التزييف العميق يستهدف الانتخابات الأميركية.. تحذيرات وحلول
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
قد تكون اللحظة الأكثر جذبا للانتباه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما اتخذ الرئيس الأميركي، جو بايدن، في يوليو الماضي، قراره بالانسحاب، إذ كان البعض ما بين مصدق ومكذب للخبر، حيث تنامت المخاوف من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القادرة على التزييف العميق.
حافظ مالك، البروفيسور المتخصص في هندسة الحاسوب والمتخصص في الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، يقول في مقال نشرته "ذا هيل" إن ما حصل لم يكن مستغربا إذ "لم نعد قادرين على التأكد من أن الكلمات المنسوبة لأي مرشح حقيقية" من عدمها.
ويحذر مالك من أن التزييف العميق سيتم تداوله في الأشهر الأخيرة من انتخابات 2024، كما لم يحدث من قبل، ولن تكون الجهات الرسمية قادرة على نشر تدابير للحد منها من قبل الانتخابات، داعيا إلى تفكير أكثر شمولية "لإنقاذ الديمقراطية".
وقد تكون الإجراءات الأميركية التي اتخذتها إدارة بايدن الأربعاء، في فرض عقوبات على أشخاص وكيانات روسية الأولى ضمن سلسلة ترتبط بحماية الانتخابات الأميركية الرئاسية، حيث طالت تلك العقوبات شركات وأفراد استخدموا الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالانتخابات الرئاسية، وفق ما أكدته وزارة الخزانة الأميركية.
يشير مقال نشرته مجلة "أم أي تي تكنولوجي ريفيو"، الثلاثاء، إلى أن المخاوف من الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق وأثرها على الديمقراطية قد تم تضخميها في عام الانتخابات.
ولكن ما تشهده الانتخابات الرئاسية التي ستحدث في نوفمبر المقبل، تجتذب الكثير من حملات التضليل التي تستهدف الناخبين الأميركيين، والتي يستخدم فيها البعض التزييف العميق وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
التأثير على الناخبينSorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
ويتوقع أكثر من 50 في المئة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته مجموعة "أكسيوس" الإعلامية وشركة "مورنينغ كونسالت" للمعلومات التجارية في 2023.
وأفاد حوالي ثلث الأميركيين أن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.
وذكرت عدة شركات تكنولوجيا عملاقة أنها تعمل على أنظمة تصنف المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي.
وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا، في أبريل الماضي، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.
كيف يعمل التزييف العميق؟وتقول وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية عبر موقعها الإلكتروني، إنه مع تزايد قدرات الذكاء الاصطناعي، من المهم لمسؤولي الانتخابات أن يفهموا كيف يمكن أن تؤثر هذه القدرات على أمن ونزاهة البنية التحتية للانتخابات.
وتشرح الوكالة كيف يمكن لجهات خبيثة استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لاستهداف أمن وسلامة البنية التحتية للانتخابات، من حملات التضليل أو التزييف العميق.
والتزييف العميق، يمكنه باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى فيديو أو صوتي واقعي، لكنه كاذب لتضليل الناخبين أو تشويه سمعة المرشحين.
ويمكن أن يؤدي هذا المحتوى المزيف إلى زرع الارتباك، وتقويض الثقة في العملية الانتخابية، والتأثير على سلوك الناخبين.
ويؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي أن هناك الآن العشرات من البرامج المجانية التي يمكن من خلالها تبديل الوجه أو حتى إزالة الملابس من الصور الحقيقية، حيث من الصعب على العين البشرية التمييز بين الحقيقي والمزيف.
وعلى سبيل المثال، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة لمشاركته تسجيلا مصورا، في أواخر يوليو الماضي، يعتمد على تقنية "التزييف العميق" يظهر نائبة الرئيس، كامالا هاريس، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليونا على "إكس".
ويصف صوت في التصوير يقلد صوت هاريس الرئيس الأميركي بـ "الخرف" ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف "ألف باء الحكم".
ولم يحمل التسجيل أي مؤشر على أنه مجرد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقا أن التسجيل المصور كان هدفه السخرية فحسب.
وأعرب باحثون عن قلقهم من أن المتابعين لربما استنتجوا خطأ بأن هاريس تسخر من نفسها وتستهزئ ببايدن بحسب وكالة فرانس برس.
