لطالما كان الفضول خصلة طيبة عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما يجري من حولنا من ظواهر طبيعية. فهو الذي يجعل الطفل يتعلم أبجديات الحياة والتعامل معها ومع كل ما يحيط به، وهو ما يجعل الناس في جميع الأعمار يتعلمون ويطورون من معارفهم وقدراتهم، وهو الذي أوصل العلماء والمكتشفين والمخترعين إلى ما وصلوا إليه، وهو سبب ما حققته البشرية من تطور.
لكن ماذا كان يفعل هؤلاء حينما ترتفع وتيرة الفضول لديهم؟
إنهم كانوا يفعلون ما أشار إليه ويل روجرز بقوله: يتعلم الإنسان بطريقتين؛ القراءة ومصاحبة من هم أذكى منه. حيث الطريقتان تشبعان فضول الإنسان إلى المعرفة. وتُعد القراءة طريقًا أقصر وأكثر ضمانًا حين يتعسر على المرء أن يكتشف من هم أذكى منه ويثق بإجاباتهم عن أسئلته. ورغم وجود الغثّ والسمين في القراءة، فإنها متوفرة في كل زمان ومكان، ويستطيع المرء مع الوقت اكتشاف السمين من الغثّ منها، ويشبع فضوله حول أي موضوع يريد، في حين أنه ربما تعذر ذلك عليه بدون القراءة.
فالقراءة، بتوفرها في كل وقت، هي بمنزلة جسر بين الأسئلة والإجابات، خاصة حينما تتحول من سلوك عابر إلى برنامج يومي لحياة الإنسان. بل هي كما أسمتها الكاتبة بدور كلداري: فن الفضول الخفي والتطفل على حيوات الآخرين بأدب جمّ.
وهكذا فحين يزداد فضول أي شخص، وتزداد حينها رغبته في إشباع ذلك الفضول، فإنه إما أن يقمع ذلك الفضول، أو أن ينميه بطريقة تفيده؛ لأنه لربما لا يكون إيجابيًّا دائمًا (فكل قارئ فضولي ولكن ليس كل فضولي قارئ، كما قيل). وهنا يأتي دور القراءة في إشباع فضول الإنسان ونهمه إلى مزيد من المعرفة الدقيقة والصائبة، التي إن انتهجها فسوف تشفي غليله بمزيد من المعرفة التي تؤدي بالضرورة إلى مزيد من الوعي والنضج، وتدفع آحاد الناس أن يكونوا أرقامًا مؤثرة في مسيرة أوطانهم ونمو وتطور البشرية بشكل عام.
*ليست لدي مواهب خاصة؛ أنا فقط فضولي بشغف. ألبرت آينشتاين
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تكريم المجيدين في ختام مسابقة "نجم القراءة" بشمال الباطنة
صحار- خالد بن علي الخوالدي
احتفلت المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة ممثلةً في دائرة الإشراف التربوي "وحدة مصادر التعلم"، بختام الموسم السادس من مسابقة نجم القراءة لعام 2025 وتكريم المجيدين، وذلك برعاية سالم بن سعيد بن محمد الكمياني الرئيس التنفيذي لشركة نماء للتزويد، وبحضور سيف بن حارب الغافري المدير العام المساعد بتعليمية شمال الباطنة، ولفيفٌ من مديري العموم ومساعديهم والرؤساء التنفيذين، والتربويين، وأفراد المجتمع، وأولياء الأمور والطلبة.
بدأ الحفل بكلمة ألقاها علي بن سعيد المقبالي رئيس قسم الإشراف الفني بدائرة الإشراف التربوي قال خلالها: في ظلِّ التحولاتِ المعرفيةِ المتسارعةِ، جاءت "مسابقة نجم القراءة" لتكونَ نبراسًا يُضيءُ الدربَ، ومنصةً لاكتشافِ المواهبِ، وتنميةِ الحسِّ النقديِّ والذوقِ الأدبيِّ لدى الطلبةِ، وإنها أكثرُ من منافسةٍ، إنها رسالة فكرية تؤمن أن من يقرأ اليوم، يصنع الغد. كما تُجسد المسابقةُ دورا فاعلا في ترسيخِ الهُويةِ الثقافيةِ الوطنيةِ، فغرست الانتماءَ في نفوسِ الناشئةِ، وفي إطار أهداف رؤية التنمية المستدامة تُسهم هذه المبادرة في بناء الإنسان أولا، الإنسان القارئ، الواعي، الذي بصلاحه تسمو الأمم، وبتعليميه ينهض الوطن.
