تجربة دولية ثرية لفارسات المركز الأولمبي في المعهد الوطني بالمغرب
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
كتبت - مريم البلوشية
اختتمت فارسات المركز الأولمبي لتدريب الفروسية مشاركتهن في الدورة التدريبية الدولية التي أقيمت في المعهد الوطني للفرس بالمملكة المغربية، وهدفت الدورة إلى تعزيز مهارات الفارسات في مختلف جوانب رياضة الفروسية، من خلال برنامج تدريبي مكثف يجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، تحت إشراف نخبة من المدربين والمختصين.
وتناول البرنامج محاور متعددة، من أبرزها: فنون الفروسية، الترويض، القفز، العناية بالخيل وإعدادها، مبادئ البيطرة، والتسيير العام للإسطبلات، وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود المركز الأولمبي الرامية إلى توفير فرص تدريب دولية للفارسات، وتنمية قدراتهن بما يؤهلهن للمنافسة والمشاركة الفاعلة في الساحة الرياضية على المستويين المحلي والدولي، من خلال تمكينهن من الإلمام بجميع جوانب العناية وامتلاك الخيول، إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الرياضي، ودعم الفارسات العمانيات في مسيرتهن نحو التميز والتمثيل المشرف لسلطنة عُمان.
ومثل المركز الأولمبي لتدريب الفروسية في هذه الدورة كل من الفارسات: سارة بنت حسين اللواتية، أمل بنت المقداد اللواتية، ميثاق بنت خليفة الإسماعيلية، ماريا بنت ناصر الراشدية، إيمان بنت ناصر الراشدية، أبرار بنت إبراهيم البكرية، انتصار بنت شامس البلوشية، وشارة ماريش، ورافقت الفارسات في الدورة المدربة فنيدة شهبون، خريجة المعهد الوطني للفرس.
تطوير الفروسية النسائية
وخلال زيارته للمعهد الوطني للفرس بالمملكة المغربية، قال سعادة السفير خالد بن سالم بن أحمد بامخالف، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى المملكة المغربية: سعدت كثيرا بزيارتي للمعهد الوطني للفرس لولي العهد، والذي يعد من أبرز الصروح التدريبية المتخصصة في رياضة الفروسية على مستوى المملكة المغربية، وقد أذهلني ما استمعت إليه من مدير المعهد من إنجازات نوعية ومتميزة، تعكس مدى التطور الكبير الذي يشهده المعهد، لا سيما في اهتمامه العميق والعلمي بالفرس وتدريب الفارسات والفرسان وفق أحدث الأساليب، وما أسعدني أكثر، بل أشعرني بالفخر والاعتزاز، هو وجود متدربات من سلطنة عُمان يشاركن في هذه الدورة التدريبية، وقد كانت مشاركتهن مشرفة، لقد انبهرت فعليًا بمدى إتقانهن ومهاراتهن العالية في مختلف جوانب الفروسية، رغم أن مدة الدورة كانت قصيرة نسبيا ولم تتجاوز الأسبوعين، إلا أن بمستواهن المتقدم وخبراتهن العملية أظهرن جدارة واستعدادًا عاليا للاستفادة من هذه الفرصة التدريبية بأفضل صورة ممكنة.
وأضاف سعادته: هذه المشاركة تعد دافعًا كبيرًا لمواصلة العمل على تدريب وتأهيل المزيد من الفارسات العمانيات مستقبلا، وفتح المجال أمامهن لاكتساب الخبرات الدولية وتطوير مهاراتهن بما يعزز حضورهن في الساحة الرياضية، إقليميًا ودوليًا، وأغتنم هذه المناسبة لأتوجه بجزيل الشكر والتقدير لمالك المركز الأولمبي للفروسية بسلطنة عُمان حمود بن سلطان الطوقي، على مبادرته المميزة وحرصه الكبير على تطوير مستويات الفارسات العُمانيات، بما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في رياضة الفروسية النسائية في سلطنة عُمان.
