بوابة الوفد:
2025-05-14@06:20:05 GMT

حتة تانية

تاريخ النشر: 1st, June 2024 GMT

استحواذ.. نتائج أعمال قوية.. أداء متميز.. كل ذلك الخير تحظى به شركات البورصة المصرية، مغريات من شأنها أن تدفع المستثمر فى سوق المال المصرى أن «يرقص فى الضلمة» بسبب الفرص «اللقطة» فى السوق، لكن رغم كل هذه المغريات القادرة على أن تجعلك «مليونير» بين عشية وضحاها إلا أن حركة الأسهم السعرية على شاشة البورصة «محبطة» ولا تشجع على الشراء، ليتحول الجميع إلى حالة ترقب منتظرين ماذا قد يحدث.

لا أعرف سراً لمشهد الخوف عند المستثمرين، رغم أن التفاؤل هو السائد، ففى الوقت الذى يهرب المصريون من الاستثمار فى البورصة، تقوم مؤسسات مالية كبيرة من الوزن الثقيل، بالتكالب على الأسهم المصرية، بحثاً عن مكاسب مستقبلية، والرؤية التى تحمل «خير كتير».

فى الأيام القليلة الماضية كشفت نتائج أعمال معظم الشركات عن الربع الأول لعام 2024، عن أداء متميز، وكانت ذلك فى أغلب الشركات الممثلة لنحو 15 قطاعا مختلفا فى البورصة.. ليس النتائج المبهرة فقط والأداء المتميز للشركات، ولكن أيضاً عمليات الاستحواذ التى تنهال على أسهم الشركات بسبب أصولها ذات القيمة العالية جعلت السوق «محط أنظار».

ربما آخر هذه الاستحواذات كانت بمثابة استكمال للرؤية التى ربما لم ترها المؤسسات المحلية، والمستثمرون المصريون، فعليك أن تتخيل مؤسسات عالمية وعربية بوزن فيليب موريس تستحوذ على حصة غير مباشرة فى الشرقية للدخان، من خلال شراء 49% من جلوبال للاستثمار الإماراتية، والآثار الإيجابية لمثل هذه الصفقات على سوق الاستثمار المحلى، والتى تضع البورصة والاستثمار فى «حتة تانية».

عرض الشراء الاختيارى من شركة إماراتية أيضاً على أسهم شركة السويدى إلكتريك، لشراء نحو 24.5%، هذه العروض والاستحواذات ليس شرا، بل هى كل الخير، كونها إضافة خبرات وتكنولوجيا، وكثير من الأمور التى تصب فى مصلحة هذه الشركات المشتراة، وكذلك نهوض القطاع التى تعمل به هذه الشركات، نتيجة المنافسة القوية، بما يفيد الاستثمار المحلى، ويعزز من الخبرات فى هذه القطاعات.

أيضاً وفقا لتقرير شركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية فإن الرؤية متفائلة، وإيجابية للبورصة المصرية، حيث رفعت الشركة لمستهدف مؤشر EGX30، مدفوعاً بالنتائج المالية القوية فى عام 2023 والنمو المتوقع فى عام 2024 أيضاً على خلفية ارتفاع التضخم بسبب ضعف الجنيه المصرى. مع الأخذ فى الاعتبار أن اللاعبين الرئيسيين المدرجين - عبر مختلف القطاعات - تمكنوا من تحقيق نمو قوى فى الأرباح على مدى السنوات الثمانى الماضية (2015-2023) يضاهى أو يتجاوز معدل التضخم والتغير فى سعر الصرف الأجنبى. فى الوقت نفسه، يعزز من التوقعات بانخفاض مبادلة مخاطر الائتمان لمدة 5 سنوات فى مصر بنسبة 65% تقريباً، وكل ذلك يمثل قوة للسوق المحلى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حتة تانية خارج المقصورة أعمال قوية الإستثمار في البورصة السائد

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً

ليس هناك مجالٌ لا يتنازع داخله الضّدان، ومثلما الأذكياء في الخير والأمانة والتَّقدم، يقابلهم أذكياء في الدَّجل والكذب والتَّأخر، وهنا أقصد المجال الفكريّ، ففي لحظة يُقدم «الاصطناعيّ» بحثاً، في أيّ مجال ترغبُ، إن أردت الفيزياء فعنده ما ليس عند إسحاق نيوتن (ت 1727)، وإنْ طلبت البيان فعنده ما ليس لدى الجاحظ (ت 255 هج)، وإن طلبت علوم الرّجال والسِّير، فيُقدم لك ما تجهد به لأيام وشهور بثوانٍ. لهذا نجد التّثاقف يتزايد، فالكلّ يتحدث، فإن سُئلت، كطبيب أو مؤرخ، عن دواء أو واقعة، تجد الذي سألك يوزع عيناه بينك وبين آيفونه، وما يقرأه فيه هو المصدقُ، مع أنه جمعه مِن علوم النّاس، لكنَّ هيبة الجهاز، وعجائبيته الباهرة، تغري بالتّصديق، وكأن العلم الذي فيه ليس بشريّاً.

