مواطن يمني يبيع ابنته القاصر بحضور أمها وشيخ قبلي ومحامٍ.. بعد أيام من بيع الطفلة عُلا (وثيقة)
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أقدم مواطن يمني على التنازل بابنته لمواطن آخر مقابل احتضانها، حتى بلوغ سن الزواج، بعد عجزه عن توفير ضروريات الحياة لأسرته.
وأظهرت وثيقة موقعة بتاريخ 26 يوليو 2023، بين الطرف الأول غالب عبده صلاح والطرف الثاني يدعى طاهر أحمد يحيى الغرباني، تقضي بتسليم الطفلة ذات الثمان سنوات من العمر، إلى الطرف الثاني، حتى بلوغ سن الزواج.
وتنص الوثيقة التي تضمنت توقيع والدي الطفلة، وحضور شيخ قبلي ومحامٍ، على أن يتنازل الأب عن حضانة ابنته، ويقوم الطرف الثاني برعايتها حتى بلوغ سن الزواج وتزويجها دون أن يتدخل الأب في شؤون الزواج، وعلى الأب الحضور لعقد القران.
ولم يتمكن المشهد اليمني، من التعرف على المنطقة التي ينحدر إليها الطرفان، في ظل تكاثر الحوادث المماثلة، في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
اقرأ أيضاً أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني انزلاق سيارة من عقبة مخيفة جنوبي اليمن ومقتل وإصابة الركاب إعلان أمريكي عن ‘‘مبادرة مذهلة’’ بشأن اليمن هجوم حوثي عنيف على محافظة جنوبي اليمن ووصول تعزيزات كبيرة درجات الحرارة المتوقعة في اليمن شاب يقتل عمه وزوجة عمه بإطلاق وابل من الرصاص عليهما داخل المنزل بعمران ثورة المرتبات سعودي يمدح رفيقه اليمني ويتحسر على فراقه ويروي قصيدة مؤثرة يتناقلها كل مغترب يحن لليمن ”فيديو” بينها الرواتب والمطار.. أنباء عن وصول وفد عماني إلى صنعاء لاستئناف المفاوضات وطرح هذه الملفات على جماعة الحوثي قيادي في الانتقالي يخاطب ”عبدالملك الحوثي”: خلصونا من تعز ومأرب وسنتوصل معا إلى حل الرجال الشجعان لإنهاء الحرب وصرف المرتبات.. السعودية تدعو الحوثيين لتحكيم العقل وقبول ”المبادرة الاستراتيجية” الفنان اليمني ”نبيل الآنسي” يعتذر ”لله ورسوله” بعدما أثار ضجة بظهوره مع ”علي البخيتي” ويوضح السبب ”فيديو”وتأتي الواقعة، بحسب تأريخها، بعد أيام من خروج قضية مماثلة إلى العلن، حيث أقدم مواطن في محافظة ريمة على بيع ابنته "الطفلة علا" كجارية لرجل كبير في السن، ثم تزويجها منه قبل أن تتمكن من الفرار وكشف تفاصيل القصة.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
مطرقة العدوان وسندان الوساطة
كرر قادة في حركة «حماس»، أكثر من مرة، بعد إقرار «خطة ترامب»، بأن الحركة لن تقبل بـ «النموذج اللبناني» لتطبيق «خطة ترامب». ذلك يعني أنها لن تقبل بأن تُستأنف الحرب من طرف واحد هو، دائماً، الطرف الإسرائيلي، وبتدبير وتواطؤ، من قبل «الوسيط» الذي هو، دائماً، الطرف الأميركي. المقارنة تجوز تماماً لأن التشابه يكاد يصل إلى حد التطابق. اللاعبون هم أنفسهم في المشهدين اللبناني والفلسطيني. واشنطن والكيان الصهيوني والكومبارس العربي، من جهة، والمقاومة اللبنانية أو الفلسطينية وداعموهما، من جهة ثانية. تحذير قيادة «حماس» لم يغيِّر في المشهد العام للتطبيق. العدو الصهيوني واصل، برعاية وشراكة أميركية دؤوبة، تغطية استئناف العدوان الإسرائيلي.
كما في لبنان كذلك في غزّة: غارات وتدمير وتقدم واغتيالات، إلى استمرار حصار الموت والتجويع والإبادة، ولو بضجّة عالميّة أقل. احتواء تلك الضجة هو بيت القصيد بالنسبة إلى حرب الإبادة في غزّة. أمّا بالنسبة إلى لبنان، فقد كان الهدف، ولا يزال، تجاوز خسائر وأكلاف التقدّم البري الإسرائيلي، وبينهما نزوح عشرات الآلاف من مستوطني مستعمرات الشمال، فضلاً عن مخاطر تنامي الهجرة من الكيان، ومعظمها دائم، بما قارب مئة ألف مستوطن.
في المجريات والوقائع أن الخسائر في صفوف المقاومتين وداعميهما لم تكن بسيطة، ولا تزال. آلة القتل والتدمير الصهيونية، وهي، أيضاً، آلة أطلسية بقيادة واشنطن، متفوقة، بما لا يقاس على الطرف الآخر. بعد المقاومة والصمود الأسطوريين، لعبت الحملة الشعبية السياسية العالمية دوراً كبيراً في إحداث تبدّلات جوهرية في المشهد الدولي لغير مصلحة تل أبيب وواشنطن وشركائهما الإقليميين والدوليين: رفضاً وإدانة لحرب الإبادة الهمجية.
