إسرائيل حاصرت قرية فلسطينية واقتلعت 10 آلاف شجرة زيتون
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
تناول تقرير نشره موقع موندويس الأميركي سياسة العقاب الجماعي التي اتبعتها إسرائيل هذه المرة ضد قرية المغيّر الفلسطينية شمال شرق رام الله، حيث اقتلع الجيش الإسرائيلي نحو 10 آلاف شجرة زيتون خلال حصار استمر 3 أيام.
وأوضح الكاتب قسام معدي أن إسرائيل قامت بتدمير بساتين الزيتون في قرية المغيّر حيث يُعد إنتاج زيت الزيتون مصدر دخل أساسيا لمعظم العائلات.
وكان جيش الاحتلال قد فرض حظر تجول في القرية يوم الخميس الماضي، وبدأ بتنفيذ عمليات تفتيش للمنازل، أسفرت عن اعتقال عدد غير محدد من الفلسطينيين -من بينهم رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا- وذلك على مدار 3 أيام.
وجاء الحصار على قرية المغيّر عقب تقارير أفادت بتعرض مستوطن إسرائيلي لهجوم قرب القرية، لتقوم بعدها جرافات الجيش الإسرائيلي باقتلاع نحو 10 آلاف شجرة زيتون من السهل الشرقي للقرية، وفقا لجمعية المزارعين المحلية. ويُذكر أن بعض هذه الأشجار يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام.
وقال جيش الاحتلال إن فرض حظر التجول وتدمير الأراضي الزراعية في القرية جاءا بهدف القبض على منفذ الهجوم، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مسؤول عسكري بارز قوله إن "اقتلاع الأشجار كان بهدف الردع الشامل، ليس فقط لهذه القرية، بل لأي قرية تحاول رفع يدها ضد المستوطنين".
وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي أن "على كل قرية أن تعلم أنه إذا نفذت هجوما، فإنها ستدفع ثمنا باهظا وستُفرض عليها حالة حظر التجول وستُحاصر".
وأشار الكاتب إلى أن قرية المغيّر كانت هدفا متكررا لهجمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على مدار العامين الماضيين، حيث أقدم مستوطنون على تخريب منشآت زراعية ومنازل، وقتلوا أحد السكان أثناء دفاعه عن منزله.
الاحتلال اقتلع آلاف الأشجار في مساحة تبلغ 4 كيلومترات مربعة، وهي تمثّل ما يصل إلى نصف إنتاج قرية المغيّر من الزيتون
كما فرض الاحتلال قيودا متزايدة على وصول الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، لا سيما محاصيل الزيتون في الجهة الشرقية، إلى أن أصبحت السهول الشرقية للقرية محظورة بالكامل على الفلسطينيين.
إعلانوأضاف الكاتب أن المستوطنين الإسرائيليين صعّدوا من هجماتهم على التجمعات الفلسطينية الريفية في هذه المناطق منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى طرد عشرات العائلات البدوية وتفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني.
وفي الأشهر الأخيرة، ركّز المستوطنون والجيش الإسرائيلي على مضايقة القرى الواقعة بمحاذاة الطريق الإسرائيلي، عبر فرض قيود على حركة الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
ونقل الكاتب عن فايز جبر، وهو مزارع وأحد سكان قرية المغير، قوله إن الاحتلال اقتلع آلاف الأشجار في مساحة تبلغ 4 كيلومترات مربعة، وهي تمثّل ما يصل إلى نصف إنتاج قرية المغيّر من الزيتون، مؤكدا أن جميع عائلات القرية تضررت من ذلك.
وأضاف جبر أن الجيش دمّر أيضا محاصيل الزيتون في مناطق أخرى من الأراضي الزراعية التابعة للقرية، وتابع: "قبل 4 أشهر، اقتلعوا 80 شجرة زيتون تعود لي ولابن عمي في الجهة الغربية من القرية".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي صادر أراضي زراعية في الجزء الجنوبي من القرية بهدف إنشاء طريق جديد للمستوطنين، يربطها ببؤرة استيطانية أُقيمت مؤخرا فوق حديقة أطفال كانت تابعة للقرية.
