الليل أوتر قبل أن ينام لحديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ» رواه مسلم (755).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قيام الليل صلاة قيام الليل كيفية قيام الليل عدد ركعات صلاة الليل كيفية صلاة الوتر صلاة الوتر كيفية صلاة قيام الليل فضل صلاة قيام الليل فضل قيام الليل دعاء قيام الليل القيام ى الله علیه وسلم صلاة قیام اللیل فضل صلاة اللیل صلاة قیام الل قیام اللیل من من العبادات صلاة العشاء صلاة الوتر الله تعالى رکعة واحدة کیفیة صلاة عدد رکعات رسول الله مثنى مثنى آخر اللیل سنة مؤکدة على صلاة بعد صلاة فی جماعة رضی الله أن صلاة من سورة أن یصلی ال أ ر ض ال ح م د ل الله
إقرأ أيضاً:
علاج الحسد والعين في 3 أيام.. الإفتاء تحدد 12 دواء للشفاء
لا شك أن هناك الكثيرين ممن أعياهم الحسد يبحثون عن علاج الحسد والعين في ثلاثة أيام أو في أسرع وقت، لتتوقف معاناتهم من هذا الكرب الشديد، فالعين حق كما ذكرها القرآن الكريم ، وكل ذي نعمة محسود والحسد داء ودواؤه علاج الحسد والعين في ثلاثة أيام ، وهذا ما يبين أهمية معرفة علاج الحسد والعين في ثلاثة أيام باعتباره من أشد البلاء.
قالت دار الإفتاء المصرية ،إنه يمكن إجمال علاج الحسد والعين في ثلاثة أيام بعدة أمور وهي : ( الإكثار من ذكر الله تعالى والتعوذ بالأدعية وبالقرآن، المداومة على أذكار الصباح والمساء، قراءة القرآن بصفة عامة والفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي المحسود عليه بالإكثار من التعوذ ، والرقية الشرعية من القرآن مرتين يوميًا على الأقل، فضلاً عن إخراج الزكاة والصدقات، والدعاء ، والتعوذات النبوية ، نحو “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلقه” ) مع اليقين بأن الشفاء بيد الله عز وجل .
ونبهت إلى أنه لا ينبغي أن يعمل الإنسان جانب الأوهام والظنون في الناس، فلا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه ويتهمهم بالحسد لمجرد مصادفة أحداث تقع قد لا يكون لها علاقة بمن نظن فيهم ذلك.
وأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز إنكار العين والحسد، فإذا شك الإنسان أنه مسّته العين أو الحسد عليه أن يأتي بالأسباب كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم وهي بعمل الرقية الشرعية، ويجب أن يعتقد المسلم أنه لم ولن يتمكن أي إنسان من إنسان آخر، بخير أو شر إلا بإذن الله؛ كما قال تعالى: « وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».
وأوضح أن علاج الحسد والعين في ثلاثة أيام يكون بكثرة ذكر الله والحفاظ على الأذكار الموظفة التي منها أذكار الصباح وأذكار المساء، والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم، مشيرًا إلى اللجوء إلى الله والافتقار إليه، وقوله تعالى «واستعينوا بالصبر والصلاة». على المصاب والمحسود أن يأتي بالرقية الشرعية ويقرأها هو على نفسه، فلا يلجأ إلى شيخ أو خلافه حتى يقرأها عليه، وإنما يقرؤها هو على نفسه مرتين يومياً، المرة الأولى بعد صلاة الفجر وطلوع الشمس، والمرة الثانية بعد صلاة العصر وقبل غروب الشمس، مع اليقين في أن الشفاء بيد الله وحده.
ولفت إلى أن الحسد والعين ذكرهما الله تعالى في كتابه، بقوله تعالى «وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5)» الفلق، منوهًا بأن السحر والحسد يكونان بلاءً من الله، أو ابتلاءً، والابتلاء يكون للعبد الطائع الذي يريد الله أن يختبر صبره وإيمانه، وأن البلاء يكون بسبب ذنوب العبد وتقصيره؛ ليكفر الله بالبلاء عنها، كما قال الله تعالى: «نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)» الأنبياء.
وأوصى الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: كي يعالج المسلم نفسه من الحسد الشديد، فإنه ينبغي عليه أن يكثر من الإنفاق في سبيل الله وإخراج الصدقات وكذلك قراءة المعوذتين، فكل ذي نعمة محسود، وعلى المسلم أن يخرج حق الله في المال الموجود معه، فالمسلم عليه أن يحرص على إخراج الزكاة والصدقات بنية العلاج من الحسد الشديد، حتى لا يمكن الإصابة بالحسد، ومن ثم فإن الشخص الذي أصابه الحسد يمكنه إيقافه من خلال الإكثار من ذكر الله وخصوصًا قراءة المعوذتين (سورتي الفلق والناس) والحفاظ على أذكار الصباح وأذكار المساء.
الرقية الشرعية للحسد والعينينبغي ترديد الرقية الشرعية للحسد من القرآن الكريم من باب الأخذ بالأسباب وللوقاية من العين يستحبّ قراءة سورة الصمد، والمعوذتين بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاثة مرّات، والتعوّذ بكلمات الله التامّات من شر ما خلق ثلاث مرات في الصباح والمساء.
• سورة الإخلاص: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم.. «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ».
• سورة الفلق: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم.. «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ».
• سورة الناس: بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم.. «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ».
• سورة الفاتحة: « بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيم. الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * الرّحْمنِ الرّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدّينِ * إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ ».
وأفادت الإفتاء المصرية ، بأنه أمر الله تعالى نبيه والمؤمنين -بالتبعية- بالتعوذ من شر الحاسد إذا حسد، فقال تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [العلق: 5] ، منوهة بأن الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، وهو حرام بإجماع الأمة، لأنه اعتراض على الحق، ومعاندة له، ومحاولة لنقض ما فعله، وإزالة فضل الله عمن أهله له.
وأضافت “ الإفتاء ” عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا إن كان الحسد الواقع من الشخص بكسب منه، بمعنى تمني زوال والسعي في ذلك، أما إن كان غير مكتسب ولا بتعمد من الحاسد بأن يحصل ذلك بإصابة عينه للشيء المحسود دون تعمد ولا اكتساب فلا إثم عليه فيه.
وتابعت: ويستثنى من تحريم الحسد ما إذا كانت النعمة التي يتمنى الحاسد زوالها عند كافر أو فاسق يستعين بها على معاصي الله تعالى أما إذا كان الحسد مجازيا، أي بمعنى الغبطة فإنه محمود في الطاعة ، ومذموم في المعصية ، ومباح في الجائزات ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " [أخرجه البخاري في صحيحه].
واستطردن: أي كأنه قال : لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين وقد ذكر الغزالي في الإحياء أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب ، ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل ، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقا أن الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا والدين ، وأنه لا ضرر فيه على المحسود في الدنيا والدين .
وأشارت إلى أن كونه ضررا على الحاسد في الدين ،فهو أن الحاسد بالحسد سخط قضاء الله تعالى ، وكره نعمته التي قسمها بين عباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته ، فاستنكر ذلك واستبشعه وهذه جناية على حدقة التوحيد ، وقذى في عين الإيمان ، وكفى بهما جناية على الدين ، وأما كون الحسد ضررا على الحاسد في الدنيا فهو أنه يتألم بحسده في الدنيا ، أو يتعذب به ولا يزال في كمد وغم، إذ أعداؤه لا يخليهم الله تعالى عن نعم يفيضها عليهم ، فلا يزال يتعذب بكل نعمة يراها عندهم.