الجزيرة:
2025-12-01@21:21:14 GMT

الثروة الريادية والثقة بالآخر تمنحك حرية حقيقية

تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT

الثروة الريادية والثقة بالآخر تمنحك حرية حقيقية

ترى الخبيرة المالية مرِدِث مور، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة "آرتيزان" للإستراتيجيات المالية وعضو مجلس فوربس المالي، أن الثروة الحقيقية التي يسعى إليها رواد الأعمال لا تُقاس بالأرباح وحدها، بل بقدرتهم على امتلاك الحرية في قراراتهم وحياتهم.

وأوضحت مور في مقال نشرته فوربس أن الكثير من أصحاب الأعمال ينشغلون بالنمو المالي والعمليات اليومية لدرجة أنهم يصبحون أسرى شركاتهم، مؤكدة أن "النجاح في الأعمال من دون حرية شخصية ليس سوى وظيفة لا يمكنك حتى الاستقالة منها".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وظيفة تكسبك راتبا سنويا بمليون دولار في العشرينيات من عمركlist 2 of 2أغنى 10 مليارديرات في العالمend of listالحرية تحتاج إلى هيكل مؤسسي

وتقول مور إن مراكمة الإيرادات ليست ضمانًا لتحقيق الاستقلال الشخصي إذا لم يكن هناك هيكل تنظيمي ومالي سليم، وتشير إلى أن نموذج الإيرادات المتكررة مثل الاشتراكات والرسوم الإدارية المستمرة يتيح فصل التدفقات النقدية عن الحضور الدائم للمالك، مما "يشتري الوقت" ويمنح حرية أكبر في إدارة الحياة الشخصية والمهنية.

الحرية الحقيقية لرواد الأعمال تأتي من وجود هيكل تشغيلي متماسك (الفرنسية)

وأوضحت -استنادًا إلى بيانات معهد تخطيط التخارج- أن اعتماد الشركة المفرط على مالكها يقلّص من قيمتها السوقية، مضيفة "كلما قلّت حاجة الشركة إليك، ارتفعت قيمتها وازدادت حريتك".

كما تطرقت مور إلى أهمية بناء فريق قوي وطبقة قيادية فاعلة، مستشهدة بحالة مؤسِّسة شركة بعوائد تصل إلى ثمانية أرقام لم تتمكن من أخذ إجازة لسنوات حتى أدخلت طبقة قيادية جديدة في شركتها، والنتيجة -بحسب مور-  كانت قدرتها على أخذ إجازة لمدة أسبوعين بلا انقطاع، بينما استمرت الشركة في النمو وتحقيق الأرباح.

السيولة ورؤية التخارج

وشددت مور على أن معظم أصحاب الأعمال يضعون الجزء الأكبر من صافي ثرواتهم داخل شركاتهم، ما يمثل مخاطرة مالية وعاطفية كبيرة، وذكرت أن نحو 80% من صافي الثروة لدى أصحاب الشركات يبقى محصورًا داخل أعمالهم، داعية إلى امتلاك أصول سائلة يمكن الوصول إليها بسرعة، مثل الاحتياطيات النقدية وحسابات الوساطة المالية وقيم التأمين النقدية، وأوضحت أن السيولة توفر "خيارات ومرونة ومساحة للتنفس في مواجهة المتغيرات المفاجئة".

إعلان

وفي ما يتعلق بالتخطيط المستقبلي، أكدت مور -نقلاً عن إحصاءات فوربس- أن 75% من أصحاب الأعمال في عام 2023 كانوا يخططون للتخارج أو الانتقال خلال 10 سنوات، لكن الغالبية لم تضع خطة مكتوبة أو فريق استشاري مختص، ما يؤدي غالبًا إلى تخارجات قسرية بشروط غير مواتية. وأشارت إلى أن التفكير بعقلية "مالك جاهز للبيع" لا يعني التخارج الفوري، بل هو إستراتيجية للحرية الشخصية من خلال ترتيب دفاتر الشركة وبناء خطة خلافة واضحة.

الحرية ليست حلمًا مؤجلًا بل نتيجة لتصميم واعٍ

تختتم مور مقالتها بالتأكيد على أن الحرية ليست هدفًا بعيد المنال بل نتيجة طبيعية لوضع العناصر الصحيحة في أماكنها:

هيكل تشغيلي منظم إيرادات متكررة عمليات قابلة للنقل سيولة مالية كافية ورؤية واضحة للتخارج.