مواهب واعدة
من جانبه، قال حمود بن سلطان الطوقي، مالك المركز الأولمبي للفروسية: احتفت مدينة الرباط في المملكة المغربية بتخريج الفارسات العُمانيات من الدورة التدريبية الدولية المتخصصة في المهارات الفنية لرياضة الفروسية، والتي تميزت ببرنامج تدريبي مكثف يجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، وخلال هذه الدورة، أثبتت الفارسات العُمانيات إمكانياتهن العالية وتميزهن في مختلف جوانب الفروسية، وهو ما عكس مدى الجدية والالتزام الذي أبدينه طوال فترة التدريب.
وأوضح الطوقي قائلا: ساهمت الدورة في الكشف عن مواهب واعدة لدى عدد من الفارسات في رياضة الجمباز على الخيل، وهي إحدى الرياضات المعترف بها ضمن الألعاب الأولمبية، الأمر الذي يفتح أمامنا آفاقًا مستقبلية لتشكيل فريق نسائي من هذه المجموعة للمشاركة في البطولات والمحافل العالمية، وتطرقت الدورة إلى محاور متنوعة، كان من أبرزها: فنيات ركوب الخيل، إدارة وتربية الخيول، والعلوم البيطرة المرتبطة بها، مما وفر للفارسات خبرة متكاملة وشاملة. وتابع الطوقي قائلا: تشرفنا بحضور سعادة سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى المملكة المغربية حفل تخريج الفارسات، وهو ما أضفى طابعًا رسميًا وداعمًا لهذا الإنجاز، ونأمل في أن تشهد السنوات القادمة مزيدًا من التعاون المشترك والمثمر بين المركز الأولمبي للفروسية والمعهد الوطني للفرس بالمغرب، بما يعزز من مستوى رياضة الفروسية النسائية ويخدم أهدافنا في تمكين الفارسات العُمانيات على الساحة الدولية.
تجربة ثرية
بينما أكدت فنيدة شهبون، المدربة بالمركز الأولمبي للفروسية قائلة : إن مشاركة الفارسات العمانيات في الدورة التدريبية الدولية في المعهد الوطني للفرس لولي العهد مولاي الحسن بالمملكة المغربية، شكل تجربة ثرية ومميزة للفارسات، مشيرة إلى أن هذا المعهد يحمل مكانة خاصة لديها، حيث درست فيه لمدة أربع سنوات وتأهلت من خلاله للعمل في مجال الفروسية.
وقالت إنها بدأت مسيرتها المهنية في هذا المجال من المملكة العربية السعودية، وتواصلت بعد ذلك في سلطنة عُمان، حيث أكملت حتى الآن خمس سنوات في العمل والتدريب. وأضافت شهبون أن مشاركة الفارسات العمانيات في هذا المعهد كانت مصدر سعادة وفخر، خاصة وأن الدورة التدريبية الدولية اشتملت على برنامج مكثف يجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، ما مكن الفارسات من اكتساب معارف ومهارات جديدة في مجال الفروسية والعناية بالخيل.
وأوضحت أن الدورة أسهمت كذلك في تعريف الفارسات العمانيات برياضة الجمباز على ظهر الحصان، وهي إحدى الرياضات الأولمبية التي لا تزال غير منتشرة في الدول العربية، مشيرة إلى أن الفارسات العمانيات يعتبرن من أوائل الفتيات العربيات اللواتي خضن هذه التجربة، ما يعد خطوة رائدة ومبشرة. وأعربت شهبون عن أملها في أن تحظى هذه الرياضة باهتمام أكبر على مستوى العالم العربي، وأن يتم تشكيل منتخبات وطنية قادرة على تمثيل دولها في البطولات العالمية مستقبلا.
