الأسبوع:
2024-06-16@13:22:01 GMT

تحالف غير مسبوق

تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT

تحالف غير مسبوق

لعل ما يحدث على أرض فلسطين اليوم يؤكد حقيقة مفادها الغياب الكامل للمنظمات الدولية، منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وهو ما ترك العنان لإسرائيل كي تمضي فى غلوائها وتمارس كل الجرائم دون رقيب أو حسيب أو مساءلة. فرضت تشريعات أقرها الكنيست، ومضت بموجبها تستبيح القانون. عمدت إلى توسيع سلطاتها فى اعتقال من صنفتهم مسلحين، لتزج بهم فى معسكرات اعتقال تفوقت على معتقلات النازية، وهناك يتم تعذيبهم على مدى 45 يوما ويظلون منعزلين عن العالم.

وهناك يتعرضون للضرب، و تُستخدم ضدهم كل الأساليب المحرمة دوليا من تجويع وتعذيب حتى تزهق أرواحهم، فيتم دفنهم فى مقابر جماعية. وهكذا يؤول مصيرهم إلى نهايتهم المحتومة فى غياب كل منظمات حقوق الإنسان.

أما ما شجع إسرائيل على المضيّ قدما فى جرائمها فهو الدعم الأمريكى الكامل لها، فهي محصنة من خلال هذا الدعم الذى وصل إلى حد سعي الولايات المتحدة فى مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يقضي بوقف إطلاق النار حقنا لدماء النساء والأطفال الفلسطينيين. دعم كامل رغم ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية وجرائم يشيب لها الولدان. وبذلك تكون أمريكا قد منحت إسرائيل شيكا على بياض كى تفعل ما تشاء فى الأراضى الفلسطينية بعد أن أمنت العقاب، وبذلك غدت مطمئنة وهى تمارس جرائمها معتمدة فى ذلك على أن هناك إطارًا ثابتا يحكم علاقاتها مع الولايات المتحدة يرتكز أساسا على التحالف الاستراتيجى غير المسبوق بينهما، وهو ما يكفل لها الدعم الأمريكي المطلق على كل المستويات.

ومع هذا التحالف غير المسبوق بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يحدث أى خلاف بينهما، وحتى إذا كان هناك تباين بينهما فى المواقف فهو تباين شكلى لا يؤثر على العلاقات الحميمية بينهما. وحتى فى محاولة الرئيس"بايدن" إمساك العصا من المنتصف والسعي لإرضاء كل الأطراف فى المنطقة، إلا أنه لم يحد عن منح إسرائيل الدعم الكامل والشامل في كل المناحي. ولا أدل على ذلك من التزام الولايات المتحدة الأمريكية للصمت الكامل إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل فى غزة على مدى ثمانية أشهر والتى أودت بأرواح 35 ألف شهيد حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، وعشرات الآلاف من المصابين والمفقودين. فضلا عما لحق بالقطاع من تدمير كامل. وبالتالى ظهر كذب الولايات المتحدة المفضوح، فعلى حين تعلن على الملأ تمسكها بالدفاع عن حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولى الإنسانى، نجدها على أرض الواقع تخالف ذلك كلية عندما تلتزم الصمت، وتتغاضى كلية عما ترتكبه إسرائيل من جرائم فى حق الفلسطينيين. فضلا عن استمرارها في دعم إسرائيل عسكريا وماديا وسياسيا.

أما المحرك الرئيس اليوم للرئيس "جو بايدن" فهو موسم الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، وتطلعه إلى الفوز بولاية جديدة فى البيت الأبيض، لذا فهو حريص على موالاة اللوبى اليهودى ونيل رضاه.

لم يستطع "بايدن" الضغط على إسرائيل بشكل جدى من أجل التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار. على العكس استمر فى دعمها لا سيما فى مجلس الأمن. أكثر من هذا رأينا مواقفه إزاء محكمة العدل الدولية وسعيه لمنع إدانة إسرائيل، بالإضافة إلى رفضه توجه المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحق "نتنياهو" والمسئولين الإسرائيليين. وفى خضم ذلك غاب عن "جو بايدن" أنه بسياسته هذه سيلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقا دفاعيا طويل الأمد

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقا أمنيا ثنائيا مدته 10 سنوات يستهدف تعزيز دفاعات أوكرانيا أمام روسيا، واعتبرته واشنطن إشارة قوية لدعمها القوي لكييف الآن وفي المستقبل.

ويستهدف الاتفاق -الذي وُقع على هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا أمس الخميس- إلزام الإدارات الأميركية في المستقبل بدعم أوكرانيا.

وسيمثل إطار عمل للمساعدة في تطوير القوات المسلحة الأوكرانية، وخطوة نحو عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي "الناتو" نهاية المطاف.

وقال الرئيس الأميركي "هدفنا تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية والردع التي يمكن الاعتماد عليها في الأمد الطويل".

