سودانايل:
2025-12-10@01:59:30 GMT

كتاباتي: عن قراءة الروايات

تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT

كعادته، دائمًا ما يطرح عبد الله الخير أسئلة عميقة وغير تقليدية، تلك التي تحفّز التفكير وتفتح آفاقًا جديدة للتأمل. فالسؤال، منذ نشأة الفلسفة في بلاد الإغريق، كان مفتاح الدهشة، والدهشة هي أمّ الفكر والمعرفة. وفي إحدى مداخلاته على منصة نادي 81 للكتاب، طرح د. عبد الله الخير تساؤلًا حول قراءة الروايات وجدواها، متناولًا الفوائد الجمّة التي تنطوي عليها هذه العادة.

وقد قدّم تفصيلًا غنيًا حول ذلك، مما أثار تفاعلًا من بعض أعضاء المنصة، الذين وجدوا في طرحه عمقًا يستحق النقاش.
محمد ميرغني بادر بالمشاركة قائلًا: (أفتكر أننا بطبيعتنا نحب الحكي، ونتوق لمعرفة ما هو مجهول عنا، ونعشق البطولات والأساطير والشمارات. وهذه المسألة تبدأ مبكرًا جدًا، من حكاوي النوم إلى الحصة قصة.)..
ويا ود ميرغني، صدقت في قولك، فنحن مجبولون على حب المعرفة، وهذه الفطرة هي التي قادت الإنسان إلى أعظم الاكتشافات العلمية، أليس كذلك؟
أما بالنسبة لي، فإن قراءة الروايات تظلّ المتعة الحقيقية. فهي توسّع الإدراك، وتقوّي الذاكرة، وتفتح لنا نوافذ على حياة الشعوب، مما يمنحنا فهمًا أعمق لثقافاتهم وتجاربهم الإنسانية. إنها ليست مجرد حكايات، بل عوالم متكاملة تمنحنا الفرصة لنعيش حيواتٍ أخرى ونتأمل في كل تفاصيلها. فعلى سبيل المثال، تعرّفتُ على تفاصيل القاهرة القديمة وأزقتها النابضة بالحياة من خلال روايات نجيب محفوظ، كما قدّم لنا الطيب صالح صورة واقعية للحياة في قرى شمال السودان، كاشفًا عن تفاصيلها الدقيقة وملامحها العميقة، مما أضفى مزيدًا من الثراء على فهمنا لمجتمعاتنا وثقافاتنا المختلفة.
أما صديق عمر الصديق، فقد أضاف إلى النقاش بقوله: (كما قال أحدهم، نقرأ الروايات لكي نعيش حيوات كثيرة في أزمنة مختلفة، بدلًا من حياة واحدة.)
وعندما عادت الكرة إلى ملعب د. عبد الله الخير، صاحب السؤال، علّق قائلًا: (المتعة في الروايات تكمن في الهروب من الواقع والانغماس في عوالم أخرى.)
إذًا، القراءة – في تصورنا – ليست مجرد متعة شخصية، بل هي رحلة لاكتشاف العوالم الأخرى، ووسيلة لفهم الذات والآخر في آنٍ واحد. وقد توخينا قدر الامكان ان نجعل الموضوع سلس وممتع يحمل طابعًا حواريًا شيقًا، وأكثر تماسكًا وسلاسة. نتمنى ان نجد من يعززنا ببعض الأفكار لإثراء الطرح.

مع عظيم مودتي وأمنياتي الغوالي.

عثمان يوسف خليل

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأزهر يوجه بترميم 100 أسطوانة نادرة للشيخ محمد رفعت.. لم تُذَع من قبل

وجَّه شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، بترميم مئة أسطوانة نادرة تضم قراءات لم تُذَع من قبل لفضيلة الشيخ محمد رفعت، والتي عُثر عليها حديثًا، وجاء ذلك خلال لقائه مع السيدةَ هناء حسين رفعت، حفيدة الشيخ محمد رفعت، في مقر المشيخة.



وأكَّد الشيخ الطيب، أن الأزهر لن يدَّخر جهدًا في حفظ تراث قراءات الشيخ محمد رفعت وصونها ونشرها بالصورة التي تليق بمكانة الشيخ الراحل رحمه الله، كما شدد على أن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التاريخية في حفظ التراث القرآني لكبار القراء، وتقديرًا لقيمة الشيخ رفعت الذي يُعد علمًا بارزًا في سماء دولة التلاوة.

واستقبل الطيب بمشيخة الأزهر الحاجة هناء حفيدة الشيخ رفعت، حيث عبر لها عن تقديره لإمام المقرئين، وحرصه على رعاية تلاواته وترميمها، كما حضر اللقاء الأستاذ صفوت عكاشة راعي تراث المقرئين، كما شرفت بحضوره، إلى جانب عدد من قيادات الأزهر ومسؤوليه.


كما وجَّه الطيب، قيادات الأزهر بدراسة إطلاق مشروع شامل لحفظ التراث القرآني لكبار المقرئين، والتواصل مع الجهات المعنية لجمع التلاوات والقراءات التي لم تُنشر بعد، توثيقًا لهذا التراث وصونًا له للأجيال القادمة، وتمثل التسجيلات الموجه بترميمها نسبة كبيرة من التسجيلات المتاحة لهذا الصوت الفريد، وبترميم هذه الأسطوانات سيتاح ما يقارب 70 بالمئة من قراءة الشيخ محمد رفعت للمصحف الشريف.

القارئ الشيخ محمد رفعت
ولد الشيخ محمد رفعت في القاهرة سنة (1882م)، وعندما بلغ السنتين من العمر فَقَدَ بصره؛ ولمَّا آنس منه والده توجُّهًا لكتاب الله، دفع به إلى أحد الكُتَّاب ليعلمه تجويد القرآن، وفرغه لذلك، فأفلح الطفل، وحفظ كتاب الله ولمَّا يبلغ العاشرة من عمره.

وعندما توفي والده، وقعت مسؤولية الأسرة على عاتقه؛ ومع ذلك استمر فيما بدأ به، حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا في أحد مساجد القاهرة، وذاع صيته، ثم إن الشيخ رحمه الله لم يكتف بما وهبه الله من صوت شجيٍّ، بل وجَّه اهتمامه لدراسة علم القراءات القرآنية، وقراءة أمهات كتب التفسير، ليكون ذلك عونًا له على قراءة كتاب الله وتجويده.

امتاز الشيخ -علاوة على ما كان عليه من عذوبة صوت- بأنه كان صاحب مبدأ سامٍ وخلق رفيع؛ فكان عفيف النفس، زاهدًا بما في أيدي الناس؛ فكان يأبى أن يأخذ أجرًا على قراءة القرآن، وقد أصيب الشيخ محمد رفعت ببعض الأمراض التي ألزمته الفراش، وحالت بينه وبين تلاوة القرآن، وبقي ملازمًا لفراشه حتى وافته المنية سنة (1950م)، بعد أن أمضى جُلَّ حياته قارئًا لكتاب ربه، وحاملًا لراية قرآنه.

مقالات مشابهة

  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه
  • كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب
  • كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب| فيديو
  • الحكمة من النهي عن قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود
  • الأزهر يوجه بترميم 100 أسطوانة نادرة للشيخ محمد رفعت.. لم تُذَع من قبل
  • بشير ياغي: أنتظر الفرصة التي تشبه رؤيتي للحياة
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • هل يجوز الجهر بالأذكار التي نرددها بعد التسليم من الصلاة ؟.. أزهري يجيب