الجزيرة:
2025-10-28@13:41:23 GMT

صنّاع الأحذية في العراق يحيون حرفتهم العريقة

تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT

صنّاع الأحذية في العراق يحيون حرفتهم العريقة

الموصل، العراق- في الأزقة الضيقة للموصل القديمة، التي كانت يوما قلبا نابضا لصناعة الأحذية في العراق، عادت ورش العمل لتدب فيها الحياة من جديد.

بعد سنوات من الصراع والدمار، يعمل حرفيون مثل سعد عبد العال (58 عاما) على إحياء تقليد يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام.

ازدهرت صناعة الأحذية في العراق، المعروفة بـ"القندرجية"، خلال فترة الخلافة العباسية (الدولة الإسلامية الثالثة التي حكمت بين عامي 750 و1258 ميلادي)، عندما كانت بغداد مركزا عالميا للتجارة والثقافة.

كرّست أجيال من العائلات حياتها لتحويل الجلود الخام إلى أحذية متينة، وتوارثت مهاراتها من المعلم إلى المتدرب.

قبل الحرب، كانت العاصمة بغداد تضم أكثر من 250 مصنعا، بينما كانت الموصل تفتخر بوجود أكثر من 50 مصنعا. كانت الأحذية العراقية الصنع تُقدّر لأناقتها ومتانتها، وكانت رمزا للفخر الوطني.

عبد العال وجد ورشته مدمرة بعد عودته إلى الموصل (المنظمة الدولية للهجرة)

يقول عبد العال، ويداه سريعتان وثابتتان وهو يقص قطعة من الجلد: "بدأ عملنا منذ أكثر من 40 عاما. تعلمت المهنة، وأحببتها، ولم أتركها قط".

كاد هذا التقليد العريق أن يختفي عام 2014، عندما استولى تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) على الموصل. قُصفت الورش والمصانع، أو نُهبت، أو هُجرت.

فقد عبد العال كل شيء: معداته، ومتجره، وعماله. يتذكر قائلا: "قصف، ودمار! لم يكن هناك مال حتى للتفكير في البدء من جديد".

بنهاية الحرب، تقلص عدد مصانع الموصل البالغ 50 مصنعا إلى أقل من 10. وأصبح آلاف صنّاع الأحذية عاطلين عن العمل، ومهاراتهم مهددة بالزوال.

جاءت نقطة التحول مع "صندوق تنمية المشاريع- تعمير" التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الذي قدم منحا وتدريبا لأصحاب المشاريع النازحين والعائدين.

يدا سعد عبد العال لا تزالان سريعتين ودقيقتين بعد أكثر من 4 عقود في صناعة الأحذية (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)

بالنسبة إلى عبد العال، كانت هذه فرصة لشراء آلات الخياطة والكبس، وإعادة فتح ورشته، وتوظيف عمال.

إعلان

يقول: "الأمر ليس سهلا، لكننا نتقدم شيئا فشيئا".

اليوم، ينتج عبد العال نحو 4 أزواج من الأحذية يوميا، وهو عدد أقل من السابق، لكنه كافٍ للحفاظ على استمرارية عمله. المنافسة من الواردات الرخيصة شرسة، لكنه يصر على أن الحرفية العراقية لا تزال تتمتع بميزة.

يقول عبد العال إن "أحذيتنا من الجلد الأصلي؛ إنها تدوم. قد تبدو الأحذية المستوردة جذابة بصريا، لكنها تفتقر إلى الجودة".

ويضيف "على النقيض من ذلك، فإن الأحذية التي يتم إنتاجها في مصنعي تشبه بصريا الأحذية المستوردة، لكنها تقدم جودة فائقة"، ويختم بقوله "هذا ما يجعلنا فخورين".

بنهاية الحرب، تقلص عدد مصانع الأحذية في الموصل البالغ 50 مصنعًا إلى أقل من 10، مع ترك آلاف صنّاع الأحذية عاطلين عن العمل ومهاراتهم مهددة بالزوال (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة) إعلان المنافسة من الواردات الرخيصة شرسة، لكن عبد العال يصر على أن الحرفية العراقية لا تزال تتمتع بميزة (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)كل زوج من الأحذية يستغرق ساعات من العمل الدقيق: القص، والخياطة، والتشكيل، والتلميع (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)كل زوج من الأحذية يعكس ساعات من العمل الدقيق في ورشة عبد العال بالموصل (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)الحرفيون يقومون بقص ولصق الجلد يدويا قبل خياطة الأحذية (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)العامل أحمد الحاج غانم يقص الجلد بعناية، وهي مهارة أتقنها على مدى عقد من الزمان (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة) إعلان مصنع سعد للأحذية الجلدية من بين الموردين الرئيسيين للأحذية العراقية الصنع للموصل والمحافظة الشمالية (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)عبد العال يقوم بفحص الجودة النهائي لحذاء جلدي قبل وصوله إلى السوق (آرام حكيم/ المنظمة الدولية للهجرة)من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المنظمة الدولیة للهجرة الأحذیة فی فی العراق عبد العال أکثر من

