لجريدة عمان:
2025-12-05@04:29:51 GMT

المحتوى الرقمي بين التهليل والتحليل

تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT

صناعة المحتوى الرقمي من أهم التحديات التي تواجه الإعلام غير التقليدي اليوم، لا في قدرتها على الرواج اللحظي وسعة الانتشار وحسب، بل في خطورة إمكانية حشو المحتوى برسائل هدّامة مجتمعيا، أو دينيا أو حتى أمنيا، ومهما كانت مادة النقاش اليوم فلا يمكنها البعد عن توثيقها وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية، فإن كان الحديث عن القيم والمبادرات المجتمعية الإيجابية وجدتها حاضرة على مسرح التواصل الرقمي، كما تجد الابتكارات والإبداعات وسبل تطويرها، دورات التطوير المهني والتنمية الذاتية مع المعارف بشتى أنواعها ومختلف مستوياتها، العقيدة والآداب والفنون وحوارات مبدعيها وآخر مستجداتها، لكن صناعة المحتوى قد تنطوي على ما هو أخطر من ذلك متضمنة انحرافات سلوكية وعقائدية، كما قد تتضمن الجريمة بشتى أشكالها، وليست الجرائم الوحشية التي رصدت مؤخرا في مختلف دول العالم وارتباطها بالمواقع المظلمة ( The Dark Web ) عن ذلك ببعيدة، وفيها من تسويق تلك الأفكار ما يدق نواقيس الخطر فعليا لدى الأمم الواعية متجاوزا حدود المتابعة والمراقبة والعقاب.

وإذا ما تساءلنا عن تعريف الإنترنت المظلم ( The Dark Web) سيء السمعة مرتبطا بالفرار من الجريمة، وتوسيع مجالاتها، فالإنترنت المظلم يعتبر جزءاً مهماً من منظومة الإنترنت، حيث يسمح بإصدار المواقع الإلكترونية ونشر المعلومات بدون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه، ويمكن الوصول إليه من خلال خدمات معينة مثل خدمة (Tor) وخدمات مماثلة طريقة لتوفير حرية التعبير عن الرأي والارتباط والوصول الى المعلومات وحق الخصوصية، وقد نشأ الإنترنت المظلم في منتصف التسعينيات، حين طور مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية مشروع التوجيه البصلي The Onion Routing Project، المعروف اختصاراً بـ TOR، كوسيلة لحماية الاتصالات الأمنية الأمريكية عبر الإنترنت، وبمرور الوقت، بات TOR لا يخدم فقط مصالح الأمن القومي بل أصبح أيضاً أداة شائعة بين الأفراد الذين يسعون إلى الحفاظ على خصوصيتهم على الإنترنت، الويب المظلم، الذي بدأ كأداة للتواصل الآمن داخل وزارة الدفاع الأمريكية يستخدم اليوم بشكل واسع من قبل أفراد حول العالم لأغراض متنوعة، سواء كانت قانونية أو غير ذلك، عبر تقنية التوجيه البصلي التي تحمي المستخدمين من المراقبة والتعقب، وذلك بتوجيه البيانات عبر آلاف نقاط الترحيل لتغطية مسارات المستخدم وجعل التتبع شبه مستحيل، عبر هذه التقنية سعى البعض لهذه المواقع متنفسا لحرية الرأي هروبا من التضييق والحبس، فيما سعى لها آخرون وكرا للجريمة من ترويج للمخدرات والأسلحة والمواد الإباحية، وتسويق للشذوذ والوحشية، هذه الأنشطة غير القانونية جعلته محط أنظار الجهات الأمنية مكافحة للجريمة الإلكترونية وغيرها من الجرائم، ولا عجب حينها أن يوقع مستخدميه في مساءلات قانونية، فضلا عن إمكانية اختراق خصوصية مستخدميه عبر الفيروسات والخوارزميات المرتبطة بالموقع ذاته.

مع كل ذلك، حتى الإنترنت العادي سهل التتبع معروف المصدر لا يخلو من مخاطر مُحدقة إذا ما فكرنا في التركيز على المحتوى الرقمي وصعوبة تحقق المراقبة الدورية ( خصوصا تلك المقطعات القصيرة ذات التأثير السمعي البصري العميق)، أو أمعنا النظر في الخوارزميات الرقمية القادرة على نقل طفل من لعبة للتلوين والرسم إلى مواقع إباحية ومحتوى غير أخلاقي، القادرة يقينا على بث الكثير من الأفكار المزعزعة للثوابت القيمية، والمشتركات الأمنية مجتمعيا وفكريا، وفي ذلك كثير من الأمثلة التي تحكي ارتباطا وثيقا بين جرائم وقضايا مجتمعية (متضمنة اعتداءات وانحرافات سلوكية وقضايا إرهاب) ودور مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت سبلها وسرّعت نتيجتها مما لن تتسع هذه المقالة لسردها.