وأشار جبر إلى أن أشجار الزيتون الوحيدة المتبقية لسكان القرية باتت محصورة في المناطق المحيطة مباشرة بالمنازل، وبين البيوت نفسها.
وأوضح الكاتب أن هجمات الجيش الإسرائيلي تصاعدت على الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية بالتوازي مع توسّع مشاريع الاستيطان، إذ وافقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على بناء أحياء جديدة في منطقة "إي-1" شرق القدس المحتلة.
ويأتي هذا ضمن خطة تهدف إلى فصل شمال ووسط الضفة عن جنوبها، وتقويض التواصل الجغرافي لدولة فلسطينية محتملة، عبر مشاريع بنية تحتية تشمل تحويل حركة الفلسطينيين في المنطقة إلى شبكة أنفاق.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون ما لا يقل عن ألف فلسطيني بالضفة الغربية، في حين اعتقلت قوات الاحتلال الآلاف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات الجیش الإسرائیلی شجرة زیتون إلى أن
إقرأ أيضاً:
إمعانا في العقوبات الجماعية.. الاحتلال يغلق قرية بالخليل ويعتقل العشرات
الخليل- لليوم الثالث تواليا، يواصل الاحتلال فرض عقوبات جماعية وحصار بلدة بيت أُمّر الفلسطينية، شمال مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وتعطيل مناحي الحياة فيها.
بدأت العقوبات، أول أمس الثلاثاء، باقتحام البلدة ومداهمة منازل السكان وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، واعتقال العشرات وإجراء تحقيق ميداني معهم قبل إخلاء سبيلهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رايتس ووتش: تفريغ إسرائيل مخيمات اللاجئين في الضفة جريمة ضد الإنسانيةlist 2 of 2أطفال فلسطين الأسرى.. ما عددهم وما ظروف اعتقالهم؟end of listوالثلاثاء استشهد ابن البلدة الشاب وليد محمد خليل صبارنة (18 عامًا) على مفترق عتصيون الاستيطاني شمالي البلدة، بذريعة ضلوعه وزميله في الدراسة الجامعية عمران إبراهيم عمران الأطرش (18 عامًا) من مدينة الخليل، في عملية دعس وطعن أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 3.
وجاءت عملية الشابين بعد نحو أسبوع من مقتل طفلين من البلدة، هما بلال بهاء علي بعران (15 عاما) ومحمد محمود أبو عياش (15 عاما) برصاص جيش الاحتلال قرب البلدة.
أبرز العقوباتوفور الكشف عن اسم شهيد البلدة، حاصرها جيش الاحتلال، فتعطلت حياة نحو 20 ألف و600 نسمة بإغلاق مداخلها الرئيسية بالبوابات الحديدية المثبتة مسبقا والحواجز العسكرية والترابية، رافق ذلك فرض حظر التجول ومنع المواطنين من الحركة بما فيها أداء الصلاة في الجامع الكبير وسط البلدة، بل واقتحامه وتحطيم مكبرات الصوت حتى لا يرفع الأذان، وفق ما أكده شهود عيان للجزيرة نت.
كما أغلقت المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والمتاجر أبوابها، واضطرت بلدية بيت أمّر إلى تعليق دوامها وتوقف مركز الشحن المسبق للكهرباء على مدى يومين، قبيل انسحاب الجيش صباح اليوم إلى محيطها.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني فقد نفذ جيش الاحتلال اعتقالات جماعية طالت 150 مواطنا أمس الأربعاء والعشرات اليوم الخميس، نقلوا جميعا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي إلى ساحة مدرسة ذكور بيت أمر الثانوية، وخضعوا للتحقيق قبل إخلاء سبيل معظمهم.
إعلانووفق نادي الأسير فإن البلدة "تتعرض لحملة اعتقالات، هي الأوسع منذ سنوات" مشيرا إلى وجود نحو 100 من أبنائها داخل السجون قبل حدث الثلاثاء، فضلا عن استمرار احتجاز جثامين استشهد أصحابها في السنوات الأخيرة.
