آبل تزيل تطبيقي المواعدة Tea وTeaOnHer بعد فضائح الخصوصية

أقدمت شركة آبل على إزالة تطبيقي المواعدة Tea وTeaOnHer من متجرها الرسمي للتطبيقات، بعد أن تبين أنهما ينتهكان قواعد إدارة المحتوى وسياسات حماية البيانات. 

يأتي القرار عقب سلسلة من المخالفات التي رصدتها الشركة داخل التطبيقين، والتي تضمنت مشاركة غير مصرح بها لبيانات المستخدمين، إلى جانب إخفاقات في توفير أدوات الأمان الأساسية داخل المنصتين.

ووفقًا لتقرير نشره موقع TechCrunch، أكدت آبل أن التطبيقين خالفا عدة بنود رئيسية من سياساتها، أبرزها القاعدة التي تمنع استخدام أو مشاركة المعلومات الشخصية لأي مستخدم دون إذنه المسبق.

 وأشارت الشركة إلى أن كليهما فشلا أيضًا في الالتزام بالمعايير المطلوبة للتعامل مع المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون، والتي تُلزم مطوري التطبيقات بتوفير خيارات للإبلاغ عن المواد المسيئة أو المزعجة، وإتاحة أدوات لحظر المستخدمين المخالفين، بالإضافة إلى آلية فعالة لمنع ظهور المحتوى غير اللائق أو المهين.

ولم تقتصر الانتهاكات على المحتوى فقط، إذ كشفت آبل أن التطبيقين تلقيا عددًا مفرطًا من المراجعات السلبية، وشكاوى متعددة من المستخدمين تتعلق بانتهاكات للخصوصية، من بينها حالات تورطت فيها بيانات تخص قاصرين.

 وأوضحت الشركة أنها تواصلت مع مطوري التطبيقين عدة مرات لمحاولة حل هذه المشكلات، إلا أنهم لم يقدموا حلولًا جذرية أو تعديلات ملموسة تضمن التزامهم بالقواعد.

خروقات أمنية وتسريبات حساسة
أحد الأسباب التي دفعت آبل إلى اتخاذ قرارها الصارم هو التاريخ الأمني المثير للجدل لتطبيق Tea. فبعد إطلاقه لأول مرة عام 2023، شهد التطبيق نموًا سريعًا في عدد مستخدميه خلال العام الجاري، لكنه تعرض في يوليو لاختراق كبير أدى إلى تسريب عشرات الآلاف من الصور، من بينها أكثر من 3000 صورة شخصية وبطاقات هوية استخدمها المستخدمون للتحقق من حساباتهم.

كما تضمن التسريب منشورات خاصة، وتعليقات، ورسائل مباشرة بين المستخدمين. وبعد فترة وجيزة، كشف اختراق ثانٍ عن أكثر من مليون رسالة خاصة، ما أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ودفع العديد من المستخدمين للمطالبة بحذف بياناتهم نهائيًا من خوادم الشركة.
تم تصميم تطبيق Tea ليكون مساحة للنساء لمشاركة تجاربهن في المواعدة وتقييم الرجال الذين قابلنهم، سواء بالإيجاب أو السلب.

 يسمح التطبيق للمستخدمات بتحميل صور الأشخاص الذين واعدنهم، وإضافة تعليقات وتقييمات، بل وحتى البحث في السجلات العامة أو إجراء بحث عكسي عن الصور. كان الهدف المعلن هو تمكين النساء من التحقق من أمان الأشخاص قبل الدخول في علاقة جديدة، حسب وصف التطبيق.

أما تطبيق TeaOnHer فقد جاء ليعكس التجربة من منظور الرجال، إذ أتاح لهم مشاركة معلومات عن النساء، بما في ذلك الصور والتفاصيل الشخصية. كلا التطبيقين رُوّجا على أنهما منصتان آمنتان للمواعدة والمشاركة المجتمعية، لكن الواقع كان مغايرًا تمامًا، خصوصًا بعد اكتشاف الثغرات الأمنية التي سمحت بتسريب البيانات الشخصية وملفات الهوية.
على الرغم من إزالتهما من متجر تطبيقات آبل، لا يزال كل من Tea وTeaOnHer متاحين حتى الآن على نظام أندرويد عبر متجر Google Play، حيث لم تصدر جوجل حتى الآن قرارًا مماثلًا. ومع ذلك، من المتوقع أن تواجه المنصتان تدقيقًا متزايدًا في الأسابيع المقبلة، خاصة بعد تداول تقارير أمنية جديدة حول ضعف أنظمة الحماية الخاصة بهما.
يرى مراقبون أن قرار آبل الأخير يأتي في سياق جهودها المستمرة لتعزيز ثقة المستخدمين في نظامها الإيكولوجي المغلق، الذي طالما قدّم نفسه بوصفه بيئة أكثر أمانًا مقارنة بغيره من الأنظمة. وتؤكد الشركة من خلال هذه الخطوة أنها لن تتهاون مع أي تطبيق يُعرّض بيانات المستخدمين للخطر، مهما كانت شعبيته أو حجمه في السوق.

بهذا القرار، ترسل آبل رسالة واضحة إلى مطوري التطبيقات: حماية خصوصية المستخدم لم تعد خيارًا، بل شرطًا أساسيًا للبقاء على منصاتها.

المصدر: بوابة الوفد