نادراً ما يوجد باحث، أو كاتب اليوم، لم يستفد مِن محركات البحث، بصورة أو أخرى، فبواسطتها تؤخذ المعلومة مِن أمهات العلوم كافة بلمح بصر، أو لمح برق، إنَّها سرعة الضّوء، وما عليك إلا تحديد المعلومة، ثم تدقيق النتيجة بطريقتك، وهذا يحتاج إلى عِلمٍ وتخصص وثقافة، وإلا المحرك لا يهديك إلى شيء موثوق. كانت سرعة لمح البصر، أو لمع البرق، مِن أحلام الأولين، تأتي قصص عديدة فيها وصل فلان بلمح بصر، تشبيهات لواقع متخيل سيأتي وقد أتى، نعيشه الآن، كالشَّعاع الذي تخيله المتكلمون، وهو اليوم يماثل الأشعة فوق البنفسجية.

غير أنَّ هذا التَّقدم الفائق، يُستخدم في الدَّجل أيضاً، أشخاص يدعون البحث، ومترجمون يدعون الترجمة، يستخدمون «الذَّكاء الاصطناعي» في تأليف الكتب وترجمتها، ويبدون متخصصين، لكنهم أتقنوا إدارة أدوات «الذَّكاء الاصطناعي»، فألفوا الكتب العِظام، وللأسف معارض الكتب ملأى بمؤلفاتهم، وهي ليست لهم، ولا للذكاء الاصطناعي، فالأخير يقوم بمهمة الإدارة والتنسيق، لِما رمي في أجواف أجهزته. إنّ الدَّجل في الكتابة ظاهرة قديمة، لكنها تعاظمت، مع ظهور «غوغل»، وبقية محركات البحث، بما يمكن تسميته بـ «نسخ ولصق»، ولأنَّ الدَّجالين احترفوا لصوصية الحروف، فهم يقومون بإعادة صياغة النُّصوص، كي لا تبدو مِن جهود غيرهم، مع التَّلاعب بالمصادر والحواشي، إذا اقتضى الأمر. هذا هو الدَّجل، الذي يمنحه الذَّكاء الاصطناعي، وليس لدي ما أستطيع التعبير به، عن الوقاية مِنه.

سيكون أمام المؤسسات الأكاديميَّة، ومراكز البحوث، مهمة صعبة، في التَّمييز بين ما ينتجه العقل، وما يستولي عليه الدَّجل، وإلا لا قيمة تبقى لهذه المراكز، ولم تبق حاجة لأهل الاختصاص، والخطورة الأكثر تكون في العلوم الإنسانية والآداب، فمجال اللصوصيّة فيها مفتوح، منذ القدم، ولكنه توسع، وسيتوسع، مع الذَّكاء الاصطناعي.لا أتردد في المشابهة بين العقل والدَّجل، مع الذكاء الاصطناعي، باكتشاف نوبل للديناميت، أفاد البشرية بأعز فائدة، لكنه صار أداة قتل رهيبة، فمنه تصنع المتفجرات القالعة للصخور، والمبيدة للحياة، في الوقت نفسه. إذا فتح مجال الذّكاء الاصطناعي، دون ضوابط صارمة، وأحسبها في مجال التأليف والكتابة، صعبة المنال، ستتحول الثّقافة إلى مستنقع مِن الدَّجل، فما وصله ول ديورانت (ت 1981)، في «قصة الحضارة» سيظهر مؤلفات لدجال، وأسفار غيره أيضاً، لأن الذَّكاء الاصطناعي يُقدمها له، فيطبخها مِن جديد. قد يلغي الذكاء الاصطناعي الاختصاص، فيظهر أصحاب السَّبع صنائع. يقول أبو عُبيْد القاسم بن سلام (ت 224 هج)، صاحب «الأموال»: «ما ناظرني رجلٌ قطٌ، وكان مُفَنِّناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجلٌ ذو فنٍّ واحد إلا غلبني في عِلمه ذلك» (ابن عبد البرِّ، بيان العلم وفضله).

قدمت منصات الذَّكاء الاصطناعي باحثين مزيفين، وخبراء دجالين في كلّ علم ينطون، يزايدون على ابن سلام في شرح كتابه «الأموال»، وبحضوره! قد يفيد ما قاله المفسر فخر الدِّين الرَّازي (ت 606 هج) شاهداً: «نهاية إقدام العقول عِقالُ/ وأقصى مدى العالمين ضلال» (ابن خِلِّكان، وفيات الأعيان).

(الاتحاد الإماراتية)

مقالات مشابهة

  • إعلان الشركات الفائزة بجائزة جهاز الاستثمار العُماني للتميُّز
  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • رئيس شركة المستقبل لصناعات الأنابيب لـ«الاتحاد»: «اصنع في الإمارات» تدعم توسع الشركات الوطنية وتعزز الابتكار
  • فرحة السوريين برفع العقوبات الأمريكية عن بلادهم .. فيديو
  • غياب الحكامة وضع نهايةً لأحيزون.. وزيرة المالية: أعدنا النظر في المجالس الإدارية لمجموعة من الشركات والمقاولات العمومية
  • ولي العهد: الشركات الأميركية تمثل ما يقارب ربع حجم الاستثمار الأجنبي بالمملكة
  • جهاز الاستثمار العُماني يكرم الشركات الفائزة بجائزة للتميّز
  • جهاز الاستثمار العُماني يعلن عن الشركات الفائزة بجائزته للتميّز
  • خبير: قرارات الإسكان تخفف الأعباء على الشركات العقارية وتعزز الاستثمار
  • لأول مرة.. المناطق الحرة العامة تستضيف الشركات الناشئة المُصدرة للخدمات