وأكد بايدن أن دول مجموعة السبع وافقت على دعم أوكرانيا بـ50 مليار يورو (54 مليار دولار) مصدرها الأصول الروسية المجمدة، واعتبر هذه الخطوة تذكيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن المجموعة لن تتراجع وستقف مع أوكرانيا ضد ما وصفه بالعدوان غير القانوني لبوتين.

بايدن لا يفوت مناسبة لتأكيد دعم بلاده لأوكرانيا في حربها ضد روسيا (رويترز) تمهيد لعضوية الناتو

وجاء في نص الاتفاق أن الطرفين "يعترفان بهذا الاتفاق باعتباره دعما لجسر يؤدي إلى عضوية أوكرانيا نهاية المطاف في حلف شمال الأطلسي".

وينص الاتفاق على أنه في حالة وقوع هجوم مسلح أو التهديد بذلك على أوكرانيا، يجتمع مسؤولون أميركيون وأوكرانيون كبار في غضون 24 ساعة لبحث الرد وتحديد الاحتياجات الدفاعية الإضافية المطلوبة لأوكرانيا.

وبموجب الاتفاق، تؤكد الولايات المتحدة دعمها لدفاع أوكرانيا عن سيادتها وسلامة أراضيها.

وجاء في النص "لضمان أمن أوكرانيا، يدرك الجانبان أن أوكرانيا بحاجة إلى قوة عسكرية كبيرة وقدرات قوية واستثمارات مستدامة في قاعدتها الصناعية الدفاعية تتسق مع معايير حلف شمال الأطلسي".

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني أنّ الاتفاق الأمني الثنائي الذي أبرمته بلاده مع الولايات المتّحدة يمهّد الطريق أمام الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

ولطالما سعى زيلينسكي للحصول على عضوية حلف الناتو، لكن الحلفاء لم يقدموا بعد على هذه الخطوة. ويعتبر الحلف الغربي أي هجوم على أحد الدول الأعضاء (وعددها 32 دولة) هجوما على الجميع بموجب المادة الخامسة.

الاتفاق الأمني يلزم ترامب بمضمونه في حال فوزه بالانتخابات المقبلة (رويترز) إلزام ترامب

وجاء في بيان أميركي مصاحب للاتفاق الأمني، قبل وقت قصير من حفل التوقيع "اليوم، ترسل الولايات المتحدة إشارة قوية لدعمنا القوي لأوكرانيا الآن وفي المستقبل".

وقال مسؤولون إن الاتفاق الذي وُقع على هامش قمة مجموعة السبع بإيطاليا يستهدف إلزام الإدارات الأميركية في المستقبل بدعم أوكرانيا، حتى إذا فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومع تقدم ترامب على بايدن في استطلاعات رأي انتخابية كثيرة، يظل مستقبل الاتفاق مبهما.

وعبر ترامب عن شكوكه في استمرار القتال بأوكرانيا، وقال ذات مرة إنه سينهي الصراع أول يوم في المنصب. كما حث أوروبا على تحمل مزيد من أعباء دعم كييف.

زيلينسكي قال إنه حصل على تعهد من الرئيس الصيني بعدم دعم روسيا عسكريا (الأناضول) تعهد صيني

في سياق متصل، أكد الرئيس الأوكراني خلال المؤتمر مع بايدن أن الرئيس الصيني شي جين بينغ "تعهد" له عدم بيع أسلحة لروسيا.

وقال زيلينسكي "أجريت محادثة هاتفية مع رئيس الصين. قال إنه لن يبيع أسلحة لروسيا. سنرى". وأضاف "لقد تعهد لي" أن يقوم بذلك.

وتتهم أميركا حليفة أوكرانيا بأن الصين تساعد روسيا في "أكبر توسّع عسكري لها منذ الحقبة السوفياتية وبوتيرة أسرع مما كان يعتقد".

واتهم مسؤولون أميركيون، في أبريل/نيسان الماضي، الصين بدعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، وتزويد موسكو بتكنولوجيا طائرات مسيّرة وصواريخ وتصوير بالأقمار الاصطناعية وآلات.

وتأمل الولايات المتحدة أن تمارس البلدان الأوروبية ضغوطا على الصين لتقليص دعمها العسكري لروسيا.

في المقابل، قالت السفارة الصينية بالولايات المتحدة في وقت سابق إن بكين لم تقدم أسلحة لأي طرف، وأكدت أنها "ليست منتجة أو طرفا في الأزمة الأوكرانية".

مقالات مشابهة

  • بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة دولية طويلة
  • الولايات المتحدة تقترح على الجيش اللبناني حماية إسرائيل
  • إدارة بايدن تستعد للإعلان عن أكبر برنامج للمهاجرين غير الشرعيين في التاريخ
  • حسام زكي: من الوارد وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • مجموعة السبع تتعهد بتوفير الدعم لأوكرانيا
  • رغم حرب غزة.. تعرف على أشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل
  • الجيش السوداني يعلن مقتل قائد الدعم السريع في دارفور
  • بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقا دفاعيا طويل الأمد
  • بايدن: الولايات المتحدة لن ترسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا
  • زيلينسكي بعد توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة: "هذا يوم تاريخي"