وترى أن هذه العناصر مجتمعة تتيح لرواد الأعمال امتلاك أعظم الأصول على الإطلاق، الوقت، وتقول: "يمكنك إعادة بناء الثروة والنمو مجددًا، لكنك لا تستطيع استعادة الوقت الضائع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ريادة

إقرأ أيضاً:

الطليعة الأزهرية حراس الحرية الدينية لا الشريعة!!

ربما لا يتذكر غالبية المصريين التنظيم الطليعي الذي أسسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1963-1971)، وقد يكون مفاجئا للكثيرين أن ذلك التنظيم كان تنظيما سريا، له خلايا في كل وزارة وهيئة حكومية، أي أن رئيس الدولة أسس تنظيما سريا داخل دولاب الدولة ليساعده على الحكم؛ لم يكتف الرئيس بالتنظيم السياسي العلني الوحيد (الاتحاد الاشتراكي)، والذي كان بمثابة الواجهة السياسية للحكم، وله فروع بانتخابات صورية في كل محافظات ومدن وقرى مصر، ولم يكتف الرئيس بالأجهزة الأمنية المتنوعة، ولا بجهاز الرقابة الإدارية، أو جهاز المحاسبات، فأنشأ ذلك التنظيم السري، وأوكل لأعضائه (30 ألف عضو) مهمة التجسس على زملائهم في جهات عملهم، وإعداد تقارير أمنية عنهم لرفعها للجهات العليا.

لم يكن للتنظيم الطليعي، وفي تسمية أخرى "طليعة الاشتراكيين"، أي صفة دستورية، بمعنى أنه لم يكن من الهيكل الرسمي للدولة الذي حدده الدستور، أو القوانين القائمة، وإن نص عليه بشكل عابر الميثاق الوطني الذي صدر في العام 1962. كانت الفكرة مستوحاة من التنظيمات الشيوعية المعروفة بانضباطها التنظيمي الصارم، وكان من بين مهام أعضائه تجنيد العناصر الصالحة للقيادة، وتنظيم جهودها وتطوير الحوافز الثورية للجماهير، والتصدي للعملاء والخونة المرتبطين بدول أجنبية، أو العاملين بتوجيهات منها، وكشف عملاء الرجعية وأعداء الاشتراكية!

لاحقا أصبحت كوادر التنظيم الطليعي هي التي تتولى المناصب العليا في كل القطاعات، وقد حافظت على هذا الوضع حتى بعد حل التنظيم على يد السادات في العام 1971 بعد حسمه لمعركة مراكز القوى. وقد يكون مفاجئا للبعض أيضا أن بقايا التنظيم ممن هم على قيد الحياة لا يزالون يحظون بمكانة رفيعة لدى النظام الحالي، حتى وإن لم يتولوا مناصب رسمية بحكم شيخوختهم، مثل علي الدين هلال، ومفيد شهاب، ومصطفى الفقي.. إلخ.

فكرة التنظيم الطليعي راودت مبكرا المشير السيسي، لكن السمعة السيئة لذلك التنظيم منعته من تكرار النموذج بشكله السابق، فأراد استنساخ شكل جديد لا يزال في مرحلة التجريب والتطوير، بدءا بمؤتمرات ومعسكرات الشباب، وتنسيقية شباب الأحزاب، وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب (2017)، وضمنها عدة برامج رئاسية لتأهيل الشباب للقيادة، بينما كان مركز إعداد القادة كفيلا بهذه المهمة من قبل، وأخيرا برامج إجبارية للتأهيل في الأكاديمية العسكرية لكل المتقدمين لوظائف حكومية، وأحدثها برنامج لتأهيل حمَلة الدكتوراة الأزهرية.

ليس الهدف فقط هو صقل مهارات المتدربين في تخصصاتهم، وتزويدهم بأحدث التكنولوجيا، والأساليب العلمية الحديثة في تخصصاتهم، ولكن الاعتماد على هؤلاء المتدربين ليكونوا رجال النظام في جهات عملهم، وترقية بعضهم في الوظائف العليا في تلك الجهات تباعا، وليس مستبعدا تكليفهم بمهام مراقبة الموظفين في جهات عملهم، وإعداد تقارير عن زملائهم بالطريقة ذاتها لأعضاء التنظيم الطليعي.
في البرنامج التأهيلي لحملة الدكتوراة من جامعة الأزهر، لوحظ أن السيسي لا يرى قيمة لشهاداتهم الأكاديمية، ودرجاتهم العلمية (الدكتوراة)، والتي تسمى العالمية، أي التي تمنح صاحبها صفة العالم، ولذلك فقد أشرف بنفسه على تصميم برنامج تأهيلي لهم في الأكاديمية العسكرية، وقد زعم السيسي خلال لقائه بالمجموعة الأولى في هذا البرنامج قبل أيام أن البرنامج الجديد يمنحهم شهادة أفضل من شهادتهم الأزهرية (مستوى تاني خالص أفضل مما أنتم فيه بكثير)، حيث يستمر عامين متصلين، بواقع 10-12 ساعة يوميا طيلة أيام الأسبوع، متناسيا أن هؤلاء العلماء درسوا آلاف الساعات الدراسية حتى وصلوا إلى مستوى العالمية في الأزهر، ومتجاهلا أن شهادة العالمية الأزهرية هي مثار فخر لمن يحملها من المصريين وغير المصريين، بل إن حمَلتها من غير المصريين هم محل تقدير عال في دولهم، ويتبوؤون أرقى المناصب فيها.