قوات الاحتلال تحوّل ملعبًا إلى مقر احتجاز وتحقيق في بلدة بيت أمّر شمال الخليل بالضفة الغربية، في ظل غلق الشوارع وحملة مداهمات للمنازل واعتقالات، وفق وسائل إعلام محلية#فيديو pic.twitter.com/IHm8oBarUi
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2025
250 معتقلاكما تم الاستيلاء على منازل وحوّلت إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها، إلى جانب مصادرة مركبات خاصة، وفق الصحفي هادي صبارنة من سكان البلدة في حديثه للجزيرة نت.
ويوضح الصحفي الفلسطيني، أنه ولأول مرة يحدث في الضفة أن قام الجيش فور تأكد هوية الشهيد بإغلاق منزل عائلته بصفائح الحديد ولحام الأكسجين تاركا السكان في العراء.
وأضاف أن جيش الاحتلال يراقب المنزل بالطائرات المسيرة ويمنع عودة سكانه، بل ولاحقهم إلى منازل المجاورين وأخلاهم منها ونكل بهم.
وأوضح أن الجيش اعتقل ما لا يقل عن 250 مواطنا من القرية على مدى ثلاثة أيام، أخلى سبيل معظمهم، كما انسحب من داخل البلدة مع الإبقاء على مداخلها مغلقة.
وأشار الصحفي الفلسطيني إلى إصابة فلسطينيين نتيجة الاعتداء عليهم ضربا، مخلفا رضوضا وكدمات عليهم.
#صور: القوات تعيث خراباً في منزل القمر وليد صـ'بارنة، في بلدة بيت أمر شمال الخليل، بعد اقتحامه وتحويله لثكنة عسكرية. pic.twitter.com/UvgIPqrWb6
— فلسطين بوست (@PalpostN) November 20, 2025
تشريد 30 فرداعن منزل والد الشهيد، قال رئيس بلدية بيت أمّر السابق، نصري صبارنة، إن الجيش لم يكتف بإغلاقه وتشريد عائلته المكونة من 7 أفراد والتنكيل بهم، إنما أغلق مداخل ونوافذ بيوت أعمامه في الطوابق العلوية وشرد أكثر من 30 نفرا دون أن يسمح لأي منهم بالعودة أو أخذ مقتنياته بما فيها الملايس وحقائب الأطفال وكتبهم المدرسية.
وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى تكسير ممتلكات المواطنين في المنازل التي اقتحمها وأغلق شوارعها الفرعية والرئيسية المحيطة بالبلدة بالكامل، وأعاق نقل المرضى إلى المستشفيات ومنع إحضار جنازة سيدة لدفنها في مقبرة القرية "في مساس مباشر بكرامة وتعقيد الحياة عليهم.
وذكر أن الجيش استخدم عددا كبيرا من طائرات المسيّرة في فرض حظر التجول والتحرك داخل البلدة. مؤكدا إصابة 6 مواطنين على الأقل نتيجة تعرضهم للضرب المبرح وتكسير العظام ببنادق الجنود وركلاتهم نقلوا على إثرها إلى مشافي مدينة الخليل، وطالب بتعزيز خدمات الهلال الأحمر في البلدة نظرا للظروف الراهنة.
ووفق صبارنة فقد استشهد عشرات المواطنين من القرية خلال العقود الأخيرة، كان آخرهم الطفلان بعران وأبو عياش اللذان قتلا الخميس الماضي على بعد نحو 300 متر من سياج مستوطنة كرمي تسور المقامة على أراضي البلدة، موضحا، كان بالإمكان اعتقالهما أو شل حكرتهما بدل قتلهما.
ولفت إلى التهام الاستيطان أراضي البلدة بإقامة عدد من المستوطنات، منها مجمع عتصيون وكفار عين وأفرات ومجدل عوز، حتى أصبح قرابة ثلث مساحة البلدة البالغة نحو 32 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) خارج سيطرة المواطنين والبلدية.
إعلانويفسر رئيس بلدية بيت أمّر السابق، نصري صبارنة، العقوبات الجماعية بمحاولة إسرائيلية لترهيب المواطنين وتخويفهم، دون النظر إلى الأسباب الحقيقية للتوتر وهي الاستيطان وإجراءات الاحتلال.