وأضاف في كلمته يقول: وانطلاقًا من رؤيةٍ تربويةٍ تؤمن بأن القراءة هي البوابة الأولى لصقل الفكر وبناء الإنسان، حرصت مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة على تعزيز ثقافة القراءة بين طلابها، ساعيةً إلى غرسها كقيمةٍ راسخة، تُنير العقول وتُطلق طاقات الإبداع.
وختم كلمته بقوله: ففي العام الدراسي 2016 / 2017، كانت الانطلاقة الأولى لمسابقة "نجم القراءة" في نسختها التجريبية، حيث استهدفت مدارس الحلقة الثانية فقط. ثم وبعد نجاح التجربة، جاء التوسّعُ مدروسًا، فشملت المسابقة جميع مدارس المحافظة، بمختلف مراحلها، لتغدو اليوم – في نسختها السادسة – علامةً فارقةً في خريطةِ التميز التربوي، وليُصبح هذا المشروع القرائي محطةً سنويةً ينتظرها الطلبة بشغف.
بعد ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً اشتمل على مراحل تنفيذ المسابقة والجهود التي بذلت خلالها، والتي كللت اليوم بتكريم المدارس والطلبة المجيدين فيها من مختلف مدارس تعليمية محافظة شمال الباطنة.
تلا ذلك عرض أوبريت "اقرأ لنرتقي"، كما شاهد الحضور إحصائياتٍ متنوعة لأعداد الطلبة والمدارس الحكومية والخاصة التي شاركت في المسابقة على مستوى المحافظة، ومعدلات استعارات الكتب من مراكز مصادر التعلم بهذه المدارس، وجرى الإعلان عن المدارس المجيدة وطلبتها المجيدين.
وقد قام راعي حفل ختام المسابقة بتكريم المدارس المجيدة، حيث حصلت مدرسة الإثراء للتعليم الأساسي على المركز الأول، فيما حصلت مدرسة النور المبين على المركز الثاني، بينما حصدت مدرسة المثابرة المركز الثالث، كما جاءت مدرسة كينو الخاصة في المركز الثالث مكرر، ومدرسة الكوكبة في المركز الرابع، ومدرسة الركن اليماني في المركز الرابع مكرر، وجاءت مدرسة الغيث في المركز الخامس.
أما على مستوى مدارس الحلقة الثانية ذكور فقد أحرزت مدرسة عبد الرحمن بن عوف المركز الأول، ومدرسة أبو حمزة الشاري المركز الثاني، ومدرسة الحواري المركز الثالث، وجاءت مدرسة بلج بن عقبة في المركز الرابع، بينما نالت مدرسة سعيد بن المسيب المركز الخامس.
وفي مدارس الإناث أحرزت مدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية المركز الأول، وجاءت مدرسة جمانة بنت أبي طالب في المركز الثاني، ومدرسة الشفاء بنت عبدالله في المركز الثاني مكرر، والمركز الثالث كان من نصيب مدرسة ريحانة بنت زيد،وجاءت مدرسة الوفاء في المركز الرابع.
أما بالنسبة لمدارس ما بعد الأساسي فقد جاءت مدرسة العصماء بنت الحارث في المركز الأول، بينما حلت مدرسة أسماء بنت عمرو الأنصارية في المركز الثاني، ومدرسة أمامة بنت حمزة حصلت على المركز الثاني مكرر، وجاءت مدرسة مريم بنت عمران في المركز الثالث.
وعلى مستوى المدارس المتصلة، فقد أحرزت مدرسة وادي بني عمر المركز الأول، والثاني أحرزته مدرسة وادي حيبي، وأما المركز الثالث فقد كان من نصيب مدرسة عين جالوت.
كما تم تكريم المؤسسات الداعمة للمسابقة، والجهات المتعاونة.