أفصح السيسي خلال لقائه بحملة الدكتوراة الأزهريين أن الرسالة الجديدة التي عليهم تبنيها ليست الدفاع عن الشريعة، ولكن الدفاع عن الحرية، قاصرا ذلك على حرية العقيدة، في تماه مع مطالب دولية بذلك، رغم أن الدستور المصري يكفل حرية العقيدة، كما أوضح أن المستهدف بناء تيار مستنير يجابه تيار التخلف والانحطاط الديني، والغث الكثير على مدى 1400 عام، في لمز لهذا التاريخ من جهة، وللأزهر الذي قضى 1000 عام ضمن هذا التاريخ من جهة أخرى.

لو كانت الرسالة الجديدة لعلماء الأزهر هي حراسة الحرية بشكل عام لكان من الممكن تفهم ذلك، باعتبار أن الحرية مقدمة على الشريعة لدى كثير من المجتهدين، فهي نقطة البداية لأي شي، وهي التي تفتح الباب للشريعة ولغيرها من الحقوق، لكن لم يكن منتظرا من السيسي أن يدعو العلماء للدفاع عن الحرية التي كتم أنفاسها منذ انقلابه في الثالث من تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن، فالمسموح في دولة السيسي هو حرية نقد الذات الإلهية، ونقد النبي وكل الأنبياء والمرسلين، وليس نقد السيسي، وكبار معاونيه بأي حال من الأحوال.

ما سيفعله السيسي مع علماء الأزهر لن يمثل قيمة علمية مضافة للمنهج الأزهري، وإذا كان يرى قصورا في ذلك المنهج فقد كان عليه أن يخاطب مشيخة الأزهر لإضافة ما يجبر ذلك القصور، لكن الحرص على التدريب في الأكاديمية العسكرية يعكس أمورا أخرى، منها عدم الثقة بالأزهر، ومنها الشكوك في تغلغل أصوات معارضة داخل الأزهر والأوقاف، بخلاف المؤسسة العسكرية الصارمة ضد أصحاب المواقف السياسية المعارضة، وبالتالي تصبح هي المؤهلة لتخريج علماء على مقاس النظام، يتولون المواقع القيادية في الأزهر، ويشكلون "الطليعة الأزهرية" على شاكلة "الطليعة الاشتراكية"، مهمتها تبني سردية النظام بشكل كامل، والإبلاغ عن المعارضين في أروقة الأزهر، وجامعته وكلياته، وفي المساجد التي يتولون الخطابة فيها.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • الشركات والمصانع المصرية تساهم بـ 63% في هيكل صادرات الملابس
  • نظام حماية البيانات الشخصية 2025: خطوة حكومية لتعزيز خصوصية الأفراد والثقة الرقمية
  • العمال الكوردستاني: لا خطوة إضافية بعملية السلام قبل حرية أوجلان
  • نيشان للتوريدات البلاستيكية.. حضور لافت في معرض أربيل الدولي يؤكد مكانتها الريادية
  • الطليعة الأزهرية حراس الحرية الدينية لا الشريعة!!
  • الرقابة المالية تحصر11 مخالفة ضد "ديجتايز" وتقر عقوبات مشددة على الشركة
  • هيكل طفل يكشف فصيلة جديدة من أسلاف الإنسان عمرها (3.5) مليون سنة
  • أبو العينين: حرية الملاحة بالبحر الأحمر وقناة السويس ركيزة للأمن الإقليمي
  • أبو العنين: نشدد على أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس
  • القومي للإعاقة ينتهي من الورش التدريبية "المهارات الريادية وتوليد فكرة مشروع" في 7 محافظات