الأسبوع:
2025-05-12@21:46:31 GMT

تحالف غير مسبوق

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

تحالف غير مسبوق

لعل ما يحدث على أرض فلسطين اليوم يؤكد حقيقة مفادها الغياب الكامل للمنظمات الدولية، منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وهو ما ترك العنان لإسرائيل كي تمضي فى غلوائها وتمارس كل الجرائم دون رقيب أو حسيب أو مساءلة. فرضت تشريعات أقرها الكنيست، ومضت بموجبها تستبيح القانون. عمدت إلى توسيع سلطاتها فى اعتقال من صنفتهم مسلحين، لتزج بهم فى معسكرات اعتقال تفوقت على معتقلات النازية، وهناك يتم تعذيبهم على مدى 45 يوما ويظلون منعزلين عن العالم.

وهناك يتعرضون للضرب، و تُستخدم ضدهم كل الأساليب المحرمة دوليا من تجويع وتعذيب حتى تزهق أرواحهم، فيتم دفنهم فى مقابر جماعية. وهكذا يؤول مصيرهم إلى نهايتهم المحتومة فى غياب كل منظمات حقوق الإنسان.

أما ما شجع إسرائيل على المضيّ قدما فى جرائمها فهو الدعم الأمريكى الكامل لها، فهي محصنة من خلال هذا الدعم الذى وصل إلى حد سعي الولايات المتحدة فى مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يقضي بوقف إطلاق النار حقنا لدماء النساء والأطفال الفلسطينيين. دعم كامل رغم ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية وجرائم يشيب لها الولدان. وبذلك تكون أمريكا قد منحت إسرائيل شيكا على بياض كى تفعل ما تشاء فى الأراضى الفلسطينية بعد أن أمنت العقاب، وبذلك غدت مطمئنة وهى تمارس جرائمها معتمدة فى ذلك على أن هناك إطارًا ثابتا يحكم علاقاتها مع الولايات المتحدة يرتكز أساسا على التحالف الاستراتيجى غير المسبوق بينهما، وهو ما يكفل لها الدعم الأمريكي المطلق على كل المستويات.

ومع هذا التحالف غير المسبوق بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يحدث أى خلاف بينهما، وحتى إذا كان هناك تباين بينهما فى المواقف فهو تباين شكلى لا يؤثر على العلاقات الحميمية بينهما. وحتى فى محاولة الرئيس"بايدن" إمساك العصا من المنتصف والسعي لإرضاء كل الأطراف فى المنطقة، إلا أنه لم يحد عن منح إسرائيل الدعم الكامل والشامل في كل المناحي. ولا أدل على ذلك من التزام الولايات المتحدة الأمريكية للصمت الكامل إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل فى غزة على مدى ثمانية أشهر والتى أودت بأرواح 35 ألف شهيد حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، وعشرات الآلاف من المصابين والمفقودين. فضلا عما لحق بالقطاع من تدمير كامل. وبالتالى ظهر كذب الولايات المتحدة المفضوح، فعلى حين تعلن على الملأ تمسكها بالدفاع عن حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولى الإنسانى، نجدها على أرض الواقع تخالف ذلك كلية عندما تلتزم الصمت، وتتغاضى كلية عما ترتكبه إسرائيل من جرائم فى حق الفلسطينيين. فضلا عن استمرارها في دعم إسرائيل عسكريا وماديا وسياسيا.

أما المحرك الرئيس اليوم للرئيس "جو بايدن" فهو موسم الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، وتطلعه إلى الفوز بولاية جديدة فى البيت الأبيض، لذا فهو حريص على موالاة اللوبى اليهودى ونيل رضاه.

لم يستطع "بايدن" الضغط على إسرائيل بشكل جدى من أجل التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار. على العكس استمر فى دعمها لا سيما فى مجلس الأمن. أكثر من هذا رأينا مواقفه إزاء محكمة العدل الدولية وسعيه لمنع إدانة إسرائيل، بالإضافة إلى رفضه توجه المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق "نتنياهو" والمسئولين الإسرائيليين. وفى خضم ذلك غاب عن "جو بايدن" أنه بسياسته هذه سيلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين

الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية
  • أبو الغيط: الولايات المتحدة تواصلت مع حماس وعقدت اتفاقا مع الحوثيين دون إبلاغ إسرائيل
  • الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • وزير الخارجية يؤكد التزام مصر الكامل بدعم السلام والاستقرار
  • امريكا والصين تتوصلان إلى اتفاق بشأن تقليص العجز التجاري بينهما
  • تعاون غير مسبوق بين واشنطن وتل أبيب.. هل تنجح خطة إيصال المساعدات لـ غزة؟
  • إيهود أولمرت يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة والانسحاب الكامل
  • خطة أمريكية إسرائيلية لإغاثة غزة.. وخبير : تدخل غير مسبوق من واشنطن
  • غزة: بري وبحري وجوي.. إسرائيل تستعد لتوغل غير مسبوق
  • حزام ناري غير مسبوق.. إسرائيل تريد العودة إلى أجواء الحرب!