وفي يوليو الماضي، أظهر تسجيل مصور تم التلاعب به ينتشر على "إكس" بايدن وهو يشتم منتقديه مستخدما عبارات مناهضة لمجتمع "الميم عين+"، بعدما أعلن سحب ترشيحه ودعم ترشح هاريس.
وكشف بحث عكسي عن الصور بأن التسجيل جاء من خطاب لبايدن بثته شبكة "بي بي إس" وندد فيه في العنف السياسي بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو.
وأفادت "بي بي إس" أن التسجيل المصوّر تم تركيبه بتقنية "التزييف العميق" مستخدما شعارها لخداع المشاهدين.
وفي فترة سابقة، أظهرت صورة تمت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الشرطة وهي توقف المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلق بأموال تم دفعها لإسكات نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز.
Making pictures of Trump getting arrested while waiting for Trump's arrest. pic.twitter.com/4D2QQfUpLZ
— Eliot Higgins (@EliotHiggins) March 20, 2023
لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا فرانس برس بأن الصورة اعتمدت على تقنية "التزييف العميق".
كيف يمكن مواجهة التزييف العميق في الانتخابات؟ويؤكد البروفيسور مالك أن العديد من التدابير لمواجهة التزييف العميق يجب أن تتضمن "الكشف والتتبع" لهذا المحتوى ناهيك عن أدوار مطلوبة من شبكات التواصل الاجتماعي.
ودعا الحكومة الفيدرالية إلى إطلاق حملات توعية واسعة النطاق لتثقيف الجمهور بشأن مدى انتشار التزييف العميق لتقييم صحة ملفات الصوت والفيديو التي نراها على الإنترنت.
وأشار مالك إلى وجود مشروع قانون يدعمه الحزبان في الكونغرس من شأنه حظر استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق في الإعلانات والترويج في الحملات السياسية، واصفا هذه الخطوة بنقطة بداية.
وفي ورقة بحثية نشرتها رابطة المحامين الأميركيين اقترحت فيها إيجاد لجنة خاصة أو فريق عمل مهمته تقديم مقترحات لتشريعات نموذجية على مستوى الولايات لحظر استخدام التزييف العميق في الانتخابات على جميع المناصب.
وأضافت أن هذه التشريعات عليها تجريم كل ما يتضمن نقلا لمعلومات كاذبة تهدف إلى تقويض الثقة أو المشاركة في الانتخابات.
وتقدم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية استراتيجيات فعالة لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على انتخابات الرئاسة 2024، من خلال: تعزيز المراقبة والتوعية العامة والتعليم والتعاون وتبادل المعلومات والتدابير الفنية والسياسية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانتخابات الأمیرکیة التزییف العمیق فی الذکاء الاصطناعی البنیة التحتیة فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يقتحم البورصة والواي فاي يصبح جهاز مراقبة
سلطت حلقة (2025/10/15) من برنامج "حياة ذكية" الضوء على تطورات تقنية مذهلة تعيد رسم ملامح المستقبل في مجالات متعددة.
وتمتد هذه الابتكارات من تجارب جريئة في عالم الاستثمار المالي إلى أنظمة مراقبة ذكية مدمجة في الشبكات اللاسلكية، وصولاً إلى ثورة متوقعة في صناعة الطيران والنقل الجوي.
وفي جديد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يختبر مراهق أميركي عمره 17 عاماً قدرات الذكاء الاصطناعي في إدارة الاستثمارات المالية بطريقة غير تقليدية.
حيث منح الشاب مبلغ 100 دولار لبرنامج تشات جي بي تي ليتولى مهمة التداول في البورصة بشكل مستقل، مع وضع ضوابط محددة للتجربة تضمن عدالة النتائج وقابليتها للتحليل.
واقتصر الاستثمار على الشركات الصغيرة ذات القيمة السوقية الأقل من 300 مليون دولار، مع استخدام آلية وقف الخسارة لحماية رأس المال من التقلبات الحادة.
ويعرض المراهق النتائج اليومية على النموذج الذكي ويطلب توصيات للخطوة التالية، بينما يستخدم وضع البحث العميق أسبوعياً لإعادة تقييم المحفظة الاستثمارية بشكل شامل.
ورغم أن الشاب نفذ جميع العمليات يدوياً، بقيت القرارات الإستراتيجية في يد الذكاء الاصطناعي، وحققت المحفظة في نهاية الأسبوع الخامس كسباً إجمالياً بنسبة 20.1% بعد أن بلغت ذروتها عند 25.5% في الأسبوع الرابع، قبل أن تتراجع قليلاً بفعل تقلبات السوق الطبيعية.
