أحمد نجم يكتب : روحي وروحك حبايب
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
عندما شدت الفنانة الرائعة الراحلة وردة الجزائرية بإحساسها المرهف اغنية
روحى وروحك حبايب
من قبل دا العالم والله
وهي من كلمات الشاعر الغنائي صالح جودت و الحان الموسيقار فريد الاطرش بالتأكيد سمعها عشاق فن الفنانة وردة وأنا أحدهم بأرواحهم ودلفت كلماتها إلي أعماق الروح ليبحث كلا منا عن روحه الأخري في الآخر .
حين نبحث عن روحنا في الأخر . يطل علينا التفكير ليشغل وقت كبير من أوقات حياتنا فنحن نتاج إختياراتنا يبهرنا التفكير وأحلامه بالأمل وتوجعنا لحظات التفكير حين نعيش لحظات الألم . و يتوه العقل بين الواقع و الحلم . حين نحاول إقناع أنفسنا بأنه لابد أن نحكم العقل في تصرفاتنا ونحتكم للواقع . ونرضي بما قسمه الله لنا لتظل الروح عند بعضنا تبحث عن مستقرها في روح الأخر ..
حينها نبحث داخلنا عن إجابة لتساؤل عن مدي التقارب بين العقل و الروح و النفس ، وهل هم شئ واحد . أحيانا كثيرة نفكر وننظر و نتأمل بالعقل و أحيانا نتساءل بأرواحنا كما شدت الرائعة أم كلثوم اسأل روحك . فالروح هي كل شئ حي في جسم الإنسان ، فإذا اختفت الروح من جسم الإنسان مات كل شئ فيه .
امي رحمة الله عليها وعلي جميع الأمهات المتوفيات كانت تقول لي حينما أغضب من شئ ، خلي روحك حلوة كده وحب كل الناس . إذا فتلك المرأة المصرية هي نموذج لأمهات كثيرات زرعوا فينا حب الروح ، ثم ظهرت جملة جميلة جدا حين نلتقي بإنسان ٱخر ونصفه بأننا أحببناه لأن روحه حلوة .
الروح توجد في كل جسد الإنسان ، من رأسه حتي قدميه ،أسكنها الله في كل عضو بجسد الإنسان ، دون أن يكون لها مكان معين بالجسد ، و عندما سُئل الإمام الشافعي عن هل الروح تحمل البدن أم البدن يحمل الروح ؟ قال الروح تحمل البدن ، بدليل أن الروح إن فارقت البدن وقع البدن جثة هامدة لا قيمة لها .
اعتبر الفيلسوف اليوناني أفلاطون بأن الروح هي المحرّك الأساسي للإنسان وأنها تتكون من ثلاثة أجزاء هي النفس والعقل والرغبة ، واعتقد افلاطون بأن النفس هي المتطلبات الشعوريّة أو العاطفيّة ، أما الرغبة فهي متطلبات الجسد ،
لذلك دوما نقول إن الروح للروح بتحن و القلوب عند بعضها .أحيانا كثيرة نفكر بشخص ما ، وما هي إلا لحظات حتي نفاجئ به يطرق الباب أو نتلقي منه إتصالا هاتفيا ، إذا هناك التقاء أرواح بين القلوب الصافية ، حين تبحث عنها تأتيك من خلال عدة وسائل ..
أتذكر مقولة قرأتها للمفكر العبقري الأديب و الصحفي الراحل أ.انيس منصور قال عندما تفكر في إنسان عزيز لديك لمدة من 15 إلي 20 ثانية و تملأ روحك كل تفاصيله ، لا تمضي دقائق إلا و يأتيك بأكثر من وسيلة . لانه في تلك اللحظة يتلقي إتصال غير مرئي لكنه محسوس إتصال روحي من روحك لروحه . حينها تقول له ،و الله كنت لسه بفكر فيك أو عمرك أكبر من عمري .
أحيانا كثيرة نلتقي في حياتنا بأشخاص لا نعرفهم من قبل ، لكننا نشعر بأننا التقينا بهم و نعرفهم معرفة جيدة من قبل . فيما يعرف بتألف الأرواح . بالتأكيد حدث لكلا منا موقف لا ينساه.
