الذخائر غير المنفجرة..حين تتحوّل غزة لحقل ألغامٍ مفتوحٍ
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
الثورة / متابعات
لم يتوقف حجم الكارثة التي خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة على الدمار الواسع وملايين الأطنان من الركام وعشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين وغيرها الكثير؛ بل إنّه ترك من إجرامه آثارًا مدمّرة من شأنها أن تفتك بالبشر وبالحجر وستتواصل آثارها لعقودٍ قادمة، ويتمثل ذلك في أكثر من سبعين ألف طنٍ من الذخائر التي لم تنفجر بعد، لتتفاقم المعاناة الإنسانية في غزة التي تحولت إلى حقل ألغامٍ مفتوحٍ، إن لم تجد حلولًا حقيقيةً وعاجلةً عبر جهودٍ دوليةٍ تتبنّاها المؤسسات الأممية المختصة.
71 ألف طن من الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة في غزة
وفي هذا السياق حذر مركز غزة لحقوق الإنسان من الخطر المتصاعد لعشرات آلاف الأطنان من المخلفات غير المنفجرة التي خلّفها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي تشكل تهديداً يومياً لحياة المدنيين وجهود الاستجابة الإنسانية في الميدان، وتعرقل جهود الإنقاذ وإزالة الركام ومحاولات العودة للحياة.
وأوضح المركز في بيان له، أمس الجمعة، إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود نحو20 ألف جسم متفجر لم ينفجر بعد من قنابل وصواريخ وقذائف ألقاها جيش الاحتلال خلال العدوان العسكري والإبادة الجماعية المستمرة طوال أكثر من عامين.
وأشار إلى أن هذه التقديرات حتى منتصف أكتوبر 2025 تشير إلى تراكم نحو 65 إلى 70 مليون طن من الركام الناتج عن تدمير آلاف المنازل والمنشآت والمرافق الحيوية، يوجد وسطها نحو 71 ألف طن من المتفجرات والمخلفات التي لم تنفجر بعد وتشكل قنابل قتل موقوتة.
وحذر المركز الحقوقي بأن هذه الكميات الهائلة من الأنقاض ومعها المخلفات غير المنفجرة تزيد من تعقيد الأمور وتجعل غزة تواجه أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، منبها إلى أن المخلفات والذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطرا جسيما على النازحين العائدين إلى مناطقهم السكنية وتعيق محاولاتهم عودة الحياة إليها.
عمليات الإنقاذ محفوفة بالموت
وأفاد محمود بصل، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، لمركز غزة لحقوق الإنسان، أن “المخلفات تشكل خطراً كبيراً، إذ يُقدّر وجود نحو 71 ألف طن من المتفجرات والمخلفات التي لم تنفجر بعد. خلال عمليات الانتشال نواجه مخاطر حقيقية، فقد تؤدي أي حركة خاطئة لانفجار قد يقتل أفراد الدفاع المدني أو المدنيين في الموقع”.
وأضاف أن “العديد من هذه المخلفات رُصدت داخل المباني السكنية والطرقات والمناطق الزراعية، مما يجعل من كل عملية إنقاذ أو تنظيف عملاً محفوفاً بالموت”.
الأمم المتحدة: عملية إزالة الذخائر غير المنفجرة في غزة طويلة وخطيرة والأولوية الآن لرفع الوعي بمخاطرها
وأشار المركز لحقوقي إلى أنه سجل خلال الأشهر الماضية، وقوع العديد من الانفجارات الناتجة عن مخلفات غير منفجرة، كان آخرها في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث أدى انفجار قذيفة مدفونة إلى استشهاد ثلاثة مواطنين أثناء محاولتهم إزالة الركام من محيط منزلهم. كما شهد مخيم النصيرات انفجاراً مشابهاً تسبب بإصابة أربعة عمال كانوا ينقلون الأنقاض، وكذلك في بلدة القرارة في خانيونس.
وشدد على أن هذه الحوادث تمثل شواهد حية على الخطر القائم والمستمر في كل شارع وحي في القطاع، حيث بات كل مكان تعرض للقصف أو التوغل الإسرائيلي مكانا محتملا لانفجار مفاجئ لدى محاولة النازحين العودة إليه، أو خلال عمل الطواقم الإنسانية لتهيئة المكان لاستقبال النازحين أو انتشال جثامين أو استصلاح أراضي للزراعة.
انتهاكٌ للقانون الدولي
وذكّر بأن المخلفات الحربية غير المنفجرة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وخصوصاً اتفاقيات جنيف، التي تلزم قوة الاحتلال باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين وضمان إزالة مخلفات الحرب من المناطق المأهولة، والإفصاح عن مواقع الذخائر والقنابل التي لم تنفجر.
وطالب مركز غزة لحقوق الإنسان بتشكيل لجان دولية متخصصة تحت إشراف الأمم المتحدة لإجراء مسح شامل وسريع لجميع مناطق قطاع غزة لتحديد مواقع المخلفات غير المنفجرة.
كما طالب بإرسال فرق هندسية دولية مزودة بالمعدات والخبرات اللازمة لإزالة هذه المخلفات وتأمين المناطق المأهولة.