واي فاي تتفاعل
وعلى صعيد مختلف تماماً، يطور باحثون في جامعة لا سابينزا الإيطالية بروما تقنية تحول شبكات واي فاي العادية إلى أنظمة تعرف متقدمة على الهوية.
ويعتمد النظام المسمى "هوفاي" على مبدأ علمي بسيط، لكنه عميق الأثر، إذ يحلل التأثيرات الفريدة التي يتركها جسم الإنسان على موجات واي فاي بسبب اختلاف نسب الماء والأنسجة والعظام من شخص لآخر.
حيث ينتج عن هذا التفاعل توقيع لاسلكي فريد يشبه البصمة البيومترية التقليدية، لكنه يعمل عن بعد وبدون تلامس مباشر.
إعلانويقرأ النظام معلومات حالة القناة اللاسلكية بدقة مذهلة تصل إلى 95.5% باستخدام راوتر عادي متوافر في أي منزل، معززاً بخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تميز الأنماط الدقيقة في انتشار الموجات.
ويتجاوز النظام حدود المكان الواحد، إذ يستطيع تتبع الأشخاص عبر مواقع مختلفة حتى لو غيروا الشبكات أو انتقلوا إلى أماكن جديدة، وذلك دون حاجة لحمل أي أجهزة ذكية أو التعرض لكاميرات مراقبة تقليدية.
وتستخدم شركة كومكاست الأميركية فعلا نسخة مبسطة من التقنية في أنظمتها الأمنية لرصد الحركة داخل المنازل وتمييز الأشخاص المختلفين.
وتقدم التقنية فوائد واعدة خاصة في المجال الطبي، مثل تتبع مرضى ألزهايمر الذين قد يشردون بعيداً، أو كشف سقوط المسنين تلقائياً دون الحاجة لأجهزة مزعجة أو كاميرات محرجة تنتهك خصوصية المرضى.
لكن في المقابل، تثير التقنية مخاوف خطرة عن الخصوصية الفردية وإمكانية استخدامها في المراقبة الجماعية من حكومات استبدادية.
ويتحول كل مقهى إلى نقطة تجسس محتملة، وكل مطار إلى نظام رصد شامل، دون أن يدرك الأفراد أنهم مراقبون بمجرد وجودهم في مجال إشارة واي فاي.
طيران هجين
ومن جهة أخرى، تشهد صناعة الطيران تحولاً جذرياً نحو الطائرات الكهربائية والهجينة التي تعد بتغيير تجربة السفر الجوي بالكامل.
وتعمل هذه الطائرات بصمت ملحوظ مقارنة بالطائرات التقليدية، كما تعتمد على أنظمة قيادة ذاتية تقلل من الخطأ البشري وتزيد الكفاءة.
وتتعاون شركات عملاقة مثل بوينغ وإيرباص مع مجموعة سفران الفرنسية لتطوير طائرات قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، مزودة بأجنحة مبتكرة تحاكي حركة الطيور لتحقيق أقصى كفاءة في استهلاك الطاقة.
ويمثل هذا التحول استجابة لضغوط بيئية متزايدة ورغبة عالمية في تقليل الانبعاثات الكربونية.
ومع ذلك، تواجه الصناعة تحديات تقنية واقتصادية كبيرة، تبرز في المقدمة محدودية قدرة بطاريات الليثيوم الحالية على تخزين طاقة كافية للرحلات الطويلة دون زيادة هائلة في الوزن، ما يؤثر سلباً على كفاءة الطيران وسعة الركاب.
إضافة إلى ذلك، تتطلب البنية التحتية للمطارات استثمارات ضخمة لتوفير محطات شحن كهربائي سريعة وآمنة، بينما تطرح أنظمة التحكم الذاتي أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة عن المسؤولية عند وقوع أخطاء أو حوادث.
ويتوقع خبراء أن تبدأ الثورة تدريجياً من الطائرات الصغيرة المستخدمة في رحلات قصيرة، ثم تنتقل نحو النقل الإقليمي، قبل أن تصل أخيراً إلى طائرات الركاب الكبيرة العابرة للقارات.
Published On 15/10/202515/10/2025|آخر تحديث: 21:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:39 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