عصابة أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
الثورة /
في مشهد يعكس إعادة إنتاج لسياسات الخراب التي مارستها في اليمن وليبيا والسودان، تعمل الإمارات على تصدير نموذجها التخريبي إلى قطاع غزة، حيث تتواصل الأدلة الميدانية والإعلامية لكشف الدور الإماراتي الواضح، سواء في العلن أو الخفاء، في دعم ظاهرة عصابة ياسر أبو شباب الانفصالية، أو كما يصفها معظم الفلسطينيين، الخيانية، في قطاع غزة.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، تراكمت المؤشرات التي توضح أن أبوظبي تعمل على تعزيز هذه الظاهرة ضمن مشروع سياسي واسع يهدف إلى استهداف المجتمعات الفلسطينية المقاومة وتعقيد المشهد الوطني.
إذ تظهر استراتيجية الإمارات بوضوح أنها تعتمد على الانخراط في البيئات الانفصالية داخل المجتمعات العربية.
فالإمارات لا تتعامل مع المقاومة الفلسطينية بوصفها حركة تحرر وطني وقد صرح دبلوماسي إماراتي في مؤتمر دولي قائلاً إن المقاومة الفلسطينية تُشكل تهديداً للأمن القومي الإماراتي.
يبرز الناشط علي أبو رزق تراكم الأدلة الميدانية على التدخل الإماراتي في دعم عصابة ياسر أبو شباب. ففي الأشهر الأخيرة، ظهرت فيديوهات لعناصر العصابة وهم يركبون جيبات تحمل لوحات إماراتية.
وهذه المشاهد لم تكن مجرد لقطات عابرة، بل تشير إلى نوع من الدعم اللوجستي أو الرمزي المباشر، يعزز من حضور هذه الظاهرة على الأرض.
بموازاة ذلك تلعب وسائل الإعلام وحملات العلاقات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي دورًا مركزيًا في مشروع الدعاية الإماراتي لعصابة ياسر أبو شباب.
فقد شغلت عشرات الحسابات المحسوبة على الإمارات حملة واسعة لإعادة تعريف ياسر أبو شباب في المجال العام، محاولين تصويره كشخصية شعبية، وليس كخائن أو مارق كما يصفه الفلسطينيون.
وهذه الحملات لم تقتصر على التواصل الرقمي، بل امتدت إلى ما يُعرف باللوبي السياسي في الولايات المتحدة، حيث قامت منظمة ضغط قريبة من الإمارات بدفع صحف كبرى مثل “نيويورك تايمز” و”صنداي تايمز” لنشر مقابلات ومقالات تظهر ياسر أبو شباب في صورة إيجابية، وهو ما يعكس مستوى التمويل والتخطيط لهذه الحملة الإعلامية.
واستمرارية هذه الحملات في الأيام الأخيرة تؤكد استراتيجية الإمارات في دعم الظاهرة عبر أدوات متعددة. فقد نشرت منصة جسور نيوز الممولة إماراتيا فيديو ترويجي يظهر فيه أطفال فلسطينيون ضمن ما يشبه مركزًا تعليميًا، وظهرت زوجة ياسر أبو شباب فيه وكأنها تمثل النظام التعليمي في المنطقة، ما يعزز من خطاب “المشروعية الشعبية” لهذه الظاهرة.
كما كشفت تقارير صحفية أمريكية وإسرائيلية عن وجود خلاف بين الإمارات ومصر حول الموقف الرسمي من المفاوضات الأخيرة، والداعي لاستيعاب المقاومة الفلسطينية في اليوم التالي للحرب.
ويشير هذا إلى أن السياسة الإماراتية تجاه غزة لا تتعلق فقط بدعم شخصية محددة، بل بفرض نفوذ أوسع على المشهد الفلسطيني، مع محاولة إدخال عناصر جديدة في الحوار الإقليمي، وربطها باستراتيجيات التحالفات العربية والدولية.
بالمجمل، يظهر أن الإمارات لا تكتفي بدعم ياسر أبو شباب إعلاميًا فقط، بل تسعى إلى إنشاء مشروع متكامل: دعم لوجستي، تغطية إعلامية واسعة، تعبئة لوبيات خارجية، واستثمار الملفات التعليمية والاجتماعية لتعزيز صورتها في القطاع.
وهذه الديناميكية ليست جديدة في السياسة الإماراتية، لكنها تتجلى اليوم بوضوح في غزة، حيث يحاول المشروع الإماراتي استثمار الأزمات والصراعات الداخلية الفلسطينية لتعزيز ظواهر انفصالية تصب في المصلحة الإقليمية لدولة الإمارات.
ويؤكد مراقبون أن ظاهرة عصابة ياسر أبو شباب ليست مجرد قضية فردية، بل نموذجًا صارخًا لكيفية استخدام دولة إقليمية أدوات متعددة – سياسية، إعلامية، ولوجستية – لتغيير الواقع الفلسطيني ويشكل تهديدًا مباشرًا للمشروع الوطني الفلسطيني الموحد.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تعاون بين «نواتوم اللوجستية» و«حفيت للقطارات» لإطلاق أول ممر شحن بالسكك الحديدية بين أبوظبي وصُحار
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت «نواتوم اللوجستية»، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، عن توقيع اتفاقية مبدئية مع شركة «حفيت للقطارات»، يتم بموجبها إطلاق خدمات الشحن بالسكك الحديدية بين صُحار في سلطنة عُمان، وأبوظبي في دولة الإمارات.