#متابعة | منظمة “هيومانيتي آند إنكلوجن” للإغاثة: تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة سيستغرق على الأرجح ما بين 20 و30 عاماً، وأكثر من 53 شخصاً ارتقوا وأصيب المئات، بسبب مخلفات الحرب الإسرائيلية في غزة.
تطهير غزة من المخلفات قد يستغرق 30 عاما
بدوره قال مسؤول في منظمة “هيومانيتي آند إنكلوجن” للإغاثة، الخميس، إن تطهير قطاع غزة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق ما بين 20 و30 عاما، واصفا القطاع بأنه “حقل ألغام مفتوح”.
وأضاف نيك أور، خبير إزالة الذخائر المتفجرة في المنظمة، أن “إزالة الأنقاض تماما لن تحدث أبدا، لأنها تحت الأرض. سنظل نجدها لأجيال مقبلة”، مشبها الوضع بما شهدته المدن البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.
القيود الإسرائيلية تعمق المأساة
من جانبها قالت دائرة الأمم المتّحدة للإجراءات المتعلّقة بالألغام إلى أنه بسبب القيود التي فرضت خلال العامين الماضيين في القطاع الفلسطيني “لم يكن ممكنا إجراء عمليات مسح واسعة النطاق في غزة”.
مسؤول في منظمة Humanity&Inclusion: غزة تحولت إلى حقل ألغام مفتوح، ومن المتوقع أن يستغرق تطهيرها من الذخائر غير المنفجرة ما بين 20 و30 عاما.
وأضافت الدائرة أنّها وانطلاقا من هذا الواقع لا تملك “صورة شاملة للتهديد الذي تمثّله المتفجرات والذخائر في قطاع غزة”.
وفي يناير الماضي، قالت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام إن التقديرات تشير إلى أنّ “5% إلى 10%” من الذخائر التي أُطلقت على قطاع غزة لم تنفجر.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذخائر غیر المنفجرة التی لم تنفجر من الذخائر قطاع غزة فی غزة إلى أن ألف طن
إقرأ أيضاً:
مخلفات الحرب في غزة تهدد الأجيال القادمة.. كم تحتاج وقتا لإزالتها؟
حذر مسؤولون في مجال الإغاثة الإنسانية من أن تطهير قطاع غزة من الذخائر غير المنفجرة سيستغرق ما بين 20 و30 عاما، فيما وصف نيك أور، خبير إزالة الذخائر في منظمة "هيومانيتي اند إنكلوجن"، القطاع بأنه "حقل ألغام مفتوح".
وأظهرت قاعدة بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 53 شخصا قتلوا وأصيب المئات بسبب مخلفات الحرب التي استمرت عامين بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مع توقعات منظمات الإغاثة بأن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير.
ومع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ظهرت آمال في إمكانية الشروع بمهمة ضخمة لإزالة المخلفات ضمن ملايين الأطنان من الأنقاض.
وقال أور: "إذا كنت تتطلع إلى إزالة الأنقاض تماما، فهذا لن يحدث أبدا، فهي تحت الأرض. سنظل نجدها لأجيال مقبلة"، مشبها الوضع بالمدن البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن إزالة الذخائر من على السطح يمكن تحقيقها خلال جيل، أي نحو 20 إلى 30 عاما، لكنها تمثل "حلا جزئيا لمشكلة ضخمة جدا".
وأكد أور أن فريقه المكون من سبعة أشخاص سيبدأ الأسبوع المقبل بتحديد مواقع مخلفات الحرب داخل البنية التحتية الأساسية في غزة، مثل المستشفيات والمخابز، إلا أنه أوضح أن منظمات الإغاثة لم تحصل بعد على تصريح شامل من الاحتلال الإسرائيلي للبدء في إزالة الذخائر أو استيراد المعدات اللازمة لذلك.
وأضاف أن الوحدة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات في غزة تمنع دخول مواد تعتبر "مزدوجة الاستخدام" مدنيا وعسكريا، مشيرا إلى سعيه للحصول على تصاريح لاستيراد إمدادات لحرق القنابل بدلا من تفجيرها، لتقليل خطر إعادة استخدامها من قبل حماس.
وأشار أور إلى أهمية تشكيل قوة أمنية مؤقتة، كما هو متوقع ضمن خطة وقف إطلاق النار المكونة من 20 نقطة، لضمان قدرة العاملين في المجال الإنساني على أداء مهامهم بأمان.
من جهته، أكد لوك إيرفينغ، رئيس بعثة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن المخاطر الناتجة عن الذخائر غير المنفجرة "مرتفعة للغاية"، مع تزايد حركة السكان في القطاع نتيجة وقف إطلاق النار.
وأضاف إيرفينغ أن مدى التلوث الكامل لن يتضح إلا بعد إجراء مسح شامل، مشيرا إلى أن التقارير الأخيرة عن إصابة خمسة أطفال هي "واحدة من مئات القصص عن أشخاص، غالبا من الأطفال، قتلوا أو أصيبوا بسبب هذه المواد الخطرة".
وحذر المسؤول الأممي من تزايد المخاطر في الأيام والأسابيع والسنوات المقبلة، مع محاولات السكان إنقاذ ما تبقى من منازلهم وممتلكاتهم، ولعب الأطفال في المناطق المتضررة، وتوجه العاملين في المجال الإنساني إلى مناطق كانت محظورة سابقًا بسبب القتال.