كما شكرت جميع الطواقم التي ساهمت في إنجاح الدورة التدريبية، وأشادت بالتزام الفارسات العمانيات بالحضور والمشاركة رغم الجدول المكثف للدورة التي امتدت لمدة أسبوعين، وقدمت شكرًا خاصًا للمعهد الوطني للفرس بالمغرب على إتاحة هذه الفرصة القيمة، مؤكدة أن هذا التعاون يمثل إضافة حقيقية لمسيرة الفارسات. وختمت شهبون حديثها بتوجيه الشكر والتقدير لمالك المركز الأولمبي للفروسية، حمود بن سلطان الطوقي، على ثقته الكبيرة، مشيرة إلى أن تدريب فتيات صغيرات في أعمار تتراوح بين 13 و14 سنة مسؤولية كبيرة، وستستمر في تقديم الدعم والتدريب لهن، والمشاركة في المزيد من المعسكرات في المستقبل لتطوير قدراتهن وتمكينهن من تحقيق إنجازات رياضية جديدة.
التعرف على جمباز الخيل
قالت الفارسة إيمان بنت ناصر الراشدية إنها استمتعت كثيرا بمشاركتها في الدورة التدريبية الدولية، ووصفت التجربة بأنها كانت ثرية وممتعة، مؤكدة أنها قضت وقتًا رائعًا برفقة باقي المشاركات في الأجواء التدريبية. وأضافت أنها تعرفت خلال الدورة على المعهد الوطني للفرس في المغرب، مشيرة إلى أنه يعد من أفضل معاهد الفروسية التي زارتها على الإطلاق، لما يمتلكه من إمكانيات تدريبية متقدمة وبيئة محفزة لتطوير المهارات.
وأكدت أنها استفادت بشكل كبير من محاور الدورة، خاصة في ما يتعلق بالاهتمام بالخيل ورعايته، حيث اكتسبت المزيد من الخبرة والمعرفة العملية في هذا المجال، وأشارت إلى أن المدربين القائمين على الدورة كانوا في غاية التعاون، وحرصوا على توصيل المعلومات بشكل سلس وفعّال، مما ساعدهن كمتدربات على استيعاب المحتوى التدريبي والاستفادة القصوى منه، كما أوضحت الراشدية أن المحاضرات النظرية لم تكن مملة، بل كانت ممتعة وسريعة الإيقاع، نظرًا للمحتوى الغني والمكثف الذي طرح فيها، إضافة إلى الأسلوب التفاعلي الذي اتبعه المدربون في الشرح.
ولفتت الراشدية إلى أن المدربين عملوا جاهدين على اكتشاف الأخطاء التي تقع فيها الفارسات، وسعوا لتصحيحها، مع التركيز على تعزيز جوانب القوة وتطوير نقاط الضعف، الأمر الذي انعكس إيجابًا على أدائهن العملي، وأشارت إلى أنها تعرفت من خلال هذه الدورة على رياضة جمباز الخيل، وهي رياضة لم تكن تملك عنها أي خلفية سابقة، لكنها أحبتها كثيرًا بعد التجربة، مؤكدة أن المدربين سهلوا عليهن تعلم هذه الرياضة بشكل صحيح، ما شجعها على الاستمرار فيها والعمل على تطوير مهاراتها فيها مستقبلا.
دورة مميزة
قالت الفارسة انتصار بنت شامس البلوشية: إن مشاركتها في الدورة التدريبية الدولية بالمغرب أضافت لها خبرة كبيرة، ووصفت التجربة بأنها كانت رائعة بكل المقاييس، حيث أقيمت في المعهد الوطني للفرس الذي يعد من أبرز المؤسسات المتخصصة في هذا المجال.
وأشارت إلى أن الدورة تميزت بتنوعها وثراء محاورها، إذ جمعت بين المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية، ما ساهم في تعزيز مهارات الفارسات الفنية وتمكينهن من اكتساب معارف جديدة ومهمة في عالم الخيل والفروسية. وأضافت أن الجانب العملي للدورة كان غنيًا ومكثفًا، وتضمن تطبيقًا لمهارات جديدة، بالإضافة إلى خوض تجربة رياضة جمباز الخيل، التي تعد جديدة بالنسبة لهن، لكنها فتحت لهن آفاقا مختلفة في رياضات الفروسية المتقدمة.