حدث معي عندما كنت ضمن فريق المستشارين الإعلاميين للدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية الأسبق وكنت أنا مع أخي وصديقي الأديب و المذيع البارع بقناة العربية محمود الورواري والصديق العزيز الكاتب الصحفي وليد عبد الرحمن مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط و أنا . في لقائنا الأول مع معالي الوزير وقبل إجتماعه معنا صافحني قائلا أنا رأيتك فين من قبل يا أستاذ نجم. بأدب جم رددت علي سيادته بأنني تشرفت بلقاء سيادته الأن . وأصر معالي الوزير علي أنه رأني من قبل لكنه غير متذكر أين . فيما بعد إحتفظنا معا بعلاقة جيدة جدا ربما بدأت قبل أن نولد في عالم تلاقي الأرواح .
أنقي حب هو حب الروح للروح فلا يمكن أن يكون الفراق إلا بالموت ، و إذا إبتعد الحبيب بجسده تظل روحه تسكن روحك لأن حب الروح بلغ الخلود الأبدي الطاهر ، لا يعرف الخداع ، فإن حب الجسد فاني وحب الروح هو الحب الخالد لأنه عشق المعشوق .
حين تتعلق الأرواح بأخرى لا تستطيع أن تبتعد عنها أو تنساها، لأنها أعمق إحساس فيظل معك طوال حياتك ، فلا تستطيع أن تحدد هل روحك متعلقه بشكله أو بكلامه أو هندامه ،فلا تتلقي إجابة سوي ان روحك الكامنة في كل أنحاء جسدك تحبه بل تعشقه .
ومن المستحيل أن تجدها في إنسان أخر لأن الروح دائما واحدة فقط بدون بديل . أنت يمكن أن تحب بعينيك صورة تراها جميلة و تتغير أو تنساها ، لكن من المستحيل أن تحب روحا صادقة و تنساها لأن حب الروح للروح لا يفني ..
نعم ..
روحي وروحك حبايب
من قبل دا العالم و الله .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من قبل
إقرأ أيضاً:
إمام مسجد عمرو بن العاص: البركة سر إلهي تلمس آثاره والمعصية تزيله
أكد الدكتور مصطفى عبد السلام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، أن البركة تعد من أعظم المنح الإلهية للإنسان، ووصفها بأنها "سر من أسرار الخالق" لا تخضع للمقاييس المادية ولا تُرى بالعين المجردة، وإنما تُدرك آثارها في مختلف جوانب الحياة.
وخلال استضافته في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أوضح الدكتور عبد السلام أن حلول البركة في القليل من المال يجعله وافرًا، ونزولها على المريض يعجل بشفائه، وإصابتها للفاسد تصلحه، بل إنها ترفع شأن الصغير وتعيد الخير إلى ما فقد بركته.
كما أشار الدكتور عبد السلام إلى فضل وقت الفجر، مؤكدًا أنه وقت مبارك تتنزل فيه البركة وتُستجاب فيه الدعوات، مستشهدًا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "وبارك لنا فيما أعطيت". وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الدعاء بالبركة في بداية كل يوم، مما يعكس وعيه بأهمية التماس البركة في كل ما يملكه الإنسان.
وبيّن الإمام أن هناك من يُرزق بوفرة المال أو الصحة أو الأبناء، لكنه يفتقد الشعور بالسعادة والطمأنينة، مرجعًا ذلك إلى نزع البركة من تلك النعم. وشدد على أن البركة لا ترتبط بكمية النعمة بل بمدى نفعها وبركتها، فقد يمتلك الإنسان أضعاف ما يملكه غيره ولكنه لا يشعر بالرضا أو الاستقرار بسبب الابتعاد عن الله وارتكاب المعاصي.
المعاصي سبب في زوال البركة
أوضح الدكتور عبد السلام أن المعاصي والذنوب تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زوال البركة، قائلًا: "قد يمنحك الله زوجة وأبناء ومالًا، لكنك لا تجد السعادة والاطمئنان لأن البركة قد رُفعت نتيجة تقصيرك في حق الله". وأشار إلى أن التوبة الصادقة والعودة إلى الله هما السبيل لاستعادة البركة، مضيفًا: "العبد إذا تقرب إلى الله وداوم على الذكر والاستغفار، أعاد الله إليه بركة حياته".