بين العمل التطوعي والمنظم "1- 3"
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
عبيدلي العبيدلي **
يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2024، احتضنت مدينة صلالة العُمانية جلسات النسخة الثالثة من "الكونجرس الدولي للمسؤولية الاجتماعية" التي انعقدت لمناقشة موضوع "الذكاء الاصطناعي والمسؤولية المجتمعية". وشارك في هذا اللقاء المميز مجموعة من الخبراء العرب، ممن لهم باع طويل في العمل التطوعي المجتمعي، جنباً إلى جنب مع زملائهم ممن يملكون خبرة غنية في تقنية المعلومات، وعلى وجه الخصوص في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي المجتمعية.
أثارت محتويات الأوراق العلمية المقدمة والحوارات التي ولدتها العديد من القضايا ذات العلاقة بالعمل المجتمعي والذكاء الاصطناعي، مصحوبة بتشخيص قدرة استخدامات الذكاء الاصطناعي على تعزيز الدور الإيجابي للقواسم المشتركة بين العمل التطوعي المُنظم، ونظيره العفوي الذي تمارسه المنظمات غير الربحية، وتقليص شقة الاختلافات بينهما.
الخصائص المُشتركة
من المسلمات أنَّ العمل التطوعي الذي تمارسه المنظمات غير الربحية، سواء كان عفويًا أو منظماً، ينعم بالعديد من الخصائص المشتركة، يمكن إيجازها في النقاط التالية:
خدمة المجتمع: يشترك كل من العمل التطوعي العفوي والمنظم في هدف مشترك وهو خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته. الدافع الإيثاري: المتطوعون في كلا النوعين مدفوعون بالرغبة في مساعدة الآخرين، وليس المكاسب المالية. المرونة: يتطلب كلا النهجين درجة من المرونة، حيث يمكن أن تتغير احتياجات المتطوعين والموارد المتاحة. التأثير الاجتماعي: يهدف كلا النوعين من العمل التطوعي إلى التأثير بشكل إيجابي على المجتمع، وغالباً ما يركز على السكان المهمشين أو المحرومين. قوة التعاون: التعاون والعمل الجماعي ليسا مهمين فحسب، بل ضروريان في كل من الجهود التطوعية العفوية والمنظمة. استخدام المهارات: غالباً ما يساهم المتطوعون في كلا المكانين بمهاراتهم وخبراتهم بقدرات مختلفة.لكن توجد، على نحو مواز، اختلافات ملحوظة. يمكن رصدها في النقاط التالية:
البنية التنظيمية الممارسات العفوية: غالبا ما تكون غير رسمية، مع القليل من الهيكلية، أو التسلسل الهرمي المُحدد مُسبقًا. العمليات المنظمة: عادة ما يكون لديها هيكل واضح المعالم مصحوب بأدوار، ومسؤوليات وقيادة محددة. التنسيق الممارسات العفوية: عادة ما يكون التنسيق محددًا، لكنه آنيٌّ، حيث يحشد المتطوعون بسرعة حول قضية أو حدث، ولفترة محددة. العمليات المنظمة: التنسيق مخطط ومنهجي، مع وجود عمليات للتوظيف والتدريب والنشر. الفترة الزمنية المخصصة: الممارسات العفوية: غالبًا ما تكون قصيرة الأجل، وتركز على الاحتياجات أو الأزمات الفورية. العمليات المنظمة: بشكل عام طويلة الأجل، مع برامج مستمرة وجهود مستدامة، ومسؤوليات مستمرة. المساءلة: الممارسات العفوية: مساءلة أقل رسمية، مع آليات أقل لتتبع التقدم أو النتائج بما في ذلك الإنجازات المُحققة أو الإخفاقات المفاجئة. العمليات المنظمة: قدر أكبر من المساءلة، مع وجود نظم لرصد وتقييم الأنشطة التطوعية؛ سواءً كانت الأهداف المنجزة، أو السلبيات المتوخاة. توافر الموارد: الممارسات العفوية: قد تفتقر إلى الوصول إلى الموارد وتعتمد على مساهمات سريعة ومرتجلة. العمليات المُنظَّمة: غالبًا ما يكون لديه إمكانية الوصول إلى المزيد من الموارد، بما في ذلك التمويل والمواد التدريبية والشبكات القائمة، وفق برامج محددة، وخطط مرسومة بشكل مسبق. التدريب: الممارسات العفوية: يحظى التدريب الرسمي باهتمام ضئيل، وربما يكون معدومًا، وغالبًا ما يتلقى المتطوعون تعليمهم ويكتسبون مهاراتهم أثناء العمل. العمليات المنظمة: عادة ما يتضمن برامج تدريبية لتزويد المتطوعين بالمهارات والمعرفة اللازمة.تعزيز القواسم المُشتركة والحد من سلبيات الاختلافات
ومن أجل تحقيق أفضل النتائج، تعزيز القواسم المشتركة والحد من سلبيات الاختلافات، من أجل الوصول إلى الأهداف، عبر أقصر الطرق وأقلها كلفة، لا بد من العمل وفق مقاييس محددة، تقوم على مفاهيم معدة بشكل مسبق من أهمها.
تبادل أفضل الممارسات: يمكن للجهود العفوية والمنظمة، على حد سواء، أن تتعلم من بعضها البعض من خلال تبادل أفضل الممارسات. وبوسع مثل هذا التبادل الإيجابي، لا سيما في إدارة المتطوعين وأنشطتهم، أن يقيس التأثير، وأن يُنير طريق المنظمات غير الربحية، مما يعزز الشعور بالنمو والتعلم، ويطور من آليات عملها التطوعي. النماذج الهجينة: يمكن أن يؤدي إنشاء نماذج هجينة تجمع بين مرونة العمل التطوعي التلقائي والاستجابة السريعة لدعوات العمل المنظم، على أن يكون ذلك مصحوبًا مع هيكلة واستدامة الجهود المنظمة، من أجل تغيير قواعد اللعبة. ويمكن أن يساعد هذا النهج الهجين في تحقيق التوازن بين نقاط القوة والضعف في كلا النوعين من العمل التطوعي، مما يجعل القادة غير الربحيين يشعرون بالتفاؤل، والتفكير المستقبلي، في النتائج المتوخاة من العمل التطوعي. التدريب المُتبادل: يمكن للمجموعات المنظمة تقديم برامج تدريبية للمتطوعين العفويين، مما يساعد على تعزيز فعاليتهم مع الحفاظ على المرونة، التي تحقق الاستفادة من الجوانب الإيجابية لدى النموذجين.. تجميع الموارد: يمكن للمجموعات التطوعية العفوية الاستفادة من الموارد والبنية التحتية للمنظمات غير الربحية المنظمة. يمكن أن يساعدهم هذا الدعم والوحدة على العمل بشكل أكثر فعالية، مما يعزز الشعور بأنهم جزء من مجتمع أكبر يمتلك قابلية تقديم الدعم. تطوير قنوات اتصال واضحة: يمكن أن تساعد قنوات الاتصال الواضحة بين مجموعات المتطوعين العفوية والمنظمة في مواءمة الجهود وتجنب الازدواجية وضمان استخدام الموارد بكفاءة عالية. هذا يمكن أن يطمئن الجمهور حول فعالية استراتيجيات الاتصال الخاصة بهم ويُعزز ثقتهم في عملهم التطوعي. المرونة في الجهود المنظمة: يمكن للمنظمات غير الربحية المنظمة أن تدمج مناهج أكثر مرونة للاستجابة السريعة والإبداع، والتي غالبًا ما تظهر في الجهود التطوعية التلقائية.ومن خلال التركيز على هذه الاستراتيجيات، يمكن للمنظمات غير الربحية الاستفادة من نقاط القوة في كل من الجهود التطوعية العفوية والمنظمة مع تقليل السلبيات المحتملة المرتبطة باختلافاتها.
** خبير إعلامي
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العمليات اليمنية تلغي ٧٠٠ رحلة إلى مطار العدو خلال أسبوع
الثورة /
تتزايد موجة إلغاء رحلات الطيران إلى مطار اللد [بن غوريون] من قِبل شركات الطيران العالمية، عقب العمليات اليمنية المتواصلة على المطار. والتحذيرات اليمنية لشركات الطيران العالمية بتجنب مطارات العدو الصهيوني لانها أصبحت هدفا لعمليات القوات المسلحة اليمنية
وكشفت صحيفة “غلوبس” العبرية أن العمليات اليمنية تسببت في إلغاء ما بين 600 و700 رحلة جوية إلى كيان العدوّ خلال أسبوع واحد فقط، حيثُ أظهرت بيانات هيئة مطارات الاحتلال أنه خلال الأسبوع الماضي، شهدنا انخفاضًا حادًا في حركة المسافرين يوميًا.
إلى ذلك كشف موقع عالمي متخصص في أخبار السياحة والسفر تأثيرات الحصار اليمني الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على مطارات الكيان الصهيوني.
وقال موقع “Travel and Tour World” العالمي المتخصص في أخبار السياحة والسفر” ضربة الصاروخ اليمني على مطار بن غوريون كانت قريبة بما يكفي لفرض إغلاق أمني وإلغاء فوري للرحلات الجوية.
وأضاف الموقع: التعليق الواسع النطاق للشركات الأجنبية أدى إلى شل الوصول الجوي إلى البوابة الدولية الرئيسية لـ”إسرائيل”، وهناك انهيار للسياحة في “البلاد”
وتابع: انخفضت حجوزات الفنادق في “تل أبيب” والقدس و”إيلات” بشكل كبير، وألغت شركات السياحة من أوروبا وأمريكا الشمالية برامج رحلات جماعية كاملة.
وأشار الموقع إلى أن بعض شركات الطيران بدأت في تحويل مسار رحلاتها بين أوروبا وآسيا لتتجاوز بشكل كامل مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
من جانبها قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن شيرلي كازير، رئيسة قسم الطيران والسياحة في شركة Fischer (FBC): العديد من عملائي من شركات الطيران الأجنبية أخبروني بسرية أنهم لن يستأنفوا الرحلات إلى “إسرائيل” قبل الصيف، وهذا أمر مروع،
وفي السياق أشارت القناةُ الـ 12 الصهيونية إلى الوضعِ المحرجِ في ظل استمرار قرار الحظر الجوي اليمني على مطارات العدوّ.
وبيَّنت القناة أن الهجومَ على مطار اللُّد، الجمعةَ الماضية، أثار تساؤلاتٍ جادَّةً حول إمْكَانية استمرار شركات الطيران في الوصول إلى يافا المحتلّة، مشيرة إلى أن “الصواريخ القادمة من اليمن تأتي بصياغة متقنة في (لُغة الطيران) وموجهة إلى شركات الطيران الأجنبية”.
وأشَارَت إلى أن إلغاء شركة “ويز” للطيران رحلاتها يعني إلغاء 10 رحلات يومية من وإلى يافا المحتلّة التي يطلق عليها العدوّ تسمية “تل أبيب” وإلغاء آلاف التذاكر أسبوعيًّا، مطالبة بالتواصل مع ترامب لإقناعه بالتدخل لدى شركة الطيران الأمريكية “يونايتد” لاستئناف رحلاتها إلى كيان العدوّ.
وتتزايد مخاوفُ كيان العدوّ من أن يؤثر تعليقُ شركات الطيران رحلاتها على كامل موسم الصيف؛ مما يمثِّلُ ضربةً قاسيةً لاقتصاد العدوّ الإسرائيلي، مؤكّـدةً أن تعليقَ الرحلاتِ إلى مطار اللُّد حدثٌ “سياسي – اقتصادي” قد يؤثر على موسم الطيران بأكمله.
وقالت: إن “ما يشغل المستوطنين بشكل أكبر هو ارتفاع الأسعار، ليس في قطاع الطيران فقط، بل في جميع المجالات”.
وتعرض كيان العدوّ لخسائر فادحة جراء استمرار العمليات العسكرية اليمنية داخل عمق الكيان، وتأثيراته الاقتصادية الكبيرة، وتداعياتها على المدى المتوسط لا سيَّما قطاع السفر والسياحة الذي شهد ركوداً غير مسبوق منذ بدأ الاحتلال، حيثُ أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، ارتفاع أسعار تذاكر الطيران للرحلات الجوية من وإلى “إسرائيل” بشكل كبير، وسط تعليق شركات الطيران الكبرى لعملياتها، بعد أسبوع من إصابة صاروخ باليستي صنع في اليمن إلى مطار اللد المسمى صهيونياً “بن غوريون”.