موقع النيلين:
2025-12-07@17:45:57 GMT

مكي المغربي: رسالتان من البرهان في عيد الجيش!

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

مكي المغربي: رسالتان من البرهان في عيد الجيش!


قرأ الناس خطاب قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من زوايا مختلفة، وقبل تسليط الضوء على ما اخترته، لا بد من التأكيد على أن الخطاب يضعنا مجددا أمام الصورة الحقيقية الناصعة، وهي .. قائد جيش ظاهر غير مستتر، نعم صحيح هو في حالة مواجهة مع العدو، ويأكل العدس لأيام ويشرب “موية البحر” ولا يجوب بالمروحية أرجاء العاصمة حاليا، ولا يتنقل بالبر إلا في سياق الحرب والعمليات العسكرية، ولكنه قائد حقيقي لجيش متماسك، وليس ذكاءا اصطناعيا أورجلا مجهول الحال والمصير، هو قائد قوات نظامية وليس مجموعات متشرذمة منقسمة على خطوط العشائر ومتوجسة من بعضها، مجموعات كانت يوما مليشيا شبه نظامية، وكانت يوما ما لديها غطاء سياسي ومطبلاتية يجوبون السفارات والعالم ويأكلون السحت لتخريب وطنهم، والآن، لا شيء لهم سوى السمعة السيئة ولعنات الشعب وخذلان العالم.


نعم صحيح المقارنة ذاتها بين جيش ومليشيا ليست محبذة، مثل مقارنة السيف بالعصا، ولكن لا بد من ذلك بغرض الإيضاح لأن رجلا مثل حمدوك (بعد ١٤ سنة خدمة في ثانوي) أطل علينا في بواكير المخطط زاعما أن هذه حرب بين (جيشين) متجاوزا بذلك أسوأ (القحاتة) الذين قالوا هي حرب بين (جنرالين) واستحوا أن يقولوا بين جيشين.
الرسالة الأولى التي أخترتها في خطاب البرهان حديثه عن مجازر دارفور والعدالة الواجبة ضد مليشيا الدعم السريع، وأعجبني جدا سرده لأسماء المناطق في الفقرة (فكيف يمكن أن تأتي الديمقراطية بإرتكاب جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة وكتم وطويلة وسربا وصليعة ومنواشي وكاس وكل شبر وطأته أقدام المتمردين في البلاد منذ تمردهم المشؤم).
يأتي هذا الحديث من البرهان بعد تشكيل لجنة انتهاكات مليشيا الدعم السريع إذ لا بد ان يتم توطين القضية والإجراءات أولا داخل السودان ثم التحرك بعد ذلك في التعاون والتوضيح الخارجي بما لا يؤثر في سيادة البلد واختصاص القضاء الوطني، وذلك موضوع آخر سيأتي شرحه وتناول محاذيره، ولكنني اختصارا أقول أن هذه اللجنة معنية بالانتهاكات كلها وبالمنتهكين كلهم سودانيين كانوا أم مرتزقة، ومن عاونهم أفرادا كانوا أم مؤسسات داخل أو خارج السودان، لأن الدم الذي أريق دم سوداني وحمايته واجب على الحكومة السودانية ونظامها العدلي.
الرسالة الثانية التي أخترتها من خطاب البرهان في عيد الجيش هي رسالة محلية ووطنية وصادقة، وهي إشادته بالقوات النظامية وبالمتطوعين والمستنفرين من المواطنين الذين امتزجت دماؤهم -والحديث للبرهان- بدماء أشقائهم من القوات المسلحة والأمن والشرطة.
الآن الآن، عزيزي المواطن وأنت تقرأ هذا العمود، هنالك جندي لزوم يصوب سلاحه نحو العدو الذي يرغب في سرقة ممتلكاتك وانتهاك عرضك في أي مكان في السودان وليس الخرطوم وحدها، الآن الآن عزيزي المواطن، هنالك متطوع مدني .. ودع أمه وزوجته أو خطيبته لأنه يؤمن بالدفاع عن الوطن والانحياز الخالص للجيش، يفعل ذلك تقربا إلى الله .. وقد مضى إلى الله منهم عدد كبير .. وفي ذات الوقت هنالك من يجتمع مع المليشيا في أديس وغيرها ويتلقى الرشوة حتى يبصق على الجيش ويقارنه بالميليشيا ويزعم أن الجيش لا خيار له سوى القبول بدمجهم معه.
البرهان .. أرسل تحياته واعلن افتخاره بالنظاميين والمتطوعين .. فالاستنفار الشعبي سيمضي للأمام حتى نهاية المعركة، وما بعدها.
ختاما شغل الناس وحق لهم أن ينشغلوا ويقلقوا هو عبارة قائد الجيش في الخطاب (لم نكن يومها نتصور أن تمتد يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع…) لم يروق لكثير من الناس مفردة (نتصور) .. لأن الأمر ليس بالتصورات بل بالمعلومات والقراءة الاستخبارية والتي يقال أنها كانت موجودة.
ولكنني إذا رغبت تجويد العبارة فإنني أعلق على أن الغدر لم يكن من حميدتي وحده .. الدائرة تتسع لتشمل أحزاب سياسية وقيادات .. غدرت وستغدر كلما رأت “ربطة من الدولارات” أيضا هنالك شخصيات تنفيذية وسيادية غدرت .. والأخطر من ذلك دول كبيرة وصغيرة غدرت، بعضها توقف وأنكر وبعضها مستمر.
إن “حرب أم قرون” كانت قرونا من الشر والخيانة ولم تكن تشبه الضفائر المنسدلة على جانبي وجه الحسناء، كانت صولة لقرون الشيطان، كانت ولا تزال كذلك.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما في كيزان!!

