دينا محمود (بيروت، لندن)

أخبار ذات صلة «مصرف لبنان» يحذر من التجاذب السياسي لبنان يسعى لمواجهة الأزمة الاقتصادية عبر اكتشافات الغاز والنفط

على مدار السنوات القليلة الماضية، لم تتوقف التحذيرات من تفكك وشيك لمؤسسات الدولة في بيروت، على وقع العاصفة السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تجتاح لبنان، وصُنِفَّت أممياً على أنها من بين الأزمات الأسوأ من نوعها في العالم، منذ منتصف القرن التاسع عشر.


ولكن هذا المصير الكارثي الذي يتخوف منه كثيرون، لم يتجسد حتى الآن على أرض الواقع، بشكل بدا غير مفهوم، حتى بالنسبة لبعض الخبراء والمحللين، ممن رصدوا سقوط ثلاثة أرباع اللبنانيين في براثن الفقر، بفعل التراجع الهائل في القوة الشرائية، واستمرار انهيار العملة المحلية، مع نضوب احتياطيات العملات الأجنبية.
وبنظر دوائر تحليلية تتابع الوضع في لبنان عن كثب، تعود قدرة هذا البلد ومؤسساته على البقاء، رغم الظروف شديدة الصعوبة التي يواجهها منذ أواخر عام 2019، إلى ثلاثة عوامل رئيسة، أولها التحويلات التي يرسلها المغتربون اللبنانيون من شتى بقاع الأرض، والتي تصل قيمتها إلى نحو 6 مليارات دولار سنوياً. وتمثل هذه التحويلات شريان حياة لا غنى عنه للاقتصاد المحلي، المُثقل بالأزمات، كما تُبقي على مستوى معين من الاستهلاك في السوق اللبنانية، بما يفتح الباب أمام أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة لمواصلة أنشطتهم، وذلك في ظل استمرار وجود قدر معقول من الطلب، على منتجاتهم وخدماتهم.
أما العامل الثاني فيتمثل في تصاعد عمليات النزوح شبه الجماعي للبنانيين المتعلمين في الغالب، إلى دول أخرى، وهي الموجة التي شملت أكثر من 200 ألف لبناني، غادروا بلادهم على مدار عاميْ 2020 و2021، وهو ما يصفه الكثيرون بـ «نزيفٍ للعقول والكفاءات».
ورغم التبعات السلبية لهذا التوجه على المدى البعيد، فإن الخبراء الذين تحدثوا لصحيفة «ذا هيل» الأميركية، يؤكدون في الوقت نفسه، على أن موجة الهجرة الحالية، قد تخفف الضغط على الداخل اللبناني في الأمد القصير، خاصة بعدما بلغ معدل التضخم في البلاد مستويات قياسية، وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تشارف 70% خلال السنوات الأربع الماضية.
أما العامل الثالث، فيرتبط بوجود اللاجئين السوريين الذين يناهز عددهم مليوناً ونصف المليون لاجئ. فمع أن هذا الوجود يثير مخاوف شرائح عدة في المجتمع اللبناني، فإنهم يؤدون مهام ووظائف لا يميل إليها اللبنانيون عادة، وهو ما يُبقي عجلة الاقتصاد دائرة، مهما ازدادت الأوضاع صعوبة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: لبنان بيروت

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي ينهي زواج 12 عاماً.. وخبراء يحذرون من ظاهرة مقلقة

في واقعة غير مألوفة، لجأت امرأة يونانية مؤخراً إلى تطبيق “تشات جي بي تي” لقراءة فنجان قهوتها، فاتهم التطبيق زوجها بالخيانة، ما دفعها إلى طلب الطلاق بعد 12 عاماً من الزواج، ما أثار جدلاً واسعاً حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الشخصية.

وبينما تعامل الزوج مع الأمر باستنكار، تصاعد القلق بين المختصين، الذين حذروا من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مسائل عاطفية حساسة، وتُهدد بالعبث في خصوصيات الأفراد ومستقبل علاقاتهم الخاصة.

الطب النفسي يحذر من هذه النصائح

وعن خطورة هذه الظاهرة، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لـ”24″ إن القادم قد يكون أسوأ، مؤكداً أن المجتمع مليء بشخصيات مضطربة قد تنجذب لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط، لدرجة الارتباط العاطفي به.

وأضاف: “ستظهر فتيات تقول إنها تحب الذكاء الاصطناعي، وإنه الوحيد الذي يفهمها، وتراه مستمعاً جيداً مقارنة بكثير من الشباب، بل وقد تلتزم بإرشاداته في التعامل مع خطيبها أو أسرته”.

وشدد على ضرورة فهم الفرق بين الإجابات النموذجية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والواقع الفعلي الذي يتطلب التعايش بمرّه وحلوه، محذراً من عواقب الاعتماد العاطفي عليه.

كما أشار الدكتور فرويز إلى بعدٍ آخر من الخطورة، وهو ما يتعلق بالخصوصية، قائلاً إن من تتعامل مع الذكاء الاصطناعي دون حذر قد تجد نفسها ضحية لانتهاك خصوصيّتها، حيث قد تُسرق بياناتها أو تُستخدم لاحقاً ضدها، خاصة في ظل غياب الوعي الكافي بمخاطر تسريب المعلومات الحساسة.

القانون ضد نصائح الذكاء الاصطناعي

من جانبها، وصفت المحامية نهى الجندي، استشارات العلاقات العاطفية التي تتم من خلال الذكاء الاصطناعي بأنها “غير مقبولة أخلاقياً”، مؤكدة لـ”24” أن اتخاذ قرارات مصيرية كالطلاق بناء على توصيات افتراضية “أمر عبثي ولا مبرر له”.

وأضافت أن بعض الأشخاص أصبحوا يستخدمون تطبيقات مثل “شات جي بي تي” كذريعة لإنهاء علاقاتهم، مشيرة إلى أن هذا السلوك “لا يمكن تبريره قانونياً ولا اجتماعياً”، لأن هذه التطبيقات تقدم محتوى لا يستند إلى معرفة حقيقية بالأشخاص أو أسرار حياتهم الخاصة.

وحذّرت الجندي من التهاون في التعامل مع هذه التطبيقات، مؤكدة أن خلف هذه الأنظمة “خبراء تكنولوجيا قد يعملون على تحليل أو تسريب البيانات الشخصية”، ما يجعلها بيئة غير آمنة تماماً لتبادل الأسرار أو التماس النصيحة في أمور حساسة كالعلاقات الزوجية.

مقالات مشابهة

  • الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار.. تفكك وفوضى اجتماعية واقتصادية
  • طرد موالين لحزب الله وتشديد الرقابة الأمنية.. لبنان يعيد السيطرة على مطار بيروت
  • بالفيديو.. إحباط تهريب ذهب في مطار بيروت!
  • اعتراضات تعرقل اعلان لائحة مخاتير بيروت والاهالي اكثر تماسكا
  • مفاجأة من مرفأ بيروت.. أمن الدولة تستعيد أموالاً ضائعة!
  • افرام من معراب: أشكر أهالي كسروان على ثقتهم التي تجلّت في صناديق الإقتراع
  • جدل حول منزل فيروز في بيروت.. هل يتحول إلى متحف أم يتم الترميم
  • الذكاء الاصطناعي ينهي زواج 12 عاماً.. وخبراء يحذرون من ظاهرة مقلقة
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • بو صعب: لا ضمانات حتى الآن للائحة توافقية في بيروت