وتمثل هذه الاتفاقية خطوة بارزة نحو إطلاق ممر مخصص لنقل البضائع بالسكك الحديدية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
ووفقاً للخطة المزمع تنفيذها، ستقوم «نواتوم اللوجستية» بإطلاق خدمة شحن يومية عبر خط السكك الحديدية الجديد التابع لشركة «حفيت للقطارات» بعد اكتمال تنفيذه، عبر تشغيل سبعة قطارات مخصصة للحاويات على مدار الأسبوع، بطاقة استيعابية تصل إلى 276 حاوية نمطية لكل قطار، بما يعادل مناولة 193,200 حاوية نمطية سنوياً.
وتتضمن الاتفاقية توفير قطارات مخصصة لمناولة الحاويات النمطية قياس (20، و40، و45 قدماً)، مما يضمن قدرة تشغيلية عالية ومتنوعة منذ اليوم الأول للتشغيل.
وستغطي هذه الخدمة مجموعة واسعة من البضائع المتداولة حالياً بين البلدين، بما في ذلك البضائع العامة، والمنتجات المصنعة، والسلع الغذائية، والأدوية، ومنتجات الزراعة الغذائية، وغيرها من المواد الأساسية.
وقال سمير تشاتورفيدي، الرئيس التنفيذي لنواتوم اللوجستية، مجموعة موانئ أبوظبي: تمثل شراكتنا مع «حفيت للقطارات» خطوة بارزة ضمن استراتيجيتنا لتقديم حلول لوجستية متكاملة على امتداد منطقة الشرق الأوسط، فمن خلال ربط اثنين من أهم الموانئ الاستراتيجية في المنطقة عبر السكك الحديدية لأول مرة، فإننا نعمل على توسيع نطاق خدماتنا وتمكين متعاملينا من الاستفادة من وسيلة نقل فعّالة ومنخفضة التكلفة، قابلة للتوسع، ومستدامة.
وأضاف: إلى جانب أثرها الإيجابي على الصعيد التشغيلي، فإن اتفاقيتنا ستسهم في تعزيز البنى التحتية لسلاسل الإمداد في المنطقة، وستفتح فرصاً واعدة للنمو، ودعم التكامل الاقتصادي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
من جانبه، قال أحمد المساوى الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة حفيت للقطارات: في إطار التزامنا المستمر بالتعاون مع أبرز مقدمي الخدمات اللوجستية في سلطنة عُمان ودولة الإمارات، تمثل اتفاقيتنا اليوم مع «نواتوم اللوجستية» فصلاً جديداً في مسيرتنا نحو تطوير شبكة خطوك سكك حديدية عابرة للحدود بين البلدين الشقيقين، فمن خلال تقديم خدمة سكك حديدية مخصصة، فإننا نضمن أن تكون عمليات شحن الحاويات عبر الحدود بين عُمان والإمارات أكثر موثوقية وسلاسة، ما يسهم في تعزيز التجارة البينية ودعم النمو المستدام.
ومع تنامي أهمية الاستدامة لسلاسل الإمداد على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإن خدمات النقل عبر السكك الحديدية تعد وسيلة أكثر كفاءة ومراعاة للبيئة، مقارنة بخدمات النقل البري التقليدية، حيث توفر خدمات الشحن عبر القطارات حلولاً أكثر ملاءمة من حيث التكلفة لاسيما عند نقل كميات كبيرة من البضائع المنقولة بالحاويات، وكذلك البضائع العامة المنقولة لمسافات متوسطة إلى طويلة، كما أن قدرة القطارات على نقل حمولات ضخمة بكميات وقود أقل تسهم في تحقيق انخفاض كبير في نسبة الانبعاثات الكربونية لكل طن، مما يدعم المتعاملين على تحقيق أهداف الاستدامة، دون التأثير على الأداء التشغيلي لأعمالهم.
ومع توقيع هذه الاتفاقية، تتبوأ شركة «حفيت للقطارات» مكانة محورية ضمن منظومة لوجستية جديدة، من شأنها إحداث نقلة نوعية في خدمات نقل البضائع بين الإمارات وعُمان، مما يعزز دور السكك الحديدية كمحفز رائد للتكامل الإقليمي، والتنمية المستدامة، وتوفر مزايا تنافسية لا تضاهى لازدهار الأعمال.
جدير بالذكر أن خدمة النقل التي ستقدمها نواتوم اللوجستية عبر شبكة حفيت للقطارات تتكامل مع خدمات الشحن عبر السكك الحديدية التي تقدمها حالياً للربط بين ميناء خليفة ومرافئ الفجيرة، والتي تم إطلاقها لأول مرة في الربع الثالث من عام 2024.
أخبار ذات صلة