أنموذج العطاء الغماري من منظور السيد القائد
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
تصبح الكتابة بالغة المشقة والتعقيد، حين تحاول مفردات اللغة المحدودة، توصيف أعلى مقامات العظمة، وأرقى نماذج العطاء، في سياقها الوجودي الإنساني، وفي أبعادها القيمية والأخلاقية والروحية، وهو ما نلمسه عند مقاربة مقام الشهداء العظماء، حيث تقف الأقلام عاجزة، والقرائح متبلدة، وتعلن اللغات إفلاسها، والبلاغة بؤسها، أمام عظمة الحضور الشامخ، وفيض العطاء الباذخ، الذي لا يبلغه قول، ولا يحيطه وصف، ولا يرقى إليه بيان، ولا تعدو الكتابة عنهم، كونها محاولات متعثرة على طريق البوح، ولعل تلك هي أولى كرامات الشهداء، الذين يتحولون إلى أيقونات خالدة، تأسر من حولها بعظمة حضورها وعطائها، وتغمر الزمان والمكان بقداسة نهجها.
وإذا كانت هذه بعض مبررات مشقة الكتابة في هذا المجال، التي طالما عانيت وطأتها، عند مقاربة مقام العظماء، وهي اليوم قد أصبحت أكثر وطأة، في مقام شهيدنا العظيم، هاشم غزة، الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، خاصة وأن سيد القول ومنبع الفصاحة، سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – قد سبق بالحديث عنه، في كلمته الخاصة بالشهيد الكريم ابن عبدالكريم، بعد يوم من تشييعه الرسمي والشعبي المهيب.
إن حديث السيد القائد، عن هاشم غزة وشهيدها الكريم، كان حديثاً شاملاً، لكل مقامات القرب، ومواقع المعرفة والاتصال الوثيق، حيث أصبح الشهيد الغماري – من خلال كلمة السيد القائد – هو خلاصة الصراع في كل أبعاده، ومسيرة النصر في جميع مراحلها وتحولاتها، ومسار النهضة والريادة الحضارية، وأرقى تجليات القيم الإنسانية والأخلاقية، وأبهى مقامات الارتقاء الروحي والإيماني، وأصدق روايات التضحية في تاريخ البشرية، وأعظم مصاديق الهوية الإيمانية، والنموذج الناصع في موضع الاقتداء لكل الشعوب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قادة المناطق العسكرية يرفعون برقية عزاء للرئيس المشاط باستشهاد الفريق الركن محمد الغماري
الثورة نت /..
رفع قادة المناطق العسكرية برقية عزاء إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن باستشهاد الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة.
وأوضح قادة المنطقة العسكرية المركزية، والمناطق العسكرية الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، وقوات الاحتياط المركزي، وألوية الصمود، والنصر، والكرار، والناصر، وكتائب الوهبي، ومحور همدان، في البرقية أن الفريق الركن الغماري، كان قدوة وقائداً ومعلماً وعزة عصرنا، ومدرسة متكاملة في الجد والاهتمام والتسليم والشجاعة والاقدام، كما كان قوياً عزيزاً شديداً أمام الطغاة والمجرمين، ورحيماً عطوفاً لأبناء شعبه وأمته، وما شاهدناه في اهتمامه بأبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة خير شاهد.
وأشاروا إلى “أن الشهادة هي وسام شرف اختصه الله بها، وليعلم الأعداء أن دم الشهيد هي وقود تشعل فينا كل معاني الإباء والعزة، وهذه الدماء زلزال يدك عروش الطغاة والظالمين، وفاتحة للنصر الكبير بزوال العدو الصهيوني والأمريكي والمنافقين والخونة العملاء”.
وأكد قادة المناطق العسكرية، العهد للسيد القائد بالثبات في الساحات والجبهات، حاملين راية الشهداء بكل عزة وإباء وشموخ، لا نبدّل ولا نغير حتى تحقيق الفرج والنصر للشعب اليمني وكافة المستضعفين.
وأضافوا “إننا بهذا المصاب نعزيكم، ونعزي أسرة الشهيد ورفاقه الشهداء ونعزي شعبنا اليمني العزيز المجاهد الصابر، وأبناء أمتنا الإسلامية، ونعزي المجاهدين في فلسطين، ونعاهد الله ونعاهد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، ونعاهدكم ونعاهد شعبنا وكل الأحرار بأن نكون ثابتين في الساحات والجبهات، حاملين راية الشهداء بكل عزة وإباء وشموخ، لا نبدل ولا نغير حتى تحقيق الفرج والنصر لشعبنا وكافة المستضعفين”.
كما أكدوا أنهم سيكونون عوناً وسنداً لرئيس هيئة الأركان العام اللواء الركن يوسف حسن المداني، بكافة المهام والأعمال الجهادية، لافتين إلى الجهوزية مع كافة المجاهدين في الجبهات والساحات لمواجهة كافة المؤامرات التي يحيكها الأعداء.
واختتم قادة المناطق العسكرية البرقية بالقول “مرة أخرى نعزيكم، ونعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل، الذي يزيدنا عزماً وقوة في مواجهة الأعداء ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة الأبرار، ويسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار مع الأنبياء والأولياء والصالحين، ويحشره في زمرة محمد وآله”.