أطياف

طيف أول:

المرآة التي تدين الملامح في كل مرة، خرجت زواياها تهمس بالسقوط!!

ولن نسمح للإسلاميين الذين أسقطتهم الثورة ولا للدعم السريع بالعودة إلى المشهد مجددًا)، تصريح أدلى به القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان.

خطاب يعكس حالة ارتباك واضحة، تكشف أن الجنرال ما زال يمارس هواية القفز على حبل التصريحات؛ فتارة يرضي الإسلاميون بقوله (ما في كيزان في الجيش)، وهي العبارة “المريحة” التي تشكّل طوق حماية لهم، وتشتّت الأنظار عن مراقبتهم كفاعل رئيسي في ميدان الخراب، يعيثون فسادًا ودمارًا.

فالبرهان عندما يقول: أين هم الكيزان؟

يجب أن يبدأ بنفسه، أليس هو رئيس المؤتمر الوطني في محلية نيرتتي الذي أخبرنا عنه أمين حسن عندما قال إن البرهان أكثر من عضو في الحزب؟! فالجنرال أصبح يصرّح بخطابات باهتة، مستهلكة، متناقضة، لا تسمن ولا تُغني من جوع، لأنه فقد مصداقية القول الذي يتبعه الفعل.

ولكن لماذا اختار البرهان هذا التوقيت ليضع الإسلاميين في كفة الدعم السريع، أي في مكان القوى المدنية (المليشيا والقحاته)!!

وهو الذي يصمم على مواصلة حربه مع الفلول ضد الدعم السريع، الأمر الذي ظهر في قوله (لا يوجد حل للأزمة السودانية إلا عسكريًا). إذن ما الذي جعله يهدد بإبعاد الإسلاميين في هذا التوقيت؟

فالجنرال يرى الآن أن التنظيم ضُرب في مقتل بقرار تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وهو القرار المتوقع اعتماده من قبل الإدارة الأمريكية، والذي يدفعه قرار الكونغرس بتصنيفهم في جميع أنحاء العالم، بما فيهم إخوان السودان.

القرار يكسر شوكتهم في الخارج والداخل، ويجعل كلمتهم أضعف، ليس على القرار السيادي في السودان، وإنما على الجنرال المقيد في حصونهم. فالقرار يمنح البرهان في البداية أقل حقوقه (حرية التعبير).

وكنا قد تحدثنا أن قائد الجيش في رحلته إلى أمريكا أبلغ مسعد بولس أنه موافق على السلام، لكنه نقل مخاوفه إلى الإدارة الأمريكية بأن الميدان يسيطر عليه الإخوان المسلمون، وأن قرار وقف الحرب بيدهم. وعاد البرهان إلى مطرحه بعد أن برّأ نفسه من مسؤولية استمرار الحرب، وهذا ربما يكون من أهم الأسباب التي جعلت أمريكا تتحدث عن ضرورة تنقية الجيش من الوجود الإخواني، لأن شهادة البرهان بوجودهم في القوات المسلحة ليست فوقها شهادة.