إقرأ أيضاً:

صحفيات بلا قيود: الحوثيون يصعّدون حربهم ضد المنظمات الدولية واقتحاماتهم لمقار الأمم المتحدة ترقى لجرائم حرب تستدعي تحقيقاً دولياً عاجلاً

أدانت منظمة صحفيات بلا قيود التصعيد الخطير الذي تشنه مليشيا الحوثي ضد المنظمات الدولية والعاملين الإنسانيين في مناطق سيطرتها، واعتبرته “انتهاكاً صارخاً ومتعمدًا للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب تستدعي تحقيقاً دولياً عاجلاً”.

 

وقالت المنظمة إن المليشيا حاصرت واقتحمت فجر السبت 18 أكتوبر مجمع الأمم المتحدة (UNCAF) في حي حدة بصنعاء، واحتجزت عشرين موظفاً بينهم أجانب، بعد أن قطعت التيار الكهربائي والاتصالات، وصادرت أجهزة ووثائق وأخضعت المحتجزين لتحقيقات قاسية. كما اقتحمت بعد ذلك بأيام مكاتب منظمات أوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين في محافظة حجة، وصادرت معداتها وخوادمها.

وأشارت المنظمة إلى أن هذا الاقتحام جاء بعد يومين من تصريحات زعيم مليشيا الحوثي، التي اتهم فيها موظفين بالأمم المتحدة بالتجسس، في تصعيد خطير يشكل تحريضاً متعمداً ضد العاملين الإنسانيين، ويعكس نمطية وسياسة ممنهجة من أعلى هرم المليشيا في استهداف العمل الإنساني وفرض الخوف على موظفيه.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن حملة ممنهجة تستهدف العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسي، وتسببت في ضغوط نفسية خطيرة وصلت إلى وفاة موظف أممي جراء التوتر والخوف من الملاحقة.

 

وأكدت صحفيات بلا قيود أن استهداف العاملين الإنسانيين يمثل “جريمة ضد القانون الدولي برمته”، مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان بيئة آمنة ومحايدة للعمل الإنساني في اليمن.

أدانت المنظمة بأشد العبارات هذا الهجوم الممنهج، مؤكدة على ضرورة إجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل في جميع هذه الانتهاكات، وضمان الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليتهم عن هذه الانتهاكات وفق القانون الدولي.

كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات، والعمل على تأمين بيئة آمنة ومحايدة للعمل الإنساني، ووقف سياسة الصمت أو المهادنة التي شجعت المليشيا على التمادي في جرائمها ضد المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي.

وأكدت "صحفيات بلا قيود" أن الصمت الدولي لم يعد مقبولاً أمام الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المنظمات الدولية وموظفيها في مناطق سيطرتها، مشددة على أن حماية العاملين الإنسانيين ليست خياراً سياسياً، بل واجباً قانونياً وأخلاقياً ملقى على عاتق المجتمع الدولي، ويستدعي تحركاً عاجلاً لوقف الانتهاكات ومساءلة المسؤولين عنها.

كما جددت المنظمة دعوتها لكافة الأطراف الدولية لتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والعمل على إنهاء معاناة اليمنيين وصون كرامتهم الإنسانية في ظل انتهاكات الحوثيين المستمرة.

 

مقالات مشابهة

  • المنظمة الدولية للهجرة تطلق برنامج تدريب المدربين حول إدارة حالات العودة وإعادة الإدماج
  • تفاصيل مذكرة تفاهم المنظمة الدولية للهجرة ومركز القاهرة الدولي لدعم الدول الإفريقية في القضايا والنزاعات
  • العفو الدولية تضغط على أوغندا لكشف مصير ناشطين كينيين
  • «الدولية للهجرة»: زيادة في أعداد الوافدين إلى ليبيا
  • ” الدولية للهجرة ” ترسل أكثر من 47 ألف مادة إغاثية لدعم النازحين في غزة
  • رفض تنزاني لتقرير العفو الدولية واتهام المنظمة بـالتحيز
  • الهجرة الدولية: احتياجات الإيواء في غزة مُلحّة للغاية و90% من السكان نازحين
  • “هيومن رايتس ووتش” تدعو “إسرائيل” للامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية وضمان دخول المساعدات إلى غزة
  • صحفيات بلا قيود: الحوثيون يصعّدون حربهم ضد المنظمات الدولية واقتحاماتهم لمقار الأمم المتحدة ترقى لجرائم حرب تستدعي تحقيقاً دولياً عاجلاً