تتصدر دولة الإمارات إقليمياً في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتوليدي باعتباره أحد المكونات الرئيسية للثورة الصناعية الرابعة وترسيخ أقدامها كوجهة للشركات العالمية والإقليمية العاملة في هذا المجال الحيوي.
ودخلت دولة الإمارات مجال تطوير نماذج اللغات الكبيرة مفتوحة المصدر، ضمن خططها الطموحة لتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفي سياق مسيرتها لترسيخ الاقتصاد المعرفي وتطوير أنظمة اقتصادية جديدة تواكب المستقبل وذلك وفقاً لورقة بحثية جديدة أعدها ” انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي.


وبحسب “البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات”، تعد النماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر مثل (Large language model) و (LLMs) أحد أنواع نماذج الذكاء الاصطناعي التي يتم تدريبها على كميات هائلة من النصوص كي تتعلم الأنماط والقواعد والسياقات والدلالات في اللغة كما تستخدم مسرعات لمعالجة البيانات النصية الضخمة لفهم اللغة البشرية ومحاكاتها.
جهود كبيرة
وأشار “انترريجونال” إلى الجهود الكبيرة التي أطلقتها دولة الإمارات ممثلة في العديد من الجهات الحكومية حيث قال عمر العلماء زير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في تصريح سابق لصحيفة “فايننشال تايمز”: إن الصفقة التي وقعت بين مايكروسوفت للاستحواذ على حصة بـ 1.5 مليار دولار في G42، شركة الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مجرد بداية لتعاون تقني أكبر بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت “فايننشال تايمز” أن أبوظبي ستستثمر بكثافة في مشاريع الذكاء الاصطناعي في الخارج حيث استقطبت قادة الصناعة مثل: سام ألتمان في شركة “أوبن إيه آي” وجنسن هوانغ في ” إنفيديا” .
وفي السياق، أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي نماذج: «بايميدكس»، و«بالو» و«جلام إم»، و«جيوتشات»، و«موبايل لاما» كنماذج لغوية صغيرة وكبيرة متعددة الوسائط تستخدم التعلّم متعدد الوسائط لمعالجة البيانات وتحليلها من وسائط أو مصادر متعددة تتخطى حدود النصوص لتشمل المقاطع الصوتية والصور، مع التركيز بشكل خاص على قدرات هذه النماذج في اللغة العربية.
“معهد الابتكار التكنولوجي”
ويتيح معهد الابتكار التكنولوجي التابع لـ “مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة” لحكومة أبوظبي، نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر (فالكون 40 بي) للاستخدامات البحثية والتجارية والذي يشمل 40 مليار عامل متغير، وهو مدرَّب على تريليون رمز(token)، موفِّراً بذلك إمكانية وصول إلى قدرات متكاملة غير مسبوقة أمام الباحثين والمبتكرين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأعلن معهد الابتكار التكنولوجي عن إطلاق أول منصة متميزة للنماذج اللغوية العربية الكبيرة، وذلك بالتعاون مع منصة “Hugging Face” تحت اسم (OALL) تهدف إلى إنشاء منصة مكرسة لتقييم ومقارنة أداء النماذج اللغوية الكبيرة الخاصة باللغة العربية.
مجموعة ” G42″
وقال مركز ” انترريجونال”: إن مجموعة ” G42″ التي أنشئت في أبوظبي تعد أبرز شركات التكنولوجية الإماراتية الرائدة عالمياً في إنشاء وتطوير تقنيّات الذكاء الاصطناعي والتي أعلنت مؤخراً عن عزمها إطلاق نموذج “ناندا” “NANDA ” كأحدث نموذج لغة كبير للغة الهندية يتكون من 13 مليار بارامتر، والذي دُرِّب على قاعدة بيانات تضم ما يقرب 2.13 تريليون وحدة لغوية، بما في ذلك اللغة الهندية.
وقالت “جي 42”: إن إطلاق نموذج “ناندا” يأتي نتيجة التعاون بين “إنسبشن”، التابعة للمجموعة وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي شركة وسيريبراس سيستمز.
وكانت “جي42” قد أطلقت في أغسطس 2023 نموذج “جيس” أول نموذج لغة كبير مفتوح المصدر ليوفر حلول معالجة اللغة الطبيعية القائمة على العربية، وفتح المجال للوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي للغة الأم لأكثر من 400 مليون من المتحدثين باللغة العربية على مستوى العالم.
ما هي “نماذج اللغات الكبيرة”؟
واستعرضت ورقة “انترريجونال” تعريف العديد من الشركات التقنية والأكاديميات العلمية لمفهوم “نماذج اللغات الكبيرة” المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث ذكرت شركة “Shaip ” العالمية أن نماذج اللغات الكبيرة تعد بمثابة أنظمة ذكاء اصطناعي (AI) متقدمة مصممة لمعالجة وفهم وإنشاء نص يشبه الإنسان استناداً إلى تقنيات التعلم العميق المدربة على مجموعات بيانات ضخمة.
وبحسب موسوعة “ويكيبيديا” فإن النموذج اللغوي الكبير هو نوع من نماذج اللغة يتميز بقدرته على فهم وتوليد اللغة للأغراض العامة باستخدام كم هائل من المعطيات.
ووفقاً لشركة “أمازون ويب سيرفيسز (AWS” العالمية، تعرف نماذج اللغة الكبيرة بكونها نماذج تعليم عميق كبيرة جدًا مدرَّبة مسبقًا على كميات هائلة من البيانات قادرة على التدريب والتعلم الذاتي وتتوفر العديد من التطبيقات العملية لنماذج اللغات الكبيرة مثل: كتابة المحتوى باستثناء GPT-3 وChatGPT، فيما يمكن لنماذج: Claude وLlama 2 وCohere Command وJurassiccan كتابة محتوى أصلي، فيما يقترح نموذج AI21 Wordspice إجراء تغييرات على الجُمل الأصلية لتحسين الأسلوب والصياغة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