وبالأمس حملت وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكية (نوفمبر 2025)، والتي نشرها البيت الأبيض، وفي صفحتها رقم 29، فقرة (أفريقيا الثانية)، موقفًا واضحًا للرئيس الأمريكي من وجود الإخوان المسلمين في القارة الأفريقية. وجاءت الفقرة 29 كالآتي: (هناك فرص للانخراط في التفاوض لإيجاد حلول وتسويات للنزاعات في الكونغو الديمقراطية، رواندا، والسودان، ومنع نزاعات أخرى من الاشتعال في إثيوبيا، الصومال، وإريتريا. كما يجب أن نكون على حذر من النشاط الإرهابي الإسلامي الذي يطل برأسه في أجزاء من أفريقيا، مع تجنب أي التزامات بوجود عسكري أمريكي في القارة).

وتؤكد الاستراتيجية أن دور الولايات المتحدة في أفريقيا سيكون دبلوماسيًا بالدرجة الأولى، عبر دعم المفاوضات والحلول السياسية للنزاعات القائمة.

لكن الوثيقة التي قالت إنها تستبعد وجود جنود أمريكيين على الأرض، لم تقل إن أمريكا لن تدعم وجود جنود من جنسيات أخرى أو وجودها على الأرض عبر آليات مثل المراقبة والمسيرات!! وتزامنًا مع ذلك، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها تدرس فرض عقوبات أوسع على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع تعثر جهود وقف إطلاق النار في البلاد!!

وتقديم ترامب للحل السياسي على الحل العسكري يعني أن البرهان موافق على التفاوض، وأن أمريكا ليست بحاجة إلى التدخل العسكري طالما أن طرفي الصراع أبديا رغبة في التفاوض. لذلك فإن خطاب البرهان عن استمرار الحرب وأن الحل سيكون عسكريًا هو خطاب تقتضيه المرحلة الآنية، مرحلة وجود الكيزان وسيطرتهم على الميدان. ولكن عندما تعتمد أمريكا قرار التصنيف الكامل سيعلن البرهان موافقته على الحوار والسلام.

وتصنيف الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا يكشف فشل الدبلوماسية الانقلابية في تسويق مشروعهم، وتسويق الحرب، وقبلها تسويق الانقلاب، وبعدها فشل مطالبتهم بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، وفشلهم في الحصول على قرار لمحاسبة دولة الإمارات. كلها مطالب لم تجد أذنًا صاغية عند المجتمع الدولي، مما يعني أن الدبلوماسية الكيزانية بالخارج أصبحت تشكّل عبئًا على الدولة، وأن السفراء بالخارج يجب أن تطالبهم الدولة بتقديم استقالاتهم أو إعفائهم. لأن حصار التصنيف للإخوان، الذي تدق طبوله الآن الولايات المتحدة الأمريكية، لن يكون سببًا في سقوط النظام، ولكنه سيكتب نهايته حقبة سياسية ودبلوماسية مظلمة. وقتها سيكون صدقًا: ما في كيزان.

طيف أخير:

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك: (من “الصادم” أن نرى التاريخ يعيد نفسه في كردفان بعد وقت قصير من الأحداث المروعة في الفاشر.. ويجب ألا نسمح بأن تلقى كردفان نفس مصير الفاشر).

تصريح إنساني، لكنه يكشف حالة الميدان العسكري، وأن الدعم السريع يتمدد!!

الوسومصباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • الأخضر يختتم تحضيراته استعدادًا لمواجهة المنتخب المغربي سعيًا لحسم الصدارة
  • قائد البحرية الإيرانية: نطاق قيادة الجيش بلغ المياه البعيدة والمحيطات
  • دولي إيفواري يستهزئ بالمنتخب المغربي
  • بعد الثلاثي المغربي.. عدي الدباغ ينذر الزمالك بفسخ تعاقده (خاص)
  • قائد الجيش الأوكراني: بلادنا أصبحت درع أوروبا في مواجهة الحرب الروسية
  • بعد حركة أكروباتية طرد المغربي عبد الرزاق حمدالله !
  • ما في كيزان!!
  • بعد اعتراض أسلحة كانت بطريقها إلى حزب الله.. الجيش الأميركي: للولايات المتحدة وشركائنا الإقليميين مصلحة مشتركة في ضمان نزع سلاح الحزب
  • سوريا.. الجيش الأمريكي يعلق على اعتراض أسلحة كانت بطريقها إلى حزب الله بلبنان
  • قائد الجيش يطلع سفراء مجلس الأمن على خطّة الجنوب ومرحلة ما بعد اليونيفيل