مع كل تلك السبل في تعقيدات العالم الرقمي وكل تفرع وتوزع المحتوى الرقمي فلا مناص من وجوب إنشاء وتفعيل وسائل لحماية المجتمعات من خطر المحتوى الهدّام، لا بد من خطط منظمة تستهدف متابعة المحتوى الرقمي ووضع آليات لتقييمه وأخرى لتقويمه إن اقتضى الأمر، خطط تنهض بها مجموعات من المختصين في مجالات مختلفة تشمل لجان حقوق الإنسان وحماية الطفل، والمؤسسات الاقتصادية وتنمية المجتمعات، الجهات المعنية بالأمن الوطني والقومي والمجتمعي والفكري، ولا تكتفي بالمتابعة إنما تستغرق في الربط والتحليل، ووضع مناهج وقائية وأخرى جزائية واضحة سعيا لحماية المجتمعات والأفراد والأوطان من مخاطر التحول المادي المُطلق منتصرا للمادة وتشكلاتها على حساب الإنسان وقيمه وعواطفه وتحديات واقعه.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحتوى الرقمی

إقرأ أيضاً:

مشاهدة مباراة ليفربول وسندرلاند عبر الإنترنت: TOD وbeIN Connect

يشهد ملعب "أنفيلد" مساء اليوم الأربعاء، مواجهة نارية بين ليفربول وسندرلاند ضمن منافسات الجولة الرابعة عشر من الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026، حيث يسعى الريدز بقيادة النجم المصري محمد صلاح لتعزيز مركزهم في جدول الترتيب وتحقيق الفوز بعد سلسلة من النتائج المتباينة في الأسابيع الأخيرة.

مشاهدة مباراة ليفربول وسندرلاند الآنمشاهدة مباراة ليفربول وسندرلاند الآن

تأتي مواجهة اليوم وسط اهتمام جماهيري واسع، خاصة مع متابعة عشاق الدوري الإنجليزي لكل التفاصيل المتعلقة بالتشكيل الرسمي، المعلق على المباراة، والقنوات الناقلة للبث المباشر. ويحتل ليفربول المركز الثامن برصيد 21 نقطة جمعها من 13 مباراة، فيما يحتل سندرلاند المركز السادس برصيد 22 نقطة، ما يجعل اللقاء صعبًا ومتقاربًا من حيث الأداء المتوقع لكلا الفريقين.

أعلن المدير الفني لليفربول، آرني سلوت، أن النجم المصري محمد صلاح سيكون متاحًا في قائمة الفريق اليوم، بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في مباراتين متتاليتين أمام وست هام يونايتد وسندرلاند. وأشاد سلوت بمستوى صلاح الاحترافي وانضباطه، مؤكدًا أنه لاعب قادر على تقديم أفضل أداء في أي لحظة وأن الطريقة التي تعامل بها مع عدم المشاركة في المباريات السابقة تعكس مدى احترامه وانضباطه داخل الفريق.

ومن المتوقع أن يبدأ ليفربول المباراة بالتشكيل التالي: حراسة المرمى: أليسون بيكر، الدفاع: كورتيس جونز، إبراهيما كوناتي، فيرجيل فان دايك، آندي روبرتسون، خط الوسط: ألكسيس ماك أليستر، ريان جرافينبيرخ، محمد صلاح، فلوريان فيرتز، كودي جاكبو، الهجوم: ألكسندر إيزاك. بينما سيجلس على مقاعد البدلاء بعض اللاعبين مثل واتارو إندو، ميلوس كيركيز، فيدريكو كييزا، ونيوني.

وسيتم بث المباراة مباشرة عبر قناة beIN Sports 1، المالك والناقل الحصري لمباريات الدوري الإنجليزي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يمكن متابعة اللقاء عبر الإنترنت باستخدام تطبيق TOD أو خدمة beIN Connect، مع إمكانية مشاهدة المباراة من أي مكان بالعالم عبر خدمة Nord VPN. ومن المقرر أن يتولى المعلق الرياضي عامر الخوذيري التعليق على أحداث اللقاء، مع تقديم تغطية تحليلية قبل وبعد المباراة.

تاريخ مواجهات الفريقين في الدوري الإنجليزي يشير إلى تفوق ليفربول بشكل عام، حيث التقيا في 32 مباراة سابقة، فاز الريدز في 18 مباراة مقابل 3 انتصارات لسندرلاند، وتعادلا 11 مرة، وسجل ليفربول 46 هدفًا مقابل 18 هدفًا لسندرلاند. ويُتوقع أن تكون المباراة قوية التكتيك، مع اعتماد الفريقين على الهجمات المرتدة والضغط المتقدم، لا سيما وأن الفارق النقطي ضيق ويزيد من حدة المنافسة على المراتب المتقدمة في جدول الدوري.

 

مقالات مشابهة

  • مقر المؤثرين ومنصة «X» يطلقان «مختبر X لصناع المحتوى»
  • فيكتور أوسيمين يتصدر البحث على الإنترنت في تركيا 2025
  • الجامعة الهاشمية تبحث مع ويكيميديا تطوير المحتوى العربي على الإنترنت
  • القبض على شخص يروج لممارسة الفجور على الإنترنت
  • مشاهدة مباراة ليفربول وسندرلاند عبر الإنترنت: TOD وbeIN Connect
  • جوان بقبضة الداخلية بتهمة المحتوى الهابط
  • تحالف حرية التعبير يحذر من تصاعد ملاحقة الصحفيين والناشطين وصناع المحتوى بالعراق
  • بين حماية الفضاء الرقمي وحرية التعبير.. كيف نفهم اعتقالات صُنّاع المحتوى بالمغرب؟
  • أدلة السوشيال ميديا في قضايا الأسرة.. بين الواقع القانوني وتغيّر العلاقات في العصر الرقمي
  • هل فيه من سمات “الثالوث المظلم”؟.. كيف تعرف شخصية زميلك في العمل؟