الفريق الدولي المفترض أنه في الطرف النقيض، لم يلعب الدور المطلوب في مواجهة الخطط الأميركية والإسرائيلية
لكن الفريق الدولي المفترض أنه في الطرف النقيض، لم يلعب الدور المطلوب في مواجهة الخطط الأميركية والإسرائيلية. المقصود بذلك دور كلٍّ من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية. لقد شكّل هذا العامل السلبي الأخير عنصر خلل غير بسيط. تبدّى ذلك بدرجات متفاوتة طوال فترة الحرب الممتدة على مدى أكثر من سنتين ولا تزال. هو تبدّى في العدوان الأميركي والإسرائيلي على إيران، وتمثّل، أخيراً، في إجازة «خطة ترامب» السيئة الذكر من قبل مجلس الأمن الدولي. إن ما أُدخل من تعديلات أثناء نقاش الخطة، لم يكن يعبِّر عن الحد الأدنى من شروط توازنها: في النص، ثم في التطبيق.
الأخطر أن قرار مجلس الأمن قد أعطى صك براءة عن كل السلوك والجرائم الأميركيين والإسرائيليين، في الحرب الراهنة.
لم تكن واشنطن أكثر انخراطاً في دعم المشروع الصهيوني كما هي اليوم. ولم يكن أي رئيس أميركي أكثر حرصاً على رعاية كل معارك الكيان وتزويده بكل أدوات عدوانه وجرائمه، مالياً وعسكرياً وديبلوماسياً واستخباراتياً، كما الرئيس الأميركي الحالي في ولايته السابقة، والحالية، عبر دعم حكومة أقصى اليمين العنصري الفاشي برئاسة نتنياهو.
لقد استفادت واشنطن من مجموعة من العوامل للمضي في مخططها العدواني الشامل حيال الوضعين اللبناني والفلسطيني، ثم السوري، فضلاً عن منطقة الشرق الأوسط عموماً. لعب استنزاف روسيا في حرب أوكرانيا دوراً كبيراً في التوصل إلى نوع من تحييد موسكو في سوريا، بعد أن تمكنت عام 2015 من إحداث تحول جوهري في الصراع، فيها وعليها، لمصلحة سلطة الرئيس بشار الأسد.
لكن الرئيس بوتين الذي كان أول من اعترض على التفرد الأميركي، قد بات بعد حوالى 3 سنوات من حرب أوكرانيا، بحاجة إلى خدمات إدارة ترامب، تحديداً، من أجل ترجمة بعض نجاحاته في تلك الحرب. لن يحصل ذلك، حتماً، دون أثمان يدفعها لواشنطن. وهي أثمان ذات أبعاد دولية أو إقليمية استراتيجية في أكثر من منطقة في العالم: من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط وسواهما.
ينطبق ذلك على الصين بدرجة أقل. ذلك أن واشنطن لاعب رئيسي في مشكلة تايوان. وهي قد قادت ضغوطاً متعددة العناوين على بكين. دعمت الانفصال. أقامت الأحلاف لتطويق مشروع توحيد الصين. فرضت رسوماً عالية على الواردات الصينية. حرّضت على مشروع «الحزام والطريق» وأقامت، وما تزال، العوائق في طريقه.
إنّ ما جرى الحديث عنه بشأن «التحالف الأوراسي» وقدرته على إدارة مواجهة كونية مع واشنطن، كان أقرب إلى التمنّيات. واشنطن ما تزال اللاعب الأهم، وغالباً الوحيد، على المستوى الدولي، خصوصاً في الحقول الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والأمنية والديبلوماسية.
لم تضع الحرب أوزارها، ولم يتحقق الكثير من أهداف الطرف الأقوى فيها. الصراع مستمر بكل أشكاله، وكل الاحتمالات قائمة، بما فيها تصاعد العنف والعودة إلى الحرب الشاملة من قبل الفريق الأميركي الإسرائيلي.
من «صفقة القرن» (الترامبية) إلى «خطة ترامب» الحالية، الأهداف واحدة وعدوانية توسعية وشاملة: السيطرة الأميركية الكاملة على «الشرق الأوسط الكبير»، وفي كنفها، قيام إسرائيل التوراتية (من الفرات إلى النيل) وأوسع. ذلك يملي المضي في خياري الصمود والمقاومة، وتعزيزهما، في كل الحقول، وبكل العناصر والإمكانات الضرورية والمتاحة. كذلك ينبغي تحصينهما بخبرة ودروس المراحل السابقة من تجارب الصراع والعلاقات والأدوار والقوى ذات الصلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية (التي تمارس في لبنان وفلسطن وسوريا، الدور الأساسي في محاولة تحقيق أهداف العدوان، بينما تمارس تل أبيب دوراً ثانوياً!).
واشنطن ينبغي ألا تـكون عدواً ووسيطاً في الوقت نفسه، في كل الأوقات والأزمات. ثم إن الطابع المصيري للصراع الضاري الراهن يملي أولويات لا يصح التعامل معها بالفئويات، أو بنزعات التفرد والكيدية والانتهازية. في مجرى ذلك تقع مسألة المحافظة على أداة المواجهة الأساسية، أي المقاومة المسلحة، في طليعة ما ينبغي اتخاذه من قرارات: طالما استمر الاحتلال جاثماً، أو العدوان ماثلاً، مهما طال الزمن وبلغت الأكلاف.
الأخبار اللبنانية