شركات عالمية تستعرض أحدث حلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في جيتكس

شهد معرض "جيتكس جلوبال 2025"، مشاركة واسعة من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، التي استعرضت أحدث ابتكاراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والحوسبة السحابية، في ظل تركيز متزايد على دعم المؤسسات الحكومية والخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد فهد المنيس الرئيس التنفيذي للعمليات والرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "ITS" الكويتية، أن الشركة تواصل تعزيز ريادتها في تقديم الأنظمة البنكية الإسلامية والاعتيادية المتكاملة، مشيراً إلى توسع الشركة في الأسواق الخليجية الأفريقية وآسيا الوسطى.

أخبار ذات صلة "جي 42" تستعد لإطلاق سحابتها السيادية للذكاء الاصطناعي بفرنسا كاليفورنيا تُقرّ قانوناً تاريخياً لحماية الأطفال من روبوتات الدردشة

وأوضح أن الشركة تسعى حالياً لتطبيق حلولها التقنية مثل منصات التمويل الإسلامي الذكي في مؤسسات كبرى مثل بيت التمويل الكويتي، بهدف تحسين كفاءة العمليات وتقليل المخاطر التشغيلية من خلال تقنيات متقدمة.
من جانبه أكد محمد يوسف مدير التسويق في الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة "ريد هات" العالمية، أن البرمجيات مفتوحة المصدر تمثل محوراً أساسياً لاستراتيجيات الذكاء الاصطناعي لدى المؤسسات في المنطقة، مشيراً إلى نتائج استطلاع حديث أجرته الشركة في دولة الإمارات أظهر أن 83% من المشاركين يعتبرون الذكاء الاصطناعي أولوية خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة، فيما أكد 100 من قادة تكنولوجيا المعلومات أهمية الحلول مفتوحة المصدر في تقليل التكاليف وتعزيز السيادة الرقمية.
وأضاف أن الشركة تركز على تطوير المهارات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية الهجينة، بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية وذلك لمواجهة التحديات المرتبطة بندرة الكفاءات التقنية.

وأشار يوسف إلى أن دولة الإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، مشددا على أهمية الاستثمار في دمج المعرفة المؤسسية بالأنظمة الرقمية المتقدمة لتحقيق أقصى قيمة للعملاء.
من جهته قال المهندس مؤيد الفارس مدير هندسة المعمارية المؤسسية في شركة "توري هاريس" الأميركية لحلول الأعمال، إن الشركة تسعى لتوسيع تواجدها الإقليمي من خلال مكاتبها في دبي والرياض، موضحا أن منتجاتها مثل نظام "ديجيتال إيكو سيستم"، ومنصة إدارة واجهات برمجة التطبيقات "API Management"، تمكن المؤسسات من تسريع التحول الرقمي وتعزيز التكامل مع الشركاء.
ويعد معرض "جيتكس 2025"، المقام حاليا في مركز دبي التجاري العالمي، منصة استراتيجية تجمع قادة التكنولوجيا وصانعي القرار، لعرض أحدث الاتجاهات والابتكارات في مختلف القطاعات لا سيما الذكاء الاصطناعي الحوسبة السحابية الأمن السيبراني والمدن الذكية بما يعكس رؤية دولة الإمارات في تعزيز ريادتها الرقمية عالمياً.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ريادة إماراتية في توظيف الذكاء الاصطناعي بمجال الأمن السيبراني
  • الإمارات تعزز ريادتها في الابتكار التكنولوجي باستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع البحري
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • إطلاق برنامج «آفاق» لتمكين التربويين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
  • نوكيا: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم مستقبل أمن الشبكات في المنطقة
  • مايكروسوفت تكشف عن أول نموذج توليد صور بالذكاء الاصطناعي خاص بها
  • الإمارات وكندا تبحثان فرص تنمية الشراكات الاقتصادية في مجالات الذكاء الاصطناعي
  • مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي يبدأ العمل العام المقبل
  • شركات عالمية تستعرض أحدث حلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في جيتكس
  • «دو» تُطلق مجمع «AI Park» ومنصّة الذكاء الاصطناعي الوطنية الهجينة