وقدمت البلوشية شكرها لمالك المركز الأولمبي للفروسية، حمود بن سلطان الطوقي، على منحه الفرصة لهن للمشاركة في هذه الدورة، ودعمه المتواصل للفارسات العمانيات في مسيرتهن الرياضية. كما عبرت عن امتنانها العميق للمدربة فنيدة شهبون، على تدريبها المتميز وتشجيعها المستمر للفارسات على تقديم أفضل ما لديهن خلال الدورة. واختتمت البلوشية حديثها بقولها: أتمنى أننا تركنا انطباعًا جيدًا لدى المدربين في المعهد الوطني للفرس بالمغرب، ونفخر بتمثيل سلطنة عُمان في هذا المحفل التدريبي الدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الدورة التدریبیة الدولیة المرکز الأولمبی للفروسیة المملکة المغربیة ریاضة الفروسیة مشیرة إلى أن هذه الدورة من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
كريم خالد عبد العزيز يكتب: الفروسية.. قيادة وحرية وانتصار
تحدثت في مقال سابق عن الفروسية بعنوان: "رياضة الفروسية عبر التاريخ وجهود الدولة المصرية في تطويرها"، وشرحت كيف تعتبر رياضة ومهارة وهواية مميزة بالنسبة لي ولغيري من الفرسان .... فهي رياضة لها العديد من الفوائد لجسم الفارس ولياقته البدنية، وتحسين شكله وهيئته ومزاجه وصحته النفسية، ولجسم الحصان أيضًا في بناء عضلاته وتحويله من حصان تقليدي إلى حصان رياضي .... مهارة للفارس وللحصان معًا، للفارس الذي يخرج أفضل خطوة من الحصان، وللحصان الذي يبرز أفضل ما عنده من أداء .... هواية للفارس الذي ينسجم مع الحصان ويتمتع بوقته ويشعر بقوة قيادته وحريته وانتصاره.
الفروسية تنمي مهارات الفارس القيادية .... الفارس يبرز مهارات قيادته في قدرته على التحكم في الحصان والسيطرة عليه عند غضبه، انفعاله، خوفه من الأصوات الخارجية، كونه فريسة في الغابة، وهذا يتسبب في كثير من الأحيان بحركة فجائية أو سرعة زائدة .... لذلك يتطلب سرعة اتخاذ قرار من الفارس، ويعتبر القرار السريع والحاسم جزءًا لا يتجزأ من قيادة الفارس .... ومما لا شك فيه أن هذه القيادة المكتسبة من الفروسية تنعكس على شخصية الفارس في حياته الشخصية، العملية، وفي روتين يومه .... يصبح شخصًا أكثر هدوءًا واتزانًا وترتيبًا في اتخاذ قراراته المصيرية، وسيكون شخصًا صاحب قرارات حاسمة يحل بها مشكلاته وأزماته.
كما أن في الفروسية حرية يشعر بها الفارس كلما زاد من سرعة الحصان وتحرر من قيوده، خاصة في المساحات الواسعة والمفتوحة، مما يجدد من روحه ويشعره بالاستقلالية .... كما أن لحرية الفروسية شعورًا بالانتصار، خاصة عند تخطي الحواجز أو قفز الموانع التي ترمز للعقبات والعراقيل الحياتية التي تواجهنا كفرسان في حياتنا، وبمجرد أن نرتفع فوقها ونتخطاها ننتصر ونشعر بالنجاح والإنجاز والحرية .... وهذا ينعكس على شخصيتنا كفرسان ويصلب إرادتنا في الحياة ويعطينا شعورًا بالثقة بأننا نستطيع تخطي جميع عقبات الحياة دون خوف ودون تردد.
عندما ينسجم الفارس مع حصانه ويعرف كل منهما شخصية الآخر، سيكون هناك احترام متبادل وثقة متبادلة تتجدد مع الوقت والممارسةكل حصان له شخصية مستقلة عن باقي الخيل، وكل حصان يجب التعامل معه بشكل مختلف عن غيره، بشكل يتماشى مع مهاراته ومدى تقبله واستيعابه للأوامر والإشارات.