الذكاء الاصطناعي في الدول الفقيرة.. فوائد وتحديات
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
يسود القلق في بلدان غنية بشأن الذكاء الاصطناعي ومدى إمكانية تأثيره السلبي على الكثير من الوظائف في المستقبل، ليس فقط سائقي الشاحنات وعمال مصانع التجميع، بل حتى الوظائف التي تتطلب المهارات المعرفية، كالطب والتعليم وغيرها.
بالنسبة للبلدان الفقيرة والنامية، الأمر مختلف تماما، فالتحدي لا يتعلق بالوظائف وإنما كيف سيستخدم نحو أربعة مليارات شخص في 100 بلد، الذكاء الاصطناعي.
لدى البلدان منخفضة الدخل عدد أقل بكثير من العاملين في مجال المعرفة الذين يتقاضون رواتب عالية، كالمحاسبين ومحللي البيانات والمبرمجين والمستشارين الماليين والمحامين.
وتعمل نسبة أكبر من السكان في قطاعات أقل قابلية للأتمتة، وخاصة الزراعة.
في تقرير مفصل نشرته مجلة "فورين أفيرز"، الأربعاء، تحدثت عن مجموعة من الفوائد التي يمكن أن تجنيها الدول النامية من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تعيق استخدامه هناك.
من بين الفوائد، ذكر التقرير ملف التعليم، حيث تعاني معظم الأنظمة في البلدان النامية من أجل تقديم تعليم جيد.
ويبين التقرير أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر روبوتات متخصصة تتعامل بصبر مع التلاميذ في المناطق النائية.
وفي كثير من بلدان العالم النامي، يصعب الحصول على المشورة الطبية السليمة، بالتالي يمكن أن تقدم الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تشخيصات أفضل وأكثر توفرا على نطاق واسع، وفقا للتقرير.
كذلك تعاني العديد من المجتمعات هناك من ارتفاع معدلات الاكتئاب وقلة المعالجين، حيث يمكن لأدوات الصحة العقلية الرقمية، مثل روبوتات المحادثة، أن تسد حاجة حقيقية بتكلفة منخفضة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضا أن يلعب دورا مشابها في مساعدة الناس على التعامل مع الإجراءات البيروقراطية في البلدان النامية مما يسهل لرجال الأعمال والمستثمرين تسيير أعمالهم بسهولة.
بالمقابل تبرز الكثير من التحديات للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حيث تفتقر العديد من البلدان إلى الموارد والبنية التحتية اللازمة لذلك.
كذلك يشير التقرير إلى أن إحدى المشكلات في أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تم تدريبها على بيانات خاصة بالعالم المتقدم وعادة ما تتم كتابتهم باللغة الإنكليزية.
علاوة على ذلك، يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي في الغالب على اتخاذ القرارات والمخرجات التي ترضي المستهلكين الأثرياء في الغرب، لذلك قد ترتكب أخطاء عند التعامل مع الفقراء في أماكن أخرى.
من أجل تفادي هذه العقبات في المستقبل، يقترح التقرير إنشاء محتوى جديد للذكاء الاصطناعي للتدريب عليه من أجل التعويض عن ندرة البيانات في العالم النامي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تراجع عمليات البحث في سفاري لأول مرة بسبب الذكاء الاصطناعي
كشف إدي كيو، نائب الرئيس الأول للخدمات في شركة آبل Apple، خلال شهادته في محاكمة الاحتكار الجارية ضد جوجل Google، أن عدد عمليات البحث في متصفح سفاري تراجع الشهر الماضي لأول مرة منذ أكثر من عقدين، قائلا: "هذا لم يحدث طوال 22 عاما".
وبحسب ما ذكره موقع "theverge"، أرجع كيو هذا الانخفاض المفاجئ إلى الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث، مشيرا إلى أن آبل تدرس الآن دمج قدرات الذكاء الاصطناعي مباشرة في سفاري.
وأوضح أن أدوات مثل ChatGPT وPerplexity وGemini وMicrosoft Copilot أصبحت توفر للمستخدمين طرقا أسرع وأكثر تفاعلية للوصول إلى المعلومات، ما قلل من اعتمادهم على جوجل كمحرك البحث الأساسي.
تجدر الإشارة إلى أن جوجل تدفع حاليا قرابة 20 مليار دولار سنويا لـ آبل مقابل جعل محركها هو الافتراضي في سفاري.
ولكن مع تراجع عمليات البحث، قد يتأثر هذا العائد المالي الكبير، وعبر كيو عن قلقه بقوله: "فكرت كثيرا في هذا الموضوع ولم أستطع النوم، ماذا سنفعل إذا فقدنا هذا الدخل من جوجل؟".
ويأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه الإنترنت تغيرات جذرية بسبب الذكاء الاصطناعي، حيث تقل الزيارات إلى المواقع الإلكترونية التي كانت تعتمد على نتائج محركات البحث لجذب المستخدمين، مما يسبب خسائر لبعض الشركات.
وفي رده على المخاوف التي أعرب عنها أصحاب المواقع المستقلة، قال باندو نياك، نائب رئيس Google Search، إنه لا يمكنه تقديم "أي ضمانات" بأن الوضع سيتحسن في المستقبل.
أسهم آبل وجوجل تهبطشهدت أسهم شركتي ألفابت وآبل انخفاضا يوم الأربعاء، بعد تصريحات أدلى بها إدي كيو، نائب رئيس آبل للخدمات، خلال شهادته في المحكمة الفيدرالية بواشنطن، قال فيها إنه يعتقد أن محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستحل في النهاية محل محركات البحث التقليدية مثل جوجل، وفقا لما نقلته وكالة "بلومبرج".
وكشف كيو أن آبل تخطط مستقبلا لإضافة خدمات بحث بالذكاء الاصطناعي من شركات مثل OpenAI وPerplexity وأنثروبيك إلى متصفح سفاري كخيارات بحث بديلة.
تأتي شهادة كيو ضمن قضية مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد شركة ألفابت، الشركة الأم لـ جوجل.
وكانت المحكمة قد قضت العام الماضي بأن جوجل تسيطر بشكل غير قانوني على سوق تقنيات الإعلانات الرقمية، وتسعى الآن لتحديد العقوبات أو التدابير اللازمة ضد الشركة.
من أبرز محاور القضية هو قيام جوجل بدفع مليارات الدولارات لشركات مثل آبل مقابل جعل محركها هو الافتراضي في منصاتهم، وهي ممارسة تهدد الآن نموذج أعمال جوجل الإعلاني المربح، وقد تراجعت أسهم ألفابت بنسبة تجاوزت 7% الأربعاء، بينما انخفضت أسهم